Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف استخدمت موسكو سلاح "سفن النفط الغامضة" لتفادي العقوبات؟

مئات الناقلات تداولت الخام بنظام إيقاف تحديد الهوية لتفادي العقوبات... والنشاط يسجل 225 في المئة نمواً على مستوى العالم

يرى محللون أن الحل يكمن في معاقبة السفن عبر شركات التأمين (أ ف ب)

ملخص

102.4 مليون برميل من النفط الخام من المحتمل أن يكونوا نقلوا في العمليات المظلمة خلال الربع الأول وأصحاب السفن يجنون ملايين الدولارات في كل رحلة

في الوقت الذي تسعى فيه روسيا إلى تعزيز أساليبها للتحايل على العقوبات الغربية المفروضة منذ حربها في أوكرانيا، يلجأ مزيد من ناقلات النفط، إلى إيقاف تشغيل أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بموقعها في عمليات شحن محفوفة بالمخاطر ولكنها مربحة.

وجد تحليل للبيانات من "ستاندرد أند بورز ماركت إنتليجينس" أن هناك نمواً نسبته 225 في المئة على مستوى العالم في الممارسات الغامضة المتمثلة في إيقاف نظام تحديد الهوية التلقائي (AIS) المصمم للحفاظ على السلامة البحرية والمساعدة في تتبع شحنات النفط.

تشير البيانات إلى أن 215 ناقلة بوزن إجمالي 9.31 مليون طن من الحمولة كانت منخرطة في 524 عملية نقل غامضة على مستوى العالم من سفينة إلى سفينة ship to ship في الربع الأول من هذا العام، مقارنة بـ72 ناقلة بقدرة 2.40 مليون طن من الوزن في 161 عملية نقل في الفترة نفسها من العام السابق.

312 عملية نقل غامضة

في مياه القرم والمنطقة الاقتصادية الخالصة لروسيا والممرات البحرية بالقرب من كالينينغراد، لوحظ 312 عملية نقل غامضة في الفترة من يناير (كانون الثاني) الماضي إلى مارس (آذار)، وفقاً للبيانات.

يقارن هذا بستة أعوام فقط ويظهر أن روسيا في قلب اتجاه عالمي متزايد لاستخدام تقنيات النقل المظلمة كوسيلة للتهرب من التدقيق الدولي عند نقل النفط الروسي الخاضع للعقوبات.

جاء هذا التطور وسط خصم كبير من صادرات خام الأورال الروسية الرئيسة منذ الحرب في أوكرانيا، وفقاً للتقديرات، بلغ متوسط ​​الخصم 37.8 دولار للبرميل في الربع الأول من عام 2023 مقابل 17.7 دولار للبرميل في الربع الأول من عام 2022، من 3.7 دولار للبرميل في يناير 2022.

أرباح بملايين الدولارات

لا يزال شراء النفط الروسي تجارة مربحة للغاية على رغم القيود المفروضة على الأسعار والعقوبات. بالنسبة لأصحاب الناقلات، قد يكون هناك ملايين الدولارات التي يمكن جنيهاً في كل رحلة، إذ تظهر بيانات "ستاندرد أند بورز غلوبال كموديتيس آت سي" أن 102.4 مليون برميل من النفط الخام من المحتمل أن يكونوا نقلوا في عمليات نقل السفن الغامضة "من سفينة إلى سفينة" خلال الربع الأول، على رغم أن المعلومات عن أصولها الدقيقة غير واضحة بسبب الطبيعة الغامضة لهذه العمليات.

ومع ذلك، فبمجرد أن تقوم إحدى السفن بإيقاف تشغيل نظام AIS  الخاص بها، لا يتمكن البحارة على متن السفن الأخرى من التعرف إليها من دون الرؤية بالعين، وحذر عديد من المتخصصين في مجال الشحن، وكذلك المسؤولين الحكوميين من أوكرانيا وبعض الدول الغربية، من زيادة مخاطر الاصطدام والتلوث النفطي بسبب مزيد من هذه العمليات.

قال الرئيس التنفيذي لمجموعة إدارة السفن "أنجلو إيسترن"، بيورن هوجارد، إن هذه السفن تعمل بشكل فعال في "المنطقة المحايدة" و"من المحتمل جداً أن ينتهي الأمر بالدموع بالنسبة لكثيرين" في إشارة إلى أخطار التصادم.

يضيف قائلاً "لكن سيكون هناك دائماً أولئك الذين يرون أن أرباح هذه العمليات مجزية بشكل يفوق عائد المخاطرة المفرطة ومستعدون لصدفة مثل تلك."

سفن متهالكة

مما يزيد المخاطر أن السفن في وضع ship to ship تميل إلى أن تكون قديمة، مما يعني أنه قد يكون لديها معدات قديمة وأجسام أضعف بسبب التآكل، ومن ذلك على سبيل المثال، اشتعال النيران في السفينة Aframax Pablo التي بنيت عام 1997، ولها تاريخ من النشاط المظلم، قبالة ماليزيا في أوائل مايو (أيار) الحالي، وفقد ثلاثة من أفراد الطاقم.

عبر نظام ship to ship، يقول مدير تمويل التجارة في "ستاندرد أند بورز ماركت إنتليجينس"، بايرون ماكيني، أن موسكو تعمل على إخفاء شحناتها من دون لفت الانتباه، وذلك عبر نشاط مكثف لتلك العمليات في المنطقة الاقتصادية الخالصة الروسية في مياه القرم.

نظرياً، يواجه النفط المنقول بحراً من روسيا حظراً من قبل الاتحاد الأوروبي ولديه وصول محدود بسبب نظام سقف الأسعار من قبل مجموعة السبع، لكن عملياً، تقوم موسكو بنقل النفط الروسي المقنع من سفينة إلى أخرى، مما يزيد من حجب مصدره.

عقوبة إيقاف تشغيل نظام AIS

استناداً إلى قواعد المنظمة البحرية الدولية، يمكن أن تعاقب دول العلم السفن التي تقوم بإيقاف تشغيل نظام  AIS من دون أسباب مشروعة، مثل الابتعاد عن شاشات رادار القراصنة، ولكن قد يكون من الصعب تكوين إجماع حول إجراءات عقابية قابلة للتنفيذ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تظهر البيانات أن السفن المشاركة في عمليات النقل المظلمة خلال الربع الأول من عام 2023 كانت تحت إدارة 41 دولة علم.

يقول رئيس الشؤون الخارجية في شركة التأمين المشترك NorthStandard، مايك سالتهاوس، "المحيط مساحة كبيرة... من الصعب حقاً على أي دولة علم أن تفعل أي شيء حيال ذلك"، مشيراً إلى أن دول العلم قد تفتقر أيضاً إلى حوافز تنظيم عمل نظام AIS.

بشكل منفصل، تمنح المنظمة البحرية الدولية دول الميناء سلطة مراجعة سجلات نظام  AISللسفينة، وسيسمح هذا للاتحاد الأوروبي بممارسة بعض السيطرة، عبر منع السفن المتورطة في النشاط المظلم من دخول الكتلة الأوروبية.

سوق التأمين أشد عقوبة

يقترح رئيس الإنتاج البحري العالمي في شركة الوساطة التأمينية Lockton Edge، توم ميدتون، أن الطريقة الأكثر فاعلية بالنسبة إلى الغرب لفرض العقوبات ستكون عبر سوق التأمين.

وجد التحليل أن 46 في المئة من السفن المشتركة في عمليات النقل الغامضة خلال الربع الأول كانت لا تزال مغطاة من قبل المجموعة الدولية لنوادي الحماية والتعويض.

تقدم شركات التأمين البحري عموماً تغطية مقومة بالدولار الأميركي وتعتمد على شركات إعادة التأمين الموجودة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وفقاً لميدتون، لذلك يمكن للسلطات تمديد نظام العقوبات ليشمل السفن التي تعطل نظام AIS، مما سيمنع مشغليها من الحصول على تغطية في كل مكان، على حد قوله.

وأضاف ميدتون "الأمر كله يتعلق بالتمويل"، مشيراً إلى أن المنظمين قد يهدفون إلى خنق التمويل عن السفن في العمليات المظلمة.

وقال "من دون تأمين، ليس لدى البنوك أي ضمان لإقراضها إذا حدث شيء للسفينة. أظهرت التجربة أن الافتقار إلى الأمن يؤدي إلى اتخاذ إجراءات فورية من جانب البنوك".

لكن الرئيس التنفيذي لشركة التأمين المشترك، رولف ثور روبستاد، يرى خلاف ذلك "الحقيقة هي أن ما يمكننا القيام به محدود إلى حد ما. الأمر متروك لكل صاحب عمل فردي يريد شراء تأمينه، وما يمكننا القيام به كصناعة، هو الاستمرار في تسليط الضوء على المشكلة. وكشف المخاطر التي يمثلها ذلك على الناس والمجتمع."

المزيد من البترول والغاز