Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

واشنطن عازمة على نشر صواريخ جديدة في آسيا غداة انسحابها من معاهدة نووية مع روسيا

قال وزير الدفاع الأميركي إن القرار يهدف لاحتواء توسّع النفوذ الصيني في المنطقة

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة العشرين باليابان في يونيو الماضي (أ.ف.ب)

أعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، السبت 3 أغسطس (آب)، أن الولايات المتحدة تريد الإسراع في نشر صواريخ جديدة في آسيا، خلال الأشهر المقبلة إذا كان ذلك ممكناً، لاحتواء توسّع النفوذ الصيني في المنطقة.

ورداً على سؤال عن احتمال نشر واشنطن أسلحة تقليدية جديدة متوسطة المدى في آسيا، قال إسبر للصحافيين الذين يرافقونه في جولته إلى آسيا، "نعم... نريد أن نقوم بذلك في أقرب وقت... أفضّل أن يتمّ ذلك خلال أشهر، لكن هذه الأمور تستغرق عادة وقتاً أطول من المتوقّع".

ولم يحدّد إسبر المكان الذي تعتزم فيه واشنطن نشر تلك الأسلحة، قائلاً "لا أريد أن أتكهن... إنها أمور نناقشها دائماً مع الحلفاء".

وجاء هذا الإعلان غداة انسحاب الولايات المتحدة رسمياً، الجمعة، من معاهدة مهمة للصواريخ النووية كانت قد أبرمتها مع روسيا، وذلك بعدما رأت أن موسكو تنتهك المعاهدة. إلا أن روسيا اعتبرت الخطوة الأميركية "خطأ فادحاً".

وبفعل انسحابها من المعاهدة، بات متاحاً لواشنطن مقارعة الصين، لأن القسم الأكبر من ترسانة بكين يضمّ أسلحة كانت محظورة بموجب المعاهدة المذكورة، التي لم يوقّعها الصينيون. وفي هذا الصدد، اعتبر إسبر أنه ينبغي على الصين ألا تتفاجأ بالخطط الأميركية. وقال "ينبغي ألا يشكّل ذلك مفاجأة لأننا نتحدّث عنه منذ وقت غير قصير. أود أن أؤكد أن ثمانين في المئة من ترسانتهم (الصين) مؤلفة من أسلحة تشملها معاهدة الأسلحة المتوسطة. ليس مفاجئاً إذاً أن نبدي رغبتنا في قدرات مماثلة".

تبادل الاتهامات بين واشنطن وموسكو

وكانت واشنطن ألمحت إلى عزمها الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى قبل ستة أشهر ما لم تلتزم موسكو بها، لكن روسيا قالت إنها ذريعة للانسحاب من معاهدة تعتقد أن الولايات المتحدة تريد أن تتخلى عنها على أي حال بغية تطوير صواريخ جديدة.

وأبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب الصحافيين بأنه يود إبرام اتفاقية جديدة للأسلحة مع روسيا للحد مع جميع القوى النووية، وربما كذلك مع الصين.

وقال ترمب "إذا تمكنا من إبرام اتفاقية يقلصون هم ونحن بموجبها (الأسلحة) النووية، فإن ذلك سيكون شيئاً جيداً للعالم. أعتقد جازماً بأن ذلك سيحدث".

وتفاوض على المعاهدة المبرمة عام 1987 الرئيس الأميركي حينها رونالد ريغان مع الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف.

وتحظر المعاهدة على الجانبين وضع صواريخ قصيرة أو متوسطة المدى تطلق من البر في أوروبا ويتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر، مما يقلل من قدرتهما على توجيه ضربات نووية مباغتة.

ويزيد هذا الخلاف من حدة أسوأ أزمة بين الولايات المتحدة وروسيا منذ انتهاء الحرب الباردة عام 1991. ويعتقد بعض الخبراء بأن انهيار المعاهدة قد يقوض اتفاقيات الحد من الأسلحة الأخرى ويعجل بتآكل النظام العالمي الذي يهدف إلى منع انتشار الأسلحة النووية.

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في بيان "لن تبقى الولايات المتحدة جزءاً من معاهدة تنتهكها روسيا عمداً".

وأضاف "عدم امتثال روسيا للمعاهدة يهدد المصالح العليا للولايات المتحدة لأن تطوير روسيا ونشرها لنظام صاروخي ينتهك المعاهدة يمثل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا".

وقال مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية، طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن روسيا نشرت في جميع أنحاء البلاد "وحدات متعددة" من صاروخ كروز "له القدرة على ضرب أهداف أوروبية غاية في الأهمية" في انتهاك للمعاهدة.

وتنفي روسيا هذه المزاعم وتقول إن مدى الصاروخ يجعله خارج المعاهدة. كما رفضت طلبا أميركياً بتدمير الصاروخ الجديد "نوفاتور 9إم729" والمعروف أيضاً باسم (إس.إس.سي-8).

وأبلغت موسكو واشنطن بأن قرارها الانسحاب من المعاهدة يقوض الأمن العالمي ويهدم ركيزة أساسية من ركائز الحد من التسلح.

الصين

قال سفير الصين الجديد لدى الأمم المتحدة‭ ‬تشانغ جون إن الصين تأسف لانسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة، وعبر عن شكوكه إزاء انضمام بكين إلى واشنطن وموسكو في معاهدة نووية.

وأضاف "الولايات المتحدة تقول إن الصين يجب أن تكون طرفاً في معاهدة نزع الأسلحة هذه، لكنني أعتقد بأن الجميع يعرف أن الصين ليست على مستوى الولايات المتحدة والاتحاد الروسي نفسه (فيما يتعلق بالأسلحة النووية)".

حلف شمال الأطلسي

رفض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ طلب روسيا تعليق نشر الصواريخ، قائلاً إنه عديم المصداقية لأن موسكو نشرت بالفعل مثل هذه الرؤوس الحربية.

وأضاف ستولتنبرغ "هذا ليس عرضاً يتسم بالمصداقية لأن روسيا تنشر صواريخ منذ سنوات. ليست هناك مصداقية في عرض لوقف نشر صواريخ ينشرونها بالفعل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومضى يقول "لا توجد صواريخ أميركية جديدة ولا صواريخ جديدة للحلف في أوروبا، لكن هناك المزيد والمزيد من الصواريخ الروسية الجديدة".

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن روسيا هي التي تتحمل مسؤولية انسحاب الولايات المتحدة من المعاهدة وإن لندن تؤيد بالكامل أي تحرك من جانب حلف شمال الأطلسي رداً على ذلك.

وكانت روسيا طلبت، الجمعة، من الولايات المتحدة تعليق نشر صواريخ نووية قصيرة ومتوسطة المدى.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ارتُكب خطأ فادح في واشنطن".

وأضافت "ننفذ بالفعل وقفاً أحادياً ولن ننشر صواريخ قصيرة أو متوسط المدى تطلق من البر في مناطق تنشر فيها الولايات المتحدة مثل هذه الصواريخ".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات