Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مهرجان "كان" ينطلق الليلة ومفاجأته "زهرة" سكورسيزي

ملصقات كبيرة لكاترين دونوف ولويس الخامس عشر في الافتتاح وعودة السينما التونسية بعد غياب

من الفيلم التونسي "بنات ألفة" المشارك في المهرجان (ملف الفيلم)

ملخص

هذا المساء يفتتح المهرجان دورته السادسة والسبعين بفيلم "جانّ دو باري" للمخرجة الفرنسية مايوان وبمشاركة من 21 فيلماً في مسابقته الرمسية، تجمع بين أعمال الأسماء المكرسة وتجارب الشباب

كلّ الترتيبات التي يشهدها مهرجان "كان"، من تجهيز القصر والصالات وفرش السجادة الحمراء، إلى الاستعدادات لاستقبال آلاف الأشخاص الذين يشاركون في التظاهرة السينمائية والفنية والثقافية الأضخم والأبرز في العالم، تنتهي في غضون أيام معدودة. مَن يتسنّى له الحضور إلى المدينة قبل يومين من انطلاق الحدث، لن يكتشف أي دليل لوجود تظاهرة سينمائية في هذا الحجم والتأثير. فجأةً، في غضون ساعات قليلة، تتحوّل "كان" من بلدة ساحلية إلى قرية كونية يتوجّه إليها ناس من القارات الخمس. بلحظة، ترتدي جدران القصر الملصقات الكبيرة التي تحمل هذا العام صورة بالأسود والأبيض للممثلة الفرنسية كاترين دونوف خلال تصويرها "لا شاماد" للمخرج آلان كافالييه. يقول المهرجان عن اختياره لدونوف، وهي أشهر نجمة فرنسية، أنها لطالما كانت تجسيداً للسينما، إذ ظلت وفية لقناعاتها ومارست السباحة عكس التيار، وكانت ملهمة لكبار السينمائيين من جاك دومي إلى فرنسوا تروفو مروراً بلويس بونويل.

مع بداية المهرجان، ينتقل عدد سكان المدينة من 75 ألفاً إلى ضعفي هذا العدد. رجال ونساء من شرق الكرة الأرضية إلى غربها نراهم يجرّون شنطهم خلفهم للاستدلال على أماكن سكنهم، حيث سيقضون أسبوعين من الزمن. ضجيج دواليب الشنط يكتسح شوارع المدينة وأزقتها، خصوصاً في اليومين الأولين، موعد وصول معظم الناس العاملين في مجال السينما، سواء في الإعلام أو الصناعة. والوصول باكراً إلى "كان" من الأشياء الضرورية، فهناك جملة إجراءات يجب القيام بها، كاستلام السكن والبادج والاستعداد النفسي والجسدي لمواجهة كمّ من الأفلام واللقاءات في ماراثون يومي يبدأ صباحاً ويستمر بعد منتصف الليل. فقطار "كان" عندما ينطلق يصبح من الصعب اللحاق بإيقاعه السريع، ما لم نكن من أول ركاّبه. من 

جماعة السينما

المشاركون في "كان" يعملون في الإنتاج والإخراج والتمثيل والتوزيع، أو في الصحافة والإعلام والعلاقات العامة ودعم المواهب، وباختصار في كلّ ما يمت إلى الصناعة السينمائية بصلة. فالمهرجان هو الموعد الذي من "المعيب" التغيب عنه، لكل شخص يعتبر نفسه من عائلة السينما. ولا يبدأ العرس من دون وصول "المتطفلين" الذين يحومون حول ما يُعتبر المائدة السينمائية الأشهى في العالم. هؤلاء لا تهمّهم المشاهدة، بقدر ما يستهويهم التلصص على "جماعة" السينما، وخصوصاً النجوم، وتداول أخبارهم في المقاهي وعلى الأرصفة. هناك مكان مخصص لهم قبالة السجّادة الحمراء التي يمشي عليها مشاهير من مختلف أنحاء العالم كلّ ليلة، تمهيداً للعروض الرسمية للأفلام المشاركة. هذه الزاوية باتت تقليداً منذ سنوات. كلٌ يأتي بسلّمه الخاص، فيصعد عليه وتتسنى له رؤية بانورامية لاستعراض الفساتين والألق والجمال، الذي يُقام كل يوم مساء، أمام الأدراج الحمراء الشهيرة المؤدية إلى صالة "لوميير" ذات الـ2300 مقعد. 

طوال 12 يوماً، يعيش الجميع في "كان"، ضيوفاً وعابري سبيل ومقيمين، على إيقاع الأفلام والنقاشات التي لا تنتهي، عن الاتجاهات الجديدة في السينما. ومن الخطأ الاعتقاد أن المهرجان هو فقط الأفلام، فهو أشياء أخرى كثيرة أيضاً، من صفقات تُبرم على اليخوت إلى حفلات تقام في الطبقات العليا للفنادق الفخمة التي تزين بولفار الـ"كروازيت" الاسطوري. الترفيه والسياحة والبزنس والشغف بالسينما والأحلام، هذا كله يجتمع في مكان واحد وزمان واحد. الباحث عن الفنّ والثقافة والأفكار الكبيرة التي تسعى إلى تغيير العالم يجد ما يبحث عنه، وكذلك مَن يرغب في الاحتكاك بالـ"غلامور" الهوليوودي والركض من سهرة إلى سهرة حتى ساعات الفجر الأولى. هذا هو "كان": القليل من كل شيء، كي لا تخيب آمال أحد. 

هذا المساء، يفتتح المهرجان دورته السادسة والسبعين (16 - 27 أيار) بفيلم "جانّ دو باري" للمخرجة الفرنسية مايوان. فيلم يُعرض خارج المسابقة ويعود بنا إلى فرنسا القرن الثامن عشر ليروي حكاية فتاة من الشعب تأخذ صفة النبلاء، قبل أن تتعرف على الملك لويس الخامس عشر، وتنشأ بينهما علاقة غرامية. المخرجة تتولّى تجسيد دور دو باري، في حين أُسند دور الملك إلى جوني دب.  من 21 فيلماً، وهي تجمع بين أحدث أعمال الأسماء المكرسة وتجارب سينمائيين شباب

21 فيلماً

المسابقة تتألف من 21 فيلماً، وهي تجمع بين أحدث أعمال الأسماء المكرسة وتجارب سينمائيين شباب. أكثر الأفلام المنتظرة داخل المسابقة هو ذاك الذي سيقدمه المخرج التركي الكبير نوري بيلغي جيلان في عنوان "على العشب الجاف". مسرح الأحداث مرة جديدة هو المكان الأعز على قلب المخرج: الأناضول. من المفترض ان يبقى جيلان، الفائز بالـ"سعفة" عن فيلمه "سبات شتوي" في العام 2014، محافظاً على أسلوبه السردي الهادئ والمتمهل لطرح نظرته الفلسفية والتأملية للوجود، علماً أن بطله مدرس شاب يسعى إلى الصمود وعدم الوقوع في التشاؤم. 

بعد 12 عاماً من الغياب عن "كان"، يعود الفنلندي آكي كوريسماكي إلى مسابقة المهرجان الذي عرض فيه في السابق عدداً من أفلامه. "أوراق متساقطة" هو عنوان جديده، وهو كالعادة مزيج من الواقعية والتراجيديا. لكوريسماكي أسلوب مغاير في التعاطي مع شخصياته التي يعذّبها ويحميها من قساوة العالم في الحين نفسه. في مقابلة معه تعود إلى العام 1990، يقول: "أقرر دائماً أن أنهي أفلامي نهاية تعيسة، ثم أنظر إلى الشخصيات وأشعر بشفقة تجاهها، فأغيرها إلى نهاية سعيدة في اللحظة الأخيرة".

مخرج كبير آخر يعود إلى مسابقة "كان" بعدما كان فاز بـ”السعفة" في العام 1984 عن "باريس تكساس". انه فيم فاندرز، وجديده، "أيام مثالية"، صوّره في طوكيو، وهو عن رجل ياباني يعمل في الحمّامات العامة، فنرى الحياة من منظوره. هذا، ويشارك فاندرز أيضاً في قسم "عروض خاصة" من خلال وثائقي عن الفنّان المعاصر الألماني أنسلم كيفر. 

من أميركا، يأتينا المخرج الغريب الأطوار وس أندرسون. فيلمه "مدينة أسترويد" (مسابقة)، يستعين كعادته بمجموعة من أشهر الممثّلين، ليحملنا هذه المرة إلى الصحراء الأميركية في خمسينيات القرن الماضي، حيث مرصد لمراقبة الأحداث الكونية. مواطنه تود هاينز يجمع هو الآخر ممثلته المفضلة جوليان مور بناتالي بورتمان في "أيار كانون الأول" (مسابقة)، عن ممثّلة تحاول البحث في ماضي زوجين. 

3 أفلام إيطالية

السينما الإيطالية تحضر بقوة، لكونها تشارك في المسابقة بثلاثة أفلام، إثنان منهما يحملان توقيع اسمين كبيرين: ماركو بيللوكيو وناني موريتّي. يأتينا الأول بـ"رابيتو"، دراما تاريخية مستوحاة من حكاية إدغاردو مورتارا، صبي يهودي يُسرق من أهله لاجباره على اعتناق المسيحية. أما الثاني، موريتّي، فيعود بـ"شمس المستقبل"، عن سينمائي يتعرض لمشاكل وهو يحاول إنجاز فيلم مخالف للسائد. 

رئيس لجنة التحكيم المخرج السويدي روبن أوستلوند قال في مقابلة بأنه يتمنى أن يكون أول سينمائي ينال ثلاث "سعف ذهبية"، فهل هذا يعني أنه سيمتنع عن اعطاء "سعفة" جديدة للبريطاني كن لوتش في حال كان يستحقها؟ فلوتش، الفائز بـ"سعفتين" في "كان" على غرار أوستلوند، يقدّم فيلماً جديداً بعنوان "ذي أولد أواك"، عن مهاجرين سوريين يستقرون في بلدة تقع في شمال شرق إنجلترا بعدما هاجرها سكانها بسبب انعدام فرص العمل. وكان لوتش قرر الإعتزال قبل فترة، لكن الأحداث وضرورة التعليق عليها تعيد أشهر يساري في السينما الأوروبية إلى الشاشة.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فيلمان منتظران جداً يتسابقان على "السعفة الذهبية": "منطقة اهتمام" للبريطاني جوناثان غلايزر و"شباب (ربيع)" للصيني وانغ بينغ. عملان لسينمائيين سبق أن أثبتا جدارتهما. غلايزر يروي في فيلمه علاقة غرامية بين ضابط نازي وزوجة أحد السجناء الذين يعملون في معسكرات الإعتقال. أما بينغ فيضع كاميراه في مصنع للنسيج على بُعد 50 كلم من شانغهاي. 

سبع سينمائيات يشاركن هذا العام في المسابقة، وهذا يُعد رقماً قياسياً لحضور المرأة. إحداهن هي التونسية كوثر بن هنية التي تقدم فيلمها "بنات ألفة" الذي يعيد السينما التونسية إلى مسابقة "كان" بعدما غائبت عنها منذ العام 1952.

أخيراً، يبقى الحدث الأبرز لهذا العام هو عودة مارتن سكورسيزي إلى حضن "كان"، بعد غياب 37 سنة عنه. "قتلة زهرة القمر" هو فيلمه المنتظر جداً من رواد المهرجان، وهو من بطولة ليوناردو دي كابريو وروبرت دنيرو، والتذاكر نفدت بعد ثوان من عرضها. 

اقرأ المزيد

المزيد من سينما