Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

صواريخ "محور المقاومة" للمشروع النووي الإيراني

شعار "تحرير فلسطين" ترفعه طهران للحصول على نوع من المشروعية للسلاح خارج الدولة

 إطلاق صواريخ خلال مناورة عسكرية في مكان غير معروف بوسط إيران (أ ف ب)

ملخص

مهمة الميليشيات التي أنشأتها إيران في لبنان وسوريا والعراق والفصائل التي تسلحها وتمولها بغزة والصواريخ التي وزعتها على هذه "الجبهات" هي الدفاع عن المشروع النووي الإيراني.

في المنطقة توجهان بارزان، واحد هو التركيز على المصالحات والاستقرار واستخدام الموارد في التنمية الشاملة وتحسين حياة المواطنين، وآخر هو التلويح الدائم بحرب شاملة لا أحد يريد الذهاب إليها من الذين يلوحون بها.

عنوان التوجه الأول هو الاتفاق السعودي - الإيراني برعاية الصين وضمانها، والقمة العربية في جدة التي شهدت عودة سوريا للجامعة، وسياسة "صفر خصومات" التي قادت إلى مصالحات وانفتاح تركي على السعودية والإمارات ومصر وسوريا، كذلك بين مصر وعمان ومصر وقطر وأمور أخرى.

وعنوان التوجه الثاني المزدوج هو التوتر والتصعيد، فإسرائيل تمارس الحد الأقصى من الفاشية العنصرية ضد الفلسطينيين، وتخوض حرباً محدودة في غزة وتكرر اقتحامات المتطرفين للمسجد الأقصى من دون أي أثر في معاهدات السلام مع مصر والأردن و"اتفاق أوسلو" مع منظمة التحرير، وبالتالي السلطة و"اتفاقات أبراهام" بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، وحتى الصراع العسكري داخل السودان لم يبدل شيئاً في التوجه نحو إسرائيل وتلويح دائم بحرب شاملة لا أحد يريدها من الذين يلوحون ويهددون بها، لا إسرائيل ولا "حزب الله" والميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق و"الجهاد الإسلامي" و"حماس" في غزة، ولا إيران بالطبع.

ليست المناورة - العراضة العسكرية التي أجراها "حزب الله" في عرمتى الجنوبية على مسافة غير بعيدة من قوات "يونيفيل" والجيش اللبناني والحدود مع إسرائيل وفي صمت السلطة سوى رفع الصوت بالذخيرة الحية في التلويح بالحرب، لا مجرد حرب التصدي لأي اعتداء إسرائيلي على لبنان، بل محاكاة الهجوم واحتلال الجليل على الطريق إلى إزالة "بيت العنكبوت" الإسرائيلي.

وهي أيضاً "رسالة" إلى الداخل اللبناني في مجال الإصرار على فرض السياسات والرئاسات، فضلاً عن أنها "رسالة" إلى القمة العربية للإيحاء أن التفاهمات الإقليمية مهما تكن درجتها فلن تغير شيئاً في موقف "المقاومة الإسلامية" وموقعها، لكن الحرب الشاملة المؤكدة تحدث إذا قامت إسرائيل، وحدها أو مع أميركا، بضرب المشروع النووي الإيراني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهذا ما كررت طهران إعلانه عبر القول أخيراً إن أي هجوم عليها سيكون الرد عليه فوق القدرة على التصور من خلال "محور المقاومة" وإستراتيجية "وحدة الساحات"، وأقل ما هدد به مسؤول كبير في "حزب الله" خلال المناورة - العراضة العسكرية هو هبوط "مطر الصواريخ" على العدو.

المعنى البسيط لذلك أن مهمة الميليشيات التي أنشأتها إيران في لبنان وسوريا والعراق والفصائل التي تسلحها وتمولها بغزة، والصواريخ التي وزعتها على هذه "الجبهات" هي الدفاع عن المشروع النووي الإيراني، وبالتالي المشروع الإقليمي الإيراني.

أما تحرير فلسطين فإنه شعار للحصول على نوع من المشروعية للسلاح خارج الدولة، وأما العداء لإسرائيل، وهو متجذر منذ زمن، فإنه واقع مفيد للطرفين، فماذا تفعل إيران من دون وجود عدو إسرائيلي؟ وماذا تفعل إسرائيل من دون عدو إيراني؟

إيران تخسر الرسملة على العداء لأميركا وإسرائيل وبالتالي يصبح من الصعب عليها تأسيس ميليشيات في دول عربية بحجة مقاتلة إسرائيل والإرهاب، وإسرائيل تفقد خطاب الاتكال على ما تسميه "الخطر الإيراني" بحيث يصعب عليها طمس الانقسامات الداخلية بمواجهة الخطر والحصول على كل ما تريده من أسلحة وأموال ودعم من الغرب الأميركي والأوروبي.

وما صار وتأكد أنه وهم يراه بعضهم حقيقة، هو التصور أن العلاقات مع إسرائيل هي الباب إلى تحسين العلاقات مع أميركا، وأن الدولة العبرية تضمن الأمن الإقليمي كبديل من أميركا التي يقول الدكتور كيسنجر عنها إنه "إذا كانت عداوة أميركا كارثة فإن صداقتها مميتة".

الأمل كما العمل، هو أن يكرس التوجه نحو الاستقرار وتسوية الأزمات والالتفات إلى التنمية الشاملة ومستقبل الشعوب، والصواريخ ليست البديل عن الخبز والعمل والمدرسة.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل