Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف غيرت كورونا خارطة السفر العالمية؟

لم تعد الوجهات السياحية المرموقة قبل الجائحة على قمة المناطق الأكثر جذباً ودول أخرى احتلت مكانها

طريق السفر العالمي يعود لنشاطه بعد انتهاء "كورونا" ومطار هيثرو يستعيد قوته بعد خسائر فادحة ( رويترز)

ملخص

4.5 تريليون دولار خسائر قطاع السياحة والسفر في 2020... وسوق العمل فقدت 62 مليون وظيفة

تعقد المشهد السياحي برمته، وحدت من رفاهيته معقمات اليد في ردهات الفنادق إلى لبس الكمامة في الطائرة، وصولاً إلى تطبيقات تتبع جهات الاتصال للمسافرين للحد من انتشار كورونا وسط إغلاق للحدود وإلغاء للرحلات الجوية وفرض قيود ضخمة على السفر في كل دولة تقريباً في عامي 2020 و2021، وكل ذلك تسبب في خسائر مرتفعة في الإيرادات وانخفاض كبير في أعداد السائحين على المستوى الدولي.

في الولايات المتحدة انخفض عدد الزوار الأجانب عام 2020 أكثر من 70 في المئة مقارنة بالعام السابق له، وكانت هناك صورة مماثلة لهذا الانخفاض في جميع البلدان تقريباً، وبحسب منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، فإن 100 في المئة من الوجهات العالمية نفذت قيوداً على السفر في ذروة الوباء.

الجائحة تقلب الطاولة

مع إعادة فتح دول العالم حدودها مع تلاشي كورونا وانتعاش السياحة، سافر أكثر من 900 مليون سائح في عام 2022، أي ضعف عددهم في عام 2021، على رغم أنه لا يزال العدد أقل بنسبة 37 في المئة عما كان عليه في عام 2019، بحسب منظمة السياحة العالمية، إذ إن الجائحة أحدثت تغييراً في خريطة السفر العالمية، فلم تعد الوجهات السياحية المرموقة قبل الجائحة على قمة لائحة الوجهات السياحية الأكثر جذباً بعدها، في وقت تقدمت فيه دول أخرى على تلك اللائحة.

بحسب أرقام المنظمة، سجلت أوروبا، أكبر وجهة في العالم بـ585 مليون وافد في العام الماضي، لتمثل في ذلك ما يقرب من 80 في المئة من مستويات ما قبل الجائحة، وتمتعت منطقة الشرق الأوسط بأقوى زيادة نسبية عبر المناطق في العام الماضي، إذ ارتفع عدد الزائرين إلى 83 في المئة من أرقام ما قبل الجائحة.

صيف شرق أوسطي مزدحم

وقالت منظمة السياحة العالمية إن السياحة في أوروبا والشرق الأوسط كانت الأسرع انتعاشاً في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى يوليو (تموز) من العام الماضي، إذ وصل عدد الوافدين إلى 74 في المئة و76 في المئة من مستويات عام 2019 على التوالي.

واستقبلت أوروبا ما يقرب من ثلاثة أضعاف عدد الوافدين الدوليين، كما كانت في الأشهر السبعة الأولى من عام 2021، بنسبة نمو 190 في المئة، كما شهدت المنطقة أداءً قوياً بشكل خاص في يونيو (حزيران) بنسبة 21 في المئة ويوليو بنسبة 16 في المئة، مقارنة بعام 2019، مما يعكس فترة صيفية مزدحمة.

قفز عدد الوافدين إلى نحو 85 في المئة في عام 2021 من مستوياتها عام 2019 في يوليو، في حين أدى رفع قيود السفر في عدد كبير من الوجهات أيضاً إلى تعزيز هذه النتائج، ومنها 44 دولة في أوروبا أنهت قيود "كوفيد-19" اعتباراً من 19 سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.

وشهدت منطقة الشرق الأوسط زيادة في عدد الوافدين الدوليين أربع مرات تقريباً على أساس سنوي، في الفترة من يناير إلى يوليو من العام الماضي بنسبة نمو 287 في المئة، وتجاوز عدد الوافدين مستويات ما قبل الجائحة في يوليو بنسبة نمو ثلاثة في المئة، مدعوماً بالنتائج غير العادية التي نشرتها السعودية بعد موسم الحج، بنسبة نمو 121 في المئة.

سجلت الأميركتان نمواً بنسبة 103 في المئة، وأفريقيا بنسبة نمو 171 في المئة، في الفترة من يناير إلى يوليو من العام الماضي، مقارنة بعام 2021، وبنسبة ارتفاع وصلت إلى 65 في المئة و60 في المئة من مستويات عام 2019 على التوالي.

وشهدت منطقة آسيا والمحيط الهادئ نمواً قدره 165 في المئة، وسجل عدد الوافدين أكثر من الضعف في الأشهر السبعة الأولى من العام الماضي، على رغم أن دول المنطقة ظلت أقل بنسبة 86 في المئة من مستويات عام 2019، إذ بقيت بعض الحدود مغلقة أمام السفر غير الضروري.

واستعادت كل من أفريقيا والأميركيتين نحو 65 في المئة من زوارها قبل انتشار الوباء، بينما وصلت آسيا والمحيط الهادئ إلى 23 في المئة فقط، بسبب القيود الأقوى المرتبطة بالوباء.

وبحسب المناطق دون الإقليمية، جاءت أوروبا الغربية (87 في المئة) ومنطقة البحر الكاريبي (84 في المئة) الأقرب إلى مستويات ما قبل الجائحة، كما شهد العام الماضي انتعاشاً قوياً في الإنفاق السياحي، مما أدى إلى انتعاش مستويات الدخل قبل انتشار الوباء في عديد من الوجهات.

2020 الأسوأ

قبل تفشي الجائحة كانت فرنسا أكثر وجهات السفر الدولي جاذبية عام 2019 بتدفق 90 مليون زائر دولي، تلتها إسبانيا (83.5 مليون زائر)، والولايات المتحدة (79.3 مليون)، والصين (65.7 مليون)، وإيطاليا (64.5 مليون)، وتركيا (51.2 مليون)، والمكسيك (45 مليون)، وتايلاند (39.8 مليون)، والمملكة المتحدة (39.4 مليون زائر).

ومع تفشي جائحة كورونا في العام التالي، تراجعت السياحة بنسبة 74 في المئة، إذ انخفض إجمالي عدد المسافرين بمقدار مليار مسافر على مدار العام، مما يجعل من عام 2020 الأسوأ على الإطلاق بالنسبة إلى القطاع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسجلت تقديرات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNTWO)، خسارة قدرها 1.3 تريليون دولار أميركي في الإيرادات المفقودة و100-120 مليون وظيفة بين مفقودة أو معرضة للخطر.

وكان التأثير ضاراً بشكل خاص في البلدان التي تعتمد بشكل كبير على السياحة كجزء من ناتجها المحلي الإجمالي، فقد أدت السياحة المفقودة في ماكاو، إحدى المناطق الإدارية الخاصة في الصين، إلى انخفاض بنسبة 79.3 في المئة في إيرادات المقامرة على أساس سنوي، مما تسبب في انخفاض إجمالي الناتج المحلي عام 2020 بنسبة 43.1 في المئة مقارنة بالعام السابق.

ونشرت قاعدة بيانات تذاكر الطيران "فورووردكيز"، تقريرها السنوي الذي صنف أعلى البلدان بناءً على مقدار الزيادة في السياحة منذ تأثرت صناعة السفر في عامي 2020 و2021 بجائحة "كوفيد-19"، إذ وجد التقرير أن غالبية الدول العشرين الأولى كانت بشكل رئيس في أميركا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي.

حدود بلا قيود

ووفقاً لـ"فورووردكيز" يعكس هذا الإحصاء حقيقة أن عديداً من البلدان المعتمدة على السياحة في تلك المناطق فرضت قيوداً أقل صرامة على السفر في ظل "كوفيد"، وتمكنت من الحفاظ على تدفق مستمر للزوار خلال الوباء، وجاءت الدولة الأكثر زيارة في عام 2022، جمهورية الدومينيكان، إذ استقبلت في الفترة من الأول من يناير و18 أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي عدداً أكبر من الزائرين بنسبة 5 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، وكانت الوجهة الأكثر زيارة في منطقة البحر الكاريبي، وفقاً لبيانات "منظمة السياحة العالمية".

واحتلت تركيا المرتبة الثانية في القائمة، إذ استقبلت أنطاليا، المدينة التركية الأكبر على الريفييرا، عدداً أكبر من الزوار بنسبة 66 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019، وعلى رغم ذلك ظلت مستويات السياحة في البلاد في عام 2022 كما كانت عليه في عام 2019، وفقاً لتقرير "فورووردكيز".

 جاءت كوستاريكا المعروفة بركوب الأمواج والبراكين والتنوع البيولوجي المذهل في المرتبة الثالثة بالقائمة، ومثل تركيا، شهدت الدولة الواقعة في أميركا الوسطى نفس المستوى من السياحة في عام 2019، كما حدث في عام 2022.

طلب مكبوت

وتوقعت منظمة السياحة العالمية انتعاش القطاع هذا العام مدعوماً بالطلب المكبوت، لا سيما من آسيا والمحيط الهادئ مع انفتاح الوجهات والأسواق.

ويشير استطلاع فريق الخبراء التابع لمنظمة السياحة العالمية إلى أن 72 في المئة من المشاركين يتوقعون أداءً أفضل في عام 2023، ومع ذلك يعتقد معظم الخبراء (65 في المئة) أن السياحة الدولية لن تعود إلى مستويات عام 2019 حتى العام المقبل أو بعد ذلك.

مخاطر جيوسياسية

استناداً إلى سيناريوهات منظمة السياحة العالمية للعام الحالي، يمكن أن يصل عدد السياح الدوليين الوافدين بين 80 و95 في المئة من مستويات ما قبل الوباء هذا العام، مع توقع وصول أوروبا والشرق الأوسط إلى هذه المستويات، ومع ذلك لا تزال هناك مخاطر مهمة في المستقبل، بخاصة الاقتصادية والجيوسياسية.

وتشير "غلوبال داتا" إلى أنه من المتوقع أن ينمو عدد الوافدين الدوليين إلى فرنسا بمعدل سنوي قدره 12.1 في المئة بين عامي 2022 و2025، وتوقعت الشركة أن تجتذب فرنسا ما يقدر بنحو 93.7 مليون مسافر دولي سنوياً بحلول عام 2025، مما يعزز لقبها كأكثر الدول زيارة في العالم. وتأتي إسبانيا في مرتبة قريبة من فرنسا في ترتيب الدول الأكثر زيارة في العالم، وبينما شهدت جميع البلدان انخفاضاً حاداً في أعداد الزائرين خلال جائحة كورونا، تمكنت إسبانيا من التغلب على فرنسا في الصدارة بعد أن استقبلت 26.3 مليون زائر.

ومن المقرر أن تحذو إسبانيا حذو فرنسا في جذب مزيد من السياح في السنوات القليلة المقبلة، فبحلول عام 2025، من المتوقع أن تجتذب إسبانيا 89.5 مليون زائر دولي، وفقاً لـ"غلوبال داتا".

اقرأ المزيد