Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل ورط بوريس جونسون بريطانيا في اتفاق التجارة مع أستراليا؟

يزعم أن المفاوض الأسترالي قال لليز تراس: "لقد تنازل رئيسك عن المملكة بأكملها"

أبلغ جونسون المسؤولين الأستراليين أنه وافق على الاتفاق لأنه يريد الاعتذار لأستراليا عن قرار بريطانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قبل 50 سنة (أ ب)

ملخص

اتُهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون  بالتسبب "بالمشاكل" لبلاده بسبب تورطه في سوء إدارة هزلية أثناء إبرام اتفاق تجاري مع أستراليا

اتُهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون  بالتسبب "بالمشاكل" لبلاده بسبب تورطه في سوء إدارة هزلية أثناء إبرام اتفاق تجاري مع أستراليا والبالغة قيمته 10 مليارات جنيه استرليني (12.45 مليار دولار).

ويقال إن مسؤولاً أسترالياً، وخلال عشاء فوضوي استضافه مقر رئاسة الوزراء أوائل عام 2021، ارتجل اتفاقاً في شأن حصص استيراد اللحوم وهو في طريقه إلى الحمام، وسارع إلى إقناع السيد جونسون بالتوقيع عليه قبل وصول الجزء الأخير من الوجبة.

ويزعم أن ليز تراس، التي كانت في ذلك الوقت تعمل وزيرة للتجارة الدولية وحاولت في ما بعد إلغاء الاتفاق، قيل لها في وقت لاحق: "لقد تنازل رئيسك عن المملكة بأكملها".

وقال دارن جونز، رئيس لجنة الأعمال والتجارة في مجلس العموم، إن الأحداث "كفيلة بجعل مفاوضينا التجاريين المحترفين يبكون... هذا خطأ فادح".

وقال ديفيد هينيغ، وهو خبير تجاري بارز ساعد في إنشاء وزارة التجارة الدولية التابعة للحكومة بعد التصويت على بريكست عام 2016، لـ"اندبندنت" إن المملكة المتحدة بدت "مطواعة" في ظل السيد جونسون بنظر الآخرين.

بل إن تفاصيل ما حدث، الذي أوردته مجلة "بوليتيكو" Politico للمرة الأولى، انتشر دولياً. إذ ذكرت ويندي كاتلر، المسؤولة التجارية الأميركية السابقة، إن ما جرى يؤكد الطبيعة التفصيلية للمحادثات التجارية و"خطر" وجود "زعيم البلد على رأس طاولة المفاوضات".

يذكر أن الاتفاق تضمن موافقة رئيس الوزراء آنذاك على قياس واردات لحوم البقر بوزن قطع اللحم فقط، بدلاً من البقرة بأكملها، وهي أثقل بكثير - مما أدى فعليا إلى زيادة هائلة في كمية اللحوم التي يمكن لأستراليا إرسالها إلى بريطانيا.

ويبدو أن المفوض السامي الأسترالي جورج برانديس، إذ أدرك أن الاتفاق كان جيداً إلى درجة لا يمكن تصديقها، سجل على عجل المكافأة غير المتوقعة وسارع إلى الحمام. وفي الطريق، أعطى الورقة إلى مساعد ليراجعها على عجل ويحولها إلى وثيقة تجارية – قبل أن تعاد إلى طاولة العشاء ليوقعها السيد جونسون.

وفي خطوة استثنائية، قيل إن السيد جونسون أبلغ المندوبين الأستراليين، بمن فيهم رئيس وزراء البلاد، أنه وافق على الاتفاق لأنه يريد الاعتذار لأستراليا عن قرار بريطانيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي قبل 50 سنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويزعم أن الأستراليين المبتهجين قالوا للسيدة تراس الغاضبة إن رئيسها، السيد جونسون، "تخلى عن المملكة" بالفعل، وفق وزير سابق شارك في المحادثات.

لطالما كان اتفاق بريطانيا التجاري المبرم مع أستراليا بعد بريكست مثيراً للجدل. فقد دانه المزارعون البريطانيون باعتباره خيانة، في حين قال وزير البيئة السابق جورج يوستيس إن الحكومة "قدمت أكثر مما ينبغي في مقابل الحصول على أقل مما ينبغي".

وقال متحدث باسم السيد جونسون إن تقرير "بوليتيكو" "محض هراء"، لكن الموقع الإلكتروني أفاد بأنه كان تحدث إلى خمسة من كبار المسؤولين المشاركين في المفاوضات من الجانبين.

وقال أحد المستشارين السابقين للسيدة تراس للمطبوعة إنه لا يعتقد بأن السيد جونسون كان على دراية بالتفاصيل، مضيفاً أن العشاء "كان متسرعاً للغاية – وانتهى في نهاية المطاف بتنازل أكبر في مجال اللحم البقري".

وقال مستشارون إن السيدة تراس أرادت إعادة فتح المحادثات – لكن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون هدد "بإبلاغ وسائل الإعلام بأن المملكة المتحدة ستتراجع عن أول اتفاق تجاري يبرم بعد بريكست".

ودافع ألكسندر داونر، الذي كان المفوض السامي لأستراليا حتى عام 2018، عن الاتفاق وقال إن مسألة الأوزان "تفصيل طفيف" من بين المنافع التي سيقدمها الاتفاق.

لكن السيد هينيغ قال إن التقرير حول المفاوضات الفوضوية مع الوفد الأسترالي "من الواضح أنه لا يبدو أمراً جيداً للمملكة المتحدة"، وأضاف: "تحت قيادة جونسون، كانت سمعتنا تفيد بأننا سنوقع على أي شيء، كما يتضح من الاتفاقين مع الاتحاد الأوروبي وأستراليا".

وأعلن حزب العمال أن "الفوضى والعبثية" خذلتا الشركات البريطانية والمزارعين على وجه الخصوص. وقال نيك توماس-سيموندز، وزير التجارة الدولية في حكومة الظل، إن الحكومة امتلكت "سجلاً رهيباً في المفاوضات التجارية. هي إما أبرمت اتفاقات رديئة أو لم تبرم أي اتفاقات على الإطلاق".

وتابع: "يعترف ريشي سوناك بذلك، واصفاً اتفاق الحكومة مع أستراليا بأنه 'أحادي الجانب'، في حين يقول وزير البيئة والأغذية والشؤون الريفية السابق: 'قدمت المملكة المتحدة أكثر مما ينبغي في مقابل الحصول على أقل مما ينبغي'. خذلت بشدة الفوضى والعبثية اللتان أبداهما المحافظون الشركات البريطانية، ولاسيما مزارعينا".

وقيل إن محامي الحكومة البريطانية واصلوا المساومة مع الجانب الأسترالي في شأن أوزان لحوم البقر المستوردة حتى توقيع الاتفاق في ديسمبر (كانون الأول) 2021.

وتحقق قدر من التسوية من خلال التأكد من أن الضمانات الزراعية – المصممة لإبطاء الواردات بعد 10 سنوات في حال حصول قفزة سريعة – تطبق مكافئات وزن الذبيحة التي نص عليها المسؤولون البريطانيون في البداية.

ومن المتوقع أن يعزز الاتفاق المبرم بعد بريكست، الذي دخل حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، التجارة الثنائية بين البلدين بنحو 10 مليارات جنيه سنوياً بحلول عام 2035. لكن المزارعين لا يزالون غاضبين من سخاء حصص الوصول المعفاة من الرسوم الجمركية الممنوحة إلى لحوم الأبقار الأسترالية.

وقالت رئيسة الاتحاد الوطني للمزارعين، مينيت باترز، إن التنازلات كانت "خرقاً حقيقياً للثقة في نظر المزارعين"، وأضافت: "لا يزال الغضب شديداً".

وأضاف متحدث باسم الاتحاد الوطني للمزارعين: "نعلم أن الحكومة قدمت أكثر بكثير مما كان عليها تقديمه، ويوضح هذا الاتفاق ذلك".

وقال وزير التجارة الدولية نايجل هدلستون للمزارعين في وقت سابق من الأسبوع الماضي إن الحكومة "حمتهم" وإن ثمة ضمانات لحماية السوق البريطانية من "الإغراق" بالمنتجات من أستراليا ونيوزيلندا.

© The Independent

المزيد من متابعات