Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تاكر كارلسون أسطورة الخداع والزيف على "فوكس نيوز"

كشفت دعوى قضائية حديثة أن كارلسون هو مجرد مؤد روج لآراء كان يعرف مسبقاً بأنها غير صحيحة. هذا هو إرثه

حقق كارلسون نجاحاً على قناة فوكس نيوز من خلال التمادي أكثر من أي من أسلافه في تجاوز حدود المقبول (غيتي)

ملخص

يرى ريتشارد هول أن إرث تاكر كارلسون في قناة "فوكس نيوز" لا يتعدى الخداع وتزييف الحقائق

مع وصول مسيرة تاكر كارلسون في قناة "فوكس نيوز" إلى نهايتها، ولت معها أيضاً فترة هيمنته باعتباره واحداً من أبرز مروجي الدعاية (البروباغندا) في التاريخ الأميركي الحديث.

كارلسون، الذي حقق يوم الإثنين شرفاً معيباً بكونه طرد من جميع الشبكات الإخبارية الأميركية الثلاث الكبرى، كان قد لاقى نجاحاً بصفته مؤدياً وناشطاً ومتحزباً تلاعب بجمهوره وحركه بطريقة لا يستطيع فعلها سوى قلة آخرين. وتضمن ذلك الجمهور رؤساء حاليين وسابقين، والليبراليين الذين يحبون مشاهدته بهدف انتقاده والسخرية منه، والمحافظين العاديين، وكل مشرع جمهوري على وجه الكرة الأرضية.

في الواقع، حقق كارلسون نجاحاً على قناة "فوكس نيوز" من خلال التمادي أكثر من أي من أسلافه، في تجاوز حدود المقبول. من موقعه البارز في برنامجه الذي تابعه عدد هائل من المشاهدين، استفاض في خطاب الكراهية والتعصب، وردد مثل الببغاء مواضيع النقاش التي يتبناها القوميون البيض، وروج لنظريات المؤامرة والأكاذيب تحت غطاء التحقيق الصحافي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبالطبع، كان هذا التحقيق سطحياً. فعوضاً عن الكشف عن حقائق عظيمة، بدا أن عمله قد صمم خصيصاً من أجل إزعاج الليبراليين، وقد كان من المهم بالنسبة إليه أن يضايق الليبراليين رداً على مضايقاتهم له. في الواقع، إن الدرجة الهائلة من النفوذ والغطرسة لدى كارلسون جعلته يبني هوية كاملة خاصة به تتمحور حول رفضه قبول النقد أو أي شكل آخر من أشكال التحدي. وقد تعمد التفوه بالأكاذيب وإطلاق نظريات المؤامرة لكي يثبت أنه يستطيع قول ما يشاء.  

طوال حياته المهنية كان من الممكن مشاهدة كارلسون يضيق ذرعاً أكثر فأكثر من التحديات التي كان يواجهها. حصل على أول وظيفة تلفزيونية بارزة له في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما مثل صوت التيار اليميني في برنامج "كروس فاير" [نيران متقاطعة] Crossfire على قناة "سي أن أن" CNN، وهو برنامج كان يحرض الليبراليين على المحافظين في ما بدا وكأنه مناظرات ليلية شبيهة بالمصارعة.

ثم أوقف هذا البرنامج عندما تعرض المذيعان [كان بول بيغالا يشارك كارلسون في تقديم البرنامج] للإهانة من جون ستيوارت [المعلق التلفزيوني الكوميدي المعروف] في حلقة تضمنت وابلاً من التوبيخ المخزي ووصفت لاحقاً بأنها "القصة وراء ظهور الشرير" كارلسون، وذلك ربما في إشارة إلى التحول الذي أظهره خلال السنوات القليلة التالية. منذ ذلك الحين توقف عن محاولة إرضاء أي من الطرفين، وعندما عاد إلى التلفزيون في عام 2016، لم يعد تابعاً لأي جهة.

وبثت الحلقة الأولى من برنامج كارلسون الليلي على قناة فوكس نيوز في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016، بعد أيام فحسب من فوز دونالد ترمب بالرئاسة. وأظهر كلا الرجلين خبرة في تسخير غضب البيض من أجل السعي وراء السلطة والربح.

لكن ما الذي جعل كارلسون مختلفاً عن المذيعين الآخرين؟ في حال تجريده من السياق وإلغاء ميزة عرض برنامجه في أوقات الذروة، لا يبقى هناك ما يجعله مختلفاً عن أي متبجح ثرثار آخر. فهو ليس مفكراً عظيماً، ومعظم حججه وسردياته تنهار تحت أبسط نقد، وهذا هو السبب في أنه نادراً ما استضاف وجهات نظر معارضة. فالأشخاص الذين على شاكلته، أي المتعصبون الذين يملكون مهارات في التواصل الفعال، لطالما كانوا موجودين بشكل أو بآخر.

ولكن ما جعله فريداً هو المنصة التي قدمتها له إحدى أكثر شبكات الكابل الإخبارية مشاهدةً في البلاد. وفي الواقع، كان روبرت مردوخ هو الذي اتخذ قرار إطلاق العنان لكارلسون لينقض على البلاد وقد جنى المكافآت المالية لفعله ذلك.

بدا أن مردوخ يدرك أن تصعيد الامتعاض نفسه الذي أدى إلى صعود ترمب يمكن أن يؤدي أيضاً إلى ارتفاع نسب المشاهدة، وكان على حق. فتلك الشراكة منحت كارلسون نفوذاً هائلاً على الحزب الجمهوري، وفي المقابل ضمنت نسب مشاهدة عالية لـ"فوكس نيوز".

وهناك جزء كبير من جمهور كارلسون سيتبعه إلى أي مكان سيقصده في المرحلة المقبلة، ولكن سيكون من الصعب عليه الحفاظ على النوع نفسه من التأثير عند فصله عن قناة الأخبار العملاقة. فهو لن يتمكن من إملاء مسار العمل وتحديد الأفكار التي ستناقَش كما كان يفعل في قناة "فوكس"، ولن يحظى بفرصة استهداف خصومه المرارة والغضب نفسهما. لذا، فمن المرجح أن يتضاءل تأثيره.

ماذا سيكون إرث كارلسون إذاً؟

من الجدير بالذكر أن ما أدى إلى فصل كارلسون لم يكن شيئاً قاله على الهواء. وفقاً للتقرير الأولي الذي نشرته صحيفة "لوس أنجليس تايمز" The Los Angeles Times عن إقالته، فإن فصل كارلسون مرتبط بدعوى قضائية بتهمة التمييز الجندري رفعتها آبي غروسبرغ، التي تقول إنها تعرضت لبيئة عمل معادية وتمييزية.

ولكن في الحقيقة، كانت الدعوى القضائية الأخرى، تلك التي رفعتها شركة "دومينيون لأنظمة الاقتراع"، هي التي كتبت نعوة كارلسون في قناة "فوكس نيوز". فخلال تلك المحاكمة، تبين في مرحلة كشف الوقائع [العملية التي يتعرف من خلالها المحامون على قضية الخصم استعداداً للمحاكمة ويكشفون عن الأدلة والمستندات التي في حوزتهم وعن الشهود]، أن كارلسون نقل آراء وأخباراً إلى مشاهديه كان يعلم بأنها غير صحيحة، وكانت تتعلق في المقام الأول بادعاءات كاذبة حول تزوير الانتخابات. وكشفت الدعوى القضائية نفسها عن كراهيته الشديدة لترمب، على رغم دعمه له والترويج له بشكل متكرر.

باختصار، يغادر كارلسون قناة "فوكس نيوز" بعد فضح خداعه وزيفه إلى العلن. وهذا هو إرثه.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات