Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السب والازدراء والطعن والاستهزاء

يوجد بيننا اليوم من ينبش باللعن والشتم شخصيات توفاها الله منذ قرون وأحداثاً تاريخية عفا عليها الزمن كانت تدور حول الصراع على السلطة

وقّع مطورون للذكاء الاصطناعي بمن فيهم إيلون ماسك عريضة يطالبون بالتوقف عن تطوير هذه التكنولوجيا خوفاً من انفلاتها (أ ف ب)

ملخص

تأثير السب والشتم واسع الانتشار في مجتمعاتنا بينما كلمة الحكمة والعلم والعقل ضيقة المساحة​​​

في كتابه "العقاب والغلو في الفقه والتراث الإسلامي"، يخصص الباحث العراقي المعروف الدكتور رشيد الخيون فصلاً بعنوان "عقاب الساب والمستهزئ"، يشرح فيه الآراء الفقهية المختلفة حول عقوبة الساب والمستهزئ، كما يستعرض أيضاً السب في التاريخ العربي الإسلامي، ويعرفها "السب لغة: الشتم والقطع والتساب والتشاتم أو التقاطع، ورجل مسب أي كثير السباب، وآخر سُبّة أي يسبه الناس، والسب يعني الطعن، ويلحق بالسب الازدراء وتصغير الشأن والإشارة بالعيوب، ونسب ما لا يليق، أو تشييع بعض العوارض البشرية أو قصده بسخف الكلام، ومنكر القول وتمني المضرة وتنقيصه وتكذيبه".

تنتشر فيديوهات لمنشدين و"رواديد" وحتى بعض المعممين يشتمون بألفاظ يعف القلم عن خطها، ومن يشتمون؟ هل تظنهم يشتمون قادة بيننا أو لصوصاً نهبوا ثروات بلادهم، أو مجرمين ارتكبوا الشنائع والفظائع ضد شعوبهم؟ كلا، فهم يسبون رجالاً ونساءً عاشوا قبل قرون. كل هذا يتم باسم الدين، على رغم أن معظم معتنقي مذاهب الدين الإسلامي يتبرؤون من هذا السب ومن هذه البذاءة، في الأقل علناً.

شعرت بنوع من الحزن على هؤلاء الذين يستكملون خوض معارك جرت قبل قرون عبر ميكروفونات وقنوات تلفزيونية وإذاعية، وهي استكمال لمعارك دموية وكلامية لأقوام مضوا بأعمالهم "تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون" (قرآن كريم).

"ظهر السب بين المسلمين منذ الخلاف بين دمشق والكوفة، بدلالة أن علياً بن أبي طالب أكثر من التحذير منه في خطبه، وأن السب كان متبادلاً بين القوى الثلاث أي الأمويين والخوارج والعلويين" كما يذكر الخيون في كتابه (ص 103).

يتابع المهتم أخبار العالم العلمية وتطوراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتصفحت قبل أيام الوافد الجديد CHAT-JPT الذي تطور وأصبح CHAT-JPT4.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هالني ما يقدمه هذا المخلوق الجديد بعالم الكتابة والمعلومة وخلق المحتوى واستخراج المعلومة وعمل الاختصارات والتلخيص للكتب والنصوص الطويلة والتصنيف والتبويب والترجمة والتنصيص، أي تحويل الكلام إلى نص TEXTUALIZATION وذلك بلغات عدة بينها العربية.

ورغم هذا التطور الهائل، فإن أكثر من ألف عالم وباحث ومطور للذكاء الاصطناعي، بمن فيهم إيلون ماسك أحد مؤسسي OpenAI المطورة لـ CHAT-JP4، وستيف ووزنياك أحد مؤسسي شركة "أبل"، قد وقعوا على عريضة قبل يومين يطالبون بالتوقف عن تطوير هذه التكنولوجيا للتأكد من السيطرة على أخطار استعمالاتها على الدول والبشرية جمعاء. تخيل أن من يطورون هذه التكنولوجيا المذهلة يستشعرون خطر انفلاتها، وآثار هذا الانفلات على حياة البشر أجمعين!

ويحتار العاقل حزناً وهو يقرأ خبر هذه المناشدة بوقف تطوير تكنولوجيا CHATJPT4 في وقت ينشغل بعضنا بالسب والشتم على وسائل اتصالنا، وما نستخدمه من وسائل الذكاء الاصطناعي، وفي وقت تشتعل حرب باردة حامية الوطيس بين الصين والولايات المتحدة الأميركية حول الموصلات الذكية والشرائح الموصلة، كل فريق يحاول احتكار هذه الشرائح وتصنيعها، لأنها قلب الذكاء الاصطناعي الذي الذي ما زال وليداً يحبو، بينما يلعلع بيننا اليوم من ينبش باللعن والسب والشتم شخصيات توفاها الله منذ قرون، وأحداث تاريخية عفا عليها الزمن كانت تدور حول الصراع على السلطة بين بطون قبيلة قريش قبل أربعة عشر قرناً.

يقوم المذهب الشيعي "المتطرف" أساساً على معاداة السنة جميعاً، بينما يقوم المذهب السني "المتطرف" على معاداة الآخر من دون استثناء. صحيح أن المتطرفين بين الطرفين قلة، لكن تأثير السب والشتم واسع الانتشار، بينما كلمة الحكمة والعلم والعقل ضيقة المساحة، وكما يقول المثل، "كلمة السوء مسموعة".

دار حديث رمضاني بديوانية رمضانية بالكويت حول هذه الظاهرة المحزنة من السب والشتم، فعلق أحد الحضور بمضحك مبك "ستجد كل فريق يقول نحن لا نسب، هم الذين يسبون - لع**م الله".

اقرأ المزيد

المزيد من آراء