Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"دافوس الصحراء" يحط رحاله بين شواطئ ميامي

قمة سعودية تجمع قادة عالميين... وانهيارات البنوك تقلق المشاركين

الجلسة الافتتاحية لقمة أولوية بحضور عمدة ميامي فرانسيس سواريز ومحافظ الصندوق السيادي السعودي ياسر الرميان (الخدمة الإعلامية)

ملخص

من #الرياض جاء مسؤولو مؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار" إلى مدينة #ميامي لإحياء قمة "أولوية" التي تعنى بمناقشة #التحديات_الاقتصادية التي يواجهها العالم

من الرياض جاء مسؤولو مؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار" إلى مدينة ميامي لإحياء قمة "أولوية" التي تعنى بمناقشة التحديات الاقتصادية التي يواجهها العالم، واستعراض الفرص الاستثمارية العابرة للقارات، وخصوصاً بين السعودية والولايات المتحدة.

بالنسبة إلى أميركا جاءت القمة في وقتها، إذ جمعت في مكان واحد قادة ومستثمرين متنوعين لمناقشة قضايا اقتصادية ملحة في وقت تتزايد فيه المخاوف حيال متانة النظام المالي في البلاد. وربما تكون قمة "أولوية" الأولى من نوعها وضخامتها في الولايات المتحدة التي تتطرق إلى مستقبل البنوك بعيد انهيار مصرفي "وادي السيليكون" و "سيغنتشر" الأميركيين.

وبالنسبة إلى السعودية فتمثل القمة فرصة ذهبية للتعريف برؤيتها 2030 وتبادل الفرص الاستثمارية مع مزيد من الشركات الأميركية البعيدة من الساحل الشرقي، وتحديداً نيويورك، حيث تنشط شركات "وول ستريت". وحضرت شخصيات سعودية رسمية في مقدمتها الأميرة ريما بنت بندر سفيرة الرياض لدى واشنطن، وياسر الرميان محافظ الصندوق السيادي السعودي، رئيس مجلس إدارة شركة أرامكو، إضافة إلى ممثلين لمؤسسات سياحية ورياضية على رأسها "نيوم"، مدينة المستقبل التي تبنيها السعودية شمال البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لماذا ميامي؟

اختارت مؤسسة "مبادرة مستقبل الاستثمار" نيويورك لتحتضن أولى أنشطتها الخارجية المعروفة باسم "قمة أولوية"، التي تعتبر رديفاً لحدثها الرئيس الذي تستضيفه العاصمة السعودية الرياض سنوياً، والذي ارتبط بلقب "دافوس الصحراء". واستضافت نيويورك "قمة أولوية" مرتين، إلا أنها كانت بحضور وزخم أقل مقارنة بالحدث الذي تستضيفه ميامي هذا الأسبوع على مدى يومين من 30 إلى 31 مارس (آذار)، وبعدد أكبر من المتحدثين والحاضرين من مختلف القطاعات.

وأعلنت المؤسسة أنها تعتزم تنظيم "قمة أولوية" في آسيا، ومرة أخرى في ميامي العام المقبل، في إشارة إلى النمو الذي تشهده المدينة الأميركية، الذي تحدث عنه باستفاضة عمدتها فرانسيس سواريز، الذي قال إن معادلة المدينة باختصار كالتالي: أبق على الضرائب منخفضة، حافظ على أمان الناس، واستند إلى الابتكار".

ولفت سواريز في الجلسة الافتتاحية إلى أن سياسة خفض الضرائب أسهمت في تسجيل ميامي ثاني أعلى معدل نمو في تاريخها بنحو 12 في المئة، في حين وفر الأمن الأرضية الملائمة للاستثمار. وانتقد عمدة ميامي المدن التي اتجهت إلى وقف تمويل أجهزة الشرطة، موضحاً أن مدينته ضاعفت تمويلها للشرطة، ووفرت لهم التقنيات المساعدة لهم لأداء واجباتهم، فانعكس هذا الدعم على انخفاض معدلات الجريمة، وانحدرت نسبة جرائم القتل إلى أدنى مستوى لها منذ 1964.

ونوه عمدة ميامي بأن مدينته سجلت أكبر معدل تدفق صفقات في تاريخها، في حين خسرت نيويورك 15 في المئة في المؤشر نفسه، وعانت مدن أخرى خسائر تتراوح بين 25 و40 في المئة، ولذلك يرى سواريز بأن ميامي تعيش ازدهاراً، فيما تعاني مدن كثيرة أخرى.

من جانبه أشار محافظ صندوق الاستثمارات السعودي ياسر الرميان إلى أن التنمية التي شهدتها ميامي ومساعيها لمعالجة تحديات الماضي تتقاطع في الهدف والفعل مع رؤية السعودية 2030 التي وصفها بأنها "تشخيص كامل" للاقتصاد السعودي، الذي أصبح الأسرع نمواً في العالم بعد تحقيقه نسبة نمو فاقت حتى توقعات صندوق النقد الدولي بنسبة 8.7 في المئة.

ولفت الرميان إلى أن معدل البطالة انخفض في السعودية من 12.5 في المئة في 2016 إلى أقل من تسعة في المئة، مشيراً إلى الرياض لم تركز على تقليل البطالة فحسب، بل على توفير وظائف جيدة، وهو أحد الأمور التي لا تظهرها الأرقام الاقتصادية.

 فشل إداري وتنظيمي

وحضرت توترات النظام المصرفي في الولايات المتحدة بقوة في الجلسات الرسمية والنقاشات على هامش القمة، وتحديداً في جلسة بعنوان "نظام مصرفي على الحافة"، استضافت وزير الخزانة في عهد دونالد ترمب ستيفن منوشين الذي لم يبد راضياً على سياسة إدارة بايدن، وقال إن ما يحدث حالياً ليس مفاجئاً، في إشارة إلى عدم الاستقرار المالي، مشيراً إلى أن أسعار الفائدة ارتفعت بشكل كبير مما ساعد في إبطاء الاقتصاد. وعرّج منوشين على مشكلة ارتفاع الدين العام، وبلوغ الإنفاق تريليون دولار، لافتاً إلى أن النمو الاقتصادي يجب أن يفوق النمو في الانفاق.

وقال الوزير السابق رداً على سؤال عما إذا كان من الممكن تجنب انهيار البنكين الأخيرين إن ما يحدث حالياً يختلف عن الأزمتين الماليتين الأخيرتين التي تمحورت حول الائتمان، وهو أمر أكثر تعقيداً، في حين تتعلق المشكلة الأخيرة بمخاطر الفائدة، إذ أخذت هذه البنوك الودائع النقدية الضخمة واستثمرتها في سندات طويلة المدى، إلا أن هذه الاستراتيجية كان لها نتيجة عكسية، مشيراً إلى أن ما حدث "فشل إداري وتنظيمي"، داعياً إلى تشريع جديد لحماية البنوك الإقليمية والمجتمعية.

وعن الصين قال منوشين إن الولايات المتحدة تضطلع بمسؤولية صياغة سياسة "وقائية" للتعامل مع ثاني أقوى اقتصاد في العالم، مشيراً إلى أنه يرى الصين "تهديداً وفرصة"، فعلى رغم "المخاوف الأمنية الجدية"، هناك أيضاً فرص للتعاون والتعايش الإيجابي. وذكر المسؤول السابق بأن انكماش الكثافة السكانية في الصين بالتزامن مع نمو الكثافة السكانية في الهند بأكثر من 100 مليون نسمة سيكون مكلفاً لبكين.

قمة أولوية

وتهدف "أولوية" إلى تحديد الهاجس الأهم لدى الشعوب، وهي بحسب مسؤولي المؤسسة تجسيد لشعارها، "الاستثمار في الإنسانية"، إذ يجادلون بأن هموم الناس هي ما يجب أن يحرك المبادرات الاقتصادية، وهي ما يجب أن يكون أساساً للمحادثات المتمحورة حول الاستثمار. وأصدرت "مبادرة مستقبل الاستثمار" العام الماضي "تقرير الأولوية" الذي تضمن نتائج استطلاع أجرته المؤسسة بالتعاون مع شركة "إبسوس" للدراسات والأبحاث، معلنة هذا العام أنها تعتزم مواصلة إجراء هذا الاستطلاع بشكل دوري، لتحديد الأولوية التي يجب أن تلتفت إليها الحكومات، بينما تسعى إلى تحسين أوضاع أفرادها.

ووجد تقرير العام الماضي أن ارتفاع كلفة المعيشة هو الهاجس الشعبي الأكبر حول العالم، من ضمن 13 مشكلة تشكل تحدياً للعالم، واعتبر المشاركون بالاستطلاع أن علاج هذه القضايا من عدمه مؤشر على جدية حكوماتهم. وبحسب التقرير، رأى الأغلبية أن بلدانهم يجب أن تعطي الأولوية القصوى للقضايا الثلاث التالية، كلفة المعيشة والفقر وعدم المساواة الاجتماعية والبطالة.

وجمعت بيانات الاستطلاع في أغسطس (آب) 2022، وشارك فيه 130 ألف شخص عبر مقابلات افتراضية من 13 دولة، قسمت إلى مجموعتين، "بلدان مرتفعة الدخل" تمثلها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدة واليابان، و"بلدان ناشئة" هي المكسيك والبرازيل والصين والهند والسعودية وجنوب أفريقيا والمغرب.

أشار "تقرير الأولوية" إلى 13 مشكلة باعتبارها الهاجس لسكان العالم، والمؤشر على جدية حكوماتهم في معالجة هذه القضايا. وبحسب التقرير الذي اطلعت "اندبندنت عربية" على محتواه، رأى الأغلبية أن بلدانهم يجب أن تعطي الأولوية القصوى للقضايا الثلاث التالية، كلفة المعيشة والفقر وعدم المساواة الاجتماعية والبطالة.

ترتبط مخاوف الأفراد بشأن كلفة المعيشة بعوامل عدة، تبدأ من الأكثر تأثيراً كالتالي، ارتفاع أسعار المنتجات الغذائية وزيادة التضخم وارتفاع أسعار الطاقة. وتشمل العوامل الأخرى الرواتب وعدم المساواة الاجتماعية والضرائب والمعاشات التقاعدية.

ويعضد نتائج الاستطلاع الذي اعتبر تأمين المعيشة الكريمة من أبرز هموم الأفراد من مختلف أنحاد العالم، الارتفاع الكبير في معدل التضخم العالمي، الدي بلغ في مارس (آذار) 2022 نحو 9.2 في المئة، مقارنة بـ3.7 في المئة أثناء الشهر ذاته العام الماضي، مسجلاً بذلك زيادة تفوق الضعف، وفق منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة.

ومن القضايا الأخرى التي أبدى المشاركون في الاستطلاع قلقاً بشأنها أنظمة الحماية الاجتماعية المتعلقة بالرعاية الصحية والتقاعد والجريمة والانحراف والنظام التعليمي ووباء كوفيد-19 والضرائب والتوترات الدولية والهجرة. في المقابل جاء الاحتباس الحراري في المرتبة السابعة، وهو ما عكس الاهتمام المكثف بقضايا ربما لا يعتبرها الناس أهم أولوياتهم مثل التغير المناخي الذي نوقش بكثرة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، على حساب المشكلات الأخرى التي تمس حياتهم. ومن هذا المنطلق تكمن أهمية "تقرير الأولوية" كونه يساعد الدول في تحديد أهم احتياجات شعوبها، والمشكلات التي تعانيها، ومن ثم ابتكار الحلول التي من شأنها تحسين أوضاعهم.

المزيد من متابعات