Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرئيس الإسرائيلي يزور جارة إيران وجيشه يتدرب على حرب واسعة

هرتسوغ أطلق تصريحات ضد طهران من أذربيجان وتركيز على منظومات الدفاع البحري لحماية آبار الغاز ومفاعل الأمونيا

الجيش الإسرائيلي يجري تدريبات تحسباً لسيناريو حرب متعددة الأطراف (موقع الجيش الإسرائيلي)

ملخص

التدريبات لا تقتصر على سبل تنفيذ بنك الأهداف الإسرائيلية بالهجوم براً وجواً، إنما أيضاً الدفاع عبر منظومات متعددة ومتقدمة قادرة على مواجهة صواريخ من الطرف الآخر.

حرب متعددة الجبهات مركزها إيران ثم ينضم وكلاؤها في المنطقة من سوريا ولبنان وحتى قطاع غزة، ستمتد لفترة طويلة ويميزها القصف الصاروخي المكثف الذي لا يقتصر على الجبهة الداخلية واستهداف البلدات الإسرائيلية من الشمال والمركز وحتى الجنوب، إنما أيضاً تجاه أهداف بحرية إستراتيجية، بينها آبار الغاز في عرض البحر المتوسط وميناء حيفا وبالأساس مخازن الأمونيا.

ما سبق يمثل أحد سيناريوهات الحرب التي وضعتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ويتدرب عليها الجيش منذ فترة، بحيث شهدت الأشهر الثلاثة الأخيرة سلسلة تدريبات عسكرية مكثفة انطلقت آخرها هذا الأسبوع وتستمر لأسبوعين.

التدريبات لا تقتصر على سبل تنفيذ بنك الأهداف الإسرائيلية بالهجوم براً وجواً، إنما أيضاً الدفاع عبر منظومات متعددة ومتقدمة قادرة على مواجهة صواريخ من الطرف الآخر نحو أهداف برية وبحرية إستراتيجية.

آخر منظومة دفاع بحرية أدخلها الجيش إلى حيز نشاطه هي "القبة الحديدية البحرية" أو المعروفة بـ"القبة الواقية" التي أعلن عنها هذا الأسبوع بالتزامن مع إعلانه المناورة العسكرية التي أطلق عليها اسم "القبضة الساحقة".

المنظومة الحديثة هي من فصيلة منظومة القبة الحديدية لمواجهة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وقبل إدخالها إلى حيز التدريب ونشرها في المناطق الشمالية والجنوبية أجرى الجيش الإسرائيلي تجربة عليها ليعلن نجاحها في اعتراض صواريخ متوقع إطلاقها نحو أهداف بحرية.

من تل أبيب حتى أذربيجان

إجراء التجربة على القبة الحديدية البحرية جاءت في أعقاب التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران والأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني حسن نصرالله، أدخل تل أبيب في أجواء توتر أمني، بينما جعلت مناورة "القبضة الساحقة" الحديث عن خطر التصعيد الأمني مركزياً ووضعته على رأس أجندة المؤسستين السياسية والعسكرية وحتى الجمهور أيضاً، إذ أجرت بعض المدارس في الشمال تدريباً للطلاب على كيفية التعامل مع إطلاق صفارة الإنذار والدخول إلى الملاجئ.

وليس هذا فحسب، فحتى الرئيس إسحق هرتسوغ، جعل من زيارته إلى أذربيجان منصة لإثارة الوضع الأمني وليطلق خلالها رسالة تهديد إلى إيران، حتى باتت "طهران ووكلاؤها" متصدرة أجندة الإسرائيليين.

اليوم الثلاثاء وفي طريقه إلى أذربيجان، اختار هرتسوغ إيران عنواناً أولياً لزيارته بعدما حذر قائلاً "صحيح أن هناك أهمية للعلاقات التجارية مع أذربيجان وحتى العلاقات التاريخية، لكن لا ننسى أنها جارة إيران، والأخيرة تشكل وضعاً غير مستقر في المنطقة، حيث تركز جهودها في نشاطات ضد دولة إسرائيل. وليس هذا فحسب، بل تعمل جاهدة ضد تقدم أية خطوات من أجل تحقيق تحالف السلام والأمن في المنطقة".

في أذربيجان وخلال يومي زيارته يناقش هرتسوغ إلى جانب تعزيز العلاقات، الملف الإيراني وسبل التعاون لمواجهة ما سماه "السعي الإيراني المتواصل إلى استهداف مواقع وأهداف إسرائيلية".

مسألة وجود إيران إلى جوار أذربيجان كانت عنوان مناقشة الإسرائيليين زيارة هرتسوغ، وهناك من ربطها بجهود تل أبيب لتوسيع حلقة الدول الداعمة لها في حملتها ضد طهران. وبسبب القرب الجغرافي، وفي قرار غير مسبوق رافق الرئيس الإسرائيلي عناصر من الأجهزة الأمنية وجهاز الأمن العام "شاباك" لضمان توفير الحماية الأمنية الكاملة له بعد الاتفاق مع الأجهزة الأمنية في أذربيجان على اتخاذ إجراءات أمنية مشددة بنشر آلاف العناصر الأمنية في الشوارع تحسباً لأية محاولة إيرانية لتشويش الزيارة.

التركيز على الجبهة الشمالية والسبكتروم

في أي سيناريو لتصعيد أمني خلال الفترة القريبة، تشير التوقعات الإسرائيلية إلى أن المواجهات ستبدأ مع إيران لكن، وفق مسؤولين عسكريين، تبقى الجبهة الشمالية الأكثر سرعة في الانضمام إلى المعركة، وفي مناورة "القبضة الساحقة" التي جاءت بهدف التدريب على حرب على مختلف الجبهات، أعلن الجيش أن قواته البرية والبحرية والجوية "ستتدرب على القتال في ساحات عدة بالتوازي مع التشديد على الحرب في الساحة الشمالية تجاه حزب الله".

الأسبوع الأول من المناورة يشهد تدريب ثلاث فرق برية وأخرى بحرية إلى جانب سلاح الجو على قتال متكامل لحرب متعددة الجبهات تتضمن هجمات إستراتيجية في العمق، وسيجري سلاح البحرية تدريباً يتضمن سيناريو هجوم إلى جانب دفاع عن طوافات الغاز من تهديدات الصواريخ.

في الأسبوع الثاني من المناورة ستركز التدريبات على سبل التعامل مع الدفاع عن الجبهة الداخلية وإنقاذ السكان في مقابل نشر مختلف المنظومات الدفاعية لمواجهة الصواريخ المكثفة، حيث من المتوقع أن تطلق على إسرائيل وتتجاوز يومياً 3 آلاف صاروخ ومدفعية، وفق تقرير سابق للجيش.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واللافت في هذا التدريب أنه للمرة الأولى سيشمل تشغيل خلايا التحكم الطيفية التي يتمثل دورها في بلورة صورة الوضع في مجال هجوم "السبكتروم" أو "هجوم الطيف"، وهو هجوم ينفذ من خلال استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية أو الأسلحة الكهرومغناطيسية لإتلاف البنى التحتية والمعدات القتالية وتحييد قدرات الطرف الآخر وعرقلتها وحتى تدميرها.

وفي أعقاب عشرات الهجمات الإلكترونية التي تعرضت لها مواقع إسرائيلية عدة تركز تل أبيب، ضمن تقديرات لسيناريوهات الحرب المقبلة أيضاً على حرب باستخدام الطاقة تشل مواقع إستراتيجية حساسة ومهمة.

ووفق ما نشر قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الجيش الإسرائيلي "يمكن مهاجمة وسيلة معادية تعتمد على الاتصالات اللاسلكية باستخدام حرب ’السبكتروم – الطيف‘ من دون إطلاق رصاصة واحدة أو صاروخ واحد ومن دون إرسال جنود إلى هدفهم".

وبحسب الجيش فإنه "في الحرب المقبلة سيتمكن مع استخدام ’السبكتروم‘ من تدمير أهداف العدو من دون إطلاق رصاصة أو صاروخ من خلال تدابير جديدة وسرية دخلت إلى الجيش في العامين الماضيين".

"القبة الواقية" وربع مليون حيفاوي

وفي مقابل الهجوم يركز الجيش على المنظومات الدفاعية، وبعدما أزال منظومة "ندى السماء" لمواجهة الطائرات المسيّرة في المناطق الشمالية حتى تعيد المصانع العسكرية تشغيل أقسام تالفة فيها، من المتوقع أن ينشر قريباً منظومة القبة الحديدية البحرية، "القبة الواقية"، لمواجهة صواريخ تهدد مواقع إستراتيجية وفي مركزها آبار الغاز وكذلك منطقة ميناء حيفا ومفاعل الأمونيا الواقع بمحاذاته الذي سبق وتعرض لصواريخ "حزب الله" في حرب يوليو (تموز) عام 2006، وتخشى إسرائيل اليوم من أي إصابة للمفاعل تؤدي إلى مجرد تصدعه، مما يضع 250 ألف إسرائيلي تحت خطر كبير.

القبة الحديدية البحرية، وبحسب بيان لوزارة الأمن، "عبرت تجربة ناجحة أجريت لها من سفينة ساعر 6 التابعة لسلاح البحرية لمواجهة صواريخ وتهديدات أخرى على مواقع بحرية إستراتيجية من قبل قذائف صاروخية أو حتى صواريخ جوالة ومسيّرات".

وعلق وزير الأمن يوآف غالانت، لى هذه التجربة وإدخال المنظومة إلى سلاح البحرية بأن "القبة الحديدية البحرية تشكل قفزة في قدرة الدفاع البحري وتسمح لجهاز الأمن بأن يضمن تفوقه وحرية العمل العملياتية في وجه التهديدات المتعاظمة في الساحة البحرية".

 وبحسب رئيس دائرة البحث والتطوير في وزارة الأمن العميد احتياط داني غولد فإن "حملة التجارب لمنظومات دفاعية جديدة باتت مهمة وضرورية في ظل التهديدات المحدقة بإسرائيل ولتحسين أداء المنظومات ضد التهديدات القائمة والمستقبلية".

ليست لعبة

من جهته حذر الرئيس السابق لمركز موشيه ديان لأبحاث الشرق الأوسط وأفريقيا أيال زيسر من تهديدات المسؤولين الإسرائيليين قبل المناورة العسكرية "القبضة الساحقة" وخلالها ودعاهم إلى العمل للتخلي "عن جولة مواجهة بتصريحات كل غايتها تمديد الوقت حتى جولة المواجهة التالية"، وقال "التحذيرات التي يطلقها مسؤولون في إسرائيل تستهدف التحذير والتنبيه، والتجربة تدل على أن نصرالله يدرك ويفهم مثل هذه التحذيرات كتعبير عن الضعف والتخوف في الجانب الإسرائيلي والأمر يشجعه فقط على أن يبقى على حاله، وعلى المسؤولين أن يعلموا أن حرباً مع حزب الله ليست لعبة أطفال، علماً أنه في كل مواجهة مباشرة معه في الماضي، كانت يد الجيش الإسرائيلي هي العليا"، وفق زيسر.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير