Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كارثة اليمن إحدى أكبر حوادث التدافع في العالم

السلطات في صنعاء استولت على كاميرات المراقبة وعمليات الدفن بدأت في ظل "تعتيم إعلامي"

ملخص

حملت حكومة #اليمن المعترف بها دولياً جماعة #الحوثي المسؤولية الكاملة عن حادثة التدافع في #صنعاء التي راح ضحيتها 85 شخصاً على الأقل.

ما بين نهاية شهر رمضان وقبيل حلول عيد الفطر، ليلة حزينة شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء ذهب ضحيتها المئات بين قتيل ومصاب. ما بين ثياب وأحذية مبعثرة في الشوارع وجثث هامدة ملقاة على الأرصفة، تحول الحلم حتى ولو بقليل من الفرح للباحثين عن مساعدات مالية زهيدة من إحدى المؤسسات التجارية إلى مأتم كبير. 

تقول الشواهد، إن ما يزيد على ثلاثة آلاف شخص تجمعوا في مكان ضيق ومكتظ للحصول على مساعدات مالية قدرت بحوالى ثمانية دولارات (خمسة آلاف ريال يمني) مقدمة من إحدى المؤسسات التجارية اليمنية في منطقة باب اليمن (مدرسة معين) وسط العاصمة صنعاء. 

وعقب فتح البوابة الشرقية للمدرسة التي تم استخدامها كمركز لتوزيع المساعدات تدافع الناس ووقعت المأساة، ما تسبب وفقاً لآخر إحصائية في مقتل 85 شخصاً على الأقل وإصابة 322 بجروح بينهم 50 في حالة حرجة، بحسب ما أكد مسؤولون حوثيون لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس الخميس. 

ورسمياً، أعلنت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين أن الحصيلة النهائية للتدافع بلغت "78 حالة وفاة، و77 إصابة، بينها 13 إصابة حرجة".

والحادثة التي وقعت، مساء أول من أمس الأربعاء، في العاصمة الخاضعة لسيطرة الحوثي تعد إحدى أكبر حوادث التدافع في العالم خلال السنوات الـ10 الأخيرة.

دفن للضحايا وتعتيم إعلامي 

في السياق، قال الصحافي اليمني ماجد الزايد لـ "اندبندنت عربية" إن "عدد ضحايا التدافع ارتفع، صباح الخميس، إلى 85 مع قرابة 200 مصاب في العناية المركزة موزعين على مستشفيات حكومية وخاصة، وبقية المصابين يصل عددهم إلى 250 في وضع مستقر ما يجعل العدد الإجمالي للمصابين حوالى 450".

وأضاف "استولت السلطات في صنعاء على مقاطع كاميرات المراقبة من الأماكن المحيطة أثناء إغلاق المنطقة ولم يتم عرضها حتى الآن". 

وأكد أن "عمليات الدفن بدأت، منذ صباح الخميس، في ظل تعتيم إعلامي كبير، الكثير من الجنازات خرجت من عدة مساجد في أوقات متفاوتة من دون تصوير أو نشر التعازِي الشعبية. أسماء الضحايا ما زالت غير معلنة، هناك تعمد للتعتيم الممنهج".

وأكدت مصادر طبية أن حادثة التدافع الدامية التي شهدتها العاصمة اليمنية، ليل الأربعاء، كانت بسبب توزيع المساعدات المالية، وأضافت أن "مستشفى الثورة في صنعاء يعالج المصابين وحالتهم حرجة"، وأضافت أن "بين القتلى نساءً وأطفالاً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

المسؤولية الكاملة 

وحملت الحكومة الشرعية اليمنية جماعة الحوثي المسؤولية الكاملة عن حادثة التدافع، وفي تغريدة لوزير الإعلام معمر الإرياني عبر "تويتر" قال، إن "المسؤول عن مذبحة صنعاء التي وقعت في أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لأحد التجار، هو من نهب الخزينة العامة والاحتياطي النقدي والإيرادات العامة للدولة، وأوقف صرف مرتبات الموظفين منذ ثمانية أعوام، ومن عطل القطاع الخاص، وقوض فرص العمل لعشرات الآلاف من العاملين تاركاً إياهم دون أي مصدر للدخل لإعالة أسرهم".

وأضاف "من يتحمل مسؤولية الحادثة هو من نهب الغذاء من أفواه الجوعى، ومارس التضييق على منظمات الإغاثة العالمية، ومنع التجار وفاعلي الخير من توزيع الصدقات على المحتاجين، ونهب الزكاة، وأموال الأوقاف، وفرض الرسوم والجبايات غير القانونية تاركاً ملايين اليمنيين تحت مستوى خط الفقر، وبمعدلات هي الأعلى عالمياً في البطالة والفقر والبؤس والمجاعة، ونعزي أسر الضحايا الذين سقطوا في حادثة التدافع المؤلمة، وندعو لهم بالرحمة والمغفرة، ونسأل الله تعالى للمصابين الشفاء العاجل".

خاتماً: "نحمل القتلة المجرمين القادمين من كهوف صعدة، والذين أوصلوا الأوضاع لهذه النقطة المأساوية، وأحالوا حياة الملايين من اليمنيين إلى جحيم، المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة".

الرواية الحوثية

وكانت وزارة الداخلية التابعة للحوثيين أوضحت أن "سبب حادثة التدافع في صنعاء هو التوزيع العشوائي للمساعدات من دون التنسيق مع وزارة الداخلية". وقالت إنها تحقق في ملابسات الحادثة".

وفي تغريدة على "تويتر" قال القيادي الحوثي وعضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي، "كما بلغنا من معلومات أولية أن التاجر (...) قام باستخدام الشارع الضيق الذي يرتفع عن مستوى السور بمتر ونصف المتر تقريباً، والدخول من البوابة إلى الفناء بدرج نتج عنه الاكتظاظ، ومع فتح البوابة وحصل التدافع".

بينما شكك ناشطون يمنيون في الرواية الحوثية. وعبر صفحته على "فيسبوك" قال الناشط اليمني مازن عقلان "لن يتدافع الناس بهذا الشكل القاتل في شارع عام حتى يقتل منهم 100 شخص ويصاب أكثر من 300 لو لم يحدث أمر مروع جعلهم يهلعون ويتدافعون بجنون".

وأضاف: "إعلام الجماعة التي أفقرت الشعب وجوعت الناس وصادرت حقوقهم وممتلكاتهم وحرمتهم حتى من نصف راتب، يريدون تحميل التاجر الذي قام بفعل الخير المسؤولية، ولو استطاعوا لحملوا الضحايا أنفسهم المسؤولية، وقد حاول بعضهم فعل ذلك بالشماتة ممن قتلوا أنفسهم وهم يتدافعون من أجل خمسة آلاف ريال!".

وعلق وزير الثقافة اليمني الأسبق خالد الرويشان عبر صفحته في "فيسبوك" قائلاً: "باختصار.. تدافع الناس للموت لأنكم لم تدفعوا المرتبات! لا ذنب للتاجر! 
أن تحكم يعني أن تتحمل المسؤولية مسؤولية كل ما حدث ويحدث.. وسيحدث! المسؤولية أمانة واحترام للنفس.. الأمانة خشيَت من حملها الجبال وحملتها أنت أيها الظّلُوم الجهول! لا عندك أمانة.. ولا احترام.. ولا حتى نفس!".

البحث عن معالجات جدية

وزار رئيس الحكومة التابعة للحوثيين مستشفى "الثورة" العام القريب من مكان الحادثة. وأثناء الزيارة قال، إن لجاناً مختلفة باشرت مهامها لدراسة هذه الحادثة والبحث عن معالجات جدية كي لا تتكرر المأساة.

جاءت تلك الزيارة عقب إعلان رئيس المجلس السياسي الأعلى لدى الحوثيين مهدي المشاط، "تشكيل لجنة من الداخلية والأمن والمخابرات والقضاء والنيابة للتحقيق في حادثة التدافع"، بحسب ما نقلت وكالة "سبأ".

وفي السياق ذاته ذكرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين أن "رئيس هيئة الزكاة التابعة للحوثيين العامة، شمسان أبو نشطان، أعلن عن تقديم مليون ريال يمني لكل أسرة من أسر ضحايا التدافع، والتكفل بعلاج جميع المصابين في المستشفيات ودفع مبلغ 200 ألف ريال لكل مصاب".

وفي وقت سابق نقلت وكالة "سبأ" عن المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة غير المعترف بها دولياً عبد الخالق العجري قوله إن "الحادثة المأساوية المؤلمة راح ضحيتها العشرات".

وأضاف، أن الحادثة وقعت "بسبب تدافع مواطنين أثناء التوزيع العشوائي لمبالغ مالية من قبل بعض التجار"، مشيراً إلى أنه "تم نقل الوفيات والمصابين إلى المستشفيات وتم القبض على اثنين من التجار القائمين على الموضوع".

ويقول تجار يمنيون، إن الحوثيين منعوهم من توزيع المساعدات الإنسانية مشترطين أن تسلم إلى ممثلين قاموا بتعيينهم، "وهو ما اضطر كثيراً من التجار إلى توزيع الزكاة بعملية سرية وأحياناً في الأحياء بشكل مفاجئ وسريع ثم الاختفاء". 

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات