Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تبت لجنة التحقيق في شأن كورونا بنظرية المؤامرة التي ادعاها ترمب؟

يغلب الظن أن التحقيق لن يجيب عن السؤال الوحيد المهم، ألا وهو ما المصدر الحقيقي لفيروس كوفيد-19؟ ومن يتحمل المسؤولية؟ ومن كذب في التعاطي مع القضية؟

الناس قالوا إن المسألة هي مسألة مؤامرة (أ ب)

ملخص

على لجنة التحقيق الخاصة بتعاطي الحكومة مع جائحة كورونا الإجابة عن سؤال واحد: هل كان ادعاء ترمب حول المؤامرة صحيحاً في النهاية؟

هل على لجنة التحقيق الاطلاع على الرسائل النصية الشخصية على تطبيق "واتساب" الخاص برئيس الحكومة السابق بوريس جونسون؟ ومن الجهة المسؤولة عن البت في هذه القضية؟ هل سيكون رئيس الوزراء ريشي سوناك سعيداً في التظاهر بأن كل هذه المسألة تتعلق ببوريس جونسون ورسائله النصية على تطبيق "واتساب" وحده، في حين أنها حقيقة أيضاً تتعلق برسائله هو؟ وهل ستكون الأطراف المعنية بالقضية على استعداد لحلها في المحكمة؟

تلك هي الأسئلة التي تستحوذ على انتباه الشعب [في المملكة المتحدة]، وهذا سيستمر لأسابيع، من خلال التطورات البطيئة لتحقيقات لجنة كوفيد، والتي يتمنى جميع أبناء الشعب أن توفر لهم إدانة إضافية لحكومة كان يقودها رجل وجبت عليه الاستقالة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذه هي الأسئلة التي تسيطر على الضمير الشعبي في المملكة المتحدة، وهذا سيستمر لأسابيع، خلال تعامل لجنة التحقيق البطيء مع تداعيات كوفيد، والتي يتمنى جميع أبناء الشعب أن تكشف التحقيقات عن مزيد من الإدانة لحكومة كان يقودها رجل وجبت عليه الاستقالة من منصبه رئيساً للوزراء في كل الأحوال.

هل يحتمل أساساً أن نكون جميعنا مستائين ولكن من القضية الخطأ؟ إن تحقيق كوفيد لا بد أن يتوصل إلى خلاصة نحن كنا نعرفها جميعاً منذ البداية.

والقضية هي أنه في مارس (آذار) من عام 2020، كان هناك رأي سائد بأن عملية الإغلاق العام بسبب كورونا، كان من شأنها أن تحشد كل المعاناة وتركزها لتمر خلال أشهر فصل الشتاء، وأنه كان من الأفضل لو فرض التعامل مع مثل تلك المعاناة في فصلي الربيع والصيف، واتضح أن ذلك الرأي لم يكن صائباً. ثم، وفي وقت لاحق من العام، كان هناك رأي بأنه يتحتم على المملكة المتحدة فرض إغلاق جديد بأسرع وقت، وذلك الاتجاه تبين لاحقاً أنه كان مصيباً، ولكن ذلك كان قد تم رفضه.

وسنسمع أيضاً ربما، الحديث بأن بوريس جونسون لم يكن ببساطة من نوعية الأشخاص القادرين على أن يقولوا للعاملين في مقر الحكومة في عشرة داونينغ ستريت إن عليهم أن يقلعوا عن الاستمتاع بأوقاتهم، وعندما تم اكتشاف خرقهم الإجراءات، كذب [جونسون]. وأن الأمور كانت ستنتهي عند ذلك الحد.

ولكن، ما لن نسمع عنه بالتأكيد أي شيء خلال تحقيق اللجنة، هو حول التساؤلات المشروعة والمهمة. من أين جاء فيروس كوفيد-19، وخطأ من تسبب في ظهور الفيروس؟ ومن كذب في هذا الشأن؟

إن العلماء من برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP، كانوا قد وصلوا إلى خلاصة بأن مصدر الفيروس "الأكثر احتمالاً" هو أن تكون العدوى قد تسربت من معهد ووهان للعلوم الفيروسية [في الصين]، حيث كان من المعلوم أن تجارب علمية كانت تجرى هناك وتتعلق بفيروسات كورونا.

وعلى رغم من ذلك، ولأسباب تبقى إلى حد ما غير مفهومة، فلا يزال هناك نوع من الغضب الذي يلف ذلك الموضوع في هذا البلد، حيث لقي أكثر من 150 ألف شخص حتفهم جراء الفيروس.

سيكون من غير العادل القول إن غالبية الشعب البريطاني في هذا البلد يشعرون بغضب شبه غريزي ضد وزير الصحة السابق مات هانكوك، لأنه كان يقيم علاقة حميمية عندما لم يكن ذلك قانونياً، أكثر من غضبهم الموجه ضد الحكومة الصينية بسبب الاعتقاد السائد لدى وكالات الاستخبارات الأميركية بأن الصين قد ارتكبت خطأ مميتاً لا يمكن تصوره، وبعد ذلك زادت بيجينغ الأمر سوءاً بسبب محاولاتها التغطية على الخطأ.

هناك مزيد من مشاعر الغضب الموجهة ضد مستشار رئيس الوزراء السابق دومينيك كامينغز [لأنه خرق قوانين الإغلاق] وقاد سيارته في رحلة إلى قلعة بارنارد، أكثر من الغضب الذي يكنه الناس للمسؤولين الحقيقيين عن واحدة من أكثر الكوارث سوءاً التي تشهدها البشرية.

ربما يكون رأيكم أن كل ذلك غير مهم. من يهتم لذلك؟ وأن ما جرى كانت حادثة. مسألة أننا كلنا كنا أصبنا بالإنهاك جراء فيروس كورونا، والأرواح التي أزهقها، والدمار الذي ألحقه بحياة كثيرين، المليارات منهم بشكل موقت، والملايين بشكل دائم، كي نجد الغضب المطلوب ونوجهه نحو الأشخاص الذين هم، وبشكل صادق أكثر قوة منا وهم غير مستعدين ولو للحظة أن يعيرونا أي اهتمام.

لكن في الواقع، إن ذلك مهم ويحدث فارقاً، بالتأكيد في شكل واحد من الأشكال. فهناك انتخابات ستجرى في الولايات المتحدة العام المقبل. ويبدو من شبه المؤكد أكثر فأكثر أن مرشح الحزب الجمهوري لخوضها قد يكون دونالد ترمب، وإن كنتم تتابعون ما يجري، يمكنكم أن تلاحظوا بوضوح ما شكل الخط الهجومي الذي سينتهجه. لقد جرب تلك السرديات في مقابلة أجراها مع [السياسي والإعلامي اليميني البريطاني] نايجل فاراج على "قناة جي بي نيوز الإخبارية" قبل أسابيع.

وقال ترمب في حينه لفاراج كيف إنه كان قد أمضى الأيام الأولى للجائحة وهو يتعرض للانتقاد من قبل الجميع في المطلق، لأنه كانت لديه الجرأة في تسمية فيروس كورونا "الفيروس الصيني" the China virus، وأن كل ما جرى هو خطأ الصينيين. آنذاك، قال الناس إنها كانت نظرية المؤامرة. وحالياً، نحن نكتشف كيف أنه حتى وكالات الاستخبارات توافقه ذلك الرأي.

كان ترمب قد قال لفاراج بأنه [لو أصبح رئيساً من جديد]، فإنه عازم على مطالبة الصين بدفع [تعويضات] لأميركا وبقية دول العالم قدرها نحو "خمسين إلى ستين تريليون دولار أميركي كتعويضات".

الرئيس السابق ترمب لطالما كان وما زال، شخصاً واضحاً في ميوله إلى الفاشيين الجدد، لكن الليبراليين، والأشخاص العاديين، والمنطقيين، والذين لا يؤمنون بالفاشية مثل، لنقل الغالبية العظمى من الناس في هذا البلد، وبالتأكيد شأنهم شأن أغلب الأحزاب الرئيسة السياسية في المملكة المتحدة، وعليهم أن يختاروا موقفاً ما وبشكل طارئ ليردوا من خلاله، عندما يبدأ التكرار تلو التكرار للسردية التي ستشكل هجوماً كاسحاً خلال السنة ونصف السنة المقبلة. 

لأنه وبصراحة، إن ذلك ربما كان صحيحاً. لأنه وبالتأكيد لا يمكن إثبات أن ذلك خطأ. ولا بد من الاعتراف أن العالم ربما سيحتاج إلى قناة أفضل لتوجيه غضبه المبرر ضد التصرفات الصينية من الرئيس السابق دونالد ترمب.

مهما سيكون ما سيتم العثور عليه في رسائل بوريس جونسون النصية على تطبيق "واتساب"، فإنه سيكون مذلاً إلى درجة تثير الضحك. فمن شأن تلك الرسائل أن تكشف عن تجمعات غير شرعية أخرى في أماكن إقامة بوريس جونسون المختلفة، على رغم أنه كان قد تم تغريمه من قبل الشرطة على خرقه شروط الإغلاق، كما أنه قد أجبر على مغادرة منصبه ومقر عشرة داونينغ ستريت.

لا أعتقد أن الوقت قد حان، وبالطبع لا نعرف متى سيكون الوقت مناسباً، كي نقوم باستبدال غضبنا وتوجيهه نحو الأشخاص الذين يتحملون مسؤولية أكبر تجاه المعاناة التي عشناها جميعاً [في ظل الإغلاق العام بسبب كورونا]؟

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير