Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الناجون من حادثة قطار أوديشا يستذكرون لحظات الرعب

استذكر الركاب المصابون بجروح الليلة المرعبة لتصادم القطارات فيما يسابق أقرباء الضحايا الوقت لإيجاد جثث أحبائهم

عمال الإغاثة متجمعين حول حاملة من حافلات القطار المنكوب (أ ف ب)

ملخص

فجأة حل صمت رهيب ومن بعده علا الصراخ من كل حدب وصوب.

ينتحب شاب في العشرينيات من عمره، فيما يهرع باتجاه المشرحة بعيد لحظات من تلقيه الخبر الذي كان يخشاه. تبين أن شقيقه هو من بين الضحايا البالغ عددهم 275 الذين سقطوا في أسوأ حادثة تصادم قطار شهدتها الهند خلال هذا القرن ويتوجب عليه الآن التعرف على جثته.

على غرار كثيرين ممن تجمعوا هنا في أكبر مستشفى في بوبانسوار، سافر شيخ ساهاغير لساعات طويلة خلال الليل فور سماعه على التلفزيون خبر اصطدام ثلاثة قطارات بما فيها قطار "كوروماندل اكسبرس" Coromandel Express الذي كان شقيقه البالغ 20 سنة شيخ ساهيد آلام على متنه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وصل في بادئ الأمر إلى موقع الحادثة التي وقعت يوم الجمعة في منطقة بالاسور للبحث عنه "ولكن بعد بلوغ الموقع، طلب منا البحث في المستشفيات ومن هناك أرشدنا المسؤولون إلى مستشفى معهد عموم الهند للعلوم الطبية AIIMS" كما قال. هنا، الرائحة الكريهة للأجسام المتعفنة تملأ المكان إذ بدأت الجثث في المشرحة غير المزودة بالتبريد تتحلل جراء الحر الشديد.

وما زاد الطين بلة هو العدد الكبير للأشخاص الذين يتلقون العلاج جراء الإصابات التي منيوا بها. فإلى جانب القتلى والمفقودين، هنالك 1199 شخصاً يعانون إصابات متفاوتة الخطورة بحسب ما أفاد به المسؤولون في البلاد. ومن بين هؤلاء أخرج 939 مريضاً من المستشفى حتى الساعة.

غالبية ضحايا حادثة التصادم كانوا عمالاً مهاجرين وأشخاصاً يشكلون يداً عاملة رخيصة في المصانع ويتحدرون بأكثريتهم من البنغال الغربية وهم يستقلون في كثير من الأحيان القطار المكتظ.

وأفاد المسؤولون بأن قطار كوروماندل اكسبرس كان مكتظاً بالركاب ويسافر "بسرعة قصوى" عندما وقعت الحادثة. وسافر القطار عبر التلال على طول الساحل الشرقي للهند وهو في العادة يستغرق أكثر من 24 ساعة لإتمام الرحلة التي تمتد على أكثر من 1600 كلم.

وفي أحد مستشفيات سورو بالقرب من موقع الحادثة، حيث يعمل الأطباء والممرضون بلا كلل على مدار الساعة لمعالجة المصابين والجرحى، يتذكر الناجون الحادثة المميتة ولحظات الرعب.

كان أنور شيخ، 35 سنة، على متن قطار "هورا يسفانتبور اكسبرس" Howrah Yesvantpur Express عندما وقعت حادثة التصادم. وكان وجد مكاناً على الأرض للنوم عندما اخترق الأجواء صوت عال. وتذكر تلك اللحظات قائلاً: "فجأة حل صمت رهيب ومن بعده بدقيقة علا الصراخ".

سحب من العربة ونقل إلى المستشفى فيما كان ينزف من أماكن عدة من جسمه.

وقال مصاب آخر من بنغال الغربية في طريقه إلى المنزل: "كان كوروماندل اكسبرس مكتظاً للغاية في ذلك اليوم ولم نتمكن من الحصول على مقاعد في العربات العامة ولهذا جلسنا بالقرب من الباب. بدأت الرحلة عند الثالثة من بعد الظهر وبعد مضي بضع ساعات سمعنا دوي صوت هائل وأصبحنا في الجهة الأخرى". وتابع قائلاً: "لا أذكر كيف نجوت. فقد كانت عربات الدرجة العامة والعربات المخصصة للنوم الأكثر تضرراً" واصفاً الدرجات الأرخص ثمناً غير المزودة بالتبريد التي يتألف منها الجزء الأكبر من القطار. وأضاف: "لقد قام السكان بإنقاذنا".

وفي سياق متصل، قال المسؤولون إنهم لا يتوقعون بأن ترتفع حصيلة القتلى بعد أن تغيرت خلال اليومين الماضيين لتعداد بعض الجثث مرتين. ولكن تحدثت صحيفة "اندبندنت" مع عديد من العائلات التي ما زالت لا تملك أية معلومات عما حل بأحبائها الذين اعتبروا في عداد المفقودين.

وفي مدينة كوتاك المجاورة، قال موكيش كومار إنه لم يسمع أي أخبار عن شقيقه أمريش منذ وقوع الحادثة وبأنه فقد أمل العثور عليه حياً. وأضحت أكبر مخاوفه حالياً تتمثل في احتمال "رمي جثته في مكان ما" من دون القدرة على التعرف عليها في حال لم يعثر عليه في الوقت المناسب.

وقال متحدثاً في كلية ومستشفى الطب أس سي بي SCB، لصحيفة "اندبندنت": "نبحث عنه منذ البارحة ولم نعثر عليه بعد. كانوا مجموعة من الأصدقاء. بحثنا في كل مكان ووجدنا أحدهم في أحد المستشفيات".

بالقرب منه كان يقف رجل بعينين منتفختين وحمراوين بسبب قلة النوم وهو يبحث عن شقيق زوجته البالغ 16 سنة. وقال: "وصلنا مساء الجمعة ومنذ ذلك الحين قسمنا أنفسنا إلى مجموعتين للبحث عن الشاب المفقود".

وهم أيضاً يخشون أن يلقى المصير نفسه (أي أن ترمى جثته من دون التعرف عليها) في حال تأخروا في إيجاده. وأضاف: "لم نجده أو نجد جثته".

وكان المسؤولون في مستشفى وكلية "أس سي بي" أنشأوا مكتب استعلامات في الخارج حيث كان الناس يستعلمون يائسين عن أقربائهم المفقودين. ولكن لم تتوافر معلومات كثيرة بالنسبة لغالبية المفقودين واستمر أقرباؤهم بالانتظار فيما جال وزراء المقاطعات ووزراء الدولة على المستشفيات متحدثين إلى الناجين.

وأعلنت هيئة السكك الحديدية في تقرير أولي بأن "فشل في الإشارة (فشل عمال الإشارة في التوجيه الصحيح للقطارات) هو السبب المحتمل لوقوع الحادثة. وأعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي زار موقع الحادثة في أوديشا يوم السبت بأنه "ستنزل أشد العقوبات بكل من يظهره التحقيق مذنباً".

كما رصدت الحكومة الفدرالية تعويضات بقيمة 1 مليون روبية (9746 جنيه استرليني) لأقرب أقرباء كل ضحية و200 ألف روبية (1949 جنيه استرليني) للذين تلقوا إصابات خطرة و50 ألف روبية (487 جنيه استرليني) لمن أصيبوا إصابات طفيفة.

وبحسب حكومة أوديشا، خرجت 17 عربة من قطاري الركاب عن مسارها.

وأظهر تحقيق أولي بأن قطار كوروماندل اكسبرس كان متجهاً إلى شيناي من كولكاتا وخرج عن مساره الرئيس، ودخل إلى مسار حلقي (مسار جانبي يستخدم لركن القطارات) بسرعة 128 كلم في الساعة واصطدم بقطار نقل بضائع متوقف على ذلك المسار بحسب ما أفادت به العضو في مجلس السكك الحديدية جايا فارما سينا.

أدى ذلك التصادم إلى خروج المحرك وأول أربع أو خمس حافلات بالقفز عن المسار وسقوطها واصطدامها بأول عربتين من قطار يشوانتبور – هورا الذي كان يسير في الاتجاه المعاكس بسرعة 126 كلم في الساعة على المسار الرئيس الثاني بحسب ما شرحت سينا. وأضافت بأن هذا الأمر تسبب بخروج العربتين بقوة عن المسارات وانضمامهما إلى الحادثة المروعة.

أصيب سائقا القطارين ولكنهما تمكنا من النجاة.

وقالت سينا إن التحقيق يتركز حالياً على نظام إدارة المسار الذي يكون التحكم فيه بواسطة الكمبيوتر الذي يطلق عليه اسم نظام التشابك، الذي يوجه القطار إلى مسار فارغ عند النقطة التي يلتقي فيها مساران. ويشتبه بأن النظام معطل ولم يكن ينبغي أن يسمح لقطار كوروماندل اكسبرس بالسير في المسار الحلقي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار