Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تجربة مميزة لمراهقي أميركا مع المنصات الرقمية الاجتماعية

تختلف عن تعامل أهلهم معها ويفاضلون بينها بطرق متباينة

للمراهقة المعاصرة أساليبها الخاصة في التفاعل مع المنصات الرقمية (بيكساباي)

ملخص

بين بحث أجراه "مركز بيو للأبحاث" أن مراهقي أميركا يتعاملون بمزيج من الحذر والإيجابية مع وسائل التواصل الاجتماعي التي يفاضلون بينها وفق اعتبارات متغيرة

 

في ظل التطور المهول الذي شهدته وسائل التواصل الاجتماعي بين الأمس واليوم، اختلفت تجربة الأبناء المراهقين عن تجربة الأهل، سواء بالنسبة إلى المنصات التي يفضلونها، أو مدى استعدادهم للتخلي عنها، أو اعترافهم بتأثيراتها الضارة، أو الطريقة الأفضل في رأيهم لمواجهة الإساءة وانتهاك الخصوصية عبر تلك المنصات، أو المنشورات التي يفضلون مشاركتها وتلك التي يتفادونها حتى لو عبرت عن أحوالهم. للوقوف على مدى اختلاف المشهدين، تولى "مركز بيو للأبحاث" استطلاع رأي سأل فيه مراهقين أميركيين وأمهاتهم وآباءهم عن تجاربهم على وسائل التواصل الاجتماعي وآرائهم في شأنها.

وفي النتائج، أبلغ المستخدمون عن استخدام "يوتيوب" و"تيك توك" و"إنستغرام" و"سناب شات". حاز "يوتيوب" النصيب الأكبر، إذ ذكر 95 في المئة ممن تراوحت أعمارهم بين 13 و17 سنة أنهم يلجأون دوماً إلى هذه المنصة، وذلك وفق مسح أجراه المركز في الفترة بين 14 أبريل (نيسان) إلى 4 مايو (أيار) 2022، وتضمن 10 منصات إلكترونية. وأبلغ ثلثا المراهقين عن استخدام "تيك توك"، فيما حصد "إنستغرام" نحو ستة من كل 10 مستخدمين (62 في المئة)، و"سناب شات" 59 في المئة. وذكرت نسبة أصغر من المراهقين أنها استخدمت "تويتر" (23 في المئة) و"تويتش" (20 في المئة) و"واتساب" (17 في المئة) و"رديت" (14 في المئة) و"تمبلر" (خمسة في المئة). وفي نتيجة متوقعة، تراجع استخدام "فيسبوك" بين صفوف المراهقين من 71 في المئة في 2014- 2015 إلى 32 في المئة في 2022.

وكذلك شهد "تويتر" و"تمبلر" انخفاضاً في المستخدمين المراهقين خلال تلك الفترة، في حين سجل "إنستغرام" و"سناب شات" زيادات ملحوظة. وبصورة غير مفاجئة لمتابعي التطور الرقمي، تبيّن أن استخدام "تيك توك" أكثر شيوعاً بين أوساط المراهقين من العرق الأسود والفتيات المراهقات. وأكدت الأرقام ذلك الرأي، إذ ذكر حوالى ثمانية من كل 10 مراهقين سود (81 في المئة تحديداً) أنهم يستخدمون "تيك توك"، مقارنة بـ71 في المئة من المراهقين من أصل إسباني، و62 في المئة من المراهقين البيض. وبالنسبة إلى "واتساب"، حظي بالنسبة الأكبر من المراهقين من أصل إسباني (29 في المئة) مقارنة بـ19 في المئة للمراهقين السود، و10 في المئة للمراهقين من العرق الأبيض. كذلك تبين أن استخدام المراهقين بعض منصات الوسائط الاجتماعية يختلف باختلاف الجنس. "تيك توك" (73 في المئة للفتيات في مقابل 60 في المئة للفتيان)، و"إنستغرام" (69 في المئة للفتيات في مقابل 55 في المئة للفتيان)، و"سناب شات" (64 في المئة للفتيات في مقابل 54 في المئة للفتيان).

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي المقابل، يميل الفتيان أكثر من الفتيات إلى استخدام "يوتيوب" (97 للفتيان في مقابل 92 في المئة للفتيات)، و"تويتش" (26 في المئة للفتيان في مقابل 13 في المئة للفتيات)، و"رديت" (20 في المئة للفتيان في مقابل ثمانية في المئة للفتيات). وكذلك بدا لافتاً في النتائج أن معظم المراهقين يستخدمون "يوتيوب" و"تيك توك" بشكل يومي. وأفاد 77 في المئة من المراهقين بأنهم يستخدمون "يوتيوب" يومياً، فيما حاز "تيك توك" 58 في المئة من أصوات المراهقين. وتبيّن أن نحو نصف المراهقين يستخدمون "إنستغرام" (51 في المئة) أو "سناب شات" (50 في المئة) مرة واحدة في الأقل يومياً، بينما أبلغ 19 في المئة عن استخدامهم "فيسبوك" يومياً.

والمخيف أن بعض المراهقين أبلغ عن استخدام بعض المنصات على نحو متواصل. مثلاً، أشار 19 في المئة إلى أنهم يستخدمون "يوتيوب" بشكل شبه دائم، وذكر 16 في المئة و15 في المئة أنهم يستعملون "تيك توك" و"سناب شات" على التوالي من دون انقطاع تقريباً. وكذلك أقر أكثر من نصف المراهقين أنه من الصعب عليهم التخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي. مثلاً، أورد حوالى ثلث المراهقين (36 في المئة) أنهم يمضون ساعات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما ذكر 55 في المئة أنهم لا يتجاوزون الحد المعقول من الوقت، وثمانية في المئة فقط أنهم لا يصرفون سوى قليل من وقتهم على تلك المنصات. واتضح أن الفتيات يقضين وقتاً أطول على وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بالفتيان (41 في المئة في مقابل 31 في المئة). وبدت الفتيات أكثر تعلقاً بوسائل التواصل الاجتماعي بالمقارنة مع الفتيان (58 في المئة يجدن أن مغادرة هذه المنصات خطوة صعبة في مقابل 49 في المئة من الفتيان)، كذلك الأمر بالنسبة إلى المراهقين الأكبر سناً والمراهقين الأصغر سناً، إذ تبيّن أن 58 في المئة ممن تراوحت أعمارهم بين 15 و17 سنة يعتقدون بأنه سيكون من الصعب عليهم التخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي، مقارنة بـ48 في المئة ممن تراوحت أعمارهم بين 13 و14 سنة.

وفي النتائج، بدا واضحاً أن معظم المراهقين لا يدركون أن وسائل التواصل الاجتماعي تترك تأثيراً سلبياً فيهم، واعتبروا أنها تلحق بالآخرين أذية أكثر. وذكر نحو 32 في المئة أنها تسببت بأذى لأشخاص في سنهم، بينما أفاد تسعة في المئة بأنها طرحت تأثيرات سلبية فيهم. في المقابل، رأى معظم المراهقين أن هذه المنصات تؤثر إيجاباً في حياتهم أكثر منها لدى أقرانهم. وأعرب نحو ثلث المراهقين (32 في المئة) عن قناعته بأن وسائل التواصل الاجتماعي تركت تأثيراً إيجابياً فيهم بصورة شخصية، بينما أفاد ربعهم تقريباً (24 في المئة) بأنها إيجابية بالنسبة إلى أشخاص آخرين في سنهم. ولكن في رأي النسبة الأكبر من المراهقين، لا تجبر وسائل التواصل الاجتماعي، على عيش تجارب مؤثرة سواء كانت إيجابية أو سلبية بالنسبة إليهم، أو إلى غيرهم من المراهقين. وأبلغ المراهقون المستطلعون عن تجارب إيجابية أكثر من التجارب السلبية في استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي. فأفاد معظمهم عن مرورهم بكل التجارب الإيجابية الأربع التي سئلوا عنها، وشملت الشعور بأنهم أكثر ارتباطاً بما يجري في حياة أصدقائهم (80 في المئة)، وأن لديهم مساحة حيث في مقدورهم إظهار جانبهم الإبداعي (71 في المئة)، وأنهم يحظون بأشخاص يقدمون لهم الدعم في الأوقات الصعبة (67 في المئة)، وأنهم أكثر قبولاً من الآخرين (58 في المئة).

وفي ما يتعلق بالتجارب السلبية، ذكر 38 في المئة من المراهقين أن مشاهداتهم وتجاربهم على وسائل التواصل تتركهم مرهقين بسبب انتشار الحوادث المؤسفة. وذكر ثلاثة من كل 10 (31 في المئة) أنهم بسبب المنصات يشعرون بأنهم خارج نشاطات أصدقائهم، أو أنهم استنفدوا عواطفهم نتيجة نشر محتوى سيحصل على تعليقات أو إعجابات كثيرة (29 في المئة). وكذلك يرى 23 في المئة أن المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تجعلهم يشعرون بالسوء حيال حياتهم. بالنسبة إلى الإساءة على منصات التواصل الاجتماعي، يعتقد نصف المراهقين بأن في مقدور التهم الجنائية أو إجراءات الحظر الدائم أن تتصدى للمستخدمين الذين يتنمرون أو يضايقون الآخرين. وأشار نحو أربعة من كل 10 مراهقين إلى ضرورة أن تحذف شركات وسائل التواصل بشكل استباقي المنشورات المسيئة، أو أن تطلب من المستخدمين استعمال أسمائهم وصورهم الحقيقية. واختار ثلاثة من كل 10 مراهقين أن تراقب الدوائر التعليمية نشاط الطلاب على وسائل التواصل الاجتماعي بحثاً عن التنمر أو المضايقات.

وكذلك كشفت النتائج عن أن بعض المراهقين، خصوصاً الفتيات الأكبر سناً، يتجنبون نشر محتويات معينة على وسائل التواصل الاجتماعي خوفاً من الإحراج (40 في المئة)، أو لأنها لا تتماشى مع صورتهم على هذه المنصات (38 في المئة). وذكر ثلث المراهقين أنهم يتحفظون عن نشر أمور معينة كي لا يهينوا الآخرين بكلامهم، بينما أشار 27 في المئة إلى أنهم يتجنبون نشر أشكال محددة من المحتوى لأنها ربما تضر بفرصهم عند التقدم إلى المدارس أو الوظائف. ورأى كثير من المراهقين المستطلعين أنهم لا يتولون زمام الأمور في ما يتصل بالتحكم في المعلومات التي تجمعها شركات الوسائط الاجتماعية عنهم. وعلى رغم هذا الشعور، تبين أن معظمهم (44 في المئة) لا يعير هذه الحقيقة أي اهتمام. ولم يبلغ سوى ثمانية في المئة عن قلق شديد يعتريهم في شأن كمية المعلومات الشخصية التي ربما تجمعها الشركات عنهم.

وكذلك اعتبر حوالى 22 في المئة من المراهقين أن أهلهم قلقون بشكل كبير في شأن استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن نسبة أكبر منهم (41 في المئة) رأت أن الأهل ليسوا قلقين على الإطلاق (16 في المئة) أو قلقون قليلاً (25 في المئة). واعتبر حوالى ربع المراهقين (27 في المئة) أن أهلهم قلقون إلى حد ما. كذلك ذكر نحو 39 في المئة من المراهقين أن تجاربهم على وسائل التواصل الاجتماعي أفضل مما يعتقده الأهل، و27 في المئة أن تجاربهم أسوأ. ورأى ثلث المراهقين أن آراء الوالدين صحيحة.

وفي الحقيقة، كشفت النتائج عن أن نصف الآباء والأمهات تقريباً (46 في المئة) قلقون جداً من أن أولادهم ربما يتعرضون لمحتوى فاضح على وسائل التواصل الاجتماعي. وتبين أن قلقهم في شأن هذا الأمر يفوق توترهم حيال اضطرابات الصحة العقلية والنفسية التي ربما تطرحها هذه المنصات مثل القلق أو الاكتئاب أو تدني احترام الذات. كذلك تبدّى أن بعض الآباء والأمهات مهمومون بمشكلة إدارة الوقت نتيجة استخدام الأبناء لتلك الوسائل، واعتبروا أنها تشتت انتباه أولادهم عن إتمام الواجبات المنزلية. كخلاصة، تحوز تلك النتائج أهمية بالغة فيما يبقى الأهم متمثلاً في مدى استخدامها حجر أساس للنهوض بدراسات أكثر تعمقاً في هذا المجال، من بينها مثلاً النزعة إلى الانتحار التي تغذيها هذه المنصات وكيفية التصدي لها.

المزيد من علوم