Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا ترحب بحقبة ملكية جديدة مع تتويج تشارلز وكاميلا

على رغم بعض الاحتجاجات والاعتقالات، يبقى هذا اليوم تاريخياً بالنسبة إلى الملك والملكة وجيل جديد من أفراد العائلة المالكة

تشارلز وكاميلا يلوحان للحشود من شرفة "قصر باكنغهام" (غيتي)

ملخص

توجت بريطانيا أول ملكٍ جديد لها في القرن الحادي والعشرين يوم السبت، عندما أقسم الملك تشارلز الثالث اليمين - متعهّداً بـ "ألا يُخدَم، بل أن يَخدِم" - وذلك بعد سبعة أشهر من وفاة والدته

توجت بريطانيا أول ملكٍ جديد لها في القرن الحادي والعشرين يوم السبت الفائت، عندما أقسم الملك تشارلز الثالث اليمين - متعهّداً بـ "ألا يُخدَم، بل أن يَخدِم" - وذلك بعد سبعة أشهر من وفاة والدته. زوجته كاميلا كانت قد تُوّجت بعده أيضاً ملكةً على البلاد.

وسُمعت في مختلف أرجاء المملكة المتحدة هتافاتٌ وأصوات قرع الأجراس، والتحية بالأسلحة النارية التي طبعت اللحظة التاريخية، خلال مراسم حفل التتويج الذي اتّسم ببعض اللمسات الحديثة، لكنه سار في معظمه وفق التقاليد - بما في ذلك الأمطار المستمرة التي تساقطت تماماً كما حدث قبل نحو 70 عاماً أثناء تتويج والدته الملكة إليزابيث الثانية في عام 1953.

وعلى رغم بعض الاحتجاجات، وتوجيه انتقاداتٍ في شأن عددٍ قليل من الاعتقالات، إلا أن المناسبة كانت في غالبها يوماً تاريخياً بالنسبة إلى تشارلز وجيلٍ جديد من أفراد العائلة المالكة، بعدما أصبح الملك الأربعين الذي يُتوّج في كاتدرائية "وستمنستر آبي" منذ أيام وليام الفاتح (أول ملك نورماندي حكم إنجلترا) في عام 1066.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما النجل الأصغر لتشارلز الأمير هاري، فقد سار بمفرده إلى الكاتدرائية، خلف الأميرة أوجيني (الإبنة الصغرى للأمير أندرو شقيق الملك) وزوجها، وجلس في الصف الثالث مع عمّه الأمير أندرو - الذي لقي لدى وصوله استهجاناً وغضباً شديدين - ومع أفراد آخرين غير فاعلين في العائلة المالكة. ولم يُعطَ أحد الأميرين (هاري وأندرو) أيّ دور في القداس الاحتفالي، ويُعتقد أن دوق ساسكس عاد إلى كاليفورنيا بعد التتويج مباشرة.

في مجريات قدّاس التتويج، وضع جاستين ويلبي رئيس أساقفة كانتربري (رأس "كنيسة إنجلترا") بعد منتصف النهار بقليل، "تاج القديس إدوارد" St Edward’s Crown  على رأس تشارلز، واستغرق الأمر ثواني عدّة لتثبيته. ثم قام بمسح تشارلز بزيت الميرون المقدّس بعيداً من الأنظار، خلف حاجز.

في غضون ذلك، انطلقت في الكاتدرائية أصوات الأبواق عازفةً موسيقى احتفالية، وجرى قرع أجراس الدير التاريخي لمدة دقيقتين بعد التتويج. فيما تردّدت أصوات التحية بالبنادق من "موكب حرس الخيّالة" الملكي Horse Guards Parade القريب من المكان، وطلقات المدفعية من "برج لندن"، ومحطّات تحية مختلفة على امتداد البلاد، وكذلك من على متن سفن حربية عبر البحار.

 

وسُمعت أصوات رشقاتٍ نارية في القلاع التاريخية البريطانية في هيلزبرا وكارديف وإدنبره وكذلك في مَعلم "ستونهينج" الأثري، فيما شاركت في مراسم الاحتفال السفينة "أتش أم أس لانكاستر" HMS Lancaster التي أبحرت أخيراً إلى السودان لمساعدة مواطنين بريطانيّين وآخرين من هناك على الفرار من القتال الدائر في الخرطوم.

وكانت اللحظة المؤثّرة في احتفال التتويج، عندما بايع وليّ العهد أمير ويلز وليام والده، جاثياً على ركبته وطابعاً قبلةً على وجنته بحسب التقليد، ليجيبه الملك بهدوء "شكراً لك يا وليام".

بعد ذلك أتى دور كاميلا، التي تنحّت بعض الشيء في كرسيها، وقامت بإزاحة خصلةٍ من شعرها جانباً لدى تثبيت "تاج الملكة ماري"  Queen Mary’s Crown على رأسها. تتويج كان من الصعب تخيّل حدوثه قبل نحو عقدٍ من الزمن.

كبير أساقفة كانتربري قال في كلمته: "إن ثقل المهمّة الموكلة إليكما اليوم، يا صاحبَي الجلالة، لا يمكن تحمّله إلا بقوة الله، الذي يمنحنا القدرة على بذل حياتنا من أجل خدمة الآخرين".

 

من ثَمّ قدّم تشارلز صلاة الملك، وهي المرّة الأولى التي ينطق فيها ملكٌ بكلماتٍ موجّهة إلى الله بصوت عالٍ أثناء تتويجه، وصلّى كي يكون بمثابة "نعمة" للناس "من كلّ إيمان ومعتقد".

هذا اليوم كان مهمّاً أيضاً بالنسبة إلى الأفراد الأصغر سنّاً في العائلة المالكة. فالأمير جورج (النجل الأكبر لوليّ العهد البريطاني الأمير وليام) كان "صفحة شرف"Page of Honour   لجدّه (وهو تمييز يُمنح للأبناء اليافعين من أعضاء العائلة المالكة)، ووضعت الأميرة شارلوت (إبنة وليام) التي بلغت الثامنة من عمرها هذا الأسبوع، قطعة رأس مشابهة لتلك التي وضعتها والدتها كيت ميدلتون. ومع ذلك، خطف الأمير لوي (النجل الأصغر لوليّ العهد) الأضواء مرّةً أخرى، من خلال التلويح من عربته وعدم تمكّنه من كبت تثاؤبه.

قدّاس التتويج شهد لمسة حداثةٍ طفيفة، تمثّلت في إنشاد "جوقة إنجيل الصعود" Ascension Gospel Choir ابتهال "هللويا". لكن كان هناك في المقابل الكثير من الموسيقى التقليدية، بما فيها مقطوعة  Zadok the Priest التي ألّفها الموسيقي البريطاني جورج هاندل، ضمن الأناشيد التي وضعها لتتويج الملك جورج الثاني في عام 1727.

 

وتسنّى للجمهور المحتشد على طول طريق الموكب، مشاهدة الملك والملكة المتوّجَين حديثاً وهما يعودان إلى "قصر باكنغهام" ليقدّم لهما التحية نحو 4 آلاف جندي على حديقة القصر.

من ثمّ خرج تشارلز وكاميلا إلى شرفة القصر الملكي في وسط لندن لمشاهدة عرض جوّي مقتضب لمروحيات ولطائرات الفريق الاستعراضي للقوّات الجوية الملكية "ريد آروز"  Red Arrows التي اخترقت الأمطار الخفيفة المتساقطة، فيما كانا يلوّحان للحشود المتّقدة حماسةً في باحة القصر.

اليوم الاحتفالي لم يخلُ من بعض الاحتجاجات على أحداثه، بما فيها تلك التي حصلت في كلٍّ من كارديف في ويلز، وفي غلاسكو في اسكتلندا، حيث سار آلاف الأفراد في الشوارع وهم يهتفون "ليس مَلِكي!" Not my King.

وفي لندن، بدأت اعتقالات الشرطة منذ قرابة السابعة صباحاً لمتظاهرين مؤيّدين لإقامة نظام جمهوري في بريطانيا. وأوقف عناصرها رجلاً في حديقة "سانت جيمس بارك" (القريبة من قصر باكنغهام)، بحجّة أن مكبّر الصوت الذي كان في حوزته قد "يخيف الخيول"، كما قالوا.

نايثن ماكغفرن، المتحدّث باسم مجموعة حملة "الجمهورية"، وصف الاعتقالات بأنها "بلغت حدّ القمع الاستبدادي لحرية التعبير وجميع أشكال المعارضة".

يُشار إلى أن آلافاً من مؤيّدي الملكية انتظروا في وسط العاصمة البريطانية على طول طريق الموكب في اتّجاه "قصر باكنغهام"، على رغم تواصل هطول الأمطار.

جيني يولدون وهي امرأة من مقاطعة ساري أمضت الليل بطوله على كرسي تخييم، قالت: "لم نتمكّن من أخذ قسطٍ كبيرٍ من النوم، والجو كان بارداً بعض الشيء". إلا أنها استدركت قائلةً: "كان الأمر يستحقّ كلّ هذا العناء".

وأضافت: "الناس هنا كانوا رائعين ومتعاونين للغاية. لقد تسنّت لنا فرصةٌ مشاهدة تتويج الملك (على شاشةٍ كبيرة). وعندما غنّى الجميع النشيد الملكي ’حفظ الله الملك!‘، كانت اللحظة مؤثّرةً للغاية. وكان من الرائع مشاهدة العربة الملكية".

أما جو فاوكنر التي وصلت قرابة السادسة صباحاً، فأكّدت أن "اليوم كان رائعاً في كلّ لحظة من لحظاته. جئنا قبلاً إلى هذا المكان لحضور حفل اليوبيل البلاتيني للملكة الراحلة، كما أتينا لحضور جنازتها، والآن نحن هنا لحضور التتويج. جميعها مناسبات تميّزت بطرقٍ مختلفة. ويسرّنا اليوم أن نحتفل بمناسبة سعيدة".

© The Independent

المزيد من دوليات