Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن كان محقا بأن بريطانيا لا يمكن الوثوق بها

فيما تستمر النزاعات بين أعضاء حزب المحافظين بشأن بريكست تواصل سمعة المملكة المتحدة التراجع إلى أدنى مستوياتها

سوناك يعتقد أن اتخاذ مسار أكثر براغماتية حيال بريكست من شأنه أن يحقق عوائد مفيدة (أ ف ب)

ملخص

يرى توم بيك أن مقاربة سوناك "البراغماتية" لبريكست لن تساعده في إسكات صقور حزب المحافظين الذين يلقون اللوم في كل شيء على عدم إكمال العملية حتى النهاية

في مرحلة ما، وربما لن يكون ذلك في المستقبل البعيد، سيتوافر لدى رئيس الحكومة ريشي سوناك الكثير من الوقت ليتساءل لماذا كانت لديه الرغبة على الإطلاق في أن يصبح رئيساً للوزراء.

ألم يكن قادراً على رؤية المستقبل الحتمي، بعدما فضل حزب المحافظين ليز تراس لقيادة الحزب بدلاً منه ــ وكان يمكن لأعضاء الحزب بالتأكيد اختيار بوريس جونسون بدلاً من الاثنين [تراس وسوناك] معاً؟ وألم يعي أنه لن يكون في مقدوره أن يتجاهل إلى الأبد الأدلة الواضحة وضوح الشمس، وهي أنه وببساطة لن يمكنك قيادة حزب أصبح مختلاً بشكل كامل؟

بعد أسبوع واحد من الإعلان عن خسارة المحافظين أكثر من ألف مقعد في الانتخابات المحلية، يحاول النواب المقاعد الخلفية في الحزب [لا يحتلون مناصب حكومية] العمل على مضاعفة جهودهم السامة أكثر من السابق. الوزير السابق والنائب جايكوب ريس-موغ، اتهم سوناك بـ"نكث كلمته" بسبب وعده إلغاء آلاف القوانين الأوروبية [التي لا تزال عاملة في المملكة المتحدة] بحلول نهاية العام، وهي "كلمة" يعتقد أن سوناك قام بإعطائها من خلال تسجيل مصور ضمن حملة للفوز بزعامة حزب المحافظين، وتظهر في اللقطة ماكينة خاصة بتمزيق الأوراق ضخمة للغاية.

ريس-موغ، ورئيس "مجموعة الأبحاث الأوروبية" European Research Group، مارك فرانسوا ونواب آخرين من المتشددين المتطرفين في الحزب يصرخون "خيانة". هم يصرخون غاضبين من كيمي بادينوك، تحديداً، والتي فجأة تود أن تتخذ مساراً أكثر "براغماتية"، من خيار إلغاء العمل بالأنظمة والتشريعات الأوروبية كاملة، وهي قالت إنها تود "القيام بما هو صحيح".

الاثنان، بادنوك وسوناك يعتقدان على ما يبدو بأن اتخاذ مسار أكثر برغماتية بخصوص بريكست، من شأنه أن يحقق عوائد مفيدة. ولكن ذلك لا يبدو ممكناً. إن السياسة البريطانية برمتها ــ من حزب المحافظين إلى حزب العمال ــ لا تزال عالقة بشكل كامل في عالم متخيل صاف، حيث عليهم الادعاء أن بريكست ليست عملية مضرة بالفعل وبشكل كبير جداً للاقتصاد البريطاني، ولن تسهم في زيادة الأمور سوءاً.

من المشكوك فيه للغاية إذا كان هناك في كامل أنحاء المملكة المتحدة مقترع واحد يكترث إذا ما ألغيت الأنظمة الأوروبية المختلفة بحلول مهلة نهاية عام 2023، أو بعدها. 

إن النائب جايكوب ريس-موغ ما زال يعتقد على ما يبدو أن هذه الأنظمة هي التي تقف عائقاً أمام تحقيق بريطانيا المكاسب الكبرى التي وفرتها عملية بريكست. علماً أن ريس-موغ الذي شغل لما يقرب العامين منصب "وزير فرص بريكست"، وباعترافه هو نفسه، أن الفرصة الوحيدة التي عثر عليها (على رغم طلبه بشكل مستمر من قراء صحيفة "ذي صن" The Sun، أن يكتبوا له ويرشدوه إلى أي فرص ربما يكونوا قد عثروا عليها)، كانت إمكانية شراء مكنسة كهربائية قوية للغاية من صناعة كوريا الجنوبية ــ ولكن ذلك ممكن فقط إذا كانت كوريا الجنوبية مهتمة حتى أن تبيع تلك الآلات إلى المملكة المتحدة. وحالياً لا يبدو أنه يمكنهم ذلك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ليست المسألة أنه، حتى كل هذه المعارك المملة جداً، والتي تبدو عملاً جنونياً أكثر فأكثر، من شأنها إلحاق الضرر بسمعة حزب المحافظين. هناك مجموعة صغيرة جداً من الأشخاص الذين ما زالوا مهتمين بذلك أصلاً. لكن سمعة البلد هي التي تواصل تراجعها إلى أدنى المستويات.

اليوم، عدد كبير من المحافظين المختلفين (وحتى من غير حزب المحافظين) يبدون ساخطين لأن الرئيس جو بايدن قال إنه زار إقليم إيرلندا الشمالية الشهر الماضي "كي يتأكد من أن البريطانيين لن يعبثوا بالوضع [يهددوا بإفشال اتفاق السلام]، ولن يتخلوا على التزاماتهم في إقليم إيرلندا الشمالية".

كان هناك تنديد ساخط من المتحدث باسم رئيس الحكومة البريطانية، ومن وزراء شؤون إيرلندا الشمالية من حزب المحافظين، بسبب على ما يبدو "اللغة المؤسفة" التي كان استخدمها الرئيس بايدن.

لنضع الأمور في سياقها بعض الشيء هنا. لقد كانت ملاحظات الرئيس بايدن مرتجلة صدرت عن رئيس أصبح في الثمانين من عمره. ولم تصدر، مثلاً، عن شخص يختار عباراته بعناية مثل محام مؤهل بشكل كبير هو الوزير السابق والنائب براندون لويس، والذي كان للأسف قد وقف تحت قبة البرلمان ليعلن عن تشريعات جديدة تخص بروتوكول إيرلندا الشمالية، والذي قال إن من شأنها "خرق القانون الدولي في شكل دقيق ومحدود".

كما أن تلك الملاحظات لم تصدر أيضاً عن شخص بمكانة كبير مستشاري رئاسة الوزراء في داونينغ ستريت دومينيك كامينغز، الذي كان قد اعترف بكل ثقة وأريحية، بأن حكومة المملكة المتحدة "لطالما كان هدفها أن تتخلى عن بروتوكول إيرلندا الشمالية".

ومع ذلك، فإن المحافظين ما زالوا يتخيلون أنفسهم بأن لديهم الحق في الادعاء بالشعور بالإهانة لأن رئيساً أميركياً كانت لديه الجسارة في ملاحظة هذا السلوك المخادع، وتوصيفه بشكل صادق.

إن العواقب لمثل هذه التصرفات المقصودة والمتهورة وغير الجديرة بالثقة، هي إلحاق ضرر ضخم بسمعة المملكة المتحدة على الساحة الدولية، وهو ما من شأنه أن يبقى مرسخاً في الذاكرة لمدة تطول إلى ما بعد مجرد تغيير الزعامة في البلاد.

وربما يمكننا أن نشك بأن سوناك يوشك أن يكتشف أنه لا يمكن للمرء استرضاء المختلين باللجوء إلى البرغماتية.

فلا يمكن أن تكون هناك مقاربة "براغماتية" لعملية بريكست، لا تقود في النهاية الأمر إلى الاعتراف بما هو جلي: لقد كانت غلطة. ليس هناك من إيجابيات لبريكست، على الأقل اقتصادية ــ ولن يكون هناك أي فوائد منها على الإطلاق في المستقبل أيضاً.

© The Independent

المزيد من آراء