Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

5 مؤشرات كانت تؤكد قرب انهيار بنك "وادي السيليكون"

محللون قالوا إن وتيرة النمو السريع وعدم وجود مدير للمخاطر أهم أسباب الأزمة

يمتلك بنك "وادي السيليكون" نسبة كبيرة بشكل غير عادي (55 في المئة) من ودائع عملائه في سندات الخزانة طويلة الأجل (أ ب)

ملخص

أصول بنك "#وادي_السيليكون" نمت بوتيرة قوية خلال 30 عاماً إلى 209 مليارات دولار

قبل أسبوعين، كان عدد قليل من العملاء خارج صناعة التكنولوجيا قد سمع حتى عن بنك "وادي السيليكون"، المقرض متوسط الحجم في كاليفورنيا الذي سينتهي بانفجاره الداخلي السريع إلى زعزعة أسس النظام المالي العالمي بأكمله.

ولكن، في صباح يوم الجمعة 10 مارس (آذار)، بعد أن سحب العملاء 42 مليار دولار في يوم واحد، انقضت الجهات التنظيمية الحكومية والفدرالية في محاولة لإنقاذ ما تبقى من بنك "وادي السيليكون".

في الساعات التي تلت ذلك، أصبح البنك اسماً مألوفاً عالمياً، على رغم أنه ليس بالطريقة التي كان يأملها مؤسسوها، فقد كان رسمياً ثاني أكبر فشل مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة، بعد "واشنطن ميوتشوال" في عام 2008.

وعندما بدأ المحللون والمنظمون في غربلة الأنقاض، ظهرت العديد من الأعلام الحمراء، وكانت نقاط ضعف "وادي السيليكون"، بشكل صادم، غير معقدة للغاية، لم يكن هذا في عام 2008، عندما تبين أن المنتجات الغامضة في قلب سوق المشتقات المتاهة في "وول ستريت" لا قيمة لها وانتهى بها الأمر إلى تدمير سوق الإسكان في الولايات المتحدة.

في تشريح أزمة بنك "وادي السيليكون"، هناك علامات واضحة على سوء إدارة الشركة الأساسي، وعندما اختلطت مع ذعر العملاء القديم، ثبت أنها عيب وجودي، فلماذا لم يتوقع أحد انهيار البنك؟ من المحتمل أن يكون هذا أحد الأسئلة الرئيسة من المشرعين في "الكابيتول هيل"، الأسبوع المقبل، في جلسات الاستماع المتتالية بين مجلسي النواب والشيوخ للتحقيق في انهيار البنك.

الإجابة غير المرضية، في الوقت الحالي، هي أن لا أحد يعرف، أو على الأقل لا أحد يرغب في قول ذلك بصوت عالٍ، ولكن ما هو واضح هو أن إخفاقات البنك ليست خطأ أي شخص أو نظام أو أصل واحد، ولكنها بالأحرى "نشاز" من أجراس التحذير الضائعة.

مؤشرات تؤكد قرب الانهيار

وتأسس بنك "وادي السيليكون" في عام 1983، وكانت مؤسسة مالية ورمزاً للمكانة بين الشركات والأفراد في منطقة الخليج، ولقد كان يلبي احتياجات عالم من أصحاب رؤوس الأموال المغامرة المعروفين بثروتهم المذهلة مثل شهيتهم الشديدة للمخاطرة، والتعامل المصرفي معه كان يجب أن يكون جزءاً من نادي النخبة، لتبني روح "وادي السيليكون" الفريدة التي تدافع عن الجرأة والنمو والاضطراب.

مثل كثيرين من العملاء المبتدئين، نما البنك بوتيرة سريعة وتضاعفت أصوله أربع مرات تقريباً بين عامي 2018 و2021، وكان البنك الـ 16 في البلاد بحلول نهاية عام 2022، بأصول تبلغ قيمتها 209 مليارات دولار، وكان ينبغي أن يدق أجراس الإنذار من تلقاء نفسه.

في ما يتعلق بالمؤشر الأول، يقول دينيس إم كيليهر الرئيس التنفيذي لشركة "بيتر ماركتس"، إنه عندما تنمو البنوك بسرعة، تظهر أعلام حمراء في كل مكان، ويرجع ذلك إلى أن قدرة الإدارة وأنظمة الامتثال للبنك نادراً ما تنمو بوتيرة متوازنة مع بقية الأعمال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في الواقع، في وقت مبكر من عام 2019، قبل أربع سنوات من سقوط البنك، حذر مجلس الاحتياطي الفيدرالي البنك من عدم كفاية أنظمة إدارة المخاطر، وفقاً لتقارير من "وول ستريت جورنال" و"نيويورك تايمز"، وليس من الواضح ما إذا كان بنك الاحتياطي الفيدرالي، المنظم الفيدرالي الرئيسي لبنك "وادي السيليكون"، قد اتخذ إجراء بشأن هذا التحذير، ويقوم البنك المركزي بمراجعة إشرافه على البنك.

وفي مؤتمر صحافي، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إن "اهتمامي الوحيد هو تحديد الخطأ الذي حدث هنا. سنجد ذلك، ثم نجري تقييماً للسياسات الصحيحة التي يجب وضعها موضع التنفيذ حتى لا يحدث ذلك مرة أخرى."

والمؤشر الثاني يتعلق بالأموال الساخنة، وتشير بيانات "ويد بوش سيكيورتيز" إلى أن 97 في المئة من ودائع البنك كانت غير مؤمنة، ويقول كايرونج شياو الأستاذ في كلية "كولومبيا" للأعمال إن البنوك الأميركية تمول عادة 30 في المئة من ميزانياتها من خلال ودائع غير مؤمنة.

وتابع "إذا كنت شخصاً أو شركة لديها الكثير من الأموال غير المؤمن عليها في مؤسسة واحدة، فستقوم سريعاً في سحب هذه الأموال إذا كنت تشك في أن البنك قد يكون في مشكلة"، وأوضح أن اعتماد بنك "وادي السيليكون" المفرط على هذه الودائع جعلها غير مستقرة للغاية، وعندما بدأ عدد قليل من أعضاء مجتمع العملاء المترابط والمشاركين في وسائل التواصل الاجتماعي يقلقون بشأن جدوى البنك انتشر الذعر على نطاق واسع.

إدارة ثروات الشركات الناشئة

واشتهر بنك "وادي السيليكون" بالعمل مع الشركات التكنولوجية الناشئة التي ربما تجنبتها البنوك الأخرى، وعندما ازدهرت تلك الشركات الناشئة، نما البنك جنباً إلى جنب معها، كما قام بإدارة الثروة الشخصية لمؤسسي تلك الشركات الناشئة، الذين كانوا في كثير من الأحيان خفيفين على السيولة حيث كانت ثرواتهم مرتبطة بالأسهم في شركاتهم.

وكان قطاع الصناعة مركزاً، وكان هذا القطاع الصناعي شديد الحساسية لأسعار الفائدة، ويقول الرئيس التنفيذي لشركة "بيتر ماركتس" "كان من المفترض أن تكون هذه العلامات الحمراء الثلاث وحدها قد تسببت في قيام مسؤولي ومديري البنك باتخاذ إجراءات تصحيحية".

بينما يتعلق المؤشر الرابع بإدارة المخاطر، وأشار تقرير لشبكة "سي إن إن" إن المراقب العرضي للمركز المالي لبنك "سيليكون فالي" حتى قبل شهر لم يكن لديه سبب وجيه للقلق، وقال جون سيدونوف أستاذ التمويل في جامعة "فيلانوفا" "كان من الممكن أن يبدو أن البنك كان بصحة جيدة، إذا نظرت إلى مركز رأس المال، ونسب السيولة، لكانت على ما يرام، تلك الأشياء التقليدية ذات الصور الكبيرة، عناصر الصفحة الأولى، كان يجب أن تكون على ما يرام".

القنابل الموقوتة

أضاف سيدونوف أن القنابل الموقوتة تكمن في طبقة أعمق ببناء محفظة البنك والالتزامات، ويمتلك بنك "وادي السيليكون" نسبة كبيرة بشكل غير عادي (55 في المئة) من ودائع عملائه في سندات الخزانة طويلة الأجل. وهذه أصول آمنة للغاية، ولم يكن البنك وحده في تحميل السندات في عصر أسعار الفائدة القريبة من الصفر، لكن القيمة السوقية لتلك السندات تنخفض عندما ترتفع أسعار الفائدة، وعادة ما يقوم البنك بالتحوط من مخاطر أسعار الفائدة الخاصة به باستخدام الأدوات المالية التي تسمى المقايضات، ويتم تبادل سعر الفائدة الثابت بسعر عائم لفترة من الوقت لتقليل تعرضه لارتفاع الأسعار، ويبدو أن البنك لم يكن لديه أي تحوطات في محفظته من السندات. وقال سيدونوف "بصراحة، إدارة تعرضك لمخاطر أسعار الفائدة، هذا هو أحد الأشياء الأولى التي أقوم بتدريسها لصف دراسي جامعي في مجال الخدمات المصرفية، إنها أشياء كتابية".

أما المؤشر الخامس فيتعلق بعدم وجود مسؤول المخاطر الرئيس، وخلال العام الماضي، رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بوتيرة غير مسبوقة في العصر الحديث، وخلال معظم العام، كان البنك يعمل مع شاغر كبير في فريق قيادة الشركة: مسؤول المخاطر الرئيس.

وقال آرت ويلمارث أستاذ القانون بجامعة "جورج واشنطن" وخبير التنظيم المالي "إن عدم وجود مسؤول مخاطر كبير يشبه إلى حد ما عدم وجود مدير عمليات رئيس أو كبير مسؤولي تدقيق الحسابات، كل بنك بهذا الحجم مطلوب أن تكون لديه لجنة لإدارة المخاطر، ومسؤول إدارة المخاطر هو الشخص الأول الذي يقدم تقارير إلى تلك اللجنة".

اقرأ المزيد