Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما الذي ينتظر بايدن بعد إعلان ترشحه لانتخابات 2024؟

تصاعد القلق حول تقدمه في السن واتهامات محتملة ضد نجله هانتر

من المتوقع أن يطلق الرئيس الأميركي جو بايدن حملة ترشحه لدورة ثانية عبر فيديو ترويجي بعد غد الثلاثاء (أ ف ب)

ملخص

بعد إعلان ترشحه لانتخابات 2024 ينتظر الرئيس الأميركي جو بايدن العديد من القضايا العالقة ومنها ما يتعلق بتقدمه في السن أو أدائه الاقتصادي ومنها ما يتعلق بالتحقيقات الجارية في شأن نجله هانتر

مع إعلان جو بايدن الوشيك ترشحه رسمياً لانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2024، ينتظر الرئيس الأميركي عدد من عوامل القلق ومنها ما يتعلق بتقدمه في السن أو أدائه الاقتصادي، ومنها ما يتعلق بالتحقيقات الجارية في شأن نجله هانتر مع إعلان أحد المبلغين في إدارة الضرائب عن رغبته في الإدلاء بمعلومات عما يصفه بتضارب المصالح في التحقيق الذي تجريه وزارة العدل، مما دفع الجمهوريين إلى اتهام إدارة بايدن باعتراض سبيل العدالة.

خطأ تاريخي

وحتى قبل أن يعلن بايدن حملة ترشحه لدورة حكم ثانية يُنتظر أن يطلقها عبر فيديو ترويجي بعد غد الثلاثاء، بدأت سهام المعركة الانتخابية تتطاير من هنا وهناك، ففي افتتاحية واحدة من أهم الصحف الأميركية قالت هيئة تحرير صحيفة "وول ستريت جورنال" إن "بايدن أكبر سناً من أن يترشح لانتخابات العام المقبل، وإن الأميركيين يدركون ما لن يعترف به بايدن، وهو أن انتخاب رجل يبلغ من العمر 80 سنة وتنتهي ولايته الثانية عندما يبلغ 86 عاماً، عمل محفوف بالأخطار ويقترب من الأنانية وقد يكون خطأ تاريخياً".

كما قالت هيئة تحرير الصحيفة ذات الميول اليمينية إن "البيت الأبيض يبذل جهوداً كبيرة لإخفاء تدهور صحة بايدن على رغم أنه أمر واضح لأي شخص غير أعمى"، وأشارت إلى ما اعتبرته دلائل ظاهرة مثل افتقاره إلى عقد مؤتمرات صحافية واعتماده على النصوص المكتوبة في الفعاليات العامة وتعثره العلني على الدرج أو السقوط من فوق دراجة، وهو ما يجعل فرصة أن يخدم فترة ولاية ثانية كاملة ليست مضمونة في ظل هذا التراجع المتسارع، في حين أن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستكون رئيساً ضعيفاً، وإذا تراجع بايدن عن ترشيح نفسه الآن فلن تكون قادرة على الفوز بالانتخابات.

رياح معاكسة

وإذا كان بايدن قد اختار الـ 25 من أبريل (نيسان) الجاري بالتحديد لإطلاق حملته، وهو الموعد الذي يتوافق مع ذكرى مرور أربع سنوات على دخوله الانتخابات الرئاسية عام 2020، فإن الرياح لا تدفعه هذه المرة للأمام كما كان يتوقع وإنما تعاكسه، إذ أظهر استطلاع للرأي أجرته وكالة "أسوشيتد برس" ومركز "نورك" لأبحاث الشؤون العامة أن عدداً من الديمقراطيين يفضلون شخصاً آخر، وقال 47 في المئة فقط من الديمقراطيين إن بايدن يجب أن يترشح مرة أخرى، بينما يريد ترشحه 26 في المئة من الأميركيين بشكل عام.

وعلاوة على ذلك تشير المقابلات مع المشاركين في الاستطلاع إلى أن الفجوة في دعم بايدن تعكس بالتحديد سنّه، فضلاً عن رغبة جيل الشباب من الديمقراطيين في أن يروا قيادة تعكس ديمغرافيتهم وقيمهم، لكن على رغم ضعف نسبة تأييد بايدن بين الديمقراطيين إلا أنه تشجع على ما يبدو بالتحسن البسيط في نسبة الذين قالوا إنهم يريدون ترشحه، إذ ارتفعت بشكل طفيف عن نسبة 37 في المئة التي سجلت في استطلاع أجري خلال يناير (كانون الثاني) الماضي، كما أن 78 في المئة من الديمقراطيين قالوا إنهم يوافقون على أداء بايدن الوظيفي، وقال 81 في المئة من الديمقراطيين إنهم سيصوتون له خلال الانتخابات العامة إذا كان هو مرشح الحزب.

مشاعر معقدة

على مدى العقود الثلاثة الماضية اختار الأميركيون الرؤساء الذين شعروا بألمهم وعبروا عن غضبهم وحطموا الحواجز التاريخية مع باقي فئات الشعب، ولكن إذا رغب الناخبون في وجود قادة يعكسون نضالاتهم فإن ترشح الرئيس بايدن لولاية ثانية تنتهي في سن الـ 86 يثير مشاعر معقدة بشكل استثنائي بين الأميركيين حتى بين أقرانه من الناخبين كبار السن.

فبينما يفضل ما يقرب من 30 إلى 50 في المئة من الديمقراطيين الذين تزيد أعمارهم على 60 سنة أن يتنحى بايدن، ويشعرون أن أكبر الرؤساء الأميركيين في التاريخ هو أحد أبرز عوامل القلق، لا يرى كثيرون عائقاً يمكن أن يحول دون ترشح بايدن لدورة ثانية، وأشاروا إلى الاختلافات في الشيخوخة بين الرئيسين رونالد ريغان وجيمي كارتر، إذ واجه ريغان أسئلة حول أدائه الإدراكي لفترة طويلة حتى قبل أن يعلن عام 1994 إصابته بمرض ألزهايمر، وتوفي بعد عقد من الزمان عن عمر يناهز 93 سنة، في حين أن كارتر الموجود الآن في دار رعاية المسنين في سن الـ 98 ظل نشيطاً حتى وقت قريب.

وعلى رغم أن بايدن ألقى عدداً من البيانات الخاطئة الصادمة كرئيس وتعثر في مناسبات عدة، إلا أن طبيبه الخاص أكد أنه يتمتع بصحة جيدة ونشاط ولا يوجد ما يشير إلى أي اضطراب في المخ أو أي اضطراب عصبي مركزي آخر، كما أنه يمارس الرياضة لمدة خمسة أيام في الأقل خلال الأسبوع ولا يشرب أو يدخن.

وأثارت رحلته الأخيرة إلى أوكرانيا إعجاب بعض أقرانه، كما اعتبر الرئيس السابق للجمعية الدولية لعلم الشيخوخة وأستاذ السياسة الصحية والشيخوخة في جامعة كولومبيا جون دبليو رو أن العمر يمكن أن يجلب فوائد غير متوقعة، إذ يكون كبار السن غالباً أفضل في حل النزاعات وأقل عرضة لفعل شيء غير حكيم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

منغصات سياسية

غير أن بايدن يواجه كثيراً من المنغصات السياسية، ليس أقلها استمرار التضخم الذي يعصف بحياة الأميركيين ويجعل حياتهم أكثر صعوبة عن ذي قبل، فضلاً عن احتمالات الركود الاقتصادي الذي لا يزال بعض الاقتصاديين يحذرون من تداعياته، إضافة إلى ما يمكن أن يسفر عنه التحقيق مع نجله هانتر بايدن والذي من المتوقع أن يسبب صداعاً مستمراً لإدارة بايدن حينما تكتمل فصول التحقيقات التي بدأت بالفعل تفاصيلها في الخروج إلى العلن.

ففي الوقت الذي سيجتمع فيه محامو هانتر بايدن مع مسؤولين في وزارة العدل خلال أيام لمناقشة تهم الاحتيال الضريبي المحتملة وتهمة أخرى تتعلق بمخالفة شراء سلاح بعد تقديم بيانات مضللة عن عدم تعاطيه المخدرات، طلب أحد المشرفين في مصلحة الضرائب الفيدرالية الأميركية والمشرف على جزء من التحقيق مع نجل الرئيس من الكونغرس حماية المبلغين عن المخالفات لمناقشة ما يقول إنه سوء سلوك في القضية من وزارة العدل يصل إلى حد المحاباة والتدخل السياسي في التحقيق، وهو ما من شأنه أن يضيف إلى الظروف المشحونة بالفعل التي تواجه بايدن.

حرج متزايد

وبحسب ما نشرت الصحف الأميركية فإن هذا المشرف الذي لم يكشف عن هويته بعد لديه معلومات من شأنها أن تتعارض مع الشهادة التي أقسم عليها أمام الكونغرس أحد كبار المعينين السياسيين، في إشارة واضحة إلى المدعي العام ميريك غارلاند الذي قدم تأكيدات على أن المدعي العام في ولاية ديلاوير ديفيد فايس الذي عينه الرئيس السابق دونالد ترمب سيكون حراً في إجراء التحقيق.

وغذى هذا الكشف ادعاءات الجمهوريين في الكونغرس بأن وزارة العدل التي يديرها المعينون السياسيون من الرئيس لا يمكن الوثوق بها لاتخاذ قرار في شأن ابنه بناء على الحقائق والقانون.

ومما يزيد إحراج الرئيس بايدن ويتوقع أن يخيم على حملته الانتخابية على مدى أشهر طويلة مماطلة وزارة العدل في التحقيقات مع نجله وترددها في توجيه الاتهام إلى هانتر بايدن حول قضيتين منفصلتين، إحداها إخفاقه في الوفاء بالمواعيد النهائية لتقديم الإقرارات الضريبية لعامي 2016 و2017، وتساؤلات حول ما إذا كان قد ادعى كذباً أنه يستحق خصومات لا تقل عن 30 ألف دولار كنفقات للعمل، والآخر هو ما إذا كان قد كذب في نموذج بيانات رسمي ملأه لشراء مسدس عام 2018 واعترف فيه بأنه لم يكن يتعاطى المخدرات، وهو تأكيد قد يكون المدعون العامون قادرين على الطعن فيه بناء على سلوكه غير المنتظم وروايات الشهود المحتملة عن تعاطيه المخدرات خلال تلك الفترة.

الكونغرس يتحرك

ولا يقتصر الأمر على التحقيقات في وزارة العدل، فقد أرسلت لجنتا القضاء والاستخبارات في مجلس النواب خطاباً إلى وزير الخارجية أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي يذكر أن بلينكن عمل على تشويه قصة إخبارية نشرتها صحيفة "نيويورك بوست" قبل انتخابات نوفمبر (تشرين الثاني) 2020 حول مضمون الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن، والذي قالت فيه إنه اشتمل على فضائح ومخالفات عدة من بينها رسائل بريد إلكتروني أظهرت كيف استخدم هانتر نفوذ والده كنائب للرئيس لمصلحته الخاصة.

وينص الخطاب على أن بلينكن الذي كان مستشاراً لحملة بايدن آنذاك أطلق حملة لرفض القصة باعتبارها حملة تضليل روسية، وسخّر في سبيل ذلك 51 من قادة الاستخبارات السابقين والحاليين. واستشهدت الرسالة بشهادة نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق مايكل موريل الذي أشار إلى أن بلينكن اتصل به لمناقشة القصة.

وبصرف النظر عن المدى الذي يمكن أن تصل إليه التحقيقات في وزارة العدل أو الاستجوابات وجلسات الاستماع التي يقودها رؤساء اللجان التي يسيطر عليها الجمهوريون في مجلس النواب، فإن فحواها في حد ذاته سيظل طوال الوقت مادة خصبة لتناول وسائل الإعلام التي ينتظر أن تسلط الضوء على القضية وأبعادها المختلفة، مما يؤثر في حظوظ الرئيس بايدن، مثلما تؤثر الاتهامات ضد الرئيس السابق ترمب في عدد من القضايا المنتظرة.

اقرأ المزيد

المزيد من تحقيقات ومطولات