Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نسيان كورونا ترف لا يملكه الأشخاص المعرضون طبياً إلى خطره

أوقفت المملكة المتحدة موقتاً استطلاعها حول عدد الإصابات وهي بيانات مهمة بالنسبة إلى الأشخاص الأكثر عرضةً للأخطار

وُضع حد موقت للاستطلاع حول الإصابات بفيروس "كوفيد-19" (رويترز)

ملخص

 لعلكم نسيتم #كورونا ولكن الأمر ليس سيان لمن هم في #خطر #الإصابة الفتاكة به.

بالنظر إلى الأمور كما أراها شخصياً، تبدو خطة الحكومة الهادفة إلى "التعايش مع كوفيد" أشبه بأن "نحاول أن ننسى كوفيد على أمل أن يختفي عن الوجود".

وفي سياق العملية وُضع حد موقت للاستطلاع حول الإصابات بفيروس "كوفيد-19" بانتظار مراجعة تستعد وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) لإجرائها، ومنذ أن نشرت تحديثها الأخير أرى نفسي قلقاً أكثر حيال الموضوع، كوني أعتبر أنه سيكون لهذا القرار تداعيات خطرة على آلاف البريطانيين المعرضين للخطر سريرياً.

كان متعارفاً عالمياً، وعن حق، أن استطلاع الإصابات بفيروس "كوفيد-19" أسبوعياً والذي يقام منذ وقت طويل هو بمثابة "معيار ذهبي"، وهذا الاستطلاع الذي تجريه وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة بالتعاون مع جامعة أكسفورد انطلق في أبريل (نيسان) 2020، وشارك فيه أكثر من 500 ألف شخص.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأسهمت نتائج الاستطلاع المذكور في توفير بيانات أسبوعية حيوية حول مستويات الإصابة بالفيروس في المملكة المتحدة مع تفاصيل عن المتحورات الجديدة وخصائص الأشخاص المصابين بالفيروس ومستويات الأجسام المضادة لديهم، وتفاصيل حول مدى انتشار "كوفيد الطويل الأمد".

وللملاحظة أظهر الخطاب النهائي لمكتب الإحصاء الوطني ONS أن معدل الإصابة الشامل يقع عند إصابة واحدة لكل 40 شخصاً في المملكة البريطانية، وإصابة واحدة لكل 70 شخصاً في إيرلندا الشمالية، كما بين أن معدلات الإصابة آخذة في الارتفاع في الشمال الغربي وشرق ميدلاندز وجنوب شرقي إنجلترا، أما في إسكتلندا وإيرلندا الشمالية وويلز ومناطق إنجليزية أخرى فقد وصف الاتجاهات على أنها "غير مؤكدة".

وفي التفاصيل فقد سجلت زيادات في أعداد الإصابات ضمن شريحة الأشخاص بعمر الـ 50 سنة وأكثر، وهم الأكثر عرضة للمضاعفات إلى جانب الأولاد من عمر السنتين وحتى الصف الـ 11 في المدرسة، وكانت أعراض المرض عند هؤلاء خفيفة لكنها حتماً لم تكن كذلك عند الجميع، إذ وصفت الاتجاهات على أنها "غير مؤكدة" ضمن فئات عمرية أخرى.

ومن الواضح أن هذه البيانات المدهشة تثير اهتماماً كبيراً لدى العلماء وعدد من الخبراء الآخرين، إلا أن زوجتي هي الأخرى تراقب هذه الأرقام عن كثب، فهي تتناول كابحات للمناعة وتصنف بالتالي بأنها معرضة للخطر سريرياً، وأنا بدوري لست بمنأى عن المرض كوني أعاني داء السكري من النوع الأول، وبالتالي تساعدنا الأرقام في اتخاذ قرارات عن سابق معرفة، فماذا سيبقى لنا إن غابت هذه البيانات المهمة؟

للحكومة صفحة إلكترونية حافلة بالنصائح المثيرة للإرباك، والحال أن الرسائل التي تنشرها هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS تفتقر ظاهرياً إلى التنظيم، فقد ألغيت الصفحات التي تغطي الأشخاص المعرضين لأخطار عالية، في حين أن "المعلومات [عنهم] أضيفت إلى الصفحات ذات الصلة"، مع أنه لم يتضح إلى أين جرى نقلها، وليس باليد حيلة.

وأعربت مجموعة "العائلات المعرضة للخطر سريرياً" Clinically Vulnerable Families عن عدم ارتياحها للموضوع، ولكن من يلومها في مواجهة ما يمكن أن يسببه الفيروس، وعندما تواصلت مع المجموعة المذكورة كشفت أن "التواصل مع الأشخاص المعرضين لخطر سريري مأسوي، وقد أظهرت أحدث بيانات "المكتب الوطني للإحصاء" (وقد تكون البيانات النهائية له) أن خطر وفاة الأشخاص الذين يعانون حالياً زاد بواقع 8.5 مرة في حين زاد خطر إصابتهم بكوفيد طويل الأمد بواقع 5.2 مرة.

"لا تعتبر المسؤولية الشخصية من الطرق الفاعلة لإدارة الصحة العامة، ونحن لم نعد نجري اختبارات [رصد كوفيد] أو نضع الكمامات في المستشفيات (في حين نجري اختبارات لرصد الإصابة ببكتيريا مكورات عنقودية ذهبية مقاومة للميثيسيلين MRSA التي تودي بحياة عدد أقل بكثير من الناس)، وقد أخبرنا 91 في المئة من أعضاء مجموعتنا بأنهم إما أجلوا أو قرروا تأجيل أو إلغاء مواعيد معاينتهم الطبية على خلفية ارتفاع أخطار الإصابة بفيروس كوفيد، علماً بأن تسعة في المئة هم غالباً من الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، من دون أن يتوفر لديهم أي حل بديل، فالمرء لا يسعه أن يقرر متى سيحتاج إلى رعاية طبية طارئة".

أنا أوافقهم الرأي، فهؤلاء الناس الضعفاء تحديداً هم الأكثر عرضة للخطر في حقبة الصمت حيال كوفيد الجديدة، وصحيح أن لدينا لقاحات وأنها شديدة الفاعلية، وبرأيي لا بد من تكرار هذا الكلام، فالحال أن لقاحات كوفيد وبرنامج التلقيح البريطاني هما من الإنجازات العلمية المذهلة التي تركت وقعاً كبيراً فعلاً، بيد أن اللقاحات وحتى لو أدت إلى تراجع حاد في عدد الوفيات والإصابات الخطرة فهي لم تلغها تماماً، بالنظر إلى أن أشخاصاً يعانون أوضاعاً صحية مختلفة لا يزالون إلى حد كبير في دائرة الخطر.

وماذا عن ذلك التحديث الأخير الصادر عن مكتب الإحصاء الوطني؟

ورد فيه أن فيروس "كوفيد-19" تسبب بحصول 533 وفاة هذا الأسبوع، ليضاف بالتالي 533 شخصاً متوفى إلى حصيلة وفيات هي أصلاً شديدة الارتفاع.

أشعر أكثر فأكثر أنني غريب الأطوار عندما أخرج من البيت واضعاً كمامة، لكن التدقيق في هذه الأرقام يكفيني لأبقى أضعها على الدوام، واليوم ها إن هذه الأرقام المهمة التي تعطي توجيهات مفيدة لاعتماد سلوك مسؤول عن سابق معرفة ستتوقف.

لا تسيئوا فهمي، فأنا لا أتمنى أن يفرض إقفال تام ثان وليست هذه نيتي أبداً، فالحياة باتت أفضل بكثير لأنه بات بإمكاننا أن نعيشها، بيد أن الفيروس لم يختف، وليس كوفيد فيروساً يجب أن نحيد نظرنا عنه، وكذلك لا يجب أن نغض النظر عن الأشخاص الأكثر عرضة للأخطار ممن يحتاجون إلى مساعدتنا، بل علينا أن نراعيهم بأفضل طريقة ممكنة، وبالتالي سأبقي عيني عليهم وأبقى أترقب الإعلان التالي لوكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة حول الموضوع بكثير من الاهتمام.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة