Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السوداني: "قمة جدة" فرصة ذهبية للجامعة العربية لريادة المشهد

طالب بتفكيك الأزمات في بواكر أيامها حتى لا تصل إلى نقطة اللاعودة

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني  (أ ف ب)

ملخص

محمد شياع السوداني قال إن الاستقرار العربي يعتمد على وحدة الرؤى ويتطلب تنمية العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية أكثر من أي وقت مضى، ولا مكان للفرقة السياسية التي عطلت هذا التعاون لسنوات

قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن الجامعة العربية تحتاج اليوم إلى إستراتيجية موحدة تقرب الأواصر والأفكار بين العرب، وتحتوي الخلافات بين الأشقاء بما يحقق الهدف من ميثاقها ويعود بالنفع والسلام على الشعوب المنضوية تحت شعارها، وعليها أن تبادر إلى تفكيك الأزمات في بواكر أيامها وألا تدعها تستمر إلى نقطة اللاعودة.

وأشار السوداني عبر مقالة في صحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن شمل قادة العرب يلتئم في القمة العربية تحت مظلة الجامعة العربية بدورتها الـ 32 في جدة بعد غد الجمعة، ونحن نجتاز العواصف التي مرت بها دول المنطقة، لكننا على رغم نظرة التفاؤل التي نبني عليها مشاركتنا فإن أعيننا على أحداث السودان الشقيق، فما يجري في هذا البلد المهم يضعنا أمام امتحان مهم وسؤال جوهري عما هي واجبات الجامعة العربية عند اندلاع الأزمات؟

وأضاف أن العراق مارس دوره الريادي المعتاد في لم شمل الدول العربية ومنع الخلافات الإقليمية، إذ إنه عمل بصبر وتأن على تقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران، وهذا النهج مهد الطريق للوصول إلى توقيع اتفاق تاريخي بين الدولتين.

ولفت إلى أنه على الوتيرة نفسها كان العراق من أبرز الداعمين لعودة سوريا للجامعة العربية بعد سنوات من الغياب، "إذ انتهجنا دبلوماسية الحوار والتكامل العربي اللتين كان لهما أثر ملموس في قرار اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة في السابع من الشهر الجاري في شأن عودة دمشق لبيتها العربي".

وأوضح أنه بعودة سوريا لمقعدها في الجامعة العربية تكون الصورة التي مزقتها الفرقة بين الإخوة في الماضي قد التأمت، وهذه العودة إيذان بعبور المنطقة من عاصفة التفرق التي أثرت لأعوام في العلاقات بين الأشقاء.

وقال إن الاستقرار العربي يعتمد على وحدة الرؤى ويتطلب تنمية العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية أكثر من أي وقت مضى، ولا مكان للفرقة السياسية التي عطلت هذا التعاون لسنوات وسمحت بأن تتصرف الدول المعزولة خارج إطار الجمع العربي.

وأشار إلى أنه "منذ اليوم الأول لتسلمنا المسؤولية نعي أهمية هذا الطرح وهذا التكامل الاقتصادي، وكنا سباقين إلى مد يد الإخاء لأشقائنا العرب في كل محفل عربي، سياسياً كان أو اقتصادياً أو رياضياً، فقد فتح العراقيون أذرعهم ترحيباً بإخوانهم العرب الذين جاءوا من كل حدب وصوب إلى عراقهم الشقيق لحضور بطولة كأس ’خليجي 25‘ وتأكيد أن العراق يحتل مكانته التاريخية والريادية في رفعة واستقرار العالم العربي والشرق الأوسط".

ولفت إلى أنه "عقدنا قمة بغداد الثانية في الأردن واجتمعنا فيها مع الأصدقاء والأشقاء من العرب، وأعلناها صراحة بأننا لن نقبل أن يكون العراق منطلقاً لتهديد جواره العربي والإقليمي، بل نجعله مرتكزاً للتلاقي والشراكة المبنية على التكامل الاقتصادي لخدمة بلداننا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأوضح، "ها نحن نعود للسعودية بعد أكثر من خمسة أشهر على زيارتها آنذاك للمشاركة في القمة العربية - الصينية التي أكدنا فيها على أننا نريد بناء اقتصاد عراقي قوي قادر على تحقيق التغيير النوعي المنشود، وأن يكون العراق منطقة تلاق وتكامل بين الشرق والغرب، استناداً إلى موقعه الإستراتيجي وعمقه وإرثه التاريخي وثقله الإقليمي ووفرة موارده وتأثيره في اقتصاد العالم".

وأكمل، "بناء على هذا المبدأ بدأنا العمل على مشروع طريق التنمية الإستراتيجي لربط ميناء الفاو مع الحدود التركية ومنها إلى أوروبا، وتستعد بغداد لاحتضان اجتماع يضم وزراء نقل دول مجلس التعاون الخليجي وإيران وتركيا وسوريا والأردن أواخر هذا الشهر لبحث هذا المشروع الإستراتيجي وتنفيذه لما فيه من ترسيخ لآفاق التعاون الاقتصادي الإقليمي، وخدمة لمصالح هذه البلدان وشعوبها".

أشار إلى أنه "في الناحية العملية تمت الصفقة مع شركة الطاقة ’توتال إنرجيز‘ بشراكة قطرية من شأنها أن تنهي عقوداً من حرق الغاز وتوقف استيرادنا له وخسارتنا مليارات الدولارات سنوياً، فضلاً عن وقف تلويث بيئة عراقنا الحبيب، وتلك الصفقة عززناها بصفقات أخرى مثل توقيع عقود الجولة الخامسة من حقول النفط والغاز التي شاركت فيها شركة الهلال الإماراتية من أجل الارتقاء بحقول النفط والغاز، ونحن نستعد للإعلان عن جولات جديدة لطرح حقول ورقع استكشافية للاستثمار في قطاع الغاز".

كما لفت إلى أن هناك مشاريع للربط الكهربائي مع السعودية والأردن، وأيضاً تم توقيع بروتوكول أمني لمراقبة الحدود وتبادل المعلومات الأمنية بيننا وبين الرياض هو الأول منذ ثمانينيات القرن الماضي، "وقد حرصنا على زيارة الإمارات العربية الشقيقة لتأكيد أهمية تعزيز الروابط بيننا وبين إخواننا الإماراتيين وزيادة التعاون التجاري معهم، وقد قطعنا شوطاً كبيراً في إزالة وتصفية الملفات العالقة مع أشقائنا وجيراننا الكويتيين، ونتطلع إلى مزيد من الشراكة معهم في ملفات الأمن والطاقة".

وأشار إلى التعاون مع مصر عبر مجالات عدة، "ونحن نستعد لعقد اجتماع اللجنة المشتركة بعد زيارتنا للقاهرة التي تدل على عمق العلاقات بين بلدينا، وهي الزيارة التي جرى خلالها بحث عدد من الملفات الاقتصادية والقضايا العربية والإقليمية".

وقال إن العلاقات الدبلوماسية مع المغرب عادت إلى سابق عهدها بعد إعادة الرباط فتح سفارتها في بغداد بعد سنوات من الإغلاق، ونتطلع إلى تبادل الخبرات في ملف مكافحة التطرف والإرهاب ومجالات التعاون الاقتصادي والزراعي والمصرفي.

وأضاف السوداني أن "فلسطين العروبة ستظل في قلب سياستنا الخارجية، إذ نؤكد دوماً على دعم العراق الثابت والمبدئي للقضية العادلة للشعب الفلسطيني، ونقف إلى جوار إخواننا الفلسطينيين في مسعاهم إلى إعلان دولتهم وعاصمتها القدس".

واختتم رئيس الوزراء العراقي أن "كل هذا التعاون الاقتصادي والسياسي والرياضي مع محيطنا العربي يدل على رغبة العراق الصادقة في الالتحام مع أشقائه العرب بما يضمن السلام والرخاء لنا جميعاً، ولشعوبنا التواقة للاستضلال بمظلة واحدة تجمعها من جديد، ومن الممكن أن تقوم الجامعة العربية بدور ريادي في خدمة شعوب هذه الدول، وهو الهدف الأساس من تأسيسها".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي