Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فرقة "مشروع ليلى"... هل تمنع من الغناء في جبيل؟

حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بإلغاء الحفلة

حفلة لفرقة "مشروع ليلى" بدبي في أبريل 2017 (أ.ف.ب)

من المفترض أن تنظم حفلة لفرقة "مشروع ليلى" الموسيقية، ضمن مهرجانات بيبلوس الدولية 2019 في 9 أغسطس (آب) المقبل، إلا أن موجة غضب شعبية عارمة فاجأت الفرقة ومعجبيها قد تلغي الأمسية.

فقد شنّت حملة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رافضةً ما تقدمه الفرقة من فن يمس بالشعائر الدينية، ومنها من قبل السلطات الدينية المسيحية التي تدخلت بحزم لمنع الحفلة، في مقابل فريق استفزته هذه التدخلات التي اعتبرها تشكّل مساً بالحريات. تضاربت الآراء في هذه القضية التي خلقت جواً من البلبلة في المجتمع اللبناني، في ظل تساؤل حول إقامة الحفلة أم إلغائها.

بيان ضد الفرقة

الإعلان عن الحفلة بدأ قبل أسابيع، لكن الجميع فوجئ بالحملة التي شنت ضد الفرقة من دون فهم التفاصيل المتعلقة بهذا الموضوع. وكما يحصل دوماً في قضايا من هذا النوع، يظهر فريقان يتواجهان كل من وجهة نظره الخاصة، فانقسم الناس ما بين رافض لهذه الفرقة وما تقدمه من فن، وما بين مدافع عنها وعن حرية التعبير، فيختار الرأي العام هذا الطرف أو ذاك للوقوف في صفه.

كما ظهر منتقدون لهذه الحملة، معتبرين أنه ثمة مبالغة فيها وأنها أسهمت في لفت الأنظار إلى الفرقة بشكل تخطى بأشواط الأصداء التي كانت لتحققها في الحفلة، خصوصاً أن العبارات التي تستخدمها الفرقة في الغناء ليست واضحة للكل.

 بدأت القضية بحسب رئيس المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبده أبو كسم الذي أوضح تفاصيل القصة، عندما تناولت مجموعة كبيرة من الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي الموضوع من خلال حملة أثارت انتباه المركز الذي لم يكن على دراية بمضمون أغاني الفرقة وخلفياتها.

ويقول "قبل 10 أيام، شعرنا بوجود مشكلة حقيقية انطلاقاً من ردود فعل الناس حيال استضافة جبيل لهذه الفرقة. ولم يكن من الممكن أن نقف من دون حراك ومن دون التدقيق بحقيقة الموضوع وتفاصيله. بعد التدقيق، عرفنا أن الفرقة تشجع، من خلال أغانيها، على المثلية الجنسية. وهذا ما لم نتدخل في شأنه لاعتباره موضوعاً لا يعنينا ويمكن للدولة أن تتابعه. في المقابل، بعد التدقيق في الأغاني تبين أنها تحمل آيات وعبارات من الإنجيل مما أثار اشمئزاز الناس. كما حمّل البعض الكنيسة المسؤولية، مطالبين بالتدخل لوقف ذلك".

المس بالشعائر الدينية

وفيما يؤكد الأب أبو كسم على احترام الكنيسة للحريات، شدد بحزم على الرفض التام لكل ما يمكن أن يمس الشعائر الدينية، معتبراً أن ذلك خرج عن إطار الحرية وأصبح تعدياً على الغير وعلى الديانات.

وقد يكون أي شخض حر بإيمانه وبمعتقداته الدينيه، بحسب قوله، لكن ما من أحد يُعتبر حراً في التعدي على الدين وفي إهانته. فهذا لا يُسمّى حرية. من جهة أخرى، يوضح أبو كسم الالتزام التام بالبيان الذي أصدرته مطرانية جبيل والتي وضعت السقف لهذا الموضوع، مشيراً إلى أن الحوار مستمر وسيتم اللقاء مع أحد المنظمين من لجنة مهرجانات جبيل التي لم تدلِ حتى الآن بأي تصريح.

أما في حال عدم التجاوب، كما قال، فقد يستدعي الأمر اللجوء إلى القانون لحسم الأمر. "نحن نتابع الموضوع بهدوء، لكن بحزم أيضاً ونلتزم بالقرارات الصادرة عن السلطات الدينية العليا. لو لم يكن الموضوع بهذه الخطورة لما تدخلنا. لكن لا يمكن أن نسكت عمّا يمس بشعائرنا الدينية وبمعتقداتنا من دون محاسبة".

وكان البيان الذي صدر عن مطرانية جبيل المارونية تضمن رفضاً قاطعاً لإقامة الحفلة المقررة في جبيل، بالإشارة إلى أن "جبيل مدينة التعايش والثقافة ولا يليق بها استقبال حفلات مماثلة على أرضها، خصوصاً أنها تتعارض بشكل مباشر مع الإيمان المسيحي والخلقيّات الدينية والإنسانية".

كما دعا البيان المرجعيات المختصة والفعاليات الجبيلية ومنها لجنة مهرجانات بيبلوس إلى إيقاف العرض، تاركة للمركز الكاثوليكي للإعلام "القيام بالمقتضى". وقد عبرت جهات سياسية من جبيل عن رفضها لهذه الحفلة، محذرةً من إقامتها لما قد يترتب عن ذلك من مشاكل وتحركات، إلى جانب مناشدة عدد من الكهنة اللبنانيين بمقاطعة الحفلة ودعوة البعض إلى تحرّك شعبي، تعبيراً عن الرفض لإقامة الحفلة.

"مشروع ليلى" ترد

رداً على هذه الحملة التي تناولتها، كان لفرقة "مشروع ليلى" جواب من خلال تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي في بيان أصدرته وعبرت فيه عن استغرابها للحملة التي اعتبرتها "مفبركة وتضرب حرية التعبير وتلامس محظور التكفير من دون أن تمت إلى الحقيقة بصلة". كما أوضحت الفرقة في البيان أنها تجمع شباناً على حب الموسيقى والفن وهم من أديان مختلفة واستطاعت أن ترفع اسم لبنان عالياً. فيما أكدت أيضاً على احترامها للأديان ورموزها كافة، مع الإشارة إلى أن ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي كانوا قد نشروا أغنية "ابن الليل" للفرقة ومنشورات لمغني الفرقة الرئيس حامد سنّو ورابط مقال تضمن إساءة إلى أحد الرموز الدينية بهدف الدعوة إلى المقاطعة.

تأسست الفرقة عام 2008 من قبل 5 شبان من الجامعة الأميركية، معتمدةً نمطاً من موسيقى الروك، وعبرت عن أفكار تميزت بجرأتها ولطالما أثارت جدلاً، فيما تناولت مواضيع عن المجتمع والجنس والسياسة.

وكانت إحدى حفلاتها قد مُنعت بشكل غير رسمي في الأردن عام 2016 ثم تمت العودة عن قرار المنع. كذلك أثارت الفرقة جدلاً في مصر عام 2017، حيث أحيت حفلة، فُمنعت بعدها من إقامة الحفلات في مصر.

تضاربت الآراء ما بين الداعين إلى مقاطعة الحفلة بكل بساطة لمن يرغب في ذلك، بينما عبّر آخرون عن نقمة واضحة، رافضين بشراسة إقامتها، إضافة إلى من أرادوا الدفاع عن حرية التعبير ورفضوا تلك الحملة التي تُشن ضد الفرقة. أما حامد سنو، فقد رد على "البلبلة "الحاصلة عبر تعليق على "فيسبوك"، مبدياً استغرابه ومبرراً في مواجهة الاتهامات التي وُجهت إليه، مؤكداً أنها كلّها كاذبة ولا أساس لها من الصحة.

ويُتوقع أن يصدر بياناً للجنة مهرجانات بيبلوس أو يُعقد مؤتمر صحافي للإعلان عن قرار بإلغاء الحفلة أو على العكس بإقامتها كما كان مقرراً، في مواجهة الآراء الرافضة لذلك وما قد يترتب عن القرار.

المزيد من فنون