Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حرب أوكرانيا تفقد إسرائيل كميات من الأسلحة الأميركية المخزنة لديها

لم يطمئن الأميركيون الإسرائيليين ولم يتجاوبوا مع طلب استئناف تزويد مخازن السلاح

قوات من الجيش الإسرائيلي تشارك في مناورات بالجولان في 7 ديسمبر 2022 (أ ف ب)

ملخص

يتعاظم القلق الإسرائيلي هذه الأيام مع استمرار الحرب الأوكرانية، كون الولايات المتحدة لم تبلغ إسرائيل متى ستقوم بإعادة تعبئة المخازن

تعقد القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية خلال الأسابيع المقبلة سلسلة لقاءات مع نظرائهم الأميركيين، بينهم نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي ونائب قائد القيادة المركزية الأميركية، لبحث سبل التعاون وتعزيز العلاقات بحراً وبراً وجواً، وكيفية ضمان مخزون أسلحة للجيش الإسرائيلي لاستخدامه في حال وضع أمني طارئ، في مركزه مواجهات مع إيران و"حزب الله".

وتم تشكيل مجموعات عسكرية من الطرفين لاستمرار العلاقات والمشاورات العسكرية في ختام لقاءات أجراها قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي، مايكل كوريلا، في تل أبيب وبحث خلالها مختلف القضايا الأمنية والعسكرية المشتركة بين الطرفين وفي مركزها سبل التعامل مع تقلص المعدات العسكرية والأسلحة الأميركية الموجودة في مخازن إسرائيل، والتي يتم استخدام معظمها في حال وقوع مواجهات وحرب يكون الجيش الإسرائيلي مضطراً إلى خوضها.

دعم أوكرانيا

على مدار سنوات طويلة احتفظت إسرائيل بمخازن أسلحة أميركية متقدمة ومتطورة، وعلى رغم عدم توقيع أي اتفاق رسمي بين واشنطن وتل أبيب حول كيفية استخدامها، لكن تفاهمات بين البلدين تشير إلى أن الأسلحة تنتقل للإسرائيليين لاستخدامها في حال وقوع حرب على أكثر من جبهة وواسعة.

وفي تقرير لصحيفة "يسرائيل هيوم"، نشر في اليوم الذي التقى فيه قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي، مايكل كوريلا، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هلفي، تم الكشف عن قلق إسرائيلي متعاظم في أعقاب تقلص كميات الأسلحة الأميركية الموجودة في المخازن الإسرائيلية بعد نقل كميات كبيرة منها إلى أوكرانيا لدعمها في حربها مع روسيا.
ونقل التقرير الإسرائيلي عن مصادر عسكرية أنه تم نقل كمية غير قليلة من محتويات المخازن الأميركية بايعاز من الحكومة الإسرائيلية السابقة، برئاسة نفتالي بينت ويائير لبيد ومن ثم استمر نقلها عبر ميناء أسدود. وفي محاولة لعدم الكشف عن نقل هذه الأسلحة إلى أوكرانيا، منعاً لحدوث أزمة في العلاقات مع روسيا، كان يتم إرسال الشحنات العسكرية أيام السبت، حيث لا يعمل الإسرائيليون، وتكون فيها الموانئ التجارية والعسكرية شبه مغلقة وقلة من المارة توجد في الشارع، خصوصاً في الجنوب، حيث ميناء أسدود.

وفيما أكد الجيش الإسرائيلي على نقل مخزون الأسلحة الأميركية وفق قرار البيت الأبيض، قال التقرير الإسرائيلي إن الولايات المتحدة أصدرت تعليمات لنقل هذه الأسلحة إلى أوكرانيا على خلفية النقص في ذخيرة الاحتياط في الغرب كله بسبب استمرار الحرب هناك.

ويتعاظم القلق الإسرائيلي، هذه الأيام، ومع استمرار الحرب الأوكرانية، كون الولايات المتحدة لم تبلغ إسرائيل متى ستقوم بإعادة تعبئة المخازن الموجودة في إسرائيل بالأسلحة، خصوصاً تلك المتفق أن تستخدمها إسرائيل.

حساسية القرار في ظل تفاقم الأوضاع

تداول الإسرائيليون مع ضيفهم الأميركي، كوريلا، تقارير أمنية واستخباراتية متعلقة بالنووي الإيراني وكرروا ما سبق وسمعه أكثر من مسؤول أميركي من الإسرائيليين أن تل أبيب تجد نفسها أمام تحد كبير وفي خطر متعاظم أمام الجهود الإيرانية في تخصيب اليورانيوم والوصول إلى صناعة قنبلة نووية، كما أضاف الإسرائيليون ما يعتبرونه حقاً أساسياً لهم، بحرية القرار في كيفية مواجهة هذا الخطر، وإن كانت إسرائيل وحيدة في الساحة.

في موازاة ذلك، بحث الطرفان في كيفية تعزيز العلاقات العسكرية والتدريبات المشتركة بينهما، بما في ذلك استمرار الدعم العسكري الأميركي لإسرائيل وضرورة إعادة تزويد مخازن الأسلحة الأميركية في إسرائيل.

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن وزير سابق أن استمرار نقل الأسلحة من المخازن الإسرائيلية، على خلفية التوتر الأمني المتصاعد في الأسابيع الأخيرة، يتخذ معنى آخر من مجرد حاجة نقله إلى أوكرانيا.

وبحسب الوزير فإن "هذه احتياطات من السلاح المخصصة لإسرائيل في زمن الحرب"، مضيفاً أن "الخطوة تتخذ معنى أكبر في ضوء التهديدات الموجهة نحو إسرائيل في الساحات المختلفة".

لكن الأميركيين لم يطمئنوا الإسرائيليين، ولم يتجاوبوا مع طلب استئناف تزويد مخازن الأسلحة. وبحسب مصدر أميركي فإنه "في هذه المرحلة ليس معروفاً متى سيتجدد المخزون. والأمر يتعلق بوتيرة إنتاج الذخيرة في الولايات المتحدة، ولهذا فإن هذه مسيرة ستستغرق وقتاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


تغيير أولويات

في بحثه لخلفية قرار نقل الأسلحة، أشار التقرير الإسرائيلي إلى أن الحديث لا يدور فقط عن القدرة الأميركية وصناعة الأسلحة "بل وأيضاً عن تغيير أولوياتها في الساحة الدولية، حيث إن إدارة بايدن توجه ليس فقط القدرات، بل وأيضاً الاهتمام من الشرق الأوسط إلى الصين وأوكرانيا".

وأشار مسؤولون سابقون في جهاز الأمن إلى أولويات بايدن الجديدة في الشرق الأوسط، مثل الكتف الباردة التي أدارها أخيراً لرئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، حين أعلن أن الأخير لن يدعى قريباً لزيارة في البيت الأبيض. وقال مسؤول أمني "توجد آثار مباشرة على إسرائيل تجاه دول المنطقة".

سوريا و"حزب الله" و"وحدة الساحات"

إلى جانب القلق من احتمال اضطرار توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية إلى إيران وحاجة الجيش إلى استخدام الأسلحة الأميركية، لم يخفِ الإسرائيليون قلقهم من الوضعية التي تشهدها المنطقة في ما سموه "وحدة الساحات"، إذ بحسبهم "تقف إسرائيل أمام عدد من الأعداء في آنٍ واحدٍ وبتوجيه من إيران، ما قد يضطرها إلى التصدي لـ(حزب الله) وسوريا في الشمال بالتوازي مع الضفة وغزة في الجنوب".

وهذه الوضعية، وفق ما وصفها رئيس جهاز "الشاباك"، رونين بار "مركبة، بخاصة أن الخلافات القاسية في الداخل تطور تهديدات جديدة من الخارج، مما يبعث نوعاً من الشعور بوحدة ساحات وتعاظم التحديات".

إزاء هذه التقارير الإسرائيلية وحاجة إسرائيل إلى امتلاك نوعيات واسعة ومتعددة من الأسلحة المتطورة المتفق على الحصول عليها من الولايات المتحدة، سيعقد في الأسابيع المقبلة مزيد من اللقاءات، وسيتم خلالها بحث سبل مواصلة وتوثيق التخطيط العملياتي بين الجيشين، والنشاط الميداني والمناورات العسكرية استمراراً لما نفذته قوة مشتركة لسلاح البحرية الإسرائيلي والأميركي وراء منطقة مضيق باب المندب، وفق المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي.

المزيد من تقارير