Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"آلية مراقبة المسارات الإنسانية" تعقد المفاوضات السودانية

خبراء يتوقعون وقف الحرب وطرح مشروع لإعادة إعمار الخرطوم

قمة العرب تنظر مشكلة السودان والأمل أن يكون الحل سعوديا (رويترز)

ملخص

حرب الجنرالين على طاولة اجتماعات قمة "زعماء العرب" في جدة، وتوقعات بالوصول إلى آلية إنهاء النزاع وإعادة الحياة للمشروعات العربية حول السودان

منذ توقيع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على إعلان المبادئ بمدينة جدة السعودية في 11 مايو (أيار) بوساطة سعودية - أميركية لتيسير الأعمال الإنسانية وحماية المدنيين في تحركاتهم من جراء القتال الدائر بين الطرفين، ظل السودانيون يترقبون ما ستسفر عنه المفاوضات التي تلي هذا الإعلان للوصول إلى هدنة حقيقية وفق آليات مراقبة دولية وإقليمية، بخاصة أن الاشتباكات بين الطرفين تتصاعد بوتيرة عالية في مناطق عدة بمدن العاصمة الثلاث (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان).

"اندبندنت عربية" استطلعت آراء بعض المتخصصين حول توقعاتهم لأثر مفاوضات جدة، ومدى إمكانية الوصول إلى نتائج ترضي تطلعات الشعب السوداني، بخاصة في ظل انعقاد قمة زعماء الدول العربية بمدينة جدة.

مبدأ التمرد

يوضح الباحث في الشؤون العسكرية معتصم عبدالقادر أن "المفاوضات بين الجيش والدعم السريع التي تستضيفها مدينة جدة ما زالت متوقفة بسبب عدم الاتفاق على الآلية التي تراقب المسارات الإنسانية وحماية تحركات المدنيين، لأن هناك تناقضاً مع مبدأ التمرد وفق تصنيفات الجيش السوداني والجامعة العربية، ففي الحالة السودانية الحالية والتي تعتبر قوات الدعم السريع قوة متمردة، بحسب تصنيف القوات المسلحة في البلاد، فإن أي آلية مراقبة تتم مع الجيش باعتباره الجهة المسؤولة، إلا في حال انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق التي تعوق العمل الإنساني وحركة المدنيين وحمايتهم".

واستبعد عبدالقادر أن يحدث تقدم في المفاوضات، إلا في حالة أن تكون قوة الآليات أكبر من القوتين المتحاربتين، لكنه يعتقد أن استمرار مسألة المفاوضات مرهون بإيجاد مسار ثانٍ.

ونوه الباحث في الشؤون العسكرية بأنه من الصعوبة بمكان تحول هذه المفاوضات إلى عملية سياسية، لأن طبيعة مهام الوفدين عسكرية بحتة، فضلاً عن أنهما ليس لديهما تفويض وصلاحيات للانتقال إلى التفاوض في شأن العملية السياسية.

مشروع مارشال

في المقابل، قال متخصص العلوم السياسية بجامعة أفريقيا العالمية في الخرطوم محمد خليفة صديق، إن "المفاوضات متواصلة منذ توقيع إعلان المبادئ، لكنها غير مباشرة، وربما تكون اقتربت من الوصول إلى اتفاق يحقق هدنة حقيقية تحت رقابة خارجية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف صديق "من المتوقع وصول مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الأفريقية، مولي في، إلى جدة لتقف بجانب الوسطاء السعوديين الذين يبذلون جهوداً مقدرة للوصول إلى اتفاق يوقف إطلاق النار، ويفضي إلى تهدئة دائمة وانتهاء المعارك، ولجم عمليات النهب والسطو وتعطيل الخدمات، وذلك لكي تعود الحياة في الخرطوم إلى طبيعتها، ويتم خلال هذه الهدنة إجلاء المرضى والجرحى وفتح مسارات آمنة للمدنيين لتخفيف معاناة المواطنين".

وزاد صديق القول "أتوقع أن يحدث خلال الساعات المقبلة اتفاق هدنة جديد، على أن يتم التوقيع عليها على هامش ختام القمة العربية التي تنطلق اليوم الجمعة في جدة، إن لم تحدث تطورات غير متوقعة".

ومضى في القول "يبدو أن العقبة التي تعترض المفاوضات هي محاولة إقحام موضوع هيكلة القوات المسلحة وإخراج المفاوضات من مسارها الفني إلى مسار سياسي أوسع يتحدث عن أدوار للمدنيين، وهو أمر يرفضه مفاوضو الجيش السوداني ويتجاوز تفويضهم".

وتوقع متخصص العلوم السياسية أن تطرح السعودية مشروع مارشال عربياً لإعادة إعمار الخرطوم والمناطق التي تضررت من الحرب، وإعادة الحياة إلى المشروعات العربية حول السودان باعتباره سلة غذاء العالم العربي، إضافة إلى مشروعات استراتيجية كبرى أجازتها الجامعة العربية في قمم سابقة.

إعلان المبادئ

ونص إعلان المبادئ الأولي الذي وقع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على السماح لجميع المدنيين بمغادرة المناطق التي تشهد أعمالاً عدائية أو تلك المحاصرة طوعاً وبأمان، وكذلك الالتزام بالامتناع عن الاستحواذ على المرافق الطبية والمستشفيات ومنشآت المياه والكهرباء، فضلاً عن الالتزام باحترام وحماية سيارات الإسعاف وعدم استخدامها لأغراض عسكرية، إضافة إلى إعطاء أولوية للمناقشات، لتحقيق وقف إطلاق نار قصير المدى لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي