Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مؤتمر الاشتراكية الدولية يرفض الخطة الأميركية للسلام

الدعوة إلى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار الأمم المتحدة 194

الاجتماع السنوي لمؤتمر الاشتراكية الدولية في رام الله (وكالة وفا)

بأمنيات الفلسطينيين بالنجاح لحزب ميرتس اليساري الإسرائيلي خلال انتخابات الكنيست الإسرائيلية المقبلة، اختتم مؤتمر الاشتراكية الدولية السنوي في مدينتي رام الله وتل أبيب.

وبعد سجالات ونقاشات وتنازلات مشتركة بين الأحزاب الفلسطينية الأعضاء في منظمة الاشتراكية الدولية وبين حزب ميرتس، صدر بيان ختامي يؤكد النقاط المشتركة بينهما وأبرزها، إنهاء الاحتلال للأراضي المحتلة عام 1976، ورفض الخطة الأميركية للسلام. وشهدت الجلسة الختامية للمؤتمر خلافات بين الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني حول البيان الختامي للمؤتمر الذي يعقد للمرة الأولى على مدار يومين في فلسطين وإسرائيل.

مقاطعة جميع المستوطنات

وتمحورت الخلافات بين الجانبين حول حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستمارات منها، لكن الفلسطينيين وافقوا في النهاية على عدم الإشارة إليها مقابل دعوة البيان الختامي إلى مقاطعة جميع المستوطنات ومنتجاتها، والرفض الكامل لمحاولة مساواة حركة مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي باللاسامية. كما وافقت الأحزاب الفلسطينية المشاركة على الدعوة لوقف كل أشكال العنف في قطاع غزة من جميع الجهات وعدم اقتصار ذلك على إسرائيل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت مصادر فلسطينية لـ "اندبندنت عربية"، إن الأحزاب الفلسطينية قدمت تنازلات غير جوهرية في مقابل صدور بيان ختامي يرفض الخطة الأميركية للسلام ويساعد حزب ميرتس على تحقيق نتائج عالية في انتخابات الكنيست المقبلة في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.

وهاجم البيان الختامي للمؤتمر الخطة الأميركية للسلام المعروفة بما يسمى "صفقة القرن"، ويقول إنها تمنح الشرعية للأعمال الإسرائيلية غير المشروعة في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، كما إنها تتناقض مع الإجماع الدولي وتتجاهل القانون الدولي، وتنتهك المتطلبات الأساسية للسلام العادل والدائم، كما إنها تدمر الحقوق المشروعة للاجئين الفلسطينيين.

"وهم الرخاء الاقتصادي"

ويرفض البيان الختامي أي جهود تحاول استبدال السلام الحقيقي والعادل بـ "وهم الرخاء الاقتصادي"، "الذي يدعم احتلال الأراضي الفلسطينية والسياسات التمييزية العنصرية ضد الشعب الفلسطيني". وينتقد البيان مواقف الإدارة الأميركية ضد السلام العادل، ويدين نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بضم إسرائيل غير المشروع للجولان السوري، مشيراً إلى أن ذلك ينتهك القانون الدولي والسياسة التقليدية للإدارات الأميركية السابقة.

ويوضح البيان أن ذلك يشكل سوابق خطيرة للمجتمع الدولي، مضيفاً أن واشنطن تحاول إضفاء الشرعية على الاستحواذ على الأراضي عبر القوة. كما يرفض البيان الختامي لمؤتمر الاشتراكية الدولية التغيير الديموغرافي في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، إضافة إلى رفض توسيع المستوطنات، وبناء الجدار الفاصل، وهدم منازل الفلسطينيين.

وحول المقاطعة، يطالب البيان المجتمع الدولي باتخاذ تدابير ملموسة ضد المستوطنات الإسرائيلية وحظر منتجاتها، كما يدعو البيان إلى الوقوف ضد أي قرار يساوي بين الحملات المناهضة للاحتلال مع معاداة السامية، وإلى اتخاذ إجراءات لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الموثقة للقانون الدولي.

الحق في تقرير المصير

ويشدد البيان على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإقامة دولة مستقلة على حدود عام 1967 كما يدعو دول العالم كافة إلى الاعتراف الفوري وغير المشروط فيها، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار الأمم المتحدة 194. ويشير البيان إلى أن منظمة الاشتراكية الدولية تشجع النهج السلمي في المقاومة، ويطالب بالوقف الفوري لجميع أشكال العنف من جميع الأطراف.

رسالة دعم

وتضم منظمة الاشتراكية الدولية حزب ميرتس الإسرائيلي، وحركة فتح، والمبادرة الوطنية الفلسطينية، وجبهة النضال الشعبي، وحوالى 170 حزباً من القارات الخمس. ويعتبر الفلسطينيون انعقاد المؤتمر في رام الله بمثابة رسالة دعم سياسي لهم في مواجهة ما يعتبرونه خطة أميركية لتصفية حقوقهم الوطنية ومنع إقامة دولة فلسطينية لهم، والقضاء على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم.

وعقب انتهاء اليوم الأول من المؤتمر التقى رؤساء الوفود المشاركة في مؤتمر الاشتراكية الدولية بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي طالب منظمة الاشتراكية الدولية بالتدخل الفوري لإنقاذ فرص تحقيق السلام من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.

وقف سرقة الأراضي

وفي كلمته خلال افتتاح مؤتمر الاشتراكية الدولية، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية منظمة الاشتراكية الدولية بالعمل على وقف إسرائيل سرقة الأراضي الفلسطينية، وإعادة الاعتبار لحل الدولتين، وإلزام إسرائيل بدفع ثمن انتهاكاتها لحقوق الإنسان، والضغط على حكومات الدول التي يحمل المستوطنون جنسياتها للطلب منهم مغادرة الأراضي الفلسطينية، والطلب من الجامعات في مقاطعة جامعة أرئيل المقامة في مستوطنة في الضفة الغربية.

وبحضور حزب ميرتس الإسرائيلي، طالب أشتية بشريك إسرائيلي في عملية السلام على أساس حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وضع إسرائيل أمام خيارين، فإما القبول بحل الدولتين، أو "الموت ديمغرافياً" لإسرائيل، مضيفاً أن عدد الفلسطينيين (6.8 مليون) زاد بفارق مئتي نسمة على عدد الإسرائيليين (6.6 مليون نسمة) في المنطقة بين نهر الأردن والبحر المتوسط.

"تهدف إلى القضاء على حل الدولتين"

وفي ما يتعلق برفض الفلسطينيين خطة السلام الأميركية قال أشتية، إن ذلك يعود لأن الخطة "تهدف إلى القضاء على حل الدولتين"، متهما الإدارة الأميركية "بممارسة عملية ابتزاز للشعب الفلسطيني". وانتقد الأمين العام للاشتراكية الدولية لويس إيالا، قرارات الإدارة الأميركية بخصوص قضية الشرق الأوسط، مضيفاً أنها "تذهب بعيداً من الإجماع الدولي والشرعية الدولية".

وشدد إيالا على أن المنظمة تعمل على تحقيق حل الدولتين فلسطينية وإسرائيلية، مشيراً إلى أن عقد المؤتمر في رام الله يهدف إلى أن تكون منظمة الاشتراكية الدولية "جزءاً مما يحدث"، واعتبر إيالا القضية الفلسطينية "قضية عالمية وليست خاصة بالمنطقة، مشيراً إلى أن مهمة المنظمة المضي قدماً في تعزيز حرية الناس وحقوقهم".

وقال نائب رئيس منظمة الاشتراكية الدولية نبيل شعث لـ "اندبندنت عربية"، إن انعقاد المؤتمر في فلسطين بمشاركة عشرات الأحزاب الاشتراكية الحاكمة والمعارضة من مختلف دول العالم، بمثابة دعم دولي مهم للشعب الفلسطيني في ظل أخطر مخططات تصفية القضية الفلسطينية. أضاف شعث أن القضية الفلسطينية لم تغب عن جدول اجتماعات المنظمة الاشتراكية منذ نشأتها عام 1951، والتي أكدت خلال مؤتمراتها جميع القرارات الدولية ذات العلاقة بفلسطين".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي