Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جونسون يواجه إذلالا مضاعفا في مجلس العموم بسبب "بارتي غيت" و"بريكست"

رئيس الوزراء البريطاني الأسبق يقول للجنة النيابية أن لقاءات المشروبات الوداعية لموظفي رئاسة الوزراء كانت "ضرورية" أثناء إغلاق "كوفيد"

تعرض بوريس جونسون لضغوط هائلة بسبب التأكيدات"الواهية" التي تلقاها من مستشاريه (رويترز)

 

ملخص

تلقّى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق #بوريس_جونسون ضربتين مذلتين داخل البرلمان، عندما أجبر على اعتماد موقفٍ دفاعي للتأكيد على أنه لم يكذب على أعضاء البرلمان في ما يتعلّق بفضيحة #بارتي_غيت

تلقّى رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون ضربتين مذلتين داخل البرلمان يوم الأربعاء الفائت، عندما أجبر على اعتماد موقفٍ دفاعي بالحُلفان بصدق وأمانة مستخدماً تعبير Hand on Heart  للتأكيد على أنه لم يكذب على أعضاء البرلمان في ما يتعلّق بفضيحة "بارتي غيت" Partygate (تنظيم حفلات وتجمّعات في مقر رئاسة الوزراء مع موظّفي الحكومة وحزب "المحافظين" في فترة إغلاق "كوفيد")، في وقت فشل أيضاً في قيادة تمرّد داخل "مجلس العموم" على رئيس الوزراء الراهن ريشي سوناك.

وقد دافع جونسون - خلال جلسة استجوابٍ عنيفة دامت زهاء ثلاث ساعات، تخلّلتها أحياناً أجواء مشحونة بالتوتر - عن قرار إقامة حفلات في مقرّ رئاسة الوزراء في "10 داونينغ ستريت" أثناء فترة الوباء - بما فيها حفلة حضرتها زوجته والمصمّمة الداخلية لمقر إقامته الرسمي - قائلاً إن تلك المناسبات كانت "ضرورية" لأغراض العمل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتبيّن في المقابل أن جونسون كان قد تلقّى تحذيراً صريحاً يثنيه عن الزعم بأن جميع إرشادات "كوفيد" قد جرى اتّباعها في حينه، لكنه فعل ذلك بكل الأحوال.

وفي غضون ذلك، فشلت جهود رئيس الوزراء الأسبق فشلاً ذريعاً في تقويض اتفاقٍ توصّل إليه رئيس الوزراء ريشي سوناك مع بروكسل بعد الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، عندما تجاوز تصويت على "إطار عمل ويندسور"  Windsor Framework في "مجلس العموم" غالبيةً هائلة، بلغت 486 نائباً مؤيّداً.

ولم يتمرّد سوى 22 نائباً فقط من حزب "المحافظين" على التسوية الهادفة إلى إنهاء الخلاف على "بروتوكول إيرلندا الشمالية"  Northern Ireland protocol، في ما تُعدّ ضربةً أخرى تتلقّاها سلطة جونسون المتداعية داخل الحزب.

يأتي ذلك في وقتٍ أن السيّد جونسون:

• قال إنه كان ليبدو "فاقد العقل" كي يكذب عمداً على البرلمان، بعدما أقسم على الكتاب المقدس

• وصف مناسبات المشروبات الوداعية لموظّفي رئاسة الوزراء أثناء إغلاق "كوفيد" بأنها "ضرورية"

• قال إن موظّفي "10 داونينغ ستريت" حرصوا على "عدم لمس أحدهم قلم الآخر أثناء الجائحة، لكنه أقرّ بأنهم "بالطبع" قدّموا لبعضهم البعض مشروباتٍ في المناسبات

• اشتكى ممّا سمّاها عمليةً "غير عادلة على الإطلاق" في جلسة الاستماع

يُشار إلى أن التحقيق البرلماني الذي أجرته لجنة الامتيازات في "مجلس العموم"، ينظر في ما إذا كان بوريس جونسون قد ضلّل المجلس عن عمد أو استهتار. وإذا ما ثبت أنه فعل ذلك، فقد يتم إنهاء عضويته في البرلمان البريطاني، ما قد يؤدّي إلى إجراء انتخاباتٍ فرعية في دائرته الانتخابية في "أوكسبريدج أند ساوث روسليب".

وقد تعرّض رئيس الوزراء الأسبق لضغوطٍ خلال جلسة الاستماع، خصوصاً عندما سألته هارييت هارمان من حزب "العمال" المعارض التي تتولّى رئاسة اللجنة المؤلفة في غالبيتها من نوّاب في حزب "المحافظين"، عمّا إذا كان بإمكانه أن يفهم سبب "استياء أعضاء البرلمان من الطبيعة الواهية" للتأكيدات التي ضمّنها في تصريحاته أمام "مجلس العموم".

ودافع جونسون أيضاً عن قراره أخذ رأي مستشاريه الإعلاميّين في شأن تلك التأكيدات، بعدما قال له عضو البرلمان عن حزب "المحافظين" السير برنارد جينكن، إنه لو كان في موقع جونسون، لكان قد طلب مشورةً قانونية في حال كانت هناك حتى "ذرّة قليلة من الشك" لديه، في شأن اتّباع القواعد اللازمة.

وخلال جلسة الاستماع، دافع بوريس جونسون عن حفل عيد ميلاد أيضاً أجري في "10 داونينغ ستريت"، حضرته زوجته ومصمّمة ديكور مقرّه السكني الرسمي، واصفاً المناسبة بأنها كانت "ضرورية لأغراض العمل".

وأكّد أن إقامة مناسبات المشروبات الوداعية لموظّفي رئاسة الوزراء كانت هي الأخرى أمراً "ضروريا". وقال للجنة: "سأظل مصراً على اقتناعي حتى يوم وفاتي، بأنه كان من واجبي أن أشكر الموظّفين" الذين كانوا يعملون بكامل طاقتهم خلال فترة تفشّي جائحة كورونا.

لكن السير برنارد ردّ عليه بأن إرشادات مواجهة عدوى "كوفيد" لم تسمح بإقامة حفلات إذا ما اعتُبرت مهمّة. وقال: "إن التوجيهات لا تنصّ على ذلك".

وقد أقرّ جونسون بأنه كان يتعيّن عليه إبلاغ "مجلس العموم" بأنه جرى "التزام القواعد"، بدلاً من اتّباع التوجيهات في جميع الأوقات" في مقر رئاسة الوزراء.

 

وقال إن "الذاكرة قد خانته" في شأن التعابير التي قالها لوسائل الإعلام عندما اندلعت الفضيحة. لكن في ضربة أخرى تلقّاها رئيس الوزراء الأسبق، تبيّن أيضاً أن الأمين العام لمجلس الوزراء سايمون كيس لم يقدّم له أيّ تأكيدات على أن قواعد "كوفيد" قد تمّ اتباعها في مختلف الأوقات في "10 داونينغ ستريت" أثناء فترة الإغلاق.

واتّضح أن السكرتير الخاص الرئيسي لجونسون وهو مارتن رينولدز، كان قد نبّهه في وقتٍ سابق إلى وجوب توخّي الحذر، لجهة الادّعاء بأنه قد تمّ اتّباع جميع توجيهات "كوفيد"، لكن رئيس الوزراء الأسبق مضى قدماً وقام بعكس ذلك أمام "مجلس العموم".

يُشار إلى أنه حتى قبل بدء جلسة الاستماع يوم الأربعاء، نشب خلاف حول مزاعم بأن أنصار رئيس الوزراء الأسبق قد حاولوا ممارسة "التهويل" على أعضاء اللجنة.

وجرى استجواب جونسون في شأن ما إذا كان يتّفق مع ما قاله حلفاؤه عن اللجنة بأنها "محكمة كنغرو" Kangaroo Court (محكمة غير رسمية تعقدها مجموعة أشخاص لمقاضاة فردٍ بلا أدلّة وافية وتجريمه)، فأجاب بأنه لا يريد الحديث عن أيّ "تخويف"، لكنه قال بلهجة من لا يعقد الكثير من الأمل: "سأنتظر لأشاهد كيف ستقومون باستخدام الأدلّة التي في حوزتكم".

وبدا رئيس الوزراء الأسبق مصراً على وجوب تبرئته، قائلاً إنه سيكون من "الجنون تماماً" تضليل البرلمان البريطاني، وأنه سيكون من "الظلم والخطأ" أن تستنتج اللجنة أنه قد قام بذلك.

واتّهم جونسون - بدعمٍ من أشدّ الموالين له جاكوب ريس موغ في قاعة انعقاد اللجنة - السيّدة هارييت هارمان، بأنها أدلت في وقتٍ سابقٍ بتعليقات كانت "مسيئة" لقضيته.

وقد حذّرت السيّدة هارمان بالقول: "إن ديمقراطيتنا تعتمد على الثقة في أن ما يقوله أعضاء الحكومة لأعضاء "مجلس العموم" هو الحقيقة. وفي غياب هذه الثقة، فإن ديمقراطيتنا البرلمانية ستنهار برمّتها".

ماكس هاستينغز، الرئيس السابق لجونسون [رئيس تحرير صحيفة ’ديلي تليغراف’ التي عمل فيها جونسون سابقاً] علّق بعد جلسة الاستماع بقوله لإذاعة "أل بي سي": "لا أعتقد أن أحداً يمكنه محو بوريس جونسون إلا عندما يتم دفنه عند مفترق إحدى الطرقات وغرز وتدٍ في صدره [في إشارة إلى طريقة التخلّص من مصّاصي الدماء في أفلام ’دراكولا’] ... إنه بمثابة آفة ليس بالنسبة إلى حزب ’المحافظين‘ فحسب، بل أيضاً بالنسبة إلى الجسم السياسي البريطاني ككل".

© The Independent

المزيد من متابعات