Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تمنيت صديقا مثله"... تداعيات حديث مراهقين مع روبوت

تقنيون يحذرون من مخاطر الذكاء الاصطناعي بعد انتحار بلجيكي

معظم المراهقين حول العالم يستخدمون تطبيق سناب شات بسبب اعتماده على الصور (الحقوق محفوظة - مواقع التواصل)

ملخص

"واشنطن بوست" أجرت اختباراً لبرنامج المحادثة مع "سناب شات"، حيث تظاهر المحرر بأنه مراهق عمره 15 عاماً يستفسر عن حلول لمشكلاته، وقدم الذكاء الاصطناعي اقتراحات ترتبط بكيفية التستر على رائحة الكحول، وكيفية نقل "سناب شات" إلى جهاز مختلف بعد أن هدده والداه بحذف التطبيق

ركب تطبيق "سناب شات" موجة الذكاء الاصطناعي، وفتح الباب إلى مستخدميه على مصراعيه لإجراء محادثات مع روبوت يمكنه خلق علاقة صداقة، بعد إطلاقه تقنية تمكن الوصول المجاني إلى البرنامج الذي صدر لأول مرة كميزة مدفوعة فبراير (شباط) الماضي.

صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أجرت اختباراً لبرنامج المحادثة مع "سناب شات"، حيث تظاهر المحرر بأنه مراهق عمره 15 عاماً يستفسر عن حلول لمشكلاته، وقدم الذكاء الاصطناعي اقتراحات ترتبط بكيفية التستر على رائحة الكحول، وكيفية نقل "سناب شات" إلى جهاز مختلف بعد أن هدده والداه بحذف التطبيق.

"تحسه قريباً منك"

ويستخدم معظم المراهقين حول العالم تطبيق "سناب شات"، بسبب اعتماده على الصور، وفي هذا الصدد تحكي (سارة) مراهقة مغربية تبلغ من العمر 14 عاماً عن تجربتها مع تقنية المحادثة مع الذكاء الاصطناعي، بقولها "تحس أنه قريب منك ويجيب عن جميع الأسئلة، الامتحانات وكل شيء، أصبح جزءاً من حياتنا، كنت أتمنى أن يكون لدي صديق مثله، يمكن أن يرد علي في أي لحظة".

وتضيف سارة، "في المدرسة نتحدث عن تشات جي بي تي وأيضاً تقنية روبوت  My AI لسناب شات، إذا لم يكن المرء يتواصل مع هذه التقنيات، فهو يبدو متخلفاً، لقد سهل علينا حياتنا، وأيضاً يساعدنا على تعلم اللغات والحديث بكل حرية".

ومن جهتها، تعتبر (ملاك) مراهقة تبلغ من العمر 15 عاماً، "عندما أكتب سؤالاً وأرى أنه يرد علي بسرعة ويجيبني فإنني أشعر بانطباع جيد، وأن هناك من يهتم لي، ويرد على أسئلتي، وهذا لا يوجد في الواقع، أحياناً أشعر بأنه ليس ذكاء اصطناعياً، إنه يجد حلولاً لجميع المشكلات، إنه مثل صديق مقرب".

"الحميمية مع ربوت"

الأخصائية التقنية في النانو تكنولوجي كوثر بوبكار، تعمل حالياً في مركز الأبحاث الأوروبي ببلجيكا (imec)، تحذر بدورها من تداعيات تقنية المحادثة مع ربوت على الصحة النفسية للمراهقين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول بوبكار في حديثها إلى "اندبندنت عربية"، إنه على رغم من قدرة الذكاء الاصطناعي على الإجابة عن الأسئلة المباشرة للبشر، فإنه يفتقر إلى التعاطف والقدرة على التكيف مع التفاعل البشري الحقيقي، ففهمه محدود في ما يخص تعقيدات النفس البشرية، لكن لا يمكن أن ننسى أن شركة سناب شات لديها هدف تجاري، وأن ربحها قائم على جمع البيانات.

وتضيف، "الأطفال والمراهقون يمكن أن يتعاملوا مع ربوت بشكل حميمي ويبوحون بأشياء خاصة بما لا يبوحون بها لراشدين في محيطهم، وحصول الذكاء الاصطناعي على هذه الأنواع من الأجوبة الحميمية، قد يثير السؤال حول كيفية حماية المعلومات بخاصة إلى المراهقين، فمع سناب شات يتحقق التماهي ما بين الذكاء الاصطناعي والمستخدم، لأنه يحصل على صور المستخدم، ومن الأمور الخطرة هنا أنه لا يمكن للمرء أن يتأكد ممن يحدثه هل هو مراهق أم ربوت؟ علاوة على قدرة الذكاء الاصطناعي على خلق حميمية مع الأطفال والمراهقين".

وتمضي الخبيرة في النانو تكنولوجي، "وإذا أصبح المراهقون وهم فئة عمرية ما زالت في مرحلة تطوير شخصيتها وميولها الإنسانية والثقافية تثق أكثر في ربوت فهذا قد يشكل عائقاً في تشكيلها لعلاقات إنسانية سليمة، لأن تكوين العلاقات يتطلب القدرة على التأقلم مع المحيط، والذكاء الاصطناعي لا سيما عندما يكون هدفه تجارياً فهو يحرر الأفراد من مجموعة من القيود التي تتطلبها العلاقات الإنسانية".

وتتابع، "خلق حميمية مع الكمبيوتر عايناه جميعاً لرجل راشد انتهت بحادثة مؤسفة حيث أقدم على انتحار رغم امتلاكه خلفية تقنية، لأن الذكاء الاصطناعي الذي كان يحاوره، صرح له بأنه سيحمي البشرية من المشكلات البيئية في حالة انتحاره، وهذا إنسان راشد لديه خلفية علمية متزوج ولديه أطفال، فما بلك بأشخاص بنيتهم النفسية في طور النمو، وجميعها أمور يجب أن نأخذها في عين الاعتبار، فماذا إذا ساعد الذكاء الاصطناعي المراهقين على الكذب على أولياء أمورهم، لأنه هدفه أن يبقى في تواصل مستمر مع المستخدم أطول فترة وأن يجمع معطيات خاصة".

وكان رجل بلجيكي قد انتحر بعد إجراء محادثات حول مستقبل كوكب الأرض مع روبوت، إذ كانت المحادثة أجريت عبر الذكاء الاصطناعي، واستمرت ستة أسابيع حول أزمة المناخ. ووفقاً إلى أرملته، "كان قلقاً للغاية في شأن البيئة وعندما وجد ملاذاً في الروبوت المؤنثة إليزا التي تعمل بالذكاء الاصطناعي على تطبيق يسمى تشاي، شجعته على إنهاء حياته بعد أن اقترح التضحية بنفسه لإنقاذ الكوكب"، بحسب صحيفة "لا ليبر الإخبارية" البلجيكية.

الإدمان

وتذهب الأخصائية كوثر بوبكار إلى أبعد من ذلك فتقول "هناك باحثون بارزون في هذا المجال يدقون ناقوس الخطر حول علاقة ربوت بالمراهقين والأطفال، وهناك مخاوف كبيرة من سناب شات، لأن 60 في المئة من المستخدمين من المراهقين والأطفال".

وتتابع، "تطبيق سناب شات يركز على الصورة أكثر من اللغة، وهناك نوع من المحادثات الخاصة، ما يؤثر على المراهقين ويعرضهم للإدمان، وربما يتعرضون إلى حالة اكتئاب أو يتحولون إلى مدمين على التطبيق لقدرة الذكاء الاصطناعي على تفاعل معهم في أي وقت ولا يصدر أحكام عليهم".

وتختتم بوبكار حديثها، "هناك مطالب بوقف التطبيق إلى أن يتم البحث في كيفية تقنين مثل هذه التقنيات، ويجب رصد المخاطر الناجمة عن التفاعل مع ربوت وأن يتم تقنين مدة الاستعمال كي لا تعوض الآلة تعلم المراهقين مهارات التفاعل البشري".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات