Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يتأرجح وسط حدة التوترات... وبرنت عند سقف 64 دولاراً

السوق تتلقى دعماً قوياً من توقعات تراجع الإمدادات وانخفاض المخزونات الأميركية

ناقلة النفط البريطانية المحتجزة من قبل الحرس الثوري الإيراني (أ.ف.ب.)

فيما تشتعل حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، عاد خام "برنت" ليتأرجح مجدداً في حدود الـ64 دولاراً في تعاملات صباح الأربعاء، بعدما استقر في حدود 63 دولاراً في تعاملات أمس. وتلّقى الخام دعماً قوياً بعد إعلان القيادة المركزية الأميركية أن الولايات المتحدة ربما أسقطت طائرة مسيّرة إيرانية ثانية فوق مضيق هرمز الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى البيانات التي تشير إلى تراجع كبير في المخزونات الأميركية.

وطغى تنامي التوترات في الشرق الأوسط على توقعات أضعف للنمو العالمي من صندوق النقد الدولي، بعد أن أبقت الأسعار مستقرة تقريبا معظم فترات جلسة يوم الثلاثاء. وكان احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية الأسبوع الماضي أوقد شرارة مخاوف من تراجع الإمدادات في مضيق هرمز الذي يمر من خلاله نحو خُمس تدفقات النفط العالمية. وقالت الولايات المتحدة إن سفينة لسلاح البحرية دمرت طائرة مسيرة هناك بعد أن هددت سفينة، لكن إيران قالت إنه لا معلومات لديها عن فقد طائرة مسيرة.

وبحسب "رويترز"، حيث زادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 21 سنتا أو 0.3 بالمئة إلى 64.04 دولار للبرميل، بعدما صعد نحو واحد بالمائة أمس، وصعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 28 سنتا ما يعادل 0.5 بالمائة إلى 57.05 دولار للبرميل بعدما ارتفع نحو واحد بالمائة أيضا في الجلسة السابقة. ومن المقرر أن تصدر الحكومة الأميركية البيانات الرسمية للمخزون اليوم الأربعاء. وقال محللون إن احتمال استئناف محادثات التجارة الصينية الأميركية أسهم في دعم الأسعار.

وارتفعت أسعار النفط خلال عام 2018 لتصل إلى مستويات قياسية عند 85 دولارا للبرميل، وخلال هذا العام وصلت إلى 75 دولارا للبرميل، ولكنها ومنذ مؤتمر  (أوبك) الوزاري الأخير في شهر يونيو (حزيران) 2019 لا تزال تتأرجح حول 65 دولارا للبرميل رغم التوترات التي تهدّد الملاحة في أهم ممر استراتيجي لنقل النفط إلى أسواق العالم، ولا يوجد بديل له ولا يمكن تغطية أي نقص في حالة وقوع مواجهة في منطقة الخليج العربي رغم وجود بدائل للنقل، لكنها تبقى محدودة ومقيدة.

حركة النقل مستمرة رغم التحديات

يقول محمد الشطي، الخبير في شؤون النفط، إن "حالات استهداف الناقلات النفطية في الخليج العربي متعددة ومعروفة والاستعدادات العسكرية من قبل المجتمع الدولي لضمان أمن النقل في هذه المنطقة محط ثقة، ولكن السوق تعي أن كل هذه التحديات، سواء استهداف الناقلات النفطية في منطقة الخليج العربي أو الناقلات الإيرانية التي تم إيقافها قبل بلوغ أهدافها، لم تؤثر أبدا في إيقاف حركة نقل النفط والمنتجات النفطية والغاز الطبيعي والبتروكيماويات إلى أسواق العالم، بل على العكس تصل ومن دون انقطاع يُذكر ووسط أيضا تطمينات خليجية من المنتجين في المنطقة".

ويضيف"هذا على الرغم من وجود تقييد للمعروض باتفاق (أوبك بلس)، والذي يمتد إلى نهاية مارس (أذار) 2020، وهو يشمل إيقاف ما يقرب من 1.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام إلى أسواق العالم، ونسب الالتزام تفوق المئة بالمئة كما هو معلوم"، ويوضح "هذا أيضا بالرغم من خفض كبير ملحوظ في إنتاج النفط من إيران وفنزويلا نتيجة الأوضاع الجيوسياسية غير المستقرة، والحظر المفروض من المجتمع الدولي والعوامل الفنية، وهو ما يعني خفضا إضافيا في المعروض، كما أن سحوبات المخزون النفطي الأميركي بشكل أسبوعي متواصلة ليقترب من مستويات المتوسط للخمس سنوات".

مستجدات تأخذ في الاعتبار

ويتابع بالقول ويُفسّر الوضع بعض الشي هو مستجدات، من أهمها، أولا: توفّر المخزون الاستراتيجي وبناؤه للعديد من البلدان المستهلكة للنفط. ثانيا: الاستمرار في التوسع في البنية التحتية وشبكات النقل والتخزين، وهو ما يعني وجود وفرة نفطية إضافية. ثالثا: وجود طاقة إنتاج إضافية بسبب تقييد الإنتاج، وهناك منتجون رفعوا مستويات الإنتاج. رابعا: استمرار إنتاج النفط الصخري الأميركي في الارتفاع بصورة شهرية، وفِي الغالب تفوق التوقعات. خامسا: هناك توقعات بارتفاع الإنتاج من بعض الدول المنتجة للنفط من خارج (أوبك)، مثل كندا والبرازيل وغيرها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

  وقال في حديثه عن المستجدات، "هناك بعض الآراء  ترى بأن المعيار المستخدم لقياس مستوى المخزون النفطي في الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ربما غير دقيق وهو ما سوغ لـ(أوبك) التفكير جدياً في البحث عن بديل ومقياس أكثر دقة، وهو ما يتم الحديث عنه عبر مختلف وسائل الإعلام، حيث يظهر أن مستوى الفائض يقترب من 200 مليون برميل، كما تقدر بعض المصادر في السوق أن هذا الرقم ربما لا يتعدى 100 مليون برميل إذا ما تم الأخذ في الاعتبار ارتفاع الطلب والاستثمار في توسيع البنية التحتية وشبكات النقل فإن الفائض ما زال كبيرا، ولكنه فقط 100 مليون برميل.".

من جانبه قال أندي ليبو، رئيس "ليبو أويل أسوسيتس" في هيوستن، إن "سوق النفط ينتابها القلق عندما يحدث شيء في الخليج، يتضمن إسقاط مُعدة ما، وهو ما يزيد المخاوف من تعطل كبير للمعروض.

وتتزامن التوترات مع سعي الولايات المتحدة لوقف صادرات النفط الإيرانية وتأتي على خلفية تخفيضات للمعروض بقيادة منظمة البلدان المصدرة للبترول منذ بداية العام لرفع الأسعار.

أيضاً تلقت أسواق النفط دعماً آخر بعدما أظهرت تقديرات حديثة لمعهد البترول الأميركي انخفاض مخزونات النفط بمقدار 11 مليون برميل إلى 449 مليون في الأسبوع المنتهي في 19 من يوليو (تموز) الحالي، هذا وتنتظر الأسواق البيانات الرسمية لاحقًا اليوم من إدارة معلومات الطاقة.

المستثمرون يراقبون التوترات في الشرق الأوسط

وفي تعاملات أمس، ارتفعت أسعار النفط عند التسوية للجلسة الثالثة على التوالي، حيث يراقب المستثمرون التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وقبيل إعلان بيانات المخزونات الأميركية. وتخلص الخام الأميركي من خسائره التي لحقت به خلال التعاملات بسبب مخاوف تباطؤ الطلب، ليتحول للارتفاع مع توقعات بانخفاض مخزونات النفط الأميركية للأسبوع السادس، بالإضافة إلى التطورات الجيوسياسية مع استمرار التهديدات الإيرانية في منطقة الخليج، والحروب التجارية الدائرة بين واشنطن وبكين.

وكشفت تقرير صحافي أن وفداً تجارياً من الولايات المتحدة يستعد للسفر إلى بكين يوم الاثنين المقبل لاستكمال المحادثات التجارية للمرة الأولى منذ مايو (أيار) الماضي.

كما تلاحق المستثمرين مخاوف تصعيد النزاع في منطقة الشرق الأوسط بين إيران والمملكة المتحدة، وذلك بعد احتجاز الحرس الثوري في إيران ناقلة نفط ترفع علم بريطانيا، عقب أسر المملكة المتحدة لسفينة إيرانية في مطلع الشهر الحالي.

وكالة الطاقة تحذر من التحرش الإيراني بناقلات النفط

وقبل يومين، أعنلت وكالة الطاقة الدولية، أنها تراقب التطورات في مضيق هرمز عن كثب وأنها مستعدة للتحرك إذا اقتضت الضرورة للإبقاء على إمدادات كافية بسوق النفط العالمية.

وأكدت أن حق المرور الحر لإمدادات الطاقة عبر المضيق هو أمر محوري للاقتصاد العالمي ويجب المحافظة عليه.

وأضافت "مستعدون للتحرك بسرعة وحسم في حالة حدوث تعطل بما يكفل استمرار تلقي الأسواق العالمية إمدادات كافية"، مشيرة إلى أن المدير التنفيذي فاتح بيرول أجرى محادثات مع حكومات أعضاء الوكالة والدول الشريكة إلى جانب كبار مستهلكي النفط ومنتجيه.

وتابعت "للمستهلكين أن يطمأنوا بأن سوق النفط تتلقى إمدادات جيدة حاليا، حيث زاد إنتاج النفط على الطلب في النصف الأول من 2019، مما دفع المخزونات العالمية للارتفاع 900 ألف برميل يوميا".

وتبلغ احتياطيات النفط المخصصة لحالات الطوارئ في دول وكالة الطاقة الدولية 1.55 مليار برميل. وتقول الوكالة إن هناك أيضا 650 مليون برميل في حوزة القطاع الخاص ويحق للحكومات السحب منها إذا اقتضت الضرورة.

وأوضحت الوكالة أن المخزونات تكفي لتغطية أي تعطيلات للمعروض قد يشهدها المضيق لفترة ممتدة، لكنها لم تحدد أمد تلك الفترة.

الصين تتدخل وترفض عقوبات على شركاتها بسبب نفط إيران

وفي إطار العقوبات الأميركية على النفط الإيراني، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على شركة الطاقة الصينية، تشوهاي تشنرونغ، بسبب انخراطها عن علم في تعاملات كبيرة لشراء أو الحصول على نفط خام من إيران.

وسريعاً ردت الخارجية الصينية وأعلنت معارضتها وبقوة فرض عقوبات أميركية على شركة طاقة صينية بزعم انتهاكها عقوبات مفروضة على قطاع النفط الإيراني.

وقال الوزير الأميركي إنّه "في إطار حملتنا للضغوط القصوى على إيران فإنّ الولايات المتحدة تفرض عقوبات على شركة تشوهاي تشنرونغ ومديرها العام، يومين لي، بسبب انتهاكهما القانون الأميركي بقبولهما نفطاً خاماً إيرانياً".

وشملت العقوبات الأميركية كل صادرات النفط الإيراني، مع بعض الاستثناءات التي ما لبثت أن زالت في نوفمبر (تشرين الثاني)، إذ باتت جميع الدول من دون أي استثناء معرضة لعقوبات أميركية إذا ما اشترت نفطاً من إيران.

أكبر حقل نفطي ليبي يعاود الإنتاج

في سياق متصل، أكدت المؤسسة الوطنية للنفط عودة الإنتاج لمستوياته السابقة بحقل الشرارة النفطي، وهو أكبر حقل نفطي في ليبيا.

وقالت المؤسسة الليبية، على موقع التواصل الاجتماعي الـ"فيسبوك"، إن إنتاج حقل شرارة والذي تشرف على تشغيله شركة أكاكوس للعمليات النفطية عاد لمستوياته الطبيعية. وأكدت استئناف عمليات شحن الخام بميناء الزاوية بشكل طبيعي.

وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، يوم الاثنين، رفع حالة القوة القاهرة عن عمليات شحن خام الشرارة من ميناء الزاوية، وذلك بعد النجاح في إعادة فتح الصمام الذي تم إقفاله بخط شحن النفط من حقل الشرارة إلى ميناء الزاوية.

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز