Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فيلم يهز الأردن... هل البتراء لليهود؟

ممثلون ينسحبون منه والمخرج يهاجم منتقدي العمل قبل مشاهدته

طالبت نقابة الفنانين الأردنيين منتسبيها المشاركين في فيلم "جابر" بالانسحاب

تجدد الجدل في الساحة الفنية الأردنية ووسائل التواصل الاجتماعي، بعد أشهر من الجدل الذي تسبب به مسلسل "جن" من إنتاج شركة نتفلكس العالمية، لكن هذه المرة بسبب فيلم أردني يدعى "جابر". ولاقى انتقادات وانسحابات كثيرة من بعض المشاركين فيه إثر شكوك ومغالطات تاريخية في النص الذي يزعم أحقية اليهود في منطقة جنوب الأردن.

الفيلم الذي لا يزال قيد التصوير، مستوحى من رواية تحمل اسم "جابر" للمؤلف والمخرج الأردني محيي الدين قندور، ويروي قصة طفل يعثر خلال تجواله في منطقة وادي موسى في مدينة البتراء الأثرية على حجر بكتابات عبرية، لتبدأ بعدها رحلة مغامرة واكتشاف تحاول تأكيد قصة توراتية تتحدث عن هجرة اليهود مع موسى من مصر إلى البتراء بدلاً من سيناء، بحسب بعض المنسحبين من طاقم العمل.

احتجاج

أول الممثلين المنسحبين من العمل كان علي عليّان، الذي أكد في تصريحات صحافية أن "الفيلم يحمل مغالطات تاريخية، ويتضمن تزويراً للتاريخ في منطقة بلاد الشام، وتحديداً البتراء وجنوب الأردن".

ويوضح عليّان الذي يرأس فرقة المسرح الحر، أنه تناقش مع مخرج العمل المقتنع تماماً بأن الأفكار الواردة في الفيلم حقائق تاريخية.

ومن الفنانين المنسحبين عبد الكريم القواسمي ومنيب القضاة ومحمد سميرات وجمال مرعي وسعد أبو أنجيلة ويوسف كيوان.

ووصف الفنان المنسحب تامر بشتو نص الفيلم بأنه "يتضمن إسقاطات مرعبة وهائلة وقيماً غريبة تغرس في نفوس الأجيال الجديدة".

ووفقاً لبشتو فإن هنالك مقاطع تؤكد للمشاهد أن البتراء ووادي موسى إرث يهودي وأرض يهودية الأصل، وأن لا حق للمسيحيين في فلسطين، معتبراً العمل برمته مؤامرة تتسلل إلى الأردن في ظل الظروف الجديدة في المنطقة على حد تعبيره.

النقابة تطالب الفنانين بالانسحاب

وطالبت نقابة الفنانين الأردنيين منتسبيها المشاركين في الفيلم إلى "التحقق ومراجعة النقابة عند اختيارهم للمشاركة في الأعمال الأجنبية"، وطالبتهم بالانسحاب من الفيلم لما يشوب مضمونه من "أحقية اليهود في جنوب الأردن وفلسطين".

ودعا نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب إلى تشكيل لجنة تحقيق لمن يشارك في الفيلم ملوحاً بعقوبات قد تصل إلى الفصل من النقابة.

ودعا رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز هيئة الإعلام والهيئة الملكية للأفلام إلى دراسة محتوى الفيلم، مؤكداً وجوب أن يكون أي عمل ثقافي أو فني يُنتج على الأرض الأردنية متوافقاً مع ثوابت الأردن والهوية الوطنية.

ولوحت الناطقة باسم الحكومة ووزيرة الدولة لشؤون الإعلام، جمانة غنيمات، بأن تتخذ الحكومة إجراءات فورية للوقوف على محتوى فيلم جابر.

المخرج: لم يقرأوا النص

لكن مخرج الفيلم محي الدين قندور يصر على أن الفيلم لا يتطرق بأي شكل من الأشكال إلى حق إسرائيل في البتراء أو الأردن أو فلسطين، مؤكداً أن الفيلم مأخوذ عن رواية له تحمل الاسم نفسه وتحكي قصة خيالية من دون الخوض في أي بعد أو معلومات تاريخية.

ويعتبر أن كثيرين ممن هاجموا الفيلم لم يقرأوا السيناريو، فـ"القصة باختصار، طفل يجد صخرة عليها كتابات عبرية، يسلمها لدائرة الآثار والأمن الأردني الذي يواجه عصابات الاتجار بالآثار والاستخبارات الإسرائيلية التي تدخل على الخط".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويدافع المخرج عن نفسه بالقول "لن أتنكر لتاريخي وتاريخ أبي الذي قاتل في القدس". ويوضح قندور أن تمويل فيلمه أردني بالكامل وأنه حصل على الإذن وتراخيص التصوير من الهيئة الملكية للأفلام.

يذكر أن ممثلين أجانب من جنسيات مختلفة يشاركون في الفيلم، من بينهم الممثلة آلي باستيان وشين كرونين وسميرة أسر وألكسندر ميركوري وأفرايم حنا وإد وورد ومولي كرونين وكاسبيك كاندور وماكسيم كولوسوف.

مخاوف برلمانية

في السياق ذاته طالب نواب أردنيون الحكومة بضبط ما أسموه تغلغل الإسرائيليين في منطقة البتراء، عبر سن قانون يمنع اليهود من تملك أراض في المدينة.

وناقش النواب مشروع القانون المعدل لقانون سلطة إقليم البتراء التنموي الذي يدير مدينة البتراء الموصوفة بأنها إحدى عجائب الدنيا.

وألمح نواب خلال النقاش إلى تعديلات تؤدي إلى تملك الشركات الأجنبية مناطق في إقليم البتراء التنموي، وهو ما يعد مدخلاً لتملك اليهود مناطق شاسعة في المدينة بشكل مباشر أو عبر وسطاء.

دعوة لتعديل قانون الأفلام

ويرى الكاتب فهد الخيطان أن الأردن لا يريد لصناعة الأفلام أن تتراجع، خصوصاً أنها حققت مكاسب من بينها وضع مناطق سياحية كالبتراء على خريطة السياحة العالمية، فضلاً عن تحويل المملكة إلى مقصد لكبريات شركات الإنتاج السينمائي في العالم.

ودعا المعنيين في صناعة السينما إلى توخي الحذر، لأن المحافل الإسرائيلية تحاول بناء سردية تاريخية للوجود اليهودي في فلسطين والأردن.

كذلك دعا إلى تعديل قانون الهيئة الملكية للأفلام، بما يمنحها حق الاطلاع على قصص الأفلام وإعطاء الموافقة على النصوص.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون