Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع عدد الشركات البريطانية الفارة إلى ألمانيا بسبب بريكست

يرغب البريطانيون في وضع موطئ قدم لهم في السوق الأوروبية الموحدة لتخفيف الأعباء الناجمة عن الإجراءات البيروقراطية

قامت مئات الشركات البريطانية الكبرى بإنشاء مراكز لها في أوروبا لتجنيب عملائها دفع الرسوم والضرائب الجديدة المفروضة في أعقاب بريكست (غيتي)

تشهد ألمانيا ارتفاعاً ملحوظاً في استثمارات الشركات الأجنبية وطفرة في تأسيس الشركات البريطانية في هذا البلد الأوروبي عقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

مسعى الشركات البريطانية الكبرى لإيجاد "موطئ قدم" لها في السوق الأوروبية الموحدة بهدف تخفيف عبء الإجراءات الإدارية والبيروقراطية، ساعد في تحقيق ألمانيا لأعلى مستوى على الإطلاق من الاستثمار المباشر الأجنبي خلال العام الماضي.

وفقاً للبيانات الرسمية الصادرة عن شركة "جيرماني تريد أند إنفيست" GTAI [مملوكة للحكومة وتعنى بشؤون الوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية والطاقة]، ارتفعت الاستثمارات المباشرة الأجنبية إلى 22 مليار جنيه استرليني (27.2 مليار دولار أميركي) في عام 2022، مقارنةً بـ 6 مليارات جنيه استرليني في العام الذي سبقه.

وبحسب ما أفادت الأرقام التي نشرت في صحيفة "فايننشال تايمز"، أقامت الشركات البريطانية 170 مشروعاً في ألمانيا في العام الماضي، بارتفاع قدره 21 في المئة عما كان عليه في عام 2021.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الرئيس التنفيذي لـ GTAI، روبرت هيرمان، أوضح أن الشركات من جميع أنحاء العالم يقيمون عالياً حجم السوق في ألمانيا والإطار القانوني الآمن والقوى العاملة المؤهلة بشكل عال والبنية التحتية المتطورة وبيئة البحث والتطوير".

وأضاف هيرمان: "لهذا السبب، قامت العديد من الشركات الأميركية الكبرى بالتوسع هنا. وبالنسبة للشركات البريطانية، فإنه من المهم بشكل خاص أن يكون لديهم حضور في الاتحاد الأوروبي عقب بريكست".

وفي العام الماضي، كشفت "مجموعة فريزرز" Frasers Group، المالكة لمتاجر "سبورتس دايركت" Sports Direct، عن خططها لإنشاء مركز توزيع جديد في ألمانيا ليكون مقرها الرئيس في الاتحاد الأوروبي.

ومن المعلوم أن مئات الشركات البريطانية الكبرى الأخرى قامت بإنشاء مراكز لها في أوروبا لتوزيع البضائع داخل الاتحاد الأوروبي، بالتالي تجنيب عملائها دفع الرسوم والضرائب الجديدة المفروضة في أعقاب بريكست.

وعلّق السيد هيرمان على ارتفاع الاستثمار الأجنبي في ألمانيا قائلاً: "هذه النتائج مثيرة للإعجاب جداً. بالنظر إلى جميع العوامل السلبية، كثر توقعوا انخفاض مستويات الاستثمار المباشر الأجنبي. ولكن الاقتصاد الألماني أظهر قوته".

وفي أثناء ذلك، قام عمدة لندن، صديق خان، بالمطالبة مرة أخرى بالحصول على مزيد من الصلاحيات لضمان ازدهار الأعمال في العاصمة بعد بريكست.

خان قال إن على المملكة المتحدة إعادة النظر في الانضمام إلى السوق الموحدة للاتحاد الأوروبي، كما حث حكومة ريشي سوناك على تفويض بعض صلاحيات الهجرة إلى مجلس مدينته.

وكتب عمدة لندن في جريدة City AM: "السماح لنا بإنشاء قائمة بالوظائف المطلوبة في المنطقة بالتعاون مع قطاعات الأعمال سيمنح لندن القدرة على استقطاب والاحتفاظ بالمواهب في القطاعات التي تحتاجها بشدة".

يأتي هذا في الوقت الذي أظهر استطلاع جديد للرأي ارتفاعاً قياسياً في مستوى الندم بين الناخبين الذين صوتوا لمصلحة الخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث يعتقد المزيد من الناخبين الآن أن بريكست قد "فشل". وتأتي هذه النتائج في أعقاب اعتراف نايجل فاراج [سياسي بريطاني وأحد أبرز دعاة الخروج من الاتحاد الأوروبي. ترأس حزب الاستقلال البريطاني UKIP قبل استفتاء بريكست ومدير قناة تلفزيونية حالياً] بأن بريكست لم يكن ناجحاً.

وبشكل عام، أكد 62 في المئة من الناخبين أن الخروج من الاتحاد الأوروبي كان "فشلاً ذريعاً"، في حين ذكر فقط 9 في المئة أنه كان "ناجحاً". كما أظهر استطلاع موقع "يو غوف" YouGov أن أكثر من ثلثي الناخبين الذين صوتوا لمصلحة الخروج يرون أنه كان "فشلاً" أكثر منه نجاحاً.

وصرح النائب البريطاني المؤيد لبريكست، ديفيد جونز، لـ "اندبندنت" بأن "الجميع كان يعلم" أن عملية الانفصال ستستغرق وقتاً، لكنه أصر على أننا "نجني بالفعل الثمار"، مستشهداً باتفاقات تجارية مع أستراليا ونيوزيلندا كمثال.

ومن ناحية أخرى، أشارت المتحدثة باسم حزب الديمقراطيين الليبراليين في الشؤون الخارجية، ليلى موران، إلى أن الاتفاق المضطرب لحزب المحافظين مع أوروبا كان كارثة حقيقية للبلاد، وأنه لا بد من إصلاح العلاقات المتعثرة مع أوروبا من أجل تحقيق نمو اقتصادي.

وعبّر ديمون ألبارن، المغني الرئيسي لفرقة "بلور" Blur الموسيقية، عن حزنه إزاء القيود الجديدة على تأشيرات الموسيقيين الذين يقومون بجولات في معظم دول الاتحاد الأوروبي عقب بريكست حيث قال أثناء لقاء مع القناة الرابعة البريطانية: "كان بريكست مهزلة والناس يستيقظون على ذلك الآن... لقد كان ذلك كارثة من كافة الجوانب الروحية والاقتصادية، لقد كان ذلك أمراً سيئاً".

© The Independent