Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البهائيون يبشرون بدين جديد منبوذ في العالم

ينتشرون في دول عربية عدة ويقدر عددهم بـ 6 ملايين شخص 

صور وجوه سبعة أعضاء من الديانة البهائية حُكم عليهم بالسجن لمدة 20 سنة بتهمة التجسس لإسرائيل على شاطئ كوباكابانا 2011 (أ ف ب)

ملخص

 يحظر على البهائيين دخول معترك الحياة السياسية أو الحزبية وأن "حضرة بهاء الله" يشجعهم على "الولاء والصدق والصفاء في علاقاتهم مع حكوماتهم وعلى خدمة أوطانهم ورفع شأن مواطنيهم".

لا يزال البهائيون في العالم العربي يكابدون من أجل انتزاع اعتراف رسمي بهم، إذ يزعم هؤلاء أن ديانتهم هي الأحدث في العالم باعتبار أنها ظهرت في القرن الـ 19، لكنهم لطالما وصموا بالتجسس لمصلحة دول أخرى مثل إسرائيل لوجود مقامات دينية تابعة لهم هناك، فماذا نعرف عن البهائية؟

لم يكن ملف البهائيين في العالم العربي طاغياً كما هو الحال خلال السنوات الأخيرة التي شهدت حرباً أهلية في اليمن استثمرها الحوثيون للتنكيل بالبهائيين بحسب تقارير حقوقية، علاوة على استمرار الرفض الحكومي في بعض الدول مثل تونس لمنحهم اعترافاً رسمياً، وهو ما زاد على الأرجح في إصرار أتباع هذه الديانة على الخروج إلى العلن.

نشأة البهائية

ظهرت البهائية بحسب معظم المصادر التاريخية عام 1844 في إيران عندما بشر السيد علي محمد شيرازي، الملقب بـ "الباب" والذي كان يعمل تاجراً في مدينة شيراز جنوب إيران، الإيرانيين بميلاد دين جديد، زاعماً أنه رسول مبعوث من الله، فقام في أولى خطواته بإلغاء الشريعة الإسلامية وأصدر ما يعرف بالنظام البابي، ويشمل هذا النظام قوانين حياتية منها الانتقال من التقويم القمري إلى تقويم شمسي يتضمن 19 شهراً و19 يوماً، وسيصبح بعد ذلك التقويم البهائي، وحدد قبلة جديدة للصلاة هي الباب العالي في مدينة شيراز الإيرانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

 

وبخطواته تلك نجح شيرازي في اجتذاب عدد من الأتباع مما شكل دافعاً للحكومة الإيرانية للتحرك ضده، فاتهمته بالردة وحكمت عليه بالإعدام، لكن قبل قتله تنبأ بظهور شخصية نبوية جديدة في المستقبل ستقود البهائيين.
 
 
كان ذلك على الأرجح الميرزا حسين علي النوري الملقب ببهاء الله (1817 – 1892)، إذ يعتبر الرجل من أوائل الذين اعتنقوا البهائية قبل أن يتم طرده من طهران التي ولد فيها إلى العاصمة العراقية بغداد التي كانت خاضعة في ذلك الوقت لسيطرة الإمبراطورية العثمانية، فتم نقله في مرحلة أولى إلى إسطنبول ومن ثم إلى أدرنة لينتهي به المطاف في سجن مدينة عكا حيث توفي ودفن عام 1892.
وفي ذلك الحين لم يكن أعلن عن قيام إسرائيل، وبدأ البهائيون بالاتجاه إلى ضريح بهاء الله لأداء صلواتهم هناك، وهو ما قد يكون واحداً من الدوافع اليوم لوصمهم بـ "العمالة والتجسس" لمصلحة إسرائيل من قبل إيران وغيرها من الأوساط السياسية أو الدينية في العالم العربي.
وبعد وفاة بهاء الله نقلت قيادة البهائيين إلى عبد البهاء الذي ولد في طهران عام 1844 وتوفي عام 1921 ليصبح زعيم الدين البهائي شوقي أفندي الذي أحدثت وفاته عام 1957 تحولاً جذرياً في قيادة هذا الدين إذ أصبحت جماعية، فيما يتولى بيت العدل البهائي السهر على شؤونه.

لا عمل سياسي

يصعب حصر عدد البهائيين حول العالم لكن بعض الأرقام تقدرهم بـ 6 ملايين، وعلى رغم أنهم يعتبرون أقلية غير أنهم ينتشرون في معظم دول العالم حتى إنهم دشنوا عام 1964 في منطقة هوفهايم لانغن هاين قرب مدينة فرانكفورت أول معبد لهم تحت مسمى مشرق الأذكار.
 
 
وبحسب موقع الجامعة العالمية البهائية، وهي منظمة غير حكومية، فإنه يحظر على البهائيين دخول معترك الحياة السياسية أو الحزبية، وأن "حضرة بهاء الله" يشجعهم على "الولاء والصدق والصفاء في علاقاتهم مع حكوماتهم وعلى خدمة أوطانهم ورفع شأن مواطنيهم".
كما يدعم البهائيون المساواة بين الجنسين وينبذون أشكال التعصب والإيمان بالخرافات كافة، ويدعون إلى قبول الآخر والتعاون بين الشعوب بحسب المصدر ذاته. وعلى رغم تأكيدهم احترام بقية الديانات السماوية التوحيدية مثل الإسلام، إلا أن البهائيين يعتقدون أن هناك ديانات جديدة ستظهر إلى العلن، وأن الحقيقة النهائية لم تظهر بعد على رغم إيمانهم أن البهائية تمثل الحقيقة منذ ظهورها.
وفي عباداتهم يفرق البهائيون بين الصلاة الكبرى التي فيها ركوع وسجود وتلاوة آيات وتقام مرة واحدة في اليوم في توقيت يختاره البهائي، والصلاة المتوسطة وهي أقصر من الكبرى ويتم أداؤها ثلاث مرات يومياً في الصباح والظهر والليل، والثالثة هي الصلاة الصغرى ويتم فيها تلاوة آية واحدة وهي صلاة عادة ما يؤديها المنشغلون بأعمال وشؤون حياتية.
 
 
وعلى مستوى الصوم فإن البهائيين يبدأون صومهم في الثاني من مارس (آذار) من كل عام، ويستمر شهر الصوم لديهم 19 يوماً، فلهذا الرقم رمزية كبيرة لديهم لاقترانه بالتقويم البهائي الذي يحدد أشهر العام بـ 19 وأيام الشهر بـ 19 أيضاً.
اضطهاد ونبذ للبهائية

وعلى رغم أنهم بعيدون من المجال السياسي إلا أن البهائية في العالم العربي والشرق الأوسط ارتبطت بادعاءات معتنقيها بتعرضهم لاضطهادات وغياب اعتراف رسمي وشعبي قوي بديانتهم، وبالفعل فإن إيران مثلاً التي كانت مهد البهائية تنبذ هؤلاء وتتهمهم بالتجسس لمصلحة إسرائيل بالنظر إلى أنهم يحجون سنوياً إلى عكا حيث ضريح بهاء الله، أما في اليمن فمنذ أن بسط الحوثيون سيطرتهم على صنعاء عام 2014 تعرض البهائيون إلى أحكام قاسية بالإعدام وغير ذلك، وهو ما نددت به منظمات حقوقية مثل منظمة العفو الدولية (أمنستي).

 

 
وفي دول مثل مصر وتونس لا يزال البهائيون يبحثون عن اعتراف رسمي من السلطات بهم على رغم أن نشطاهم يعود لعقود خلت، ففي هذه الدول لا مقابر ولا محافل ولا تنظيمات خاصة بالبهائيين. وفي الجزائر واجه البهائيون صعوبات وصلت حد تحقيقات أطلقت ضدهم عام 2008 بعد الكشف عن خلية تابعة لهم في ولاية الطارف بتهمة التجسس لمصلحة جمعيات أوروبية وأميركية ويهودية عالمية. 
وفي ليبيا وعلى رغم نجاحهم في الحصول على مقبرة خاصة بهم بعد بدء نشاطهم عام 1956، إلا أنهم واجهوا انتكاسات عدة منذ صعود معمر القذافي إلى دفة الحكم بانقلاب سبتمبر (أيلول) 1969 مما جعلهم يواجهون ملاحقات قضائية وغير ذلك.
وفي ظل هذا الوضع فإن معظم التساؤلات تطرح اليوم حول قدرة البهائيين على الصمود ونشر تعاليم ما يزعمون أنها ديانة جديدة هي الأحدث في العالم. 
اقرأ المزيد

المزيد من تقارير