Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كرّ وفرّ بين الشرطة والمحتجين في شوارع أم درمان والبشير يتهم "مندسّين" بقتل متظاهرين

"تجمّع المهنيين السودانيين" يدعو إلى مواصلة التظاهرات خلال الأيام المقبلة

سودانيون يتجمعون قبيل المسيرة نحو البرلمان في أم درمان (أ ف ب)

واجهت قوات الأمن السودانية التي انتشرت بكثافة في الشوارع منذ صباح يوم الأحد، مئات المحتجين الذين خرجوا متجهين نحو البرلمان في أم درمان وأحياء عدة أخرى في العاصمة الخرطوم، في وقت اتهم الرئيس السوداني عمر البشير "مندسين ومخربين" بقتل الطبيب بابكر عبد الحميد بسلاح لا تستخدمه الشرطة "بهدف إثارة الرأي العام"، مؤكداً أن صناديق الاقتراع هي مَن يقرر مَن سيحكم السودان.


وشهدت مسيرات عدة مطاردات وكر وفر بين المحتجين وقوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والضرب والاعتقال، بخاصة في أحياء الموردة والعباسية القريبة من مقرّ البرلمان. كما خرج مئات الطلاب من جامعة الجزيرة في تظاهرة أطلقت هتاف "حرية سلام عدالة" وطالبت بـ"إسقاط النظام". وأفادت مصادر محلية باعتقال عشرات المتظاهرين في أم درمان ووضع أسلاك شائكة قرب المستشفى العسكري لإعاقة تقدم الشرطة.

أسبوع تظاهرات
وكان "اتحاد المهنيين السودانيين" الذي يقود حركة الاحتجاج، دعا إلى تظاهرات اليوم الأحد وعلى مدى أيام عدة خلال الأسبوع المقبل. وقال الاتحاد الذي يمثل نقابات الأطباء والمعلمين والمهندسين في بيان إن "المحتجين سيقدمون للبرلمان مذكرة تدعو البشير إلى التنحي". ومن المتوقع أن تشهد العاصمة وأم درمان تظاهرات ليلية بعد غد الثلاثاء، وخروج مسيرات في كل أنحاء السودان في الخميس المقبل.

البشير و"المندسين"
من جهته، قال البشير في خطاب شعبي بولاية النيل الأبيض: "مَن يحكم السودان هو قرار المواطن السوداني، عبر صناديق الاقتراع وأن (انتخابات العام) 2020 ليست بعيدة، بقيت سنة واحدة ويختار الشعب السوداني مَن يحكمه". وأضاف: "تأكدوا نحن مع خيار الشعب السوداني ونحترم قراره. وأرجعنا السلطة إلى المواطنين من أجل أن يختاروا رئيسهم وحكومتهم ونوابهم في انتخابات حرة، تكونون أنتم أسيادها إن شاء الله". واتهم البشير جهات بمحاولة استغلال التظاهرات المطلبية للوصول إلى الحكم. ولفت البشير إلى وجود "محاولات تخريبية"، قائلاً إن "عناصر من متمردي دارفور اعتُقلوا وأقروا بقتل متظاهرين". وأضاف أن "هناك مَن يريد تدمير السودان كما حدث في بلدان عربية أخرى"، وأن "المندسّين والمخرّبين اغتنموا فرصة الاحتجاجات للتخريب".

اعتذار الأطباء
في المقابل، أصدرت لجنة الأطباء المركزية المرتبطة بالاحتجاجات المناهضة للحكومة اعتذاراً عن إعلانها مقتل طفل في التظاهرات التي شهدتها الخرطوم الخميس المنصرم.


وكانت الشرطة السودانية أفادت أن شخصين قُتلا في تظاهرات 17 يناير (كانون الثاني)، لكن المنظمين تحدثوا عن مقتل ثلاثة أشخاص، من بينهم طفل، في صدامات مع شرطة مكافحة الشغب.


وجاء في بيان نشرته لجنة الأطباء المرتبطة بـاتحاد المهنيين السودانيين، على موقع "فيسبوك": "نعتذر عن الخطأ في إيراد معلومة مقتل طفل في تظاهرة الخميس". وتابع البيان أن الخطأ وقع نتيجة الثقة "في مصدر موثوق ونؤكد أن القتلى اثنان".


وتفيد الأرقام الرسمية أن 26 شخصاً، من بينهم عنصرا أمن، قُتلوا منذ بدء الاحتجاجات في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018، لكن "منظمة العفو الدولية" أشارت إلى أن حصيلة القتلى بلغت أكثر من 40.


وتهز احتجاجات دامية السودان عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز. وتصاعدت حدتها لتتحول تظاهرات واسعة ضد حكم البشير المستمر منذ ثلاثة عقود (1989).

المزيد من