Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المعارك الافتراضية... لعبة المشاهير على وسائل التواصل

لهذا السلوك أخطار خصوصاً على الأطفال

قسم كبير من المشاهير يعلمون جيداً أن قصصهم ستكون حديث الساعة (اندبندنت عربية)

ملخص

 بعض المشاهير لا يتردد في المتاجرة بخلافاته العائلية والزوجية على وسائل التواصل الاجتماعي، فهل هوس الشهرة هو الدافع الأول؟ وماذا عن باقي الأسباب؟

يحرص بعض المشاهير على إخفاء أسرار حياتهم العائلية ومشكلاتهم ويبقونها طي الكتمان علها تحل من دون إثارة ضجة حولها، خصوصاً أن حياتهم بعامة تكون تحت الأضواء، لكن أخيراً يبدو أن ظاهرة استغلال هذه المشكلات والمتاجرة بها على وسائل التواصل الاجتماعي لتتحول إلى "ترند" وتحصل ضجة واسعة حولها ازدادت شيوعاً.

ومن المشاهير الذين سلطوا الأضواء على مشكلاتهم العائلية وأثيرت ضجة واسعة حولها، شيرين عبدالوهاب مع زوجها حسام حبيب وأيضاً عائلة كارداشيان التي تنقل كل ما يتعلق بحياة أفرادها الخاصة في برنامج تلفزيون الواقع الخاص بها، وجويل مردينيان التي سلكت الطريق نفسه، وغيرهم من المشاهير ونجوم وسائل التواصل الاجتماعي، وكأن المعايير اختلفت اليوم بوجود وسائل التواصل الاجتماعي ولم تعد الحياة الخاصة بمنأى عن التداول بين الناس، فمن الواضح أن الأضواء تسلط عليها ويجري الحديث فيها علناً ومن دون ضوابط، فإلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك في العلاقات الزوجية والأسرية؟

مقاييس جديدة في العلاقات

قبل وجود وسائل التواصل الاجتماعي كان هناك حرص على إبقاء الخلافات الزوجية والأسرية داخل جدران المنازل وحصرها بين الأفراد المعنيين حتى لا تزيد المشكلات سوءاً، وحالياً انقلبت المقاييس ولم تعد الأمور على ما كانت عليه، ففي حالات كثيرة يبدو وكأن أي خلاف أو مشكلة بين زوجين أو في قلب أسرة ما أحد أفرادها من المشاهير، يتحول إلى حديث الناس، وعندها تزداد المصالحة صعوبة بشكل واضح، وقسم كبير من المشاهير الذين يحدثون ضجة حول مشكلاتهم الخاصة وخلافاتهم الأسرية يبحثون في الواقع عن مزيد من الشهرة وإن كانوا يتمتعون بها أصلاً، بحسب الاختصاصية في المعالجة النفسية لانا قصقص، فهم يعلمون جيداً أن قصصهم ستكون حديث الساعة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المشاهير من لا يتردد في اللجوء إلى تصوير مباشر حول مشكلاتهم الخاصة ويفتحون حواراً مع الناس مترقبين ردود الفعل والتفاعلات، والكل يعلم أن الناس يشعرون بالانجذاب نحو هذا النوع من الأخبار المتعلقة بالحياة الخاصة بالمشاهير، سواء كانوا من النجوم الفعليين أو من مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما يساعد في زيادة شهرتهم وأرباحهم، وبالتالي فإن الهدفين الأساسين لهؤلاء المشاهير هو كسب مزيد من الشهرة وتحقيق الأرباح.

لكن على رغم أن هذه السلوكيات أصبحت شائعة في أيامنا هذه، كما يظهر الواقع، فهذا لا يعني أنها حال طبيعية، فالسلبيات تتخطى إلى حد كبير الإيجابيات مما يدعو إلى كثير من الحذر حول ما يمكن أن تؤول إليه الأمور.

وتوضح قصقص أن مثل هذه السلوكيات تحرم هؤلاء المشاهير الخصوصية ولا تعود لهم مساحة خاصة عندما يتحدثون عن خلافاتهم علناً ومن دون ضوابط، ويقتحم الآلاف حياتهم الخاصة ويبدون آراءهم ويعبرون عن وجهات نظرهم بحرية تامة بما أن كل ذلك مباح، وهذا ما يؤثر حكماً على العلاقات، لأنه مهما حاول الشخص المعني عدم أخذ هذه الآراء بعين الاعتبار فمن الطبيعي أن يتأثر بها، حتى إن المتابعين سيلفتون نظره إلى تفاصيل لم يتنبه لها ولم تزعجه ربما في العلاقة أو في الخلاف، وتتفاقم عندها المشكلة وقد تحتدم الخلافات.

 

التدخل مباح ولا عوائق

أصبح الكل يتدخل في حياة هؤلاء المشاهير لأنهم اتخذوا قراراً بعدم إخفاء أسرار حياتهم الخاصة وعدم إبعادها من الأضواء بل العكس، إنما لا يخفى على أحد أن ما يحصل هنا انتقاص من ميزات الحياة الأسرية والخصوصية التي من المفترض الحفاظ عليها.

يعشق الناس التدخل في الشؤون الخاصة للآخرين، فكيف بالأحرى إذا كانت تتعلق بمشاهير يعرضون حياتهم الخاصة وهي متاحة للكل، وفي الواقع فإن ذلك يلهي الناس عن مشكلاتهم الخاصة مع تركيزهم على مشكلات الآخرين والصعوبات التي يواجهونها، مما يشعرهم بالراحة.

وهذا بشكل أساس ما يجذب الناس إلى مشكلات المشاهير وخلافاتهم العائلية، فهم يبتعدون من أجواء مشكلاتهم الخاصة سواء كانت اجتماعية أو مادية أو نفسية، ويساعدهم ذلك في ملء الفراغ النفسي والعاطفي في حياتهم، وفق ما توضحه قصقص.

وإذا كان نشر هذه الخلافات العائلية على وسائل التواصل الاجتماعي خطراً على الراشدين وقد يؤثر سلباً في العلاقات، إلا أن خطورتها تزيد في إدخال الأطفال في هذه الأمور وتصوير مشكلاتهم وسلوكياتهم ونشرها، ويصبح الأطفال في مواجهة أخطار كبرى نفسية وعاطفية، فالطفل لا يدرك ما يحصل من حوله ولا يدرك أن الهدف هو السعي إلى الشهرة، وفي ذلك استغلال للطفولة مع ما في ذلك من خطر تعرضه لمشكلات لاحقة، لأن حياته في متناول الكل، فلا بد من الحفاظ على الخصوصية وتجنب نشر الأمور الخاصة وكل ما يتعلق بالحياة الخاصة.

وفي حالات قليلة قد تلعب خلافات المشاهير دوراً في توعية الآخرين في شؤون معينة، خصوصاً في حال سعوا إلى توجيه الناس حول أهمية اللجوء إلى اختصاصي للحصول على المساعدة أو حول الحلول التي يمكن اللجوء إليها، ويرتبط ذلك بالطريقة التي ينقلون فيها المعلومات وما إذا كان هدفهم نشر الوعي أو تحقيق مزيد من الشهرة ليس إلا، وقد تكون هذه الحال الوحيدة التي يمكن فيها التحدث عن إيجابيات تحدث المشاهير علناً عن مشكلاتهم العائلية وخلافاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي.

وسيلة لنقل رسالة

يستغل بعضهم وسائل التواصل الاجتماعي لما يمكن أن تحققه في نقل رسائل معينة إلى الآخرين بأية وسيلة أخرى يمكن أن تحقق انتشاراً، ويعتبر هؤلاء وسائل التواصل الاجتماعي مساحة مفتوحة ليعبروا بحرية أو لنقل رسائل معينة إلى شخص ما، وفق ما أوضحه في حديثه الخبير في التحول الرقمي فريد خليل، مشيراً إلى أن تفاعل الناس مع هذا النوع من المحتوى كفيل برفع معدلات الدوبامين لديهم ولو مرحلياً، وينطبق ذلك على المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي والمشاهير الذي ينقلون مشكلاتهم الشخصية إلى العلن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً أن لهم عدداً أكبر بكثير من المتابعين مقارنة مع غيرهم من الأشخاص، ولذلك فهم يشعرون بلذة كبرى لدى رؤية تفاعل الناس، فوقع المشكلات التي يعانيها المشاهير يكون أهم بكثير عليهم، وقد يجدون الحل في نشر الأخبار الخاصة بهم والخلافات على وسائل التواصل الاجتماعي للاستفادة من تفاعل الناس، حتى إنهم قد لا يترددون في استغلال أطفالهم لهذه الغاية أحياناً، وهم يعبرون بحرية والناس يتفاعلون معهم وإن كان هذا يسبب لهم كثيراً من الأذى ولعلاقاتهم الأسرية أيضاً، ويكون الوضع أسوأ في حال استغلال الأطفال في هذا المجال بشكل خارج عن إرادتهم.

ويضيف خليل، "لا بد من التوضيح أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يتمتعون بمستويات عالية من الحشرية، تماماً كما بالنسبة إلى الناس عامة، وهي أهم العناصر التي يعول عليها في عملية التسويق، فيعتمد عليها لجذب المتابع بشكل أو بآخر عبر إثارة حشريته بغض النظر عن المحتوى، ومن الطبيعي أن تستحوذ المشكلات الخاصة للمشاهير على اهتمام الناس وتثير حشريتهم فيتفاعلون إلى حد كبير، خصوصاً أن هذا النوع من المحتوى يحمل جانباً واقعياً يرون فيه المشاهير على طبيعتهم ومن دون أقنعة، هو يقرب المشاهير من الناس ويشعرهم بأنهم يشبهونهم وبأن حياتهم لا تختلف".

الفضائح عامة ثير الناس من القدم إلى اليوم وتثير اهتمام الكل وتحصل بلبلة حولها. فالناس بطبيعتهم يحبون التدخل في حياة الآخر خصوصاً إذا كان من المشاهير وحياته الخاصة أصبحت في العلن، وبالنسبة إلى المشاهير، فإن تفاعل الناس يؤمن شعوراً بالرضى مع رؤية الإعجابات والمشاهدات، فينعكس ذلك إيجاباً على حالهم النفسية، ومن الواضح أن وسائل التواصل الاجتماعي تخطت كونها تكنولوجيا، أما الخصوصية فلم يعد لها وجود، وهذا ما أفقد الأمور والمبادئ قيمتها بعد أن أصبح كل شيء مباحاً وينشر علناً، فحتى التعبير عن العواطف فقد من قيمته بعد أن أصبح في التداول.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات