Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تحتمي بضجيج خيبر أمام نووي إسرائيل

طهران تستعرض عضلاتها الصاروخية باختبارات الباليستي في مواجهة تهديد أميركي - أوروبي

يحظى اسم الصاروخ الإيراني "خيبر" بدلالة قوية في الثقافة الشيعية   (أ ف ب)

ملخص

اختيار موعد الإعلان عن صاروخ خيبر الإيراني الجديد يرتبط بما يعرف بـ"ذكرى تحرير خورمشهر" من قوات صدام حسين في عام 1980، فهذه النوعية من الصواريخ  في الأساس تعتبر من الجيل الأول التي تم إنتاجها خلال الحرب الإيرانية - العراقية.

ساعات من ورائها أيام بدت فيه وسائل الإعلام الحكومية في إيران تغلي بتقارير عن "اختبار ناجح" لصاروخ باليستي سمته "خيبر" أحدث نسخة من عائلة صواريخ خورمشهر، ويعمل بالوقود السائل، ومصنف ضمن قائمة الأسلحة الفتاكة لطهران بمدى يبلغ 2000 كيلومتر حاملاً رأساً حربياً يزن 1500 كيلوغرام.

وكالة الأنباء الإيرانية ذهبت إلى إمكانات أخرى في الصاروخ الجديد بداية من احتوائه على نظام توجيه وتحكم في المرحلة الوسطى بعد إطلاقه، وصولاً إلى سرعة تقدر بـ16 ماخاً (16 ضعف سرعة الصوت) خارج الغلاف الجوي للأرض و8 ماخ داخله.

اختير موعد الإعلان عن الصاروخ الجديد في ذكرى ما يعرف إيرانياً بـ"تحرير خورمشهر" من قوات صدام حسين عام 1980، فهذه الصواريخ في الأساس تعتبر من الجيل الأول التي تم إنتاجها خلال الحرب الإيرانية - العراقية.

يحظى اسم "خيبر" بدلالة قوية في الثقافة الشيعية ويذكر بواحدة من الغزوات (الحروب) في بداية ظهور الدين الإسلامي، إذ تشتهر تاريخياً بذكرى انتصار الجيش المسلم على اليهود، بينما يربطها آخرون بواقعة خلع باب خيبر كدلالة على شجاعة علي بن أبي طالب.

رسالة إلى إسرائيل

في الواقع عملية اختبار صاروخ خيبر فهم على أنها رسالة أرادت طهران إيصالها إلى إسرائيل أكثر منها عملية تهدف إلى تحسين الدفاعات الإيرانية. ولهذا السبب، رافقت اختبار الصاروخ ردود فعل مختلفة في كل من أوروبا والولايات المتحدة.

واستندت الدول الغربية إلى (المادة ب) من قرار الأمم المتحدة المرقم 2231 وخطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 والتي تنص على منع النظام الإيراني من أي نشاط لإنتاج تكنولوجيا الصواريخ الباليستية أو إطلاقها أو استخدامها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دائماً ما يستدل النظام الإيراني على أن أسلحته لها هدفان رئيسان أولهما الدفاع عن النفس وثانيهما أن صواريخ طهران لا تنحرف صوب الأسلحة النووية، علاوة على أن استخدام الصواريخ الباليستية لا يشملها القرار الأممي المذكور أعلاه، بحسب الرواية الإيرانية.

بعد الاختبار الأخير، أعلن وزير الدفاع الإيراني، أمير محمد رضا آشتياني، أن هذا الصاروخ قادر على حمل رؤوس حربية متعددة، ومن أبرز سماته التخفي من شاشات الرادار وعدم اكتشافه من قبل الدفاعات الجوية للعدو.

إضافة إلى هذه الميزات، فإن مسافة الـ2000 كيلومتر هي أكثر من المسافة بين الحدود الغربية لإيران وإسرائيل، بل تصل إلى أجزاء من أوروبا ضمن هذه المسافة. وتعارض الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تطوير برنامج إيران الصاروخي كونه مخالفاً لقرار مجلس الأمن المرقم 2031.

وعلى رغم المعارضة الأميركية - الأوروبية الصريحة لبرنامج صواريخ طهران، واصل النظام الإيراني تطوير برنامجه التسليحي من خلال الادعاء بأن لهذه القدرات بعداً دفاعياً لا غير.

مخاوف غربية

يمكن دراسة ما يغذي المخاوف الأميركية والأوروبية من منظورين، الأول يرتبط بتسليم طائرات من دون طيار (مسيرات) إيرانية إلى موسكو التي تخوض حرباً ضد كييف، علاوة على حديث آخر عن تسليم صواريخ باليستية وتدريب القوات الروسية على استخدام تلك الأسلحة، وعليه فإنه من الواضح أن فرضية البعد الدفاعي لبرنامج إيران العسكري ليست صحيحة.

أما المنظور الثاني فيعود إلى المواجهات الكلامية والدعائية، وحتى الميدانية مع الحكومة الإسرائيلية، بالتوازي مع صناعة واختبار وترويج الأسلحة الإيرانية. وتلعب عناصر مسلحة موالية إلى إيران دوراً عملياً في هذا الصراع. ففي البداية، كان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي قد هدد في خطاب عام 2015 بـ"تدمير إسرائيل".

على رغم من مرور بعض الوقت ولم يحدث شيء إلا أن ممثل المرشد ورئيس منظمة التوجيه العقائدي للجيش الإيراني، عباس محمد حسيني، وفي خطاب يوم القدس 29 أبريل (نيسان) 2022، قال "إنه بناءً على التوقعات لن يكون هناك أي أثر لإسرائيل خلال 19 عاماً".

ما يجب أخذه في الحسبان أن قادة الحرس الثوري الإيراني في وصفهم لإنجازاتهم العسكرية كثيراً ما يتحدثون عن أن أسلحة طهران يمكنها أن تصل إلى "قواعد أعدائها مثل إسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة"، لكن على أرض الواقع فإن صاروخاً واحداً لا يستطيع تدمير كيان سياسي.

آلاف الصواريخ الروسية لم تفعل ذلك بعد مرور أكثر من عام على الحرب في أوكرانيا، لكن الدعاية في إيران مستمرة. وقبل أقل من ثلاث سنوات، وبعد أن كشفت طهران عن صاروخ "قدر" الباليستي، نشر موقع "خبر أون لاين" الإخباري تقريراً تحت عنوان "الصاروخ الإيراني الذي يطاول القواعد العسكرية الإسرائيلية والأميركية بسهولة" أي أنه يخرج من الدائرة الدفاعية إلى الهجوم.

حرب بالوكالة

أما الجدل الذي عاد من جديد إلى العناوين الرئيسة حول إذا ما كان اختبار صاروخ خيبر الباليستي يشكل انتهاكاً لقرار 2231 أم لا؟ روج النظام الإيراني أن الهدف دفاعي لا غير، بينما رأت إسرائيل أن النية الدفاعية لا يمكن أن ترافقها تهديدات كلامية، بمعنى آخر، لا يجوز وضع جميع العناصر الهجومية ثم الحديث عن هدف دفاعي.

في الواقع، إن التهديدات المتبادلة بين إيران وإسرائيل ليست كلامية فقط، بل هناك دعم لعدو العدو مثلما تدعم إيران الجهاد الإسلامي مالياً في غزة. وقال قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، خلال تصريحات له مايو (أيار) الجاري "بحسب أوامر قائد الثورة، نحن جميعنا ندعم جبهة المقاومة بكل ما في وسعنا حتى يتم تدمير الكيان الصهيوني بشكل كامل".

وعلى ما يبدو، فإن كلفة "كل ما في وسعنا" تعادل 5 ملايين دولار لكل يوم حرب، وهو رقم غير هين لطهران، في الوقت الذي تقدم الولايات المتحدة ثلاثة مليارات و800 ألف دولار مساعدات عسكرية إلى إسرائيل للدفاع عن نفسها، وفقاً لموقع "راديو فردا" الإيراني.

وحتى هذه اللحظة، لا أحد يعرف متى ستنفذ إيران وإسرائيل تهديداتهما وتلجأن إلى العمل العسكري، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث كل يوم عن استعداد بلاده للقيام بعمليات عسكرية ضد طهران. في المقابل، تختبر إيران صواريخها الجديدة بين الحين والآخر.

ومن المؤكد أن إيران يمكنها البدء في حرب بمخزونها من الصواريخ والمسيرات، إلا أنها لا يمكنها أن تنتصر، ولا يمكن مهاجمة دولة نووية عسكرياً بالأسلحة التقليدية، وإن كان مدى الصواريخ 2000 كيلومتر، بالتالي لا يمكن أن تدخل إيران في مواجهة عسكرية ضد إسرائيل إلا بشرط أن تكون لديها قوة ردع كبيرة، وهذه القوة لا يمكن أن تكون تقليدية فقط، بل نووية أيضاً وبمعنى آخر، فإن الإعلان عن صاروخ خبير لا يتعدى الضجيج!

ومن ناحية أخرى، شاهدنا أن إيران بدأت بنقل منشآتها النووية إلى عمق 80 و100 متر تحت جبال زاغروس الصخرية استعداداً منها لتطبيق الاستراتيجية الردعية، لكن الجيش الأميركي بدوره نشر صوراً لقنبلة قوية خارقة للحصون في أعماق الأرض لتخريب المنشآت النووية المخبأة.

نقلا عن اندبندنت فارسي

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير