Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تأهب سوري بعد فشل المفاوضات الأميركية التركية

الخلاف بين واشنطن وأنقرة على عمق المنطقة وطريقة إدارتها

الجدار العازل الذي بناه الأتراك مخترقاً الأراضي السورية (اندبندنت عربية) 

تتأهب خطوط التماس في الشمال السوري وتترقب اندلاع اشتباكٍ مسلحٍ بات وشيكاً، يُرجح أن يكون الأعنف من نوعه، بعد حشد القوات التركية في مواجهة قوات سوريا الديمقراطية وأحزاب كردية مقاتلة على خطوط التماس.

إلا أن فشل المفاوضات الأميركية والتركية ومباحثات بين المبعوث الأميركي الخاص لسوريا، جيمس جيفري وقادة أتراك، طالت وتعقدت حلقاتها في أنقرة خلال الأيام الماضية، واتضح فشلها الذريع وتبدى معها وفق ما أوضحه مراقبون سياسيون، اقتراب ساعة الصفر من بدء العملية العسكرية التركية على تخوم المنطقة الآمنة المزمع استكمالها من جانب أنقرة.

اختلاف الرؤية

كشفت المفاوضات الأخيرة بين الأتراك والأميركيين عن توافق بخصوص إنشاء المنطقة الآمنة، فيما دبّ الخلاف على كيفية إدارتها ومراقبتها، إضافة إلى عمقها.

وتفيد مصادر سياسية كردية متابعة لحيثيات التفاوض بأنه "على الرغم من فشل المباحثات في أنقرة، وعدم التوصل إلى نتيجة مرضية لجميع الأطراف، إلا أن الأحزاب السياسية الكردية مرتاحة لوقوف الولايات المتحدة إلى صفها وعدم التخلي عنها في مواجهتها مع تركيا، مما يشير إلى متانة التحالف بيننا وبين الأميركيين وعدم نيتهم التخلي عنا، كما كان يُروَّج سابقاً".

وتضيف المصادر أن العاصمة التركية ترفض جعل المنطقة الآمنة تحوي قوات سوريا الديمقراطية وبالعمق الذي تريده واشنطن، بل تريد خروج الأكراد نهائياً من المنطقة، وأن تكون مراقبتها بيد فصائل سورية مسلحة (الجيش الحر) المدعوم من اسطنبول.

في المقابل، يرى مراقبون أتراك الواقع بشكل معكوس، متطلعين إلى العملية العسكرية كضربة تضع حداً لتمدد النفوذ الكردي، المدعوم أميركياً بشكل سخي وصل إلى حدود مد التنظيمات الكردية بالسلاح الثقيل.

في حين يتخوف الأتراك من النزعة الانفصالية للأكراد التي بدت معالمها تظهر مع انعطاف البلاد نحو الحرب، وضعف النظام السوري، وسقوط مناطق ذات غالبية كردية تولت أحزابها إدارة شؤون مناطقها وحمايتها من الاعتداءات، بخاصة من تنظيم داعش منذ عام 2014 حتى سقوطه هذا العام في الباغوز، شرق البلاد.

الأمن القومي

الولايات المتحدة استبعدت من جانبها أن تكون وصلت إلى نفق مسدود في مفاوضاتها مع نظرائها في تركيا،  بحسب بيان السفارة الأميركية في أنقرة التي وصفت المحادثات بـ"الصادقة".

ولم يخف البيان أن الجانبين يسعيان إلى التوصل لحلول مشتركة والتقدم السريع في ما يخص خريطة طريق منبج.

في المقابل، تجد أنقرة أنه من الصعب إقامة المنطقة من دون خطة تلبي تطلعاتها، وفق تصريح للمتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن الذي أشار إلى قضايا حساسة، أبرزها الأمن القومي لبلاده، مع السعي إلى تحقيق الحل السياسي، حفاظاً على وحدة الأراضي السورية.

واقع أكده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن عزمه تدمير ممر الإرهاب في شرق الفرات بغض النظر عما ستصل إليه محادثات المنطقة الآمنة مع واشنطن. وقال أمام رؤساء فروع حزبه العدالة والتنمية "سنقطع ارتباط الإرهابيين شرق الفرات في سوريا بشمال العراق، عبر عملية المخلب، وسنفعل ما في وسعنا للحفاظ على وحدة سوريا والذين يعتمدون على القوات الأجنبية في المنطقة، سيتم دفنهم تحت التراب".

روسيا في الوسط

لا يبتعد موقف القيادة العسكرية الروسية عن التضامن مع النظام السوري على الرغم من التقارب الجديد مع تركيا الذي بلغت ذروته تزويد اسطنبول بصواريخ "إس 400" وهي العدو اللدود للجيش السوري، فأدخلت أنقرة في نزاع مع واشنطن، ألغت بموجبه هذه الأخيرة صفقة سلاح الطيران.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكثُر الحديث عن ممارسة ضغوط روسية على الأتراك لإعادة ترتيب أوراق طاولة المفاوضات، بخاصة أنها إحدى الدول الضامنة، في وقت كشف رئيس إدارة العمليات التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات الروسية الفريق أول سيرغي رودسكوي عن إعداد تشكيل مسلّح، تشرف عليه أميركا باسم مغاوير الثورة ومجموعات مقاتلة تسمّى جيش الكتائب العربية في منطقة التنف.

وأضاف رودسكوي في مؤتمر صحافي أن أميركا تنقل المقاتلين من منطقة التنف بمروحيات إلى مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية لزعزعة الاستقرار ومنع تقوية قوات الجيش السوري، حسب تعبيره.

خريطة شرق الفرات

تقول مصادر أهلية كردية من منبج السورية إن حشوداً عسكرية بدأت أنقرة بزجها، فيما الواقع الحالي يسوده هدوء حذر، إلا أن استفزازات تركية عبر ذراعها السورية العسكرية أي الجيش الحر، كانت اشتبكت مع فصائل من المجلس العسكري في منبج بالقرب من نهر الخابور خلال معارك متقطعة الشهر الحالي، في حين كان الاشتباك الأوسع عسكرياً بين الأكراد والأتراك على الأرض السورية بعد إطلاق أنقرة عملية المخلب في مايو (أيار) التي أتت بعد مقتل عدد من أفراد الجيش التركي.

وتسعى أنقرة إلى أن تلزم واشنطن بالوفاء بوعودها وبالاتفاق بين البلدين الذي وُقع في يونيو (حزيران) 2018 والقاضي بانسحاب الوحدات الكردية إلى شرق الفرات والاتفاق على حدود المنطقة الآمنة.
 

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي