Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

في ذكرى ميلادها... داليدا نجمة استثنائية في حياتها وموتها

"غوغل" يُحَيّي النجمة العالمية بصور منوّعة لها على صفحته الرئيسة

الفنانة الراحلة داليدا

تفتح محرّك البحث الشهير غوغل اليوم الخميس، فيطالعك وجه أيقونة الفن الجميلة داليدا. اسمها الحقيقي يولاند كريستينا جيجليوتي وتصادف اليوم  الذكرى الـ86 لميلادها في 17  يناير (كانون الثاني) 1933. واحتفل غوغل، ومعه مئات ملايين مستخدمي الشبكة العنكبوتية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، بهذه المناسبة من خلال استبدال شعاره بإطلالات مميّزة للأسطورة داليدا في مراحل مختلفة من حياتها الحافلة برغم قصرها نسبياً.

التقى الشرق والغرب على حب داليدا، فكانت محط إعجاب ملايين العرب والأجانب، إذ جمعت الجمال والموهبة الفنية في صوتها وفي أدائها التمثيلي والاستعراضي، إضافة إلى ذوقها الرفيع في اختيار إطلالاتها.

غنّت داليدا بلغات مختلفة، وقدّمت ثنائيات (Duo) مع أهم مطربي العالم. خُلّدت بعض أغانيها، وباتت محطةً أساسية في كلّ سهرةٍ فنّية أو برنامج هواة، مثل "سالمة يا سلامة" و"حلوة يا بلدي" و"أحسن ناس".

ولِدت داليدا في حي شبرا، في العاصمة المصرية القاهرة، لأبوين مهاجرَين، تعود أصولها إلى جزيرة كالابريا الإيطالية. توفى والدها إثر جلطةٍ دماغيةٍ وهي في سن الـ19، وهذا ما جعلها تعمل سكرتيرة. فازت في مسابقة ملكة جمال مصر في العام 1954، وكان عمرها 21 عاماً، وكان هذا الفوز نقطة انطلاقها. سافرت في العام نفسه إلى فرنسا بحثاً عن فرص في مجال الفن، وحصلت على الجنسية الفرنسية في العام 1961.

أبرز أعمالها

غنت داليدا 500 أغنية تقريباً، بتسع لغاتٍ، أبرزها الفرنسية والإيطالية والعربية، وحققت ألبوماتها مبيعات تجاوزت 130 مليون نسخة في أنحاء العالم. ومن أشهر أغانيها

"Laissez-moi danser" "J'Attendrai" و"Bambino" و"Avec Le Temps".

في وقتٍ مبكرٍ من حياتها المهنية، أبدت داليدا إعجابها بأغاني موسيقى البوب، فأصدرت أغنيتها “Itsi Bitsi Petit Bikini” كما تأثرت بموسيقى الديسكو المنتشرة في أميركا، فقدّمت أغنيتها Mourir sur scène في العام 1986.

اختارها المخرج الفرنسي ماركو دي غاستين في بداية مشوارها الفني،  لتشارك في أحد أفلامه الناطقة بالعربية.  شاركت في العام 1954 بدورٍ صامت في فيلم "ارحم دموعي" من إخراج هنري بركات وبطولة فاتن حمامة.  وشاركت في العام نفسه، مع المخرج حسن الصيفي في دورٍ صامتٍ في فيلم "الظلم حرام" من بطولة شادية وعماد حمدي واسماعيل ياسين.

اختارها المخرج نيازي مصطفى في العام 1955، لتأدية دور الممرضة يولندا في فيلم "سيجارة وكاس" من بطولة فاتن حمامة وسراج منير. بعد ذلك، هاجرت داليدا إلى فرنسا، لتعود بعد 31 عاماً إلى السينما المصرية مع المخرج يوسف شاهين في فيلمه "اليوم السادس"، الذي أدت فيه دور "صدّيقة"، بطلة الفيلم، التي تجسد حياة فلاحة مصرية تخشى على حياة حفيدها.

حياتها العاطفية

كانت داليدا "تعيسة الحظ" في الحب وارتبطت بعلاقات عاطفية عدة. تزوجت من أول رجل أحبته وهو لوسيان موريس لكنهما انفصلا بعد زواج دام بضعة أشهر برغم أن علاقتهما كانت حديث المجتمع في ذاك الوقت. في هذه الأثناء، تعرفت إلى رسام بولندي يُدعى يان سوبييسكي، وجمعتها به علاقة حب طلقت زوجها الأول على أثرها.

كذلك كانت داليدا على علاقة بطالبٍ جامعي إيطالي يُدعى لويجي تنكو يصغرها سناً. وبحسب شقيقها، المنتج أورلاندو، كانت داليدا في الـ34 من العمر حينذاك، والطالب في الـ 22 عاماً. هذه العلاقة أنتجت حملاً لداليدا غير مخطّط له، فقرّرت الإجهاض في وقت كان هذا الأمر غير قانوني في فرنسا وإيطاليا. النتيجة كانت حرمان داليدا من إنجاب الأطفال، الأمر الذي زاد من وحدتها وإرهاقها النفسي. بعد هذه الحادثة، أطلقت داليدا أغنيتها الشهيرة "أصبح عمره 18 سنة" Il venait d’avoir 18 ans. إلا أن الفشل طرق باب لويجي الذي دعمته داليدا ليصبح نجماً، فانتحر بطلقة من مسدسه في أحد الفنادق بعد مشاركة هزيلة له في مهرجان سان ريمو سنة 1967.

 وكانت داليدا أول من رأته غارقاً في دمائه حين ذهبت لتواسيه لدى فقدانه التقدير في المهرجان الذي شاركت هي أيضاً فيه. وعندما تمكنت من تخطي ماضيها الأليم أحبت داليدا رجلاً في فترة السبعينيات لكنه هو أيضاً قضى منتحراً.

النهاية

نهاية داليدا كانت مأساوية وغير عادية، تحاكي مسيرتها الاستثنائية. إذ قرّرت إنهاء حياتها في باريس، بعد حالة اكتئابٍ عصفت بها، فشعرت أن هذه الحياة لم تعد جميلة، وذلك عن عمر 54 عاماً. وفي 3 مايو (أيار) 1987، تناولت جرعةً زائدة من الحبوب المنومة، وتركت رسالةً قصيرةً قالت فيها إن "الحياة ليست جميلة ولم تعد تُحتمل… سامحوني".

دُفنت الفنانة العالمية الشهيرة في مقبرة حي مونمارتر الباريسي، المعروفة بـ"مقبرة المشاهير"، وشُيّعت في جنازةٍ جماهيرية. كرّمتها فرنسا بوضع صورتها على طابعٍ بريدي، وصمّم النحات الفرنسي أصلان تمثالاً بحجمها الطبيعي وُضع شاهداً على قبرها ليسهل التعرّف على ضريحها.

المزيد من فنون