Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقالة نقدية عن رواية "الأمتعة القديمة" للمؤلفة ليزا إيفانز

هذه الرواية التي تسبق أحداثها أحداث رواية كروكيد هارت تثير شعوراً بالبهجة من بدايتها إلى النهاية. تعود المؤلفة إلى شخصيتها الرئيسية ماتي سيمبكين التي تدافع عن حق المرأة في التصويت وتسعى لإثارة حماسة الشابات في حقبة ما بين الحربين العالميتين

غلاف كتاب "الأمتعة القديمة" للمؤلفة ليزا إيفانز (تويتر)

تعدّ ليزا إيفانز بمنزلة جوهرة نادرة بين الكتّاب، فهي ليست راوية قصص واقعية فحسب بل أيضاً شخص يجعل عملية الكتابة برمتها تبدو بسيطة ومن دون عناء كبير. رواية "الأمتعة القديمة" تسبق في أحداثها روايتها السابقة "كروكيد هارت" وتقع أحداثها إبان الحرب العالمية الثانية، عندما تبدأ الرواية بمقدمة عن شخصية تدعى ماتي سيمبكين، وهي امرأة يسيطر عليها الخرف الآن بعدما كانت في وقت من الأوقات تناضل في سبيل استقلال المرأة ومساوتها بالرجل ومنحها الحق في التصويت.
ومن المثير للاهتمام أن الرواية، بدلاً من أن تعود بالقراء إلى الوراء عندما كانت ماتي في ريعان شبابها – حين كانت هي ورفيقاتها ينظمن مسيرات واحتجاجات ويقاطعن رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرتشل أثناء القائه خطبه ويلعبن لعبة القط والفأر داخل سجن هولواي وخارجه – تبدأ الرواية في أواخر عشرينيات القرن الماضي عندما كانت ماتي في منتصف العمر. 


وعلى الرغم من أنّها لم تعد في بداية شبابها، فإنها ليست أقل طاقة وحيوية عما كانت عليه في ذلك العمر، فهي تمثل "كتيبة في امرأة واحدة". فبطلتنا لا تزال لديها الحماسة لإحداث فرق، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بتشجيع جيل أكثر شباباً على حماية الحريات التي انتزعتها هي وأخريات من أجله. وعندما واجهت ماتي شابات - من جميع الطبقات - لا يكترثن كثيراً للسياسة أو للنساء العظيمات في التاريخ تساءلت "كيف يمكن إنقاذ هؤلاء الفتيات من الضباب الذي يهمن فيه دون اللجوء إلى التألق السطحي لنجوم السينما؟"، فشرعت تنشىء نادياً لهن.


ونظراً لمرور مئة عام على قانون تمثيل الشعب الذي صدر عام 1918 (والذي منح النساء ممن توفرت لهم املاك وكن فوق الـ 30 عامًا حق التصويت)، كان تناول المقال رواية تقوم فكرتها الرئيسة على أنّ الدفاع عن حق المرأة في التصويت هو الخيار الواضح. لكن إيفانز اتخذت القرار الأكثر إثارة للاهتمام بإدراج قانون عام 1928 في روايتها – ذلك القانون الذي منح النساء حق التصويت في الانتخابات مساواةً مع الرجال إذا كانت أعمارهن تتجاوز الـ 21 عاماً وبغض النظر عما إذا كن من مالكات العقار او غيره أو من دون أملاك.

ولنأخذ تلك المرأة الملقبة بـ "ذا فلي" مثالاً وهي صديقة بطلة الرواية ماتي وتعيش معها. تعبر ماتي عن غضبها قائلة "امرأة تبلغ من العمر تسعة وأربعين عاماً وهي مفتّشة صحية ماهرة وملتزمة بشكل صارم بدفع الضرائب لكنها على الرغم من ذلك، تحرم من أبسط حقوق المواطن، لأنها غير مالكة. ألا يجعلك ذلك تثور غضباً من ذلك الظلم؟".
هذه الجزئية، شأنها شأن كل التفاصيل التاريخية في الرواية، دُمجت بسلاسة في القصة، وهي مهارة أخرى نادرة وذات قيمة كبيرة. وتستعرض إيفانز السنوات المتوسطة، سواء متوسط العمر في ما يتعلق بحياة نساء مثل ماتي، أو السنوات المتوسطة ما بين الحربين العالميتين، وهي فترة حداد تتزامن مع تجمع غيوم عاصفة مكفهرة في السماء. "الأمتعة القديمة" هي ذلك المصطلح الذي يطلقه بعض الشبان الأقل لطفاً على ماتي، تلك المرأة الغريبة التي لا تحب شيئًا أكثر من ممارسة المشي مسافات طويلة مرهقة حول "هامبستيد هيث" وهي تحرّك هراوتها الخشب على سبيل التريّض.

وتعد ماتي شخصية مبتكرة رائعة متقدة بذلك النوع من الذكاء والحماسة اللذين تريد أن تشعلهما في نفوس أعضاء الـ "أمازونز"، وهي فرقة من الفتيات الصغيرات اللواتي تدربهن ماتي على جميع أنواع المهارات غير الملائمة للسيدات - بدءاً من الدخول في جدال إلى تمرينات رياضية تكسب الجسم قوة ورشاقة - خلال اجتماعاتهن الأسبوعية في منطقة هامبستيد هيث الخضراء المفتوحة. وبقدر ما هي محبوبة، فإن ماتي لا تخلو من العيوب، وعنوان الكتاب يمثل إشارة أيضاً إلى بعض الأمتعة العاطفية التي تحملها ماتي وتشكل تهديداً لمبادئها.

"الأمتعة القديمة" رواية ممتعة ومثيرة للمشاعر ومبهجة من بدايتها إلى نهايتها، وهي أكثر الروايات التي كتبتها ليزا إيفنز إرضاءً للقراء.
 

© The Independent

المزيد من كتب