بعد توقف البث العربي "بي بي سي الفارسية" تودع المستمعين

توقف البث الإذاعي لـ "بي بي سي" الفارسي يوم الأحد 26 مارس (آذار) بعد 83 عاماً من إطلاق خدمة البث بهذه اللغة من العاصمة البريطانية لندن.

وكانت هذه الخدمة قد بدأت في 28 ديسمبر (كانون الأول) 1940 وأعلن عن انتهاء البث باللغة الفارسية في 26 مارس 2023.

وكانت "بي بي سي" قد أعلنت العام الماضي عن عزمها وقف البث الإذاعي لعدد من الخدمات الإذاعية باللغات المختلفة في إطار التحول باستراتيجيتها الإعلامية من خلال التركيز على البث الرقمي.

وبهذه المناسية بثت "بي بي سي" الفارسية برنامجاً خاصاً صباح الأحد أعلنت فيه توقف الخدمة بعد عقود طويلة من البث لمخاطبيها في إيران وأفغانستان وطاجيكستان.

وكانت الخدمة العربية لإذاعة "بي بي سي" قد توقفت في 27 يناير (كانون الثاني) 2023 ضمن خطة التحول إلى البث الرقمي طبقاً لما أعلنته المؤسسة.

وتبث خدمة "بي بي سي" العالمية "بي بي سي وورلد سيرفيس" بـ40 لغة. وتشكل الهيئة الإعلامية أداة أساسية للقوة الناعمة البريطانية.

وكانت الخدمة الفارسية لـ "بي بي سي" تعتبر مصدراً للأخبار والمعلومات للناطقين بالفارسية لسنوات طويلة بعد تأسيسها خلال العام الأول من بدء الحرب العالمية الثانية.

والبث باللغة الفارسية كان ضمن الخدمة العالمية لـ "بي بي سي" التي شملت عشرات اللغات بالتزامن مع الهزائم التي لحقت ببريطانيا خلال الحرب.

وأتى تأسيس "بي بي سي" الفارسية رداً على نشاط إذاعة برلين التي كانت تبث برامج دعائية بهذه اللغة.

وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية توجهت هذه الخدمة إلى بث برامج ثقافية وتعليمية وترفيهية وخفضت من بث البرامج السياسية.

وكانت "بي بي سي" تعرضت لانتقادات بسبب الأدوار التي لعبتها بريطانيا في إيران خلال الحرب العالمية الثانية والمشاركة في تدبير انقلاب على حكومة محمد مصدق.

وتحولت "بي بي سي" الفارسية إلى مصدر مهم للأخبار بالتزامن مع ثورة عام 1979 في إيران، وكان الشاه محمد رضا بهلوي قد انتقد هذه الخدمة بسبب تغطيتها للنشاط المعارض ضده.