Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سباق ليبي لكسب ود الإدارة الأميركية

وفد رفيع المستوى في واشنطن وتباحث في ملف قطاع النفط

الوفد الليبي في العاصمة الاميركية (موقع مجلس النواب الليبي)

واصل وفد رسمي من مجلس النواب الليبي في طبرق والموالي لقوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، مباحثاته الموسعة في واشنطن، إذ التقى أعضاء في الكونغرس والبنتاغون.

ويترأس الوفد الليبي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي طلال الميهوب، وعضوية نائب رئيس مجلس النواب حميد حومة ورئيس لجنة الأجهزة الرقابية زايد هدية والنواب صباح جمعة عن ترهونة وعلي التكبالي عن طرابلس ورئيس لجنة الصحة نصر الدين مهنى.

مباحثات في البيت الأبيض

عقد وفد مجلس النواب اجتماعاً بكبار المسؤولين في البيت الأبيض، ضمن الزيارة التي يقوم بها الوفد إلى واشنطن، حيث بحث معهم سيطرة جماعة الإخوان المسلمين والجماعات المتطرفة والميليشيات المسلحة على العاصمة الليبية طرابلس وإيضاح حقيقة الأوضاع في ليبيا وعدد من القضايا المهمة بحسب المكتب الإعلامي للنواب.

وقال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الدكتور أحميد حومه إنهم "أكدوا خلال زيارتهم واشنطن شرعية القيادة العامة للقوات المسلحة المنبثقة من مجلس النواب الشرعي المنتخب من الشعب الليبي، وأوضحوا خلال اجتماعاتهم بالمسؤولين هناك أسباب إطلاق عمليات القوات المسلحة بطرابلس وأنها جاءت نتيجة لانتشار الميليشيات المسلحة وسيطرتها على مقدرات وثروات الشعب الليبي والعبث بها والفساد بمصرف ليبيا المركزي".

وأضاف حومه "أوصلنا رسالة إلى كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والدفاع الأميركية حول التدخل التركي والقطري في ليبيا، ودعمهم الميليشيات بالسلاح والمدرعات والطائرات المسيّرة ضد الجيش الوطني، كما تم فتح قنوات للتواصل بين مجلس النواب الليبي والكونغرس والإدارة الأميركية للتواصل وتبادل المعلومات والتعاون المشترك بين البلدين".

إغراء بالذهب الأسود

التقى وفد مجلس النواب، مساعد وزير الطاقة الأميركي وقال رئيس الوفد طلال الميهوب، إنهم "بحثوا ملف قطاع النفط والتعاون المشترك بين البلدين في هذا القطاع المهم والحيوي".

وصرح عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب الدكتور علي التكبالي "بأنهم أوضحوا للمسؤولين في الإدارة الأميركية الخطأ الذي وقع فيه المجتمع الدولي بدعم حكومة السراج غير الشرعية التي لم تنل الثقة من الجسم الشرعي الممثل للشعب الليبي".

السراج يلتقي السفير الأميركي

 

وفي سياق متصل، التقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج في تونس القائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا جوشوا هاريس.
ونشر المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق بياناً حول اللقاء قال فيه "إنه تناول التعاون في مكافحة الإرهاب، ومواصلة التنسيق في ملاحقة فلوله وإلى أن يتم القضاء عليه، وذلك في إطار الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في هذا الجانب".
وأكد القائم بالأعمال الأميركي حرص الولايات المتحدة على الإنهاء الفوري للقتال وأن يعود الليبيون إلى المسار.

الوفاق تلعب ورقة الاقتصاد

في الوقت الذي يواصل مجلس النواب الليبي مباحثاته المكوكية مع المسؤولين في الإدارة الأميركية، سارعت حكومة الوفاق إلى محاولة قطع الطريق على التقارب بين مجلس النواب والإدارة الأميركية وإفشال زيارة الوفد إلى واشنطن عبر إغراء الشركات الأميركية القادرة على الضغط على قرار إدارة ترمب بخصوص ليبيا بعدد من المشاريع الضخمة وتعزيز التعاون معها.

جاء ذلك عبر لقاء عقده رئيس ديوان المحاسبة التابع للوفاق خالد شكشك بحضور السفيرة الليبية في واشنطن وفاء بوقعيقيص المكلفة من قبل الوفاق، مع أعضاء الجمعية الأميركية الليبية للأعمال بمقر السفارة الليبية في واشنطن.

تحفيز للاستثمار في ليبيا

وثمن شكشك "دور الجمعية الأميركية في تحفيز الشركات الأميركية للاستثمار في ليبيا وأثر ذلك في خلق الاستقرار وتحقيق الأمن وتعزيز العلاقة بين الدولتين مشيراً إلى دور الديوان في الرقابة على عقود ومشروعات التنمية وتقييم أداء المؤسسات".

لأميركا تقييمها الخاص

يقول المحلل السياسي ورئيس مجموعة العمل الوطني الليبية خالد الترجمان لـ"اندبندنت عربية" حول محاولة كسب ود واشنطن عبر ورقة مشاريع اقتصادية بخاصة في مجال النفط والغاز، "إن الدول التي تحتكر المشاريع النفطية في ليبيا معلومة للجميع، ولا أعتقد أن أميركا لها تلك المطامح الكبيرة في الاستثمار في النفط الليبي باستثناء الشركات الموجودة فعلياً في هذا المجال والتي تعمل على التنقيب منذ زمن المملكة في خمسينيات القرن الماضي مروراً بعهد ونظام القذافي وحافظت وستحافظ على امتيازاتها النفطية المكتسبة بعقود طويلة الآجل مع ليبيا".

ويبيّن رئيس مجموعة العمل الوطني "أنه على الرغم من محاولات النواب والوفاق، إلا أنه علينا أن نعرف أن للولايات المتحدة تقييماتها الخاصة، وأن الموقف العام الأساسي قد حسم من خلال المكالمة الشهيرة لترمب مع القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر والحالة النادرة للوفاق الأميركي الروسي داخل مجلس الأمن والتي منعتا عبرها قراراً كان يطبخ لإدانة عمليات الجيش في طرابلس".

وفي حين تستمر الحرب في طرابلس وربما تكون قد وصلت إلى مراحلها الأخيرة التي سيُكسر فيه عظم أحد الطرفين على وقع ضربات خصمه، يظل الموقف الأميركي "ضبابياً " ومحيراً حتى الآن بالنسبة إلى الكثير من المراقبين للأزمة الليبية، بل يبدو متناقضاً بين ما يقوله الرئيس المثير للجدل ترمب، والذي تبدو أقواله مؤيدة للجيش وقائده، وما تصرح به وزارة خارجيته في بياناتها الداعمة حكومة الوفاق.

المزيد من العالم العربي