Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فورموزا: جزيرة جميلة للسلام

لن تتخلى الصين عن تايوان وتعمل واثقة عبر قوتها الاقتصادية الهائلة لضم الجزيرة يوماً من دون حروب

إن أهم نتائج زيارة الرئيس الفرنسي للصين تصريحه أن على أوروبا انتهاج سياسة الحياد تجاه مسألة تايوان (أ ف ب)

ملخص

المناورات والمناورات المضادة تفهم على أنها تصعيد قد يقود إلى مواجهة عسكرية بين #التنين_الصيني و#العملاق_الأميركي حول تبعية #تايوان

العاصمة الصينية بكين هي محط أنظار عالم الدبلوماسية هذه الأيام، فبعد يوم من توقيع اتفاق تاريخي بين وزيري خارجية السعودية وإيران الأمير فيصل بن فرحان وحسين عبداللهيان على التوالي، قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة رسمية للصين استغرقت ثلاثة أيام.

زيارة الرئيس الفرنسي تحمل رسائل مختصرة، أنا غير متأثر بالأوضاع الداخلية المتوترة في أعقاب إقرار قانون رفع التقاعد الفرنسي من 62 إلى 64 سنة. فرنسا ليست خاضعة للهيمنة الأميركية على القرار الأوروبي، وتنشد وساطة صينية تنهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا لأن أضرارها على أوروبا أكبر من ضررها على أميركا، ناهيك عن عقود تجارية وقعها الطرفان في أثناء الزيارة.

في وقت اجتمع وزيرا خارجية إيران والسعودية ببكين، وفي أثناء زيارة الرئيس الفرنسي لبكين، تقوم رئيسة تايوان تساي إنغ ون بزيارة رسمية للولايات المتحدة في استفزاز للصين لا يخفى على المراقبين.

الصين تعتبر تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، بينما الولايات المتحدة الأميركية ومن يدور في فلكها يعترف بتايوان كدولة مستقلة. في أثناء زيارة الرئيسة التايوانية أجرت القوات البحرية الصينية تدريبات عسكرية حول الجزيرة في تهديد مباشر لها، بينما قامت الولايات المتحدة بإجراء مناورات عسكرية بحرية مع الفيليبين في بحر الصين الجنوبي. المناورات والمناورات المضادة تفهم على أنها تصعيد ربما يقود إلى مواجهة عسكرية بين التنين الصيني والعملاق الأميركي حول تبعية تايوان.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بالنسبة إلى الصين، فإن أهم نتائج زيارة الرئيس الفرنسي لها تصريحه الصحافي في نهاية الزيارة الذي ذكر فيه أن على أوروبا أن تنتهج سياسة الحياد تجاه مسألة تايوان وأن لا تكون تابعة للولايات المتحدة أو للصين في موقفيهما المتضاربين تجاه الجزيرة. وأكد ماكرون أهمية الاستقلالية الأوروبية وعدم تبعيتها إلى أحد.

ويعد هذا الموقف الفرنسي الذي وجد صداه المؤيد في أوروبا اختراقاً دبلوماسياً وسياسياً صينياً لعزل الولايات المتحدة الأميركية عن أوروبا في ما يتعلق بالصراع على تايوان.

تثبت تجارب البشرية بالحروب أنها تكلف أكثر من "أرباحها" وغنائمها، وحروب اليوم لم تعد كما في الماضي على دواب ومطايا وسيوف وخناجر ورماح، بل إن قنبلة نووية واحدة يمكن أن تمحو مدينة أو ربما دولة بأكملها، والساعون إلى السلام يتحاشون الحروب في أي مكان.

لكن هناك قوى في هذا العالم لا تزال تعيش وتتكسب على الحروب وتصنيع وبيع السلاح، ومن ثم فإن السلم العالمي هو كابوسها المرعب الذي ينهي مصالحها ومصانعها ويقتل "الدجاجة التي تبيض ذهباً"، أي الحروب.

لن تتخلى الصين عن تايوان، ونفسها وصبرها طويلان، فبكين تعمل واثقة عبر قوتها الاقتصادية الهائلة لضم تايوان يوماً من دون حروب، لكن الولايات المتحدة تخوض حرباً اقتصادية اليوم مع الصين وتدفع حلفاءها حول العالم، بخاصة أوروبا وأستراليا، للانضمام إلى خندقها في هذه الحرب.

كثيرون لا يرغبون في الانضمام إلى أميركا في هذه الحرب الاقتصادية ضد الصين لأن ببساطة لا مصلحة لهم في ذلك، وجاءت تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون معبرة عن هذا الموقف الذي تتبناه دولنا العربية عموماً وفي الخليج خصوصاً، ومفاده بأننا أصدقاء وحلفاء للولايات المتحدة الأميركية، لكن ليس على حساب مصالحنا وعلاقاتنا مع الدول الأخرى، وبالذات العظمى منها، تحديداً الصين وروسيا.

ويبقى الأمل في أن تتخلى الولايات المتحدة الأميركية عن جزيرة تايوان يوماً إذا ما رأت في ذلك مصلحة لها ودافعاً للتعامل مع الصين اقتصادياً.

من بين أسماء عدة لجزيرة تايوان اسم فورموزا، وهي تسمية برتغالية أطلقها عليها بحارة برتغاليون في القرن الـ15، وتعني "الجزيرة الجميلة"، أما تايوان، فتعني بالصينية "خليج المنصة"، ومن يدري! فربما تكون الجزيرة الجميلة يوماً منصة للسلام بين الصين وأميركا بدلاً من أن تكون منصة لإطلاق صواريخ لا تبقي ولا تذر.

اقرأ المزيد

المزيد من آراء