Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استمرار التظاهرات في السودان تنديدا بأحداث الأبيض وتعليق الدراسة في كل أنحاء البلاد

مصدر في حركة الاحتجاج: المحادثات مع المجلس العسكري معلقة إلى حين هدوء الشارع

وسط تزايد الغضب الشعبي غداة مقتل ستة متظاهرين، خمسة منهم تلامذة، بالرصاص خلال مسيرة في مدينة الأُبيض في ولاية شمال كردفان، الاثنين 29 يوليو (تموز)، تأجّل بدء محاكمة الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير إلى 17 أغسطس (آب) المقبل.

فبينما كان من المفترض أن تبدأ محاكمة البشير الأربعاء 31 يوليو، تأجلت محاكمته إلى 17 أغسطس، وقال محاميه هشام الجعلي لوكالة الصحافة الفرنسية "اليوم الأربعاء كانت أولى جلسات محاكمته، لكن السلطات تعذّر عليها نقله للمحاكمة لأسباب أمنية لذا قام القاضي بإبلاغنا أن المحاكمة ستبدأ في 17 أغسطس".

وكان النائب العام السابق الوليد سيد أحمد أعلن، في 15 يونيو (حزيران) الماضي، أنّ "الرئيس المخلوع البشير سيقدّم للمحكمة بتهم الثراء الحرام وحيازة النقد الأجنبي"، بعدما أعلن رئيس المجلس العسكري الحاكم الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في أبريل (نيسان) الماضي، العثور على ما قيمته 113 مليون دولار من الأوراق النقدية بثلاث عملات مختلفة في مقرّ إقامة البشير.

وبالتزامن، تظاهر المئات في شوارع مدينة الأُبيض تنديداً بمقتل زملائهم، وهتفوا "الدم بالدم لا نقبل الديّة"، وحمل العديد منهم أعلام السودان وصوراً للضحايا أثناء تجمّعهم في ميدان قرب مقر الجيش في وسط المدينة، بعدما ساروا من مناطق متفرقة.

وفي وقت سابق الثلاثاء، قررت السلطات السودانية إغلاق المدارس في كل أنحاء البلاد حتى إشعار آخر. وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية أنّ الأمين العام لديوان الحكم الانتقالي صديق جمعة وجّه "ولاة الولايات بتعطيل الدراسة لكل المرحلة التعليمية ثانوي وأساسي ورياض أطفال ابتداء من الأربعاء 31 يوليو وحتى إشعار آخر"، وذلك بحسب توجيه المجلس العسكري الانتقالي.

"قوات الدعم السريع"

ويوجّه المتظاهرون أصابع الاتهام لقوات الدعم السريع شبه العسكرية التي يقودها نائب رئيس المجلس العسكري، الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بإطلاق النار على متظاهرين وقتلهم خلال احتجاج على نقص الخبز والوقود في الأُبيّض الاثنين.

وأعلنت "لجنة أطباء السودان المركزية" فجر الأربعاء أنّ حصيلة قتلى الاثنين في الأبيض ارتفعت إلى ستة بعد وفاة متظاهر، متأثراً بإصابته برصاصة في الرأس.

تأجيل التفاوض

وفي وقت كان يُفترض أن تجري محادثات بين الحركة الاحتجاجية والمجلس العسكري الثلاثاء لبحث مسائل متعلقة بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية، أعلن القيادي والمفاوض في حركة الاحتجاج طه عثمان عدم عقد الجلسة بسبب وجود الفريق التفاوضي للحركة في الأُبيض.

وأكّد ذلك أيضاً المفاوض في الحركة ساطع الحاج الذي قال إن الوفد "سيعود إلى الخرطوم مساء الثلاثاء" ليُحدَد موعد جديد للتفاوض بين الطرفين.

وقال قيادي آخر طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية إن المحادثات ستُستأنف عندما يهدأ الشارع، مؤكداً أن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق اختراق.

البرهان يستنكر

وندد رئيس المجلس العسكري الحاكم عبد الفتاح البرهان من جهته، بمقتل المتظاهرين. وقال إن "ما حدث في الأُبيض أمر مؤسف وحزين، وقتل المواطنين السلميين غير مقبول ومرفوض وجريمة تستوجب المحاسبة الفورية والرادعة"، وفقاً للتلفزيون الرسمي الثلاثاء. وأضاف في لقاء مع صحافيين بثّه التلفزيون الرسمي مساء الثلاثاء "ما يحدث حالياً يجب أن يشكّل حافزاً للمفاوضين لتعجيل الاتفاق لإنقاذ الشعب السوداني".

وتظاهر تلامذة في الخرطوم هاتفين "الشعب يريد حق الشهيد" و"طالب يا طالب بحق الطالب".

وقالت التلميذة الثانوية إيناس سيف الدين (16 سنة) "قتلوهم لأنهم يطالبون بحقوقهم الأساسية من مياه وكهرباء ووقود".

ودعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من جهتها السلطات الى التحقيق في الحادثة، مشيرةً إلى أن أعمار المتظاهرين تتراوح بين 15 و17 سنة.

حظر تجول ليلي

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت السلطات السودانية أعلنت حظر تجول ليلي في أربع بلدات في ولاية شمال كردفان بعدما حصل في الأبيض، في وقت دعا "تجمع المهنيين السودانيين" إلى التظاهر في أرجاء البلاد تنديداً بـ"المذبحة". كما عُلّقت الدراسة في المرحلتين الأساسية والثانوية في الولاية.

وأكد "تجمع المهنيين" الذي أطلق الاحتجاجات على "فيسبوك" أن أكثر من 60 شخصاً أصيبوا بجروح في إطلاق النار في الأُبيّض.

وأكدت "لجنة الأطباء المركزية" أن أكثر من 250 شخصاً قُتلوا في أعمال عنف مرتبطة بالتظاهرات منذ انطلاقتها في ديسمبر (كانون الأول) الماضي ضد الرئيس السابق عمر البشير.

وقال شهود من الأبيض إن تظاهرة التلامذة جاءت على خلفية نقص في الخبز والوقود في المدينة، بينما كانت حركة الاحتجاج انطلقت في السودان أساساً بسبب الرفع المفاجئ لأسعار الخبز، وأدت إلى إنهاء حكم عمر البشير بعد ثلاثة عقود.

ووقع قادة الجيش وقادة "تحالف الحرية والتغيير" الذي يقود الاحتجاجات 17 يوليو (تموز) بالأحرف الأولى "إعلاناً سياسياً" لتشكيل مجلس عسكري مدني مشترك يؤسس لإدارة انتقالية تقود البلاد لمرحلة تستمر 39 شهراً، ما يمثل أحد المطالب الرئيسية للمحتجين.

وتشهد العاصمة الخرطوم تظاهرات منذ إعلان نتائج لجنة التحقيق في فض اعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش في 3 يونيو (حزيران) الماضي، والذي أشار إلى تورط قوات أمن بينها قوات الدعم السريع في العملية الدامية، من دون أن يتلقوا أوامر رسمية بذلك.

وقال البرهان الثلاثاء "نحن لم نتدخل في تحقيق النائب العام، والنائب العام مستقل وكوّن اللجنة بنفسه وعمل بمهنية ولا يجب أن نشكك في أجهزتنا العدلية".

وأكد أن "المجلس العسكري ليس فيه أي أحد على علم أو وجّه أو شارك في فض الاعتصام"، لكنّه دافع عن قوات الدعم السريع التي قال إنّها "قوات نظامية تتبع القوات المسلحة وتعمل تحت أمرة القائد العام للقوات المسلحة".

وقالت لجنة أطباء السودان المركزية إنّ 127 شخصاً قُتلوا في 3 يونيو خلال هذه العملية الدامية.

لكنّ قادة الحركة الاحتجاجية رفضوا نتائج التحقيق المشترك للنيابة العامة والمجلس العسكري الحاكم الذي خلُص إلى مقتل 87 شخصاً بين يومي 3 و10 يونيو من بينهم 17 شخصاً في ساحة الاعتصام يوم فضّه.

المزيد من العالم العربي