Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الشرخ الإسرائيلي يتسع بمشاجرات على مقابر قتلى الحروب

العائلات ترفض حضور السياسيين مراسم الذكرى الـ75 على قيام الدولة العبرية والقادة العسكريون يهددون من يستغل الوضع خارج الحدود

الخلاف الإسرائيلي انفجر داخل المقابر ووصل إلى حد التشاجر بالأيدي (أ ف ب)

ملخص

احتفالات يوم الاستقلال في إسرائيل حضرها عدد قليل من عائلات القتلى فيما تظاهر محتجون تحت شعار "النضال من أجل الديمقراطية" وأطلقوا الصرخات ضد مسؤولين عسكريين وسياسيين

على مدار 75 عاماً مضت، منذ قيامها عام 1948، لم تظهر إسرائيل في ذلك المشهد الذي رافق احتفالاتها بما تسميه "يوم الاستقلال" وذكرى جنودها القتلى، وهو اليوم الذي يحيي فيه فلسطينيو 48 ذكرى النكبة، إذ عكس مشهد هذه المراسم شرخاً اجتماعياً اعتبره سياسيون وأمنيون خطراً على مستقبل الدولة العبرية، حيث شهدت المقابر العسكرية شجارات واشتباكات بالأيدي وتبادل شتائم بين عائلات القتلى والسياسيين.

رئيس أركان الجيش السابق، دان حالوتس قال، "ما نراه اليوم لم يسبق وأن شهدناه في السابق، فالجنود يثورون علينا من الداخل، فيما وصول سياسيين إلى المقابر العسكرية، وهم لم يرتدوا يوماً الزي العسكري ولم يؤدوا خدمتهم الأمنية، تماماً كالبصق في وجه العائلات الثكلى".

احتفالات احتجاجية

كعادتها كل عام، تأهبت إسرائيل للاحتفال بذكرى جنودها على مدار ثلاثة أيام، لكن هذه المرة بدأت الاحتجاجات حتى على إقامة المراسم ذاتها وقبل أيام من انعقادها، بحيث بدأت المطالبة بمنع وزراء من المشاركة، بخاصة في ما يتعلق بالطقوس التي تقام في المقابر العسكرية إحياء لذكرى الجنود القتلى على مدار 75 عاماً، ومن هنا تفاقم الخلاف في المجتمع الإسرائيلي نفسه، حتى انفجر داخل المقابر ووصل إلى حد التشاجر بالأيدي، بينما تدوي صفارة الحداد للوقوف دقيقة.

أما احتفالات يوم الاستقلال فحضرها عدد قليل من عائلات القتلى فيما تظاهر محتجون وفي مقدمتهم عائلات جنود ومدنيين قتلى تحت شعار "النضال من أجل الديمقراطية"، وأطلقوا الصرخات ضد مسؤولين عسكريين وسياسيين ودعوا إلى إقالتهم.

وفي خطوة غير معتاد عليها في مثل هذا اليوم، لم يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مباشرة أمام الحضور، إنما عبر رسالة مسجلة حذر فيها من الوضع الذي تشهده إسرائيل ودعا إلى الوحدة قائلاً "كشعب واحد، انتصرت إسرائيل في حروبها، واستوعبت ملايين المهاجرين وبنت اقتصاداً مزدهراً وحققت اتفاقيات سلام تاريخية وطورت المدن والبنى التحتية". وأضاف "اليوم أمامنا تحديات ومعجزات كثيرة، فتحقيق الأمن وتعزيز اقتصادنا وتوسيع دائرة السلام، جميع هذه المعجزات وغيرها كثير لن تكون ممكنة إلا عندما نتوحد ونسير معاً".

وخلال المراسم كان هناك العشرات من عائلات الجنود القتلى بالقرب من المكان فأطلقوا الهتافات وقاطعوا كلمات نتنياهو ونواب من الائتلاف.

ومع حضور وزير الأمن القومي، اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، إلى إحدى المقابر العسكرية في الجنوب انطلقت صرخات الاحتجاجات التي تعالت مع بداية إلقاء كلمته وفي نهايتها وقعت مشاجرات وتشابك بالأيدي بين الجمهور، فيما رفعت عائلات جنود قتلى شعارات كتب عليها "غير مرغوب ببن غفير هنا" و"بن غفير يرقص على الدماء".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت مجموعات كبيرة من عائلات الجنود القتلى قد دعت بن غفير وغيره من الوزراء الذين لم يخدموا في الجيش إلى عدم الحضور إلى المراسم وفيما تجاوب غالبية الوزراء رفض بن غفير عدم الحضور ما أثار احتجاجاً واسعاً.

واعتبر وزير الأمن، يوآف غلانت، مطالبة عدم حضور وزراء ومنتخبي جمهور من دخول المقابر العسكرية والمشاركة في المراسم أمراً خطيراً وغير مسبوق، قائلاً "حتى في يوم الذكرى بعد حرب عام 1973 وعلى رغم الغضب العارم من الحكومة وما كان ينظر إليه على أنه فشل عسكري واستخباراتي أدى إلى خسائر إسرائيلية كبيرة، لم يطالب الجمهور أبداً المسؤولين الحكوميين بالامتناع عن دخول المقابر العسكرية".

تحذير داخلي وتهديد إقليمي

أمام ما شهدته إسرائيل خلال هذه الأيام سعى مسؤولون سياسيون وعسكريون إلى غض النظر عن مشهد الشرخ الإسرائيلي بالحديث عن إنجازات الجيش ونجاحات إسرائيل خلال هذه السنوات، فيما اختار البعض الآخر أسلوب التهديد والتحذير كما فعل رئيس جهاز الأمن العام "الشاباك"، رونين بار، خلال مراسم إحياء ذكرى الجنود القتلى، ووسط الشجارات والمشادات الكلامية بين الحضور، إذ اعتبر أن أهم ما يمكن قوله في مثل هذا اليوم إن "إسرائيل تواجه خلافات شديدة وتحديات خارجية".

وهدد بار باستمرار عمليات إسرائيل ضد كل أعدائها في محيطها الإقليمي قائلاً "تتميز الفترة الحالية بخلافات داخلية شديدة جداً، فيما تتطور تهديدات خارجية جديدة، وما يمكن شعوره هو وجود تكتل جبهات ضد إسرائيل وزيادة التحديات". وأضاف "لا أنصح أن يتحدانا جميع الموجودين خارج الحدود الذين يتمنون اتساع الشرخ الداخلي ويحاولون أيضاً المساعدة بذلك ويختبروننا بعمليات وإطلاق القذائف الصاروخية، فردنا سيكون بلقائهم في مخيماتهم وبيوتهم".

وبحسب بار، فإن جهاز الأمن سيبقى جاهزاً للقتال ومستعداً للضرب بقوة في أي مكان من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل وسكانها.

أما رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، فحذر من الشرخ والانشقاق الذي يشهده الجيش والمجتمع الإسرائيلي ودعا إلى توحيد الجيش وعدم إقحام السياسة فيه.

اشكنازي يدعو إلى حكومة طوارئ

وما بين محاولات شد الأضواء إلى التحديات الأمنية والمخاطر المحدقة بإسرائيل والدعوة إلى وحدة المجتمع الإسرائيلي استغل رئيس أركان الجيش السابق، غابي اشكنازي، فرصة التحريض على بن غفير وبتسلئيل سموطرتش خلال هذه الأيام ليعلن أنه سيكون على استعداد للوقوف إلى جانب بنيامين نتنياهو بدل بقائه مع بن غفير وسموطرتش في الحكومة. ودعا إلى تنفيذ ما هو معروف في الجيش بالإجراء العسكري "حنبعل" تجاه الحكومة، وهو الإجراء الذي ينفذ في أعقاب اختطاف جندي وأسره، حيث يتخذ الجيش إجراءات فورية عدة من دون مصادقة أحد لإحباط الأسر، بينها نصب حواجز عسكرية، واستهداف بنى تحتية مثل شوارع وجسور لمنع تقدم منفذي الأسر وإطلاق نار مكثف باتجاههم، على رغم الاحتمال الكبير بقتل الجندي الأسير من قبل النيران الإسرائيلية، كما حدث في عديد من عمليات عسكرية واختطاف.

ودعا أشكنازي إلى إجراء مفاوضات حول "الإصلاح القضائي"، بين الحكومة والمعارضة في ديوان الرئيس إسحق هرتسوغ، والتوصل إلى حل، معتبراً الأزمة التي تشهدها إسرائيل "خطراً على مناعتها القومية وقد تشكل إغراء لدول أخرى كي تهاجمها".

كما اعتبر اشكنازي أنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق بين نتنياهو والمعارضة يقضي بتشكيل حكومة طوارئ على أن يبقى بن غفير وسموطرتش في الخارج قائلاً "لو شكلوا اليوم حكومة طوارئ قومية لسنة واحدة، من دون سموطرتش وبن غفير، لأيدتها. ونحن مرغمون على التوصل إلى تسوية، وإلا فسنخسر جميعنا وبنيامين يدرك هذا الأمر. وأرى مؤشرات بينها تعليق التشريعات القضائية، وإعادة غلانت من دون شروط إلى منصبه، وتعهده بعدم إقامة الحرس القومي تحت مسؤولية بن غفير".

وحذر اشكنازي قائلاً "عندما يكون هناك أي خطر على الدولة فالأفضل أن نخاطر نحن بأنفسنا وليس الدولة، والاستنتاج الذي استخلصته هو أنه يحظر إبقاء نتنياهو وحده مع المتطرفين".

المزيد من تقارير