Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اليمن على موعد مع إطار سلام عام ينهي الحرب ومأساتها

الدبلوماسية السعودية تنجح في التوصل لاتفاق شبه نهائي بين كافة الأطراف المتصارعة لرؤيا الحل السياسي

مجلس القيادة الرئاسي اليمني خلال زيارة وزير الدفاع السعودي (واس)

ملخص

تتواصل الترتيبات السياسية الواسعة والمتسارعة للوصول إلى حلول تنهي مختلف القضايا العالقة بين #الأطراف_اليمنية قد تفضي إلى تغييرات وتطورات جذرية خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان

يبدو أن اليمن مقبل على انفراجة تاريخية وشيكة للأزمة الصعبة التي دخلت عامها التاسع، باتفاق مرتقب بين مختلف القوى السياسية يبدأ بالدخول في هدنة مطولة ستكون مقدمة موضوعية لتهيئة الظروف لجملة من الإجراءات نحو وقف نهائي للصراع الذي طال أمده في البلد المعذب بالحرب.

ومنذ أيام تتواصل الترتيبات السياسية الواسعة والمتسارعة للوصول إلى حلول تنهي مختلف القضايا العالقة بين الأطراف اليمنية قد تفضي إلى تغييرات وتطورات جذرية خلال الأيام المتبقية من شهر رمضان، مع حالة تفاؤل عبرت عنها مصادر سياسية وإعلامية مقربة من السلطة الشرعية وحديثها عن مفاجآت مبشرة لليمنيين ترعاها الدبلوماسية السعودية في سبيل وضع حد لمعاناتهم التي طالت.

تقدم متسارع

وعلى مدى الساعات الماضية، قالت مصادر في الحكومة الشرعية إن ترتيبات مكثفة تشهدها العاصمة السعودية الرياض بين قيادات الحكومة الشرعية اليمنية وآخرين من مجلس التعاون الخليجي، والأمم المتحدة والصين والولايات المتحدة، بحثت التطورات في إطار الجهود الحثيثة التي يبذلها المجتمعان الإقليمي والدولي لإطلاق عملية سياسية شاملة لوضع حد نهائي للحرب وإحلال سلام عادل ومستدام. إضافة لتدارس نتائج المشاورات غير المباشرة التي رعتها الأمم المتحدة وسلطنة عمان خلال الأشهر الماضية بين الشرعية وداعميها في التحالف العربي من جهة، والحوثيين من جهة أخرى، وتصوراتها عن شكل خطة السلام المقبلة، التي تؤكد المصادر أنها حققت تقدماً فيها تقوم على تجديد الهدنة ووضع إطار عام لمفاوضات الحل النهائي وعملية تبادل الأسرى التي ستجرى عقب إجازة عيد الفطر على قاعدة "الكل مقابل الكل".

ضغط الحل النهائي

وعقب ماراثون طويل من التصلب في المواقف جراء انعدام الثقة بين الأطراف المتقاتلة، أوضحت المصادر، أن تدخلات دولية وإقليمية تمت خلال اليومين الماضيين لإقناع طرفي الصراع بأهمية الوصول إلى تفاهمات حول أبرز القضايا الخلافية التي تقف حجر عثرة في سبيل الوصول إلى مفاوضات سلام مستدام ووقف دائم للحرب.

وعلى ذلك، شهدت الساعات القليلة الماضية، تفاهمات واسعة بين الأطراف الإقليمية والدولية والحكومة اليمنية، في العاصمة السعودية الرياض، للتفاهم حول أبرز القضايا التي تهم اليمنيين وأوضاعهم الإنسانية، وتشكيل رؤيا المرحلة المقبلة، ومنها "الاصطفاف لحماية مستقبل الأمة وأمنها القومي".

إعلان مرتقب بإطار عام

وأكد مصدر مطلع لـ "اندبندنت عربية"، أنه من المتوقع أن يتم الاعلان عن العديد من الإجراءات والحلول لعدد من الملفات المكملة لاتفاقية الهدنة المقبلة، بعد تجاوز الكثير من نقاط الخلاف التي كانت تشكل عائقاً أمام إعلان التهدئة الجديدة، والانتقال نحو مفاوضات يمنية- يمنية واسعة برعاية الأمم المتحدة، وإشراف المجتمعين الدولي والإقليمي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى إثر التفاهمات التي تؤكد المعطيات المتطابقة أن جميع الأطراف باتت متفقة على إطارها العام بانتظار إتمام بعض التفاصيل الهامشية التي لعبت الدبلوماسية السعودية دوراً محورياً في تذليلها عززته خطوات التقارب بين الرياض وطهران أخيراً، فمن المتوقع التوصل إلى "اتفاق لتمديد الهدنة في اليمن تستمر حتى نهاية العام الحالي وتوسيع بنودها لتشمل إجراءات إنسانية واقتصادية بعد موافقة الحوثيين، يترافق معه التوقيع على إطار عام للحل السياسي" بحسب المصدر.

ومرّ عام كامل على الهدنة الأممية التي أعلنت بين أطراف الحرب في اليمن (دخلت حيّز التنفيذ في الأول من شهر رمضان الماضي، والذي صادف 2 أبريل/ نيسان 2022)، لكنها انتهت في أكتوبر (تشرين الأول) واستمرت من دون اتفاق على تمديدها، في ظل رفض الحوثيين تمديدها حيث وضعوا عدداً من "الشروط التي لا تنتهي" للموافقة عليها.

فتح نافذة الأمل

وكشف المصدر أن الاتفاق الذي يتوقع إعلانه خلال الساعات المقبلة، سيتضمن تمديد الهدنة حتى نهاية ديسمبر (كانون الأول) المقبل، إضافة إلى فتح مطار صنعاء أمام رحلات أوسع واستئناف تصدير النفط من الموانئ اليمنية، وتوحيد العملة، وصرف مرتبات الموظفين المدنيين والعسكريين في مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، ومناطق سيطرة حركة الحوثي، وكذا فتح الطرقات في تعز، وبقية المناطق، بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى ضمن الاتفاق الموقع بين الحكومة اليمنية والحوثيين في سويسرا، وتوسيع القائمة لتشمل عدداً أكبر، كتمهيد يسبق استكمال الإجراءات السياسية الأخرى التي ستناقش لاحقاً ترتيبات إدارة وشكل الدولة.

ضمانات

لتحقيق خطوات حقيقية في الاتفاق المرتقب تتجاوز حالة الإخفاقات الماضية التي أبرمتها مع جماعة الحوثي، يشير المصدر إلى أن الحكومة اليمنية سلمت ردها الأخير متضمناً التعديلات التي طرحتها من بينها "توفير ضمانات بعدم وجود أي تحايل أو تراجع من جانب الحوثيين"، وأنه في حال حدث "أي تلاعب أو التفاف من الحوثيين ستكون الحكومة اليمنية غير ملزمة به ويجب على المجتمع الدولي ردع هذه الحركة".

رؤيا القضية الجنوبية

وأشار المصدر إلى أن جميع الملفات جرت مناقشتها بما فيها القضية الجنوبية ولهذا أوكل مجلس القيادة الرئاسي إلى أعضائه الجنوبيين؛ عيدروس الزبيدي وفرج البحسني وأبو زرعة المحرمي وعبدالله العليمي، مهمة "وضع تصور حول القضية الجنوبية لمناقشتها ضمن الملفات الرئيسية وقد عقدوا الاجتماع الأول وسيواصلون العمل خلال الساعات المقبلة".

مع اليمن

وأمس الخميس، التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، اليوم الخميس، وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، جرت خلاله مناقشة "مستجدات الوضع اليمني، ومسار الإصلاحات الاقتصادية والخدمية التي يقودها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بدعم السعودية والحلفاء الإقليميين والشركاء الدوليين".

كما جرى "استعراض مستجدات الجهود الرامية لإحياء مسار السلام في اليمن من خلال عملية سياسية شاملة برعاية الأمم المتحدة، تضمن إنهاء المعاناة الإنسانية، واستعادة الأمن والاستقرار والتنمية في البلاد"، وهو ما ينبئ عن تقدم سياسي مرتقب على طريق التوصل لاتفاقيات تهدئة تهيئ موضوعياً لسلام مستدام.

وإزاء ذلك، "ثمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وأعضاء المجلس عالياً، مواقف المملكة إلى جانب الشعب اليمني، بما في ذلك مبادراتها وجهودها المستمرة لإنهاء الحرب وإحلال السلام، وتدخلاتها الإنسانية السخية في مختلف المجالات".

موافقة حوثية

وفي مؤشر على تحقيق تقدم غير مسبوق في مسار حل الأزمة، تحدثت سائل إعلام موالية للحوثيين، أن الرؤية السعودية للحل وفقاً للتفاهمات مع صنعاء ما زالت قيد التداول والنقاش لكنها شبه نهائية.

وقالت إن الرؤية السعودية تقوم على البحث خلال المرحلة الانتقالية في مستقبل شكل الدولة والحكومة التي ستحكم السلاح.

وفد سعودي في صنعاء

إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام دولية عن مصادر يمنية قولها إن وفداً سعودياً - عمانياً يعتزم السفر إلى العاصمة اليمنية صنعاء الأسبوع المقبل للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار دائم مع مسؤولي جماعة الحوثي وإنهاء الصراع المستمر منذ ثماني سنوات في البلاد.

وعلى ضوء ذلك، أعرب مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، عن أمله في استمرار عملية بناء الثقة بين الأطراف اليمنية والعمل نحو الوصول إلى تسوية سياسية، للتخفيف عن معاناة اليمنيين.

ومنذ ذلك الحين يشهد اليمن أطول فترة لوقف إطلاق النار منذ اندلاع الحرب والصراع في هذا البلد، والتي دخلت عامها التاسع على التوالي في ظلّ جملة من المتغيرات الدولية والإقليمية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي