Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وداعا لتطبيق "كورونا" البريطاني ولكن هل انتهت الجائحة فعلا؟

التطبيق الذي أنقذ الأرواح وأثار "انتشار أصوات الإشعارات" سيتوقف عن العمل، لكن "كوفيد" لا يزال يمثل تهديداً لكثيرين

تطبيق الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا المخصص لـ"كوفيد" (أ ب)

ملخص

سيتم إيقاف تطبيق الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا المخصص لـ"كوفيد" لكن بعض الخبراء متخوفون من أن الخطوة ربما تكون متعجلة قليلاً

سيتم إيقاف تطبيق الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا المخصص لـ"كوفيد" الذي كان جزءاً لا يتجزأ من حياة البريطانيين، إلى الأبد يوم الخميس.

وطور التطبيق في الأصل كجزء من برنامج الفحص والتتبع التابع لحكومة المملكة المتحدة في آذار (مارس) 2020 حين دخل العالم في حال إغلاق استجابة للانتشار العالمي لـ"كوفيد-19"، لكن وجود عدد كبير من المشكلات الفنية أدى إلى جعل التطبيق غير جاهز للإصدار حتى أيلول (سبتمبر) من ذلك العام.

عندما طرح التطبيق للجمهور، بعد استثمار مبلغ ضخم قدره 35 مليون جنيه استرليني (43.4 مليون دولار) في المشروع، تم تنزيل التطبيق أكثر من 21 مليون مرة وأصبح ضرورياً لدخول الحانات والمطاعم ورحلات الطيران، وكان يقوم بإصدار "إشعارات" منتظمة لتحذير العامة عند وجود ضرورة للعزلة الذاتية بعد ملامسة شخص مصاب بفيروس كورونا، كجزء من حملة وقف الانتشار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في حين أن هذه الوظيفة التقنية في حد ذاتها تنقذ الأرواح بلا شك، إلا أنها أدت أيضاً إلى "انتشار وباء أصوات الإشعارات" في صيف عام 2021، عندما اشتكت الشركات من نقص عدد الموظفين بسبب إصدار التطبيق لأوامر الحجر الصحي، مما أدى إلى خفض خطوط الإنتاج، وتوقف شاحنات التسليم ونقص البضائع في رفوف المتاجر.

قال متحدث باسم مكتب مفوض المعلومات، موضحاً قرار إغلاق التطبيق: "كان إيقاف التشغيل جزءاً أساسياً من توقعاتنا لتطبيق الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا المخصص لكوفيد. لقد أوضحنا لوزارة الصحة والرعاية الاجتماعية أنه لكي يثق الناس بالتطبيق، يجب أن يكونوا قادرين على الوثوق بأن بياناتهم ستحذف بمجرد عدم الحاجة إلى التطبيق. يسعدنا أن عملنا الذي بدأ في آذار 2020، ساعد في حماية ملايين الأشخاص في جميع أنحاء المملكة المتحدة".

في حين أن تطبيق الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا المخصص لـ"كوفيد" خدم غرضه بالتأكيد، فمن غير المرجح أن يفتقد، إذ يحرص معظم الناس على نسيان الجائحة تماماً في هذه المرحلة ويحجمون عن استئناف ارتداء الأقنعة أو مراقبة تدابير التباعد الاجتماعي في الأماكن العامة.

ومع ذلك، لا يزال "كوفيد" جزءاً من حياتنا ولا يزال عدد من الأشخاص المعرضين للخطر طبياً يواجهون تهديداً خطراً لصحتهم.

قالت إيموجين ديمبسي، إحدى النساء المصابات بمرض مزمن، لشبكة "سكاي نيوز" هذا الأسبوع: "لقد سئم الجميع وتعب ويمكنهم الاستغناء عن الحديث عن كوفيد بعد الآن".

وأضافت "بالنسبة إلى أشخاص مثلي، فالحقيقة أننا ما زلنا بحاجة إلى التفكير في توخي الحذر الشديد وأن حياتنا لا تزال معلقة، بالتأكيد نود أن تكون الأوضاع مختلفة - لكنها ليست كذلك".

وقالت "كوفيد لم يختفِ، والتوقف عن تسجيله ومحاولة تجاهله ليسا في الواقع إستراتيجية [جيدة] للصحة العامة".

في غضون ذلك، يمكن توضيح تأثير فيروس كورونا المستمر في القوى العاملة البريطانية من خلال أرقام من محللي الإنتاجية "غود شايب" GoodShape التي تكشف عن فقدان 3.6 مليون يوم عمل بسبب غياب الموظفين المنسوب إلى الفيروس في الربع الأول من عام 2023 وحده، بخسائر اقتصادية تبلغ 792 مليون جنيه استرليني (980 مليون دولار).

قبل ذلك، ضاع 771 مليون يوم عمل نتيجة "كوفيد" عام 2022 ككل، مما كلف بريطانيا ما يقدر بنحو 10.6 مليار جنيه استرليني (13.12 مليار دولار).

وقال ألون بيكر، الرئيس التنفيذي لشركة GoodShape، "لا يزال ألم الجائحة قائماً معنا. في حين أننا بعيدون جداً من الأرقام في ذروة الجائحة، يظل كوفيد رابع أكبر سبب لغياب الموظفين".

وأضاف "معدلات الغياب - وهو مؤشر رئيس لصحة الموظف - زادت في جميع الفئات العمرية على مدى العقد الماضي. لدينا الآن تضخم قياسي وانخفاض في الإنتاجية، مما يعوق النمو. القوة العاملة هي عنصر حيوي للارتقاء بالاقتصاد، ولكن النتيجة ستواجه انتكاسة إذا استمر غياب الموظفين في الارتفاع".

وعلينا أيضاً مراعاة ظهور المتحورة- الفرعية "أركتوروس" Arcturus من "أوميكرون" Omicron، مما أدى إلى زيادة عدد الإصابات في الهند واكتشافها في 34 دولة في الأقل حتى الآن، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

المتحورة المعروفة أيضاً باسم "إكس بي بي.1.16" XBB.1.16، أدت إلى خمس وفيات في المملكة المتحدة واكتشاف حوالى 135 حالة في وقت كتابة هذا التقرير، وفقاً لبيانات وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة.

قال عالم الفيروسات البروفيسور لورانس يونغ من جامعة واريك لـ"اندبندنت" إن ظهور المتغير الجديد هو علامة على أننا "لم نخرج بعد من الخطر".

وقال عن "أركتوروس"، "علينا أن نراقبه. عندما يظهر متغير جديد، يجب عليك معرفة ما إذا كان أكثر عدوى، وأكثر تسبباً للأمراض؟ وماذا سيحدث في ما يتعلق بالحماية المناعية".

وأضاف "تسلط هذه الأنواع من الأشياء الضوء على أهمية المراقبة الجينية، لكن كثيراً من البلدان، بما في ذلك بلدنا، لم تكن حريصة كفاية ولا يمكننا التأكد من المتغيرات الموجودة ومستوى العدوى التي تسببها حتى نرى انتشاراً كبيراً".

يبقى أن نرى ما إذا كان قرار إيقاف التطبيق يعتبر دليلاً آخر على أن بريطانيا "لم تكن حريصة"، لكن البروفيسور يونغ لم يكن الوحيد في التحذير من أن المملكة المتحدة لم تتعلم دروس "كوفيد" وربما لا تكون مستعدة لمواجهة الجائحة التالية، نظراً إلى تفكيك الخدمات العامة وإلغاء تمويل البحوث الرئيسة.

كتب السير جون بيل، عالم المناعة الرائد وعضو فريق عمل لقاح "كوفيد" في المملكة المتحدة أثناء الجائحة، في "اندبندنت" أخيراً أنه من السهل جداً رفض "كوفيد" باعتباره "أزمة تحدث مرة واحدة في العمر".

وحذر من أن الأمر يتعلق "بوقت حدوث جائحة أخرى، وليس ما إذا كانت ستحدث"، مضيفاً أن الدولة بحاجة إلى اعتماد نهج "دائم" يتضمن بناء نظام رعاية صحية أكثر قدرة على الصمود، وتنفيذ مراقبة أفضل وتحديد التهديدات المستقبلية.

قال السير جون: "على رغم كل ما تعلمناه، فإننا لسنا مستعدين للوباء المقبل".

وأضاف "الجائحة التالية يمكن أن تكون أكثر تدميراً من السابقة. يجب أن نكون في حال استعداد دائم للأزمة الصحية الكبيرة المقبلة - إذا لم نتحرك الآن، فلن يُغفر لنا".

البروفيسورة تيريزا لامبي، إحدى الباحثات الرئيسات اللواتي يقدن برنامج "أكسفورد- أسترازينيكا"، قالت إن المملكة المتحدة فشلت في استيعاب عدد من "الدروس المكتسبة بشق الأنفس" من الجائحة وحثت الحكومة على الاستثمار في مزيد من الاستعداد للفيروس التالي.

وسلطت الضوء على قرار الحكومة "بتفكيك" أنظمة التتبع - بما في ذلك مسح "كوفيد" [المتابعة اليومية لأرقام الإصابات] الذي مثل "معياراً ذهبياً"، وهو آخر نظام متبقٍ يستخدم لرصد العدوى - كإشارة إلى أن البلاد لن تكون مستعدة تماماً لجائحة أخرى.

وكتبت في صحيفة "اندبندنت"، واصفة أنظمة المراقبة هذه بأنها "حاسمة" لتحديد المتغيرات الجديدة، وتتبع أرقام الحالات، ومساعدة المملكة المتحدة في معالجة أي انتشار للفيروسات.

وأوضحت البروفيسورة لامبي: "لقد تعلمنا مراراً وتكراراً أننا بحاجة إلى تتبع هذا الفيروس بعناية لتمييز ما إذا كانت توصيات اللقاح الحالية كافية".

وأضافت "من دون بذل مزيد من الجهود المتضافرة للعمل معاً والاستثمار في التأهب للجائحة، فإننا غير محصنين أمام الفيروس التالي".

© The Independent

المزيد من صحة