Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تنجو النيجر من براثن المتطرفين والمرتزقة والديكتاتوريين؟

رئيس النيجر محمد بازوم يصرح أن منارة الديمقراطية والاستقرار التي يرأسها ترغب بتعزيز شراكاتها مع المملكة المتحدة وغيرها من قوى الغرب

تحوّلت دولة النيجر إلى محط اهتمام المصالح الغربية باعتبارها شريكاً أمنياً واقتصادياً  (أ ب)

ملخص

النيجر هي واحة آمنة مُحاطة بالتطرّف والمجانين. فهل تتمكن من الاستمرار؟

تحوّلت دولة النيجر على الساحل الأفريقي، التي تقع وسط منطقة تسودها نزاعات عنيفة وحركات تمرد إسلاموية [متطرفة] ومرتزقة "فاغنر" الروس وأنظمة عسكرية غير مستقرة، إلى محط اهتمام المصالح الغربية باعتبارها شريكاً أمنياً واقتصادياً.

وأخيراً، زار البلاد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ومن المنتظر أن يقوم وزير الدفاع لويد أوستن بزيارتها أيضاً. والتقى رئيس النيجر، محمد بازوم، بإيمانويل ماكرون في باريس وكان من بين قلّة من الرؤساء الأفارقة البارزين لدول لا تنتمي إلى الكومنولث الذين حضروا تتويج الملك تشارلز في لندن.

تحدّث السيد بازوم إلى صحيفة "اندبندنت" عن القضايا التي تواجهها بلاده، ومنها خطر مجموعة "فاغنر" وفورة "الجهاديين" التي تؤججها أزمة المناخ الحالية والحاجة إلى استقطاب الاستثمارات الأجنبية في سبيل تعزيز التعليم واستحداث فرص العمل، وجهود توطيد العلاقات مع الغرب وبريطانيا.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تعتبر النيجر، التي تبلغ مساحتها خمس مرات مساحة المملكة المتحدة وتضمّ 27 مليون نسمة، ثريّة بالمعادن وتنتج 7 في المئة من الإمدادات العالمية لليورانيوم. ويُذكر للولايات المتحدة كما المملكة المتحدة زعمهما الشهير والكاذب في الفترة السابقة لغزو العراق، بأنّ صدام حسين يسعى إلى الحصول على يورانيوم (الكعكة الصفراء) من النيجر لتطوير برنامج أسلحة الدمار الشامل.

وتحضر مجموعة "فاغنر"، التي تعود ملكيتها إلى حليف فلاديمير بوتين يفغيني بريغوجين، بقوة في مشاريع تجارية مربحة في أفريقيا بالإضافة إلى وجودها العسكري الواسع في المكان. وتُخصّص بعض عائدات هذه المشاريع لتمويل عملياتها العسكرية الحالية في أوكرانيا، التي تصل تكلفتها إلى 100 مليون دولار (80 مليون جنيه استرليني) شهرياً، بحسب التقديرات.   

كما رسّخت فاغنر وجودها في الدول المجاورة للنيجر- في ليبيا، حيث وضعت يدها على مصالح نفطية، وفي مالي، حيث أدّى وصولها بدعوةٍ من النظام العسكري إلى انسحاب الفرنسيين والبريطانيين وغيرهم من القوات الغربية.

وفي هذه الأثناء، تفيد بعض التقارير بأن المجموعة تنشط في بوركينا فاسو، وهي دولة أخرى خرجت منها القوات الفرنسية في الآونة الأخيرة. وزعم الرئيس الغاني نانا أفوكو-أدو بأن زعماء بوركينا فاسو العسكريين يدفعون للمرتزقة من خلال منحهم حقوق ملكية منجم ذهب.

وقال السيد بازوم خلال زيارة له إلى لندن "لا شك في أن لفاغنر حضوراً ملحوظاً جداً في منطقتنا. فهي موجودة في ليبيا، التي لا تزال غير مستقرة والتي أُرسلت منها أسلحة للإسلامويين في الدول الأخرى منذ سقوط (معمّر) القذافي".

"وهي أيضاً في مالي: هل استفادت مالي بأي شكل من وجود فاغنر فيها؟ أنا أعتقد بأنها لم تستفد أبداً. ولا شك في عدم وجود أي نية لدينا بدعوتها لدخول بلادنا. فهي تخلق المشكلات ولا تحلّها. ونعلم بأنها مسؤولة عن شنّ حملات معلومات كاذبة ضدنا".

زعم منشور كاذب على وسائل التواصل الاجتماعي بوقوع انقلاب على السيد بازوم أثناء زيارته لماكرون في باريس؛ فيما ادّعى آخر بأن الفرنسيين سلّحوا مجموعة جهاديين قتلت 17 عنصراً من قوات النيجر المسلحة في الفترة ذاتها تقريباً. وبعد تعقّب أصل هذين المنشورين، تبين أن مصدرهما هو مشروع لختا، مزرعة التصيد الإلكتروني التي يموّلها السيد بريغوجين، وتفرض عليها الولايات المتحدة عقوبات منذ 2018.

وأثناء زيارته إلى النيجر، حذّر السيد بلينكن من التأثير الخبيث لـ"فاغنر". وقال "شهدنا بالفعل على نهايات وخيمة في مناطق وجود فاغنر؛ وقعت أمور سيئة لم يكن منها مفر".

تلفت العديد من الدول الأفريقية إلى أن روسيا استغلت غياب التزام الغرب بالقارة. وفي هذا الإطار، طرح وزير الخارجية الأميركي سلسلة من المبادرات، من بينها مساعدات إنسانية بقيمة 233 مليون دولار لدول الساحل على امتداد العام. كما تحدث عن اتفاق أمني "شامل"، يركز كذلك على "الحكم السليم والتنمية وخلق الفرص والاستجابة إلى احتياجات الشعب".

من جهته، قال السيد بازوم الذي انتُخب في أبريل (نيسان) 2021 "إن الإرهاب يدمّر المجتمع. لكننا نعلم بأن العمل العسكري ليس سوى جزء من الحل في محاربة الإرهاب. فالتعليم وفرص العمل أمران مهمان جداً في سبيل الحرص على عدم اتّجاه الشباب نحو العنف".

"إن هذا الخطر الإسلاموي يهدد منطقتنا بأسرها. لكن العمليات المشتركة مع مالي وبوركينا فاسو صعبة بسبب الحكم العسكري في البلدين. علينا أن نحمي نظامنا الديمقراطي".

وتعدّ النيجر من أكثر الدول معاناةً من أزمة المناخ في غرب أفريقيا. فدرجات الحرارة في الساحل ترتفع أسرع بمرة ونصف من أي مكان آخر في العالم. كما قضت دورة عدم انتظام هطول الأمطار والجفاف على حوالى 15 في المئة من أراضيها الصالحة للزراعة.

وقال السيد بازوم "ما يحدث للبيئة مشكلة عصيبة. فالبدو الرحّل يشهدون اختفاء الطعام المخصص لهم ولماشيتهم. وهم في وضع هشّ ويمكن أن يأتي الإسلامويون ويستغلوا هذا الوضع ويحاولوا تجنيد الرجال. وهناك طبعاً المحن الرهيبة التي تلمّ بحياة العائلات في ظل تغيّر المناخ". 

وفيما يُرحّب بالمساعدات الاقتصادية لإعانة بلاده على التصدي لهذه التحديات، أراد الرئيس النيجيري التشديد على عظيم الحاجة للاستثمار الغربي. فقال "يقولون لنا أن نحذر من الاستثمار الصيني. لكن لماذا لا نرى المزيد من الاستثمارات من دول مثل فرنسا وبريطانيا؟ فهي التي تمتلك صلات تاريخية بأفريقيا وليس الصينيين. ومع ذلك، هم الاستثمارات الصينية موجودة في النيجر حيث تغيب الاستثمارات الغربية إلى حدّ ما."

وأضاف السيد بازوم بأن النيجر بصدد توثيق العلاقات مع المملكة المتحدة، وقال "يصفوننا بأننا بلد فرنكوفوني، لكن هذه التسميات قديمة العهد. فالعالم يتغيّر وما يحدث في قارة واحدة يؤثر في بقية القارات. علينا بناء علاقات متينة من أجل حماية مستقبلنا".  

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات