Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاستحقاق الرئاسي في لبنان جمود مستمر بانتظار "بكين"

المعارضة تتحرك لتوحد صفوفها وتتفق على مرشح جديد

موقع رئاسة الجمهورية شاغر منذ ستة أشهر والاتصالات في عطلة لما بعد شهر رمضان (أ ف ب)

ملخص

 #المعارضة _اللبنانية تتحرك لتوحد صفوفها وتتفق على #مرشح جديد

لا جلسة قريبة لانتخاب رئيس للجمهورية، وأي جلسة جديدة مرتبطة بحسب أوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري، بإمكانية إنتاجيتها. لكن الأوساط نفسها لم تستبعد أن يحدّدَ بري موعداً للجلسة الثانية عشرة بعد عيد الفطر، من دون أن يعني ذلك أن تكون الحاسمة. وعلى رغم انطباع سائد بأن الرئاسة اللبنانية دخلت مرحلة البحث عن اسم ثالث غير رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، مرشح الثنائي "أمل" و"حزب الله"، والنائب ميشال معوض، مرشح "القوات اللبنانية" وحزب "الكتائب" و"حركة التجدد" والمستقلين، وأن المسألة باتت مسألة وقت فقط، خصوصاً أن فرنسا تعيد التفكير بسياستها في لبنان بعدما فشلت في تمرير اقتراح المقايضة بين فرنجية والسفير نواف سلام لرئاسة الحكومة، لا يزال "الثنائي" متمسكاً بمرشحه، مراهناً على الوقت وعلى الاتفاق السعودي - الإيراني لتحسين ظروف فرنجية، على قاعدة أن "كل شيء ممكن في السياسة والظروف هي التي تقدم اسماً على آخر" كما يقول عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم لـ"اندبندنت عربية".

وتعمل المعارضة على رصّ صفوفها في مواجهة وصول رئيس قريب من محور "حزب الله"، وتعتبر أوساطها أن الجمود المعلن لا يعني بالضرورة انعدام الحراك الداخلي للوصول إلى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وتكشف مصادر رفيعة في المعارضة أن العمل جار على اختيار اسم تتفق عليه القوى المناهضة لحزب الله لمواجهة أي مرشح للفريق الآخر، والضغط على رئيس مجلس النواب لإجباره إلى الدعوة إلى جلسة لانتخاب الرئيس.

ولا يتردد بعض قوى المعارضة في تفضيل الفراغ على وصول رئيس يشكل استمراراً للأزمة القائمة، مع علم أصحاب هذا الرأي المسبق بأن مفتاح جلسة الانتخاب كما النصاب هو في يد "أمل" و"حزب الله".

وجرت محاولات تقارب بين نواب من التغييريين مع "التيار الوطني الحر" لم تنجح حتى الآن.

بري ينتظر "الفرج"

لا يبدو "حزب الله" مستعجلاً في حسم ملف رئاسة الجمهورية بعدما أعلن أمينه العام حسن نصرالله أن الاستحقاق الرئاسي يسير ببطء، أما رئيس مجلس النواب نبيه بري ففقد الأمل بتحريك الجمود الرئاسي بمبادرة داخلية، وبات يراهن أكثر فأكثر على أن الحل لن يأتي إلا من الخارج معولاً على الاتفاق السعودي - الإيراني، رابطاً أي تفاهم حوله بالسعودية.

لكن بري ونصرالله لم يتراجعا عن ورقة فرنجية على رغم اعتراف أوساط مقربة من رئيس مجلس النواب بأن البحث جار في العوامل التي قد تؤمن فرص نجاح مرشحهم، ومنها الإقليمية والدولية والداخلية، وهو بحسب أوساطه ينتظر المبادرة من المعارضة باستبعاد مرشحها معوض قبل أن يبحث بأي خيار آخر غير فرنجية.

وتنفي مصادر عين التينة أي زيارة قريبة لبري إلى الرياض وتعتبر أن زيارة من هذا النوع يجب أن تكون لها نتائج عملية الأمر الذي لا يبدو متوافراً حالياً في ظل إصرار السعودية على رفض البحث بالمقايضة بين فرنجية ونواف سلام والتمسك بالمواصفات لرئيس الجمهورية الجديد التي لا تنطبق على أي مرشح من فريق الثامن من آذار. وهو ما دفع عين التينة إلى الحديث عن المواصفات شبه الجامعة.

ويؤكد النائب قاسم هاشم أن الجمود الذي ما زال يسيطر على الاستحقاق الرئاسي طبيعي في ظل بقاء القوى السياسية على مواقفها، كاشفاً أن الاتصالات لم تتقدم حتى اللحظة لتأمين مساحة مشتركة مطلوبة للخروج من دائرة المراوحة.

ويرى هاشم أن الإحدى عشرة جلسة أثبتت عدم قدرة أي فريق على إيصال مرشحه من دون مشاركة الآخرين وهذا ما يستدعي ضرورة وجود آلية لتقريب وجهات النظر، وذكّر بدعوة بري لأكثر من مرة إلى التوافق والتفاهم لفتح الباب أمام مساعدة الخارج أياً كان من أشقاء وأصدقاء، مشدداً على" أن يكون القرار بإرادتنا لأننا معنيون بشؤوننا الوطنية السيادية وأن يكون الرهان على ذواتنا وأن لا ننتظر إملاءات وإشارات خارجية ومن أي جهة أتت"، داعياً إلى عدم  انتظار الحلول الخارجية لقضايانا الوطنية لأن في ذلك إساءة وتأكيد على عجز وفشل وعدم نضج سياسي.

يجزم النائب في كتلة "حركة أمل" أن بري لن يدعو إلى جلسة إلا عندما يرى أن الظروف صارت أكثر نضوجاً وبأنها ستسفر عن انتخاب رئيس، وهو مستعد أن يدعو إليها حتى ولو في منتصف الليل. يجدد في المقابل النائب هاشم التذكير بدعوة بري الآخرين إلى التفاهم على مرشحهم للذهاب معاً إلى جلسة وليفز من يفز، معتبراً أن "الاتفاق السعودي - الإيراني يشكل فرصة يجب تلقفها والبناء على الإيجابيات لنكون سياديين حقيقيين". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رئيس في الربيع

في مقلب المعارضة، لا يزال النائب أشرف ريفي على موقفه المتفائل من أن الاستحقاق الرئاسي لن يتأخر وأن الرئيس المقبل سيكون سيادياً وإصلاحياً. وعلى عكس الانطباع السائد بأن انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان ستبقى معلقة بانتظار اتضاح نتائج الاتفاق السعودي - الإيراني، يتوقع عضو "كتلة التجدد" أن تتسارع في المرحلة المقبلة عمليات الترتيب للوضع الداخلي اللبناني انطلاقاً من المخاض المتسارع القائم لترتيب أوضاع المنطقة.

ويكشف ريفي لـ"اندبندنت عربية" أنه "على عكس ما يظن الكثيرون، فإن الاستحقاق الرئاسي ومعه الملف اللبناني حالياً على نار حامية"، محدّداً منتصف مايو (أيار) للبدء بتلمس نتائج إيجابية، على أن ينجز الاستحقاق الرئاسي بحسب رأيه خلال فترة الربيع وقبل 21 يونيو (حزيران) المقبل. ريفي المتفائل بأن التغيرات ستكون لمصلحة المشروع السيادي في لبنان، يقرأ في إطلاق طهران 22 ألف معتقل من سجونها وفي التفاوض الحاصل مع الأميركيين لتبادل سجناء، وفي الوضع الإيراني الداخلي المأزوم، إشارات واضحة إلى انقلاب الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استراتيجيتها التي قام عليها مشروعها التوسعي في المنطقة، لتبدأ مرحلة جديدة من المصالحات والتي سيكون ثمنها ترتيب الوضع الإقليمي، ولبنان لن يكون بمعزل عنها.

هل المعارضة ستكتفي بانتظار التطورات التي يمكن أن تنتج من الاتفاق الإيراني - السعودي؟

على هذا السؤال يؤكد ريفي أن المعارضة تعمل على ملاقاة التغيرات في الإقليم التي ستنعكس حكماً على لبنان، من خلال رصِّ صفوفها، لمنع فريق الممانعة التابع لـ"حزب الله" من إيصال رئيس محسوب عليه في الوقت المستقطع، كاشفاً عن لقاءات مستمرة بين عدد من نواب المعارضة من مختلف القوى للتنسيق الدائم.

وجدد القول بأن الأمور ستكون متسارعة باتجاه إعادة تكوين السلطة في لبنان بدءاً من انتخاب رئيس سيادي وإصلاحي وإنقاذي، وتشكيل حكومة سيادية وإصلاحية من فريق عمل متجانس.

يستبعد ريفي أن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة قريبة، معتبراً أن لا جلسة إلا إذا كانت لانتخاب رئيس للجمهورية. ولم يسقط من حساباته احتمال انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون للمرحلة التي يصفها بالانتقالية، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستحتاج إلى شخصية مثل قائد الجيش لإيجاد حل لوضع السلاح غير الشرعي، ولوضع الإصلاحات الأساسية على سكة التنفيذ، أما عن تأمين 86 نائباً لتعديل الدستور ولانتخابه، فيكتفي ريفي بالقول: "عندما توافق إيران ستكون الأمور أسرع مما نتوقع".  

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي