Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تضييق الخناق على مسرّب كلّف السفير كيم داروش منصبه

ادّعى مراسل مستقل يبلغ 19 عاماً أنّه حصل على المواد أثناء حديثه مع الموظفين الحكوميين بشأن مشروع بحث

ستيفن إيدغينتون (تويتر.كوم)

تتقدّم التحقيقات في تسريبات برقيات سرية للسفير البريطاني في واشنطن السير كيم داروش بوتيرةٍ أسرع من المتوقّع مع جمع أدلّة شاملة حول عدد من المشتبه فيهم حسبما أفادت مصادر أمنية.

وشارك كلّ من وحدة مكافحة الإرهاب في سكوتلاند يارد ومكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية ووكالة أمنية حكومية أخرى في التحقيق الذي اعتُبر أنّه حدّد بسرعة قياسية هويّة المشتبه فيهم على الرغم من أنّ الرسائل الإلكترونية للسير كيم جُعلت متوفّرة لأكثر من مئة شخص.

ويعتقد مسؤولون مطّلعون على التحقيقات بوجود "درجة من التنسيق" خلف سرقة الرسائل الإلكترونية ونشرها لاحقاً في إحدى الصحف وهم يدرسون "كافة الدوافع، بما فيها السياسية" على حدّ قولهم.

وادّعى صحافي مستقل يبلغ 19 عاماً من العمر في صحيفة "مايل أون صنداي" Mail on Sunday وهي الصحيفة التي نشرت رسائل السير كيم الإلكترونية بأنّه لعب دور الممرّ لهذه التسريبات. وقال إنّه حصل على المواد أثناء حديثه مع الموظفين الحكوميين بشأن مشروع بحث.

ويعمل ستيفن ادغينتون "مخطَّطا رقمياً" في حزب بريكست الذي يتزعمه نايجل فاراج كما يشغل منصب "كبير الاستراتيجيين الرقميين" في مجموعة "ليف مينز ليف" (المغادرة تعني المُغادرة).

كما ساهم في إنشاء موقع "بريكست سنترال" الإلكتروني وعمل لصالح موقع "ويست مونستر" Westmonster الموالي للخروج من الاتحاد الأوروبي فضلاً عن عمله مع مجموعة الضغط اليمينية "تاكس بايرز أليانس" (تحالف دافعي الضرائب).

وكانت برقيات السير كيم شديدة الثَّلْب لحالة الفوضى والاختلال التي تعم إدارة دونالد ترمب ولعلاقة الرئيس الأميركي بالحقيقة.

وأدّت هذه التصريحات إلى ردّ فعلٍ غاضب من ترمب الذي أطلق سيلاً من الشتائم تجاه السفير لعدّة أيام إلى جانب المطالبة باستدعائه من واشنطن.

واستقال السير كيم بعد أن فشل بوريس جونسون مراراً أثناء المناظرة مع جيريمي هنت في السباق نحو زعامة حزب المحافظين في تقديم ضمانة بأنّه سيترك السفير في منصبه إذا أصبح رئيساً للوزارء.

وتعرّض السير كيم لوابلٍ من الانتقادات من كبار المسؤولين في حزب بريكست بمن فيهم فاراج الذي طالب باستبداله بشخصٍ يكون موالياً لبريكست ومتعاطفاً مع ترمب أيضاً.

ولدى سؤاله عن ادغينتون والتسريبات، قال فاراج لاندبندنت: "أنا أعرفه، إنّه شاب ويعمل لحسابه وقد قام بما كان أيّ صحافي آخر ليقوم به عند حصوله على مثل هذه المواد. لم أعرف شيئاً عن دوره في التسريبات إلى أن قرأت عن الأمر. إنّه يعمل لصالحنا وعلمت أنّ لديه بعض النشاطات الحرّة الأخرى. لا يمكنني فهم كلّ هذه الجلبة، ففي نهاية المطاف، لم يكن كلّ ما تسرّب إليه سرّاً وطنياً، وليست الشيفرات النووية، لهذا لست أدري لماذا أثيرت كلّ هذه الجلبة."

وعندما سُئل إذا ما كان يتوجّب إخضاع مّن سرق الرسائل الإلكترونية الخاصة بالسفير وسرّبها للمحاكمة، أجاب فاراج: "لا أدري ما هي شروط عقده، وسواء يشمل قانون الأسرار الرسمية. أعتقد أنّ هذا الأمر يُظهر إلى أيّ مدى سئم الناس من طريقة تسييس الخدمة العامة في ما يتعلّق ببريكست، وأنّ هنالك غضباً عارماً تجاه ذلك الأمر. لقد برزت الكثير من التسريبات، وأعتقد أنّ الحكومة تبالغ في ردّ فعلها حول هذه التسريبات بالتحديد."

أمّا جونسون، وبعد أو واجه انتقادات لاذعة شملت عدداً كبيراً من النوّاب المحافظين بسبب إخفاقه في مساندة السفير، فقد أعلن عن رغبته في أن "يلاحق ويعتقل ثم تنزع أحشاء"كل من اقترف هذه التسريبات.

في غضون ذلك، أكّد ترمب لاحقاً في موقفٍ منقلب كما اعتاد على الفعل، أنّ السفير قال "أموراً جيدة للغاية" عنه وكان "يشير إلى أشخاص آخرين نوعاً ما" عندما انتقد البيت الأبيض.

وكان ادغينتون قد غرّد في أبريل (نيسان) من العام الجاري "بعد أن خذلت الحكومة بريكست، ونحن نعمل حالياً على ردّ الهجوم. نبذل كافة الجهود لذلك." وجاء في تغريدة أخرى: "يقوم الوزراء بكلّ بساطة بالحصول على مستندات من الموظّفين الحكوميين الداعمين للبقاء ومن دون أيّ تساؤلاتٍ، يتبعون نصائحهم وأوامرهم."

ولكنّه أصرّ في مقاله في الصحيفة أنّه لم يمتلك أيّ دافع سياسي لتسريبه الوثائق. وأراد التشديد على أنّ ذلك كان "جهداً صحافياً صريحاً بكلّ بساطة... كوني صحافياً مستقلاً في التاسعة عشر من العمر ولديّ شغف بالسياسة، كنت أعمل على مشروعٍ كبير أسعى من خلاله تطوير مسيرتي المهنية"، ممّا دفعه إلى التحدّث إلى "موظّفين حكوميين حاليين ومتقاعدين" وحصل في نهاية المطاف على حقّ الولوج إلى الرسائل الإلكترونية.

ورفض مصدر أمني رفيع المستوى التعليق على ادعاءات ادغينتون وقال إنّ ذلك "لا يغيّر بشكلٍ ملموس" سير التحقيق.

وحسب المسؤولين، فإنّ شخص واحد مسؤول عن سرقة الرسائل الالكترونية وعلى الرغم من أنّ ذلك قد يدخل في خانة السرقة "الانتهازية"، يبحث التحقيق في الخطّة المزعومة التي تشمل عدداً من الأشخاص بالطريقة التي تمّ من خلالها نشر الوثائق.

وفي مقاله، قال ادغينتون عن رسائل السير كيم الإلكترونية: "صُعقت باللغة القاسية الصادرة عمّن يفترض أنّه دبلوماسي موضوعي... كانت تعليقات السير كيم بشأن ترمب مثيرة للدهشة وتدلّ على نقصٍ في الموضوعية."

لكنه أردف ملاحظا بشيء من الارتباك: "السير كيم كان يعبّر ببساطة عمّا قاله العديد من الأشخاص في واشنطن ووايت هول عن الرئيس ومستشاريه منذ تولّيه الرئاسة."

وأضاف ادغينتون أنّه ليس نادماً "على دوري في القصّة"، مع أنّه قال بأنّ الضجّة التي أثارتها القضيّة تسببت له بخسارة الوزن والصراع للحصول على بعض النوم. أصبح الآن يشكّ في كلّ شيء"، واستذكر كيف "أنني كنت أتناول غدائي الأسبوع الماضي قرب وستمينيستر عندما رأيت رجلاً في منتصف العمر يرتدي زيّ سائح ويلتقط صوراً لي. ثمّ قام بالاختباء خلف شجرة قبل أن يستقلّ حافلة بيضاء كما اعتقد. هل كان تابعاً لخدمات الأمن؟ هل كانوا يلاحقونني؟ على الأرجح أنني لن أعرف ابداً."

بحسب مجموعة الضغط "هوب نُت هيت" (الأمل وليس الكراهية)، ارتبط ادغينتون بمجموعة ’تورنينغ بوينت في المملكة المتحدة‘ TPUK اليمينية وهي منظمة موالية لترمب في الولايات المتحدة، لقيت دعماً من قبل عددٍ من الموالين لبريكست بمن فيهم بريتي باتيل وجاكوب ريس-موغ.

ومن جهةٍ أخرى، وصف أرون بانكس، وهو شخصية رئيسية أخرى مؤيدة لبريكست، العضو الرائد في تورنينغ بوينت جون مابين المتحدّر من عائلة المجوهرات مابين أند ويب بأنّه "معتوه بالكامل".

وزُعم مؤخراً أنّ بانكس قدّم لفاراج منزلاً مفروشاً في تشيلسي وسيارة وسائقا فضلاً عن المال للتسويق له في الولايات المتحدة وادّعى في كتابه "باد بويز أوف بريكست" Bad Boys of Brexit بأنّ مابين قال له "أنّه يحاول إطلاق نظام فائق القوّة للتحكّم بالدماغ يتطلّب مرافق تسليمٍ بـ50 لغة في كلّ مدينة رئيسية."

وقام مابين وهو من أتباع طائفة سيانتولوجيا بوضع منشورات على موقع فيسبوك بشأن "ثورة جديدة في التكنولوجيا العلمية والروحية" أطلقها مؤسس الحركة ل. رون هوبارد.

© The Independent

المزيد من سياسة