Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صدمة عنيفة بالأسواق العالمية... والفاعل "أميركي"

النفط يتكبد أكبر خسائر منذ 2015... والدولار "القوي" يهبط... وأسواق الأسهم تنزف

متعاملون بالبورصة الأميركية بعد قرار خفض الفائدة وموجة جديدة من التعريفات الجمركية على الصين (أ.ف.ب.)

هزة عنيفة شهدتها الأسواق العالمية على خلفية قرار البنك المركزي الأميركي خفض معدلات الفائدة، إضافة إلى تصريحات جديدة للرئيس الأميركي دونالد ترمب، من المتوقع أن تثير ردود فعل سلبية خلال الفترة المقبلة.

ولم تكد الأسوق تفوق من وقع صدمة قرار البنك المركزي الأميركي خفض معدلات الفائدة للمرة الأولى منذ الأزمة المالية العالمية، حتى بدأت سهام ترمب تتجه صوب المجلس الاحتياطي الاتحادي، إضافة إلى إعلان فرض المزيد من الرسوم الجمركية لتشمل جميع المنتجات الصينية، ما تسبب في أن تتحول أسواق الأسهم إلى المربع الأحمر، بينما تعزز اتجاه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة، ومن بينها الذهب.

الرئيس الأميركي، في تصريحات له أمس، قال إن الولايات المتحدة سوف تفرض تعريفات بنحو 10 بالمئة على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار، حتى مع استمرار المباحثات بين الطرفين.

وأضاف في تغريدات عدة عبر تويتر "عاد ممثلونا للتوّ من الصين بعد إجراء مباحثات بنّاءة تتعلق بصفقة تجارية مستقبلية، كنا نظن أننا عقدنا صفقة مع الصين قبل ثلاثة أشهر، ولكن للأسف، قررت الصين إعادة التفاوض على الصفقة قبل التوقيع".

وذكر أن الصين وافقت على شراء المنتجات الزراعية من الولايات المتحدة بكميات كبيرة، لكنها لم تفعل ذلك، بالإضافة إلى تعهد الرئيس شي جين بينغ وقف بيع "فنتانيل" للولايات المتحدة، وهذا لم يحدث أبداً.

وتابع "تستمر المباحثات التجارية، وخلالها ستبدأ الولايات المتحدة في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل، بفرض تعريفة إضافية صغيرة بنسبة 10 بالمئة على ما تبقى من الواردات الصينية بقيمة 300 مليار دولار".

وأشار إلى أن هذه التعريفات الجديدة لا تشمل الرسوم المفروضة بالفعل على سلع صينية بقيمة 250 مليار دولار. وتابع "نتطلع إلى مواصلة حوارنا الإيجابي مع الصين حول صفقة تجارية شاملة، ونرى أن المستقبل بين الدولتين سيكون مشرقاً للغاية".

الذهب يستفيد من اتجاه المستثمرين نحو الملاذات الآمنة

وعلى خلفية هذه التصريحات، وقبلها قرار البنك المركزي الأميركي، ومع اتجاه المستثمرين إلى الملاذات الآمنة، قفز سعر التسليم الفوري للذهب بأكثر من 28 دولاراً خلال تعاملات الخميس، حيث ارتفع سعر التسليم الفوري للمعدن الأصفر بنسبة 2 بالمئة، أو ما يعادل 28.5 دولاراً،  مُسجلاً 1442.30 دولار للأوقية.

وعند التسوية، انخفض سعر العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) بنحو 0.4 بالمئة، أو ما يعادل 5.40 دولار، ليصل إلى 1432.40 دولار للأوقية، بعد أن كان متراجعاً عند 1412.10 دولار للأوقية خلال الجلسة.

النفط يتعرض لأكبر خسائر منذ فبراير 2015

في المقابل، عمّقت أسعار النفط خسائرها بنحو 8% عند تسوية تعاملات جلسة الخميس، لتسجل أسوأ أداء يومي منذ فبراير (شباط) من العام 2015 مع تصاعد التوترات التجارية وبعد بيانات سلبية للنشاط الصناعي العالمي.

وبخلاف تصريحات ترمب وخفض الفائدة الأميركية، تأثر الخام سلباً ببيانات اقتصادية أظهرت انكماش نشاط الصناعة في منطقة اليورو والمملكة المتحدة والصين، ما يهدّد بتباطؤ الطلب العالمي على الخام.

وكانت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية قد أظهرت زيادة الإنتاج الأميركي في الأسبوع المنتهي في 26 يوليو (تموز) الماضي بمقدار 900 ألف برميل يومياً إلى 12.200 مليون برميل يومياً.

وعلى الجانب الآخر، هبطت المخزونات في نفس الفترة بمقدار 8.5 مليون برميل إلى 436.5 مليون برميل.

وعند التسوية، تراجع سعر العقود الآجلة لخام "نايمكس" الأميركي تسليم سبتمبر (أيلول) بنسبة 7.9 بالمئة، مُسجلاً 53.95 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى لهذا العقد الأكثر نشاطاً منذ 10 يونيو (حزيران) الماضي. لكنه عاد ليستقر أعلى مستوى 55 دولاراً في تعاملات اليوم الجمعة.

وانخفض سعر العقود الآجلة لخام "برنت" القياسي تسليم أكتوبر (تشرين الأول) بنحو 6.7 بالمئة عند 60.70 دولار للبرميل. لكنه عاد ليستقر أعلى مستوى 62 دولارا في تعاملات اليوم الجمعة.

الدولار "القوي" يتحول إلى الخسائر

في سوق العملات، تحوّل الدولار الأميركي إلى الهبوط أمام العملات الرئيسة مع إعلان الرئيس دونالد ترمب نيته فرض تعريفات جمركية على باقي السلع الصينية.

وارتفع اليورو أمام الدولار بنسبة 0.1 بالمئة، ليسجل 1.1087 دولار، وبعد أن كان متراجعاً عند 1.1027 دولار هو أدنى مستوى في نحو 26 شهراً.

وكان اليورو تعرّض لخسائر قوية في وقت سابق من التعاملات مع ارتفاع الدولار بعد خفض الفائدة الأميركية، لكن رئيس البنك المركزي الأميركي أشار إلى أن خفض الفائدة قد لا يعني التحول نحو سياسة تيسيرية، وإنما يمثل تعديلاً في السياسة الحالية للتعامل مع التطورات الاقتصادية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتراجع الدولار أمام الين بنحو 1.2 بالمئة مُسجلاً 107.47 ين، بعد أن سجلت العملة الأميركية أعلى مستوى أمام نظيرتها اليابانية منذ نهاية مايو (آيار) الماضي في وقت سابق من التعاملات.

كما قلّص الجنيه الإسترليني خسائره أمام الورقة الأميركية الخضراء إلى نحو 0.06 بالمئة، ليصل إلى 1.2152 دولار، بعد أن هبط لمستوى 1.2085 دولار للمرة الأولى في 30 شهراً تقريباً.

وخلال نفس الفترة، تراجع مؤشر الدولار الرئيس، الذي يقيس أداء العملة أمام 6 عملات رئيسة بنحو 0.1 بالمئة إلى 98.378، بعد أن سجل أعلى مستوى في عامين عند مستوى 98.932.

عائدات السندات الأميركية بأدنى مستوى منذ 2016

وأعلن البنك المركزي الأميركي، أمس، تراجع عائد سندات الخزانة الأميركية لأدنى مستوى منذ عام 2016، بعد بيانات اقتصادية وقرار الاحتياطي الفيدرالي.

وجاءت هذه البيانات الاقتصادية السلبية لتشكل مزيداً من الضغط على عوائد السندات الأميركية مع آمال خفض ثانٍ لمعدل الفائدة.

وكشفت بيانات أميركية حديثة تراجع النشاط الصناعي في الولايات المتحدة لأدنى مستوى في 3 سنوات، كما انخفض الإنفاق على البناء الأميركي خلال يونيو (حزيران) الماضي بعكس التوقعات.

كما ارتفعت طلبات إعانة البطالة في الولايات المتحدة بأكثر من التوقعات خلال الأسبوع الماضي.

وفي وقت متأخر من تعاملات الخميس، تراجع عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات إلى مستوى 1.89 بالمئة، بعد أن سجل 1.877 بالمئة، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام 2016.

وخلال نفس الفترة، تراجع عائد الديون الحكومية لمدة 30 عاماً إلى 2.441 بالمئة، كما انخفض عائد السندات الأميركية لأجل عامين بنسبة 1.726 بالمئة.

الأسهم الأميركية تتجه إلى المنطقة الحمراء

على صعيد أسواق الأسهم، تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تداولات الخميس، متخليةً عن المكاسب التي حققتها في وقت سابق بالجلسة، لكن "وول ستريت" تعرضت لضغوط بسبب التصريحات الأخيرة للرئيس ترمب بشأن الرسوم الجديدة على الصين.

وهبط "داو جونز" الصناعي بنسبة 1 بالمئة أو 281 نقطة إلى 26583 نقطة، بعد مكاسب خلال الجلسة بأكثر من 300 نقطة، وتراجع "ناسداك" بنسبة 0.8 بالمئة أو 64 نقطة إلى 8111 نقطة، في حين انخفض مؤشر "استاندرد آن بورز 500" الأوسع نطاقاً بنسبة 0.9 بالمئة أو 27 نقطة إلى 2953 نقطة.

وفي الأسواق الأوروبية، ارتفع مؤشر "ستوكس يوروب 600" بنسبة 0.5 بالمئة أو نقطتين إلى 387 نقطة. فيما تراجع مؤشر "فوتسي" البريطاني بنحو نقطتين إلى 7585 نقطة، وارتفع مؤشر "داكس" الألماني (+64) نقطة إلى 12253 نقطة، وصعد المؤشر الفرنسي "كاك" (+38) نقطة إلى 5557 نقطة.

وفي اليابان، استقر مؤشر "نيكي" عند مستوى 21541 نقطة، بينما ارتفع المؤشر الأوسع نطاقاً "توبكس" بنسبة 0.14 بالمئة عند مستوى 1567 نقطة.

اقرأ المزيد

المزيد من اقتصاد