Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ماي تطوي الصفحة وتطالب رئيس حزب العمال بأن يحذو حذوها

فشلت في تحقيق عملية خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي

ألقت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة تيريزا ماي خطابها الأخير أمام البرلمان البريطاني، معلنةً تنحيها لصالح بوريس جونسون، بعد أكثر من ثلاث سنوات في منصبها، على خلفية فشلها في تحقيق عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

في كلمة وداع، قالت ماي "سأذهب لأقدم استقالتي للملكة إليزابيث، لتتفضل بدورها بالإيعاز لتشكيل حكومة جديدة"، متمنيةً لزعيم حزب المحافظين بوريس جونسن "كل الحظ في الأشهر والسنوات المقبلة".

واعتبرت ماي أن "نجاحات هذا الحزب هي نجاحات دولتنا وآمل في أن تكون هذه النجاحات غزيرة"، ورأت أن "الإنجازات التي ستحصل ستكون نتاج عمل عقد من الزمن، وخدماتنا أصلحت وتقدمت إلى الأمام في الدفاع عن الحريات حول العالم".

وأضافت "تنتظرنا أمور عدة أولها إتمام الخروج من الاتحاد الأوروبي بشكل يخدم المملكة المتحدة كلها، والنجاح في هذه المهمة سيكون بداية جديدة لدولتنا وسيمهد للسير باتجاه مستقبل يستحقه الشعب البريطاني". وتابعت "كان شرف لي أن أكون رئيسة وزراء بريطانيا، وكل الإنجازات التي حققتها كانت بفضل الجهد الجماعي، وأقدم التهاني لرئيس الوزراء الجديد، كما أشكر كل من خدم معي من موظفي القوات المسلحة والأمن والمؤسسات والشرطة والطوارئ. أشكر الشعب البريطاني وكل من أحب دولتنا وعمل من أجل أحفاده وأسرته وعائلته ليعيشوا بأمان... شكراً على ثقتكم بي".

آخر جلسة برلمانية

وفي آخر جلسة برلمانية أسبوعية تحضرها ماي، وجّهت كلمات لاذعة لزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربن عندما اقترحت عليه أن يحذو حذوها ويترك منصبه.

وقالت ماي "بوسعي أن أنهي الحديث بقول: لقد تقبّلت بصفتي زعيمة حزب الأمر عندما انتهى وقتي... ربما حان الوقت الآن لأن تفعل الشيء ذاته"، وهو ما أثار صيحات استحسان عالية من نواب حزب المحافظين وهتافات تطالبها بقول "المزيد".

وأكدت أن "هذه دولة الطموحات والفرص، وآمل في أن تكون كل فتاة شابة رأت رئيسة الوزراء أن تثق ألا حدود لطموحاتها. أنا على وشك أن أغادر دوانينغ ستريت، لكنني سأواصل كعضو في البرلمان خدمة المصلحة الوطنية ولعب دوري لجعل مملكتنا عظيمة بمستقبل عظيم ودولة تنفع الجميع".

وبعد كلمة الوداع، توجهت ماي من "داونينغ ستريت" إلى قصر "باكينغهام" لتقديم استقالتها إلى الملكة إليزابيث، التي من المقرر أن تلتقي بعدها بوريس جونسون، لتكليفه بتشكيل الحكومة الـ 14 في عهدها.

بدت المرشحة الأفضل

وكان وصول ماي إلى السلطة في يوليو (تموز) عام 2016 طمأن البريطانيين بعد استفتاء اختاروا فيه الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وبدت ابنة القس المرشحة الأفضل لقيادة المملكة المتحدة، المنقسمة بعد حملات الاستفتاء، في أكثر الفترات الحساسة في تاريخها.

وفي أول خطاب لها، تحدثت ماي بحماسة وأعلنت تأييدها لبريكست الذي كانت ضده في السابق، وتعهدت بالعمل على إلغاء الفوارق الاجتماعية.

وبعد ثلاث سنوات، لا يزال يتعين تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي كان من المفترض أن يتمّ في 29 مارس (آذار)، أما الفوارق الاجتماعية، فلم يسبق لها أن كانت بمثل هذا الوضوح على الرغم من انخفاض معدل البطالة.

غالبية برلمانية

لم تتمكن تيريزا ماي من حشد غالبية برلمانية لصالح اتفاق الخروج الذي توصلت إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2018 مع بروكسل، وسط انقسام داخل حزبها وفي البلاد حول رؤية العلاقات المستقبلية في مرحلة ما بعد "بريكست" مع الاتحاد الأوروبي.

وفي مطلع أبريل (نيسان) 2019، مدت ماي أخيراً اليد لحزب "العمال"، أكبر أحزاب المعارضة سعياً إلى توافق. لكن رئيس الحزب جيريمي كوربن لم يكن مستعداً فعلياً لمساعدتها في الخروج من المأزق، ووصلت المحادثات بينهما إلى طريق مسدود.

وللمفارقة، أجبرت رئيسة الوزراء التي شكّل بريكست البند الوحيد في أجندتها، على تنظيم انتخابات أوروبية بعد ذلك.

نبذة

رئيسة وزراء المملكة المتحدة وزعيمة حزب المحافظين منذ 13 يوليو 2016، خلفاً لديفيد كاميرون حتى تاريخ 23 يوليو 2019 بعد انتخاب بوريس جونسون خلفاً لها لزعامة الحزب. وهي ثاني امرأة تتولى رئاسة الوزراء في تاريخ بريطانيا بعد مارغريت ثاتشر، وثالث سياسي بريطاني يتولى المنصب من دون انتخابات رسمية، فقد أصبحت المرشحة الوحيدة إثر انسحاب منافستها وزيرة شؤون البرلمان السابقة أندريا ليدسوم من السباق على زعامة حزب المحافظين. تولت سابقاً منصب وزيرة الداخلية في الفترة ما بين 12 مايو (أيار) 2010 إلى 13 يوليو 2016. ولايتها كرئيسة لوزراء بريطانيا كانت الأقصر في تاريخ البلاد بعد الحرب العالمية الثانية.

انتهجت سياسة حازمة تجاه الهجرة واللاجئين بحجة أن الهجرة تعرقل بناء تماسك المجتمع، ودعت إلى ضرورة ضبط الحدود، وإصلاح قوانين الهجرة، بحيث تشمل إجراءات ردع للحد من تدفق المهاجرين إلى بريطانيا.

كما عارضت مشروع استقبال حصص من المهاجرين التي اقترحها الاتحاد الأوروبي. إضافة إلى ذلك، قدمت اقتراح قانون تجسس يلزم جميع شركات الهاتف النقال والإنترنت.

المزيد من دوليات