Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في غزة صيدلية ذكية و"وحيدة" كيف ساهمت كورونا في ميلادها؟

تبيع وتخزن وتسعر وترفض الأدوية منتهية الصلاحية وتعميمها "صعب" بسبب تكلفتها العالية

ملخص

من طريق #الصيدلية_الذكية يتحول دور #العامل_الصحي فيها إلى مشرف فهي تستطيع أن تؤدي جميع المهمات المطلوبة على أكمل وجه كونها مزودة بأجهزة ميكانيكية وكهربائية ورقمية

داخل صيدلية في قطاع غزة، لم يكن في انتظار المريض علاء أي عامل صحي ليصرف له العلاج، ليس هناك سوى ماسح ضوئي يستطيع قراءة الرمز الشريطي "الباركود" ورمز الاستجابة السريعة "QR" أو هوية الأدوية "ID" المطبوعة على الوصفة الطبية، ويتمكن لوحده من صرف الأدوية.

لم يستغرب علاء كثيراً، فسبق له أن اندهش من الوصفة الطبية التي يحملها بين يديه، ولم يخط عليها الطبيب المعالج أي عبارة يفهمها، سوى رمز "QR" توسط الورقة وفي أسفلها توقيعه وختمه.

صيدلية ذكية متكاملة

بسهولة تعامل علاء مع الجهاز الذي استقبله، إذ وضع الوصفة الطبية تحت عدسة الماسح الضوئي لقراءة باركود العلاج، وما إن لبث ثواني معدودة حتى أحضر له الروبوت الصيدلي الدواء، وقبل أن يتسلمه وضع ثمنه في الصندوق المخصص لذلك.

ما تعامل معه علاء عبارة عن صيدلية ذكية، تعتمد بشكل أساس على روبوت صيدلي يمكنه أداء جميع مهمات العامل الصحي، إذ يقرأ الوصفات الطبية ويصرفها، وكذلك يعمل على ترتيب أرفف الأدوية، ومعرفة تاريخ الصلاحية، وكميات العلاج المتبقية، إضافة إلى أسعارها، ويجري ذلك بطريقة أوتوماتيكية من طريق برامج محوسبة.

تعد فكرة الصيدلية الذكية في غزة الأولى من نوعها في الأراضي الفلسطينية، وهي أحد أشكال هندسة "ميكاترونيكس"، ومشروع ينسجم مع الثورة التكنولوجية الرابعة في العالم التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، لكنها في القطاع لم تجد أية مؤسسة رسمية تتبنى تطبيقها على جميع الصيدليات.

مهارات الصيدلية

يقول مهندس "الميكاترونيكس" محمد حسنين، وهو القائم على تنفيذ وبرمجة الصيدلية الذكية، إن الفكرة جاءت مع انتشار الأوبئة التي من المفترض بها تقليل الاحتكاك البشري، مثل جائحة كورونا، ووقتها كان من الضروري إيجاد الصيدليات الآلية لمنع الازدحام ونقل العدوى بين المرضى داخلها.

ويضيف حسنين "للصيدلية الذكية كثير من المهارات، فهي تساعد الصيادلة والعاملين الصحيين في أداء مهماتهم اليومية، وتقليل الازدحام والتواصل البشري داخلها، مع زيادة الإنتاجية والكفاءة، كما تقلل من الأخطاء البشرية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن طريق الصيدلية الذكية يتحول دور العامل الصحي فيها إلى مشرف، فهي تستطيع أن تؤدي جميع المهمات المطلوبة على أكمل وجه، كونها مزودة بأجهزة ميكانيكية وكهربائية ورقمية، تمكنها من تخزين علب الدواء ورفض منتهية الصلاحية منها، إضافة إلى أداء عملية البيع، وكذلك قراءة الوصفات طبية، ومعرفة كميات الأدوية وأسعارها.

يوضح حسنين أن الصيدلية الذكية تفتح الفرصة لذوي الإعاقة الحركية للعمل داخل الصيدليات، بعد أن كانوا محرومين من ذلك لفترة طويلة، فهي تؤدي المهمات المطلوبة عنهم، وهم فقط يتحكمون بعملها من طريق الحاسوب.

طريقة عملها

 تعمل الصيدلية الذكية بأجهزة ميكانيكية وكهربائية وتحكم، وتنقسم إلى أربعة أجهزة، الأول عبارة عن سكة حديدية مسارها طولي وعرضي تدور حول جميع أركان الصيدلية، ومزودة برافعة صغيرة على شكل ذراع، يمكنها الوصول إلى جميع الأرفف.

ويشير حسنين إلى أن مهمة هذا الجهاز ترتيب الأدوية في أماكنها أو سحب العلاج المطلوب في الوصفة الطبية من مكانه، موضحاً أن في ذلك استغلال للمساحات العمودية والأفقية في الصيدليات، إذ من خلاله يمكن وضع الأدوية حتى سقف الصيدلية وليس فقط حسب طول العامل الصحي فيها.

أما الجهاز الثاني، عبارة عن برامج محوسبة، من خلالها يمكن إدخال أسماء الأدوية والكميات المتوفرة منها، وتاريخ صلاحيتها، وأسعارها، والباركود الخاص بها، ومكان وجودها على الأرفف، وبيانات أخرى يحتاج إليها الصيدلي.

حول ذلك، يوضح حسنين أن العمل هنا يجب أن يكون متكاملاً بمعنى أنه من الضروري أن يتعامل الأطباء بأنظمة "ID" الأدوية أو "الباركود" الخاص به، في كتابة الوصفات الطبية، بدلاً من كتابتها بخط اليد، وذلك من طريق شبكة متكاملة تربط الصيدليات بأجهزة الأطباء حتى يتمكن جهاز القارئ من صرف الأدوية المطلوبة.

بينما الجهاز الثالث في الصيدلية الذكية، عبارة عن قارئ لجميع أنواع الباركود وهوية العلاج، وهو متصل بالبرامج المحوسبة التي تعطي الأوامر للأذرع الميكانيكية من الوصول إلى الدواء والتقاطه، وبحسب حسنين فإن هذا أهم عنصر لأن المريض يتعامل معه بشكل مباشر. والجهاز الرابع، عبارة عن شاشة يظهر عليها ثمن العلاج، وصندوق إلكتروني مخصص للدفع وإعادة ما تبقى من الأموال.

من دون اهتمام رسمي

واجه حسنين كثيراً من الصعوبات في عمله، كان أبرزها عدم توفر أجهزة وتقنيات في غزة بسبب الحصار، لكنه يشير إلى أنه تغلب على ذلك من خلال صناعتها محلياً، وإعادة هيكلة الصيدلية الذكية بطريقة تتناسب مع ما هو متوفر في القطاع.

لم تجد الصيدلية الذكية في غزة أي اهتمام رسمي ولم تعمل وزارة الصحة على تبنى تطبيقها داخل الصيدليات، وفقط تمكن حسنين من إدخالها في صيدلية واحدة، ويعتقد أن السبب وراء ذلك ضعف الاهتمام الرسمي بالتقدم التكنولوجي في مجال الطب.

وفي المقابل، يقول المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة إنهم يشجعون التطور التكنولوجي في مجال الطب، ويدعمون جميع المشاريع الريادية في هذا المجال، لكنه يضيف "من الصعب تطبيقها في غزة بسبب تكلفتها العالية، في ظل ما تعيشه المؤسسة الرسمية من ظروف اقتصادية صعبة، لكن من الممكن أن يعمل أصحاب الصيدليات على تطبيقها بجهد شخصي".

ويوضح أن الوزارة تفتقر لكثير من المعدات الطبية المهمة، ومنها المرتبطة بالتطور التكنولوجي، وذلك بسبب سياسة إسرائيل في عدم السماح بدخول الأجهزة الطبية أو المعدات اللازمة للعمل في هذا المجال، ولحل هذه المشكلة تواصلوا مع منظمة الصحة العالمية التي بدورها تتابع الملف مع المسؤولين الإسرائيليين.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير