Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أعضاء جدد في هيئة الحوار الوطني الجزائري

استقال كريم يونس وعاد عن قراره والاجتماعات تبدأ الأحد المقبل

لم يكن اجتماع منسق لجنة "الحوار الوطني الشامل" في الجزائر، كريم يونس، عادياً، مساء أمس (1/8/2019)، مع من تبقى من أعضاء وعددهم ثلاثة (استقال اثنان). حاول يونس الابتعاد عن أعين الصحافة في زاوية غير مكشوفة بفندق "الأروية الذهبية" بأعالي العاصمة، وبمجرد لحاق أعضاء جدد بالاجتماع، أبلغهم يونس قرار استقالته.

في الساعة العاشرة من صباح الخميس، استقبل كريم يونس، أعضاء هيئة الحوار المتبقين إلى جانبه، فقد استقال كل من إسماعيل لالماس، ولحق به العضو عز الدين بن عيسى، فلم يكن في الاجتماع إلا فتيحة بن عبو، بوزيد لزهاري وعبد الوهاب بن جلول.

أبلغ كريم يونس الأعضاء الثلاثة عند بداية الاجتماع، أنه يعاني أزمة صحية تضاعفت تداعياتها الأسبوع الماضي، فقد كان يتابع، مثلما روى، تلك "الحملة التي تعرضت لها ولست أفهم سرها ولا دواعيها". وأضاف "إلى غاية اللحظة اعتقد أني لبيت نداء الوطن ونداء فكرة الحوار المقدسة".

ساعتان لإقناعه بالتراجع عن الاستقالة

لم يعلق كريم يونس كثيراً على خطاب رئيس أركان الجيش الجزائري، لما قطع الطريق أمام ثلاثة شروط أعلنت عنها هيئة الحوار الوطني، من داخل مقر رئاسة الجمهورية قبل أسبوع، لكنه تحدث عن "وضع محرج" أمام الشارع إذا لم تتحقق بعض المطالب المرفوعة.

وبعد نحو أربعين دقيقة، أبلغ كريم يونس من معه بأنه "مستقيل من هيئة الحوار الوطني"، وخير الأعضاء المتبقين بـ"اتخاذ قرارهم المناسب، فإن استمروا فهم أحرار وإن فعلوا العكس فلهم ما أرادوا". لتبدأ محاولات إقناعه بالعدول عن القرار بحجة أن "الانتقادات لن تتوقف ضد هيئة الحوار مهما فعلت".

وتحدث عضو في الهيئة إلى يونس وفق ما علمت "اندبندت عربية" عن ضرورة "التغاضي عما يقال في وسائل التواصل الاجتماعي، الانتقادات لن تتوقف حتى لو حققت الهيئة جميع أهدافها".

وأضاف "ما دامت الهيئة، ترفض أي امتياز لقاء جهدها فإننا بذلك لم نحد عن الفكرة الأصلية ويجب إقناع السلطات بالتجاوب مع المطالب المرفوعة لا الانسحاب". لتتوالى محاولات ثني الرجل عن الانسحاب إلى أن تكللت بالنجاح عند منتصف النهار.

 الاتصال بأعضاء جدد

وفي حين كان اجتماع الهيئة مستمراً، كانت وسائل إعلام جزائرية في رحلة بحث مضنية عن مكان انعقاده، والغريب أن يونس، كان يجيب بين لحظة وأخرى على اتصالات صحافيين، ويخبرهم بصيغة مكررة "نحن في اجتماع وسنبلغكم نتائجه، أرجو التفهم".

في تلك اللحظة فضل كريم يونس الاتصال ببعض الأعضاء المقترحين للحاق بالهيئة، طالباً منهم اللحاق بمكان وجوده، وعلمت "اندبندت عربية" بلحاق المحامية فاطمة بن براهم، ومن ثم الإعلامية حدة حزام، فيما أعلن رئيس جمعية العلماء المسلمين، عبد الرزاق قسوم موافقته على طلب الانضمام، لكنه اعتذر عن عدم الحضور لأشغال ملتزم بها.

فضت لجنة الحوار والوساطة، استقالة منسق الهيئة كريم يونس، التي قدمها خلال اجتماع اليوم، داعية إياه إلى مواصلة مشواره في التحضير للحوار الوطني الشامل باعتباره مخرجاً لأزمة الانسداد السياسي، وهو ما جعله يرضخ لمطلبهم.

ملف عن سجناء الحراك

استمر الاجتماع إلى ما بعد الظهيرة بحضور عضوين جديدين على الأقل، ولأن المحامية فاطمة بن براهم، تتابع عن قرب ملفات القضاء، فقد كلفها كريم يونس بـ"إعداد تقرير مفصل عن معتقلي المسيرات"، وهي فئة تضم عشرات الشباب ممن اعتقلوا في مسيرات شهر يونيو (حزيران) الماضي.

ويفضل الحراك تسميتهم "سجناء رأي أو سجناء سياسيين"، بينما تتشدد السلطات في رفض هذا الوصف وتعتقدهم سجناء الحق العام، ومن ثم أكدت ذلك بشكل غير مباشر، في خطاب رئيس الأركان، الثلاثاء الماضي.

ومن المعروف أن القضاء وجه تهماً تخص "المساس بالوحدة الوطنية"، لبعض هؤلاء المساجين، وبـ"تخريب أملاك عامة أو إهانة هيئة نظامية" للبعض الآخر.

 وكان لافتاً حديث أعضاء الهيئة في ما بينهم، عن إقالة وزير العدل، سليمان براهمي، وتعويضه ببلقاسم زغماتي، والغريب أن حديثهم صنف العملية بـ"محاولة لإرضاء هيئة كريم يونس".

الاجتماع الأول يوم الأحد

في المقابل، عملت "اندبندت عربية" استلام لجنة الحوار الوطني، مقراً ستمارس مهامها داخله، وقد وافقت على عرض يخص جناحا بمقر المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وهو هيئة تتبع رئاسة الجمهورية، وتضم خبراء اقتصاديين يعدون تقارير مقارنة لتقارير الحكومة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي.

ويفترض أن تلحق شخصيات جديدة بالهيئة، أولهم عبد العزيز رحابي، الدبلوماسي والوزير السابق، وهو أيضاً من أدار ندوة الحوار الوطني "صيغة الأحزاب السياسية" في السادس من يوليو (تموز) الماضي، كما بدأ يونس، اتصالات مباشرة مع شخصيات مستقلة، على أن ينطلق مسعى الحوار بشكل رسمي الأحد المقبل.

المزيد من العالم العربي